إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أريد أن أسألك أنت..!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أريد أن أسألك أنت..!!


    صناعة السعادة
    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.. أما بعد،

    فالسعادة صناعة محلية.. السعادة صناعة منزلية.. السعادة صناعة شخصية، ولكن هناك من يُحسن صناعة السعادة، ومن يُتقن صناعة السعادة.. ويهوى صناعة السعادة، وهناك من لا يُتقنها ولا يُحسنها بل هو لا يريدها. فلذلك أريد طرح هذه الأسئلة عن موضوع السعادة وصناعتها.

    فأريد أن أسألك أنت..!!

    وأريد طرح هذه الأسئلة ليلقيها كل منا على نفسه.. لنعرف من المسئول عن تدمير السعادة في البيت؟؟.. من المسئول عن غياب السعادة في البيت؟؟.. من المسئول عن إعادة السعادة في البيت؟؟

    1- هل تُحب السعادة؟؟

    هذه هي القضية.. هل أنت تحب السعادة؟.. هل تشتهيها؟؟، فالذي يحب السعادة يُحب إسعاد الآخرين.

    ونحن بالفعل نعيش في زمن صعب.. كثر فيه الكذب، وكثر فيه النفاق.. فقد تجيبني حينما أسألك :"هل تحب السعادة؟"، فتقول :"نعم"، ولكن القضية ليست بالكلام، فالذي يحب السعادة يحب أن يراها على الآخرين.

    فالذي يحب السعادة..... لا يمكن أن يكون أنانيًا أبدًا؛ لأن الأناني يحب نفسه فقط، أما الذي يحب السعادة يحب أن يراها على وجوه الآخرين.. ويحب أن يراها في الحياة نفسها.... فالذي يحب السعادة... لا يكون أنانيا.

    والذي يحب السعادة..... لا يكون بخيلاً أبدًا، فأخطر أنواع البخل مطلقًا هو البخل بالعواطف، بأن يبخل أن يقول لأحد أنه يحبه، ويبخل أن يقول كلمة تسعد الآخرين ويبخل أن يساعد شخص ليكون سعيد، فلا يمكن أن يكون الذي السعادة بخيلاً أبدًا.

    والذي يحب السعادة.... لا يمكن أن يكون حقودًا أو حسودًا مطلقًا؛ لأن الحاقد أو الحاسد لا يحب أن يكون الناس سعداء فهو لا يحب السعادة. فالذي يحب السعادة.. يحب أن يكون كل أناس سعداء.. وأن يكون كل الناس أغنياء.. وأصحاء.. وطيبين.. وأن يكون كل الناس متآلفين.. فمن يحب السعادة يحب الخير للناس.

    أما الذي يحقد.. الذي ينزعج أن يكرم الله شخصا، ولو أنه انزعج لأن الله لم يعطيه قد يعتبر هذا مسوغ، فالذي ينزعج من عطاء لله لشخص.. ليس لأنه لا يملك هذا الشيء ولكن - فقط- ينزعج لأن الله أكرمه.. فهذا حقد.. فالحاقد لا يمكن أن يكون ممن يحب السعادة.

    والذي لا يحب السعادة.. لا يؤتاها.. فهو مُعذَب.. لا ينال السعادة، وقد قلت مسبقا بأن السعادة الحقيقية هي سعادة القلب.. فلا تغرك كثرة النقود أو الضحكات العالية أو الشهرة أو إعجاب الناس أو حب الناس فكل هذا لا يصنع سعادة. فالسعادة الحقيقة أن يكون الإنسان سعيد من قلبه.. والقلوب بيد الله.. فلا يسعد القلوب إلا الله، فمن يكره أن يكون الناس سعداء.. لا يمكن أن يكون سعيد.. لا يعطيه الله السعادة؛ لأن الله حكيم يضع الأشياء في مواضعها اللائقة، فالسعادة توضع في القلوب التي يُحب الله سعادتها، وليس أحب إلى الله من سرور تدخله على مسلم، قال رسول الله صلى الله: "أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم" حسن_صحيح الجامع:176. (اللهم أسعد بنا المسلمين، وأسعدنا بالمسلمين، واجلنا من سعداء المسلمين.. آمين)

    فدعك من الكذب والنفاق وأجب بصراحة: هل أنت تحب السعادة؟؟؟ وما دليلك؟؟

    من الذي أسعدته في هذه الدنيا ؟؟ وكيف تُسعد الناس؟؟ (فهذا دليل محبتك للسعادة)
    أما لو كنت لا تسعد الناس وأناني؛ تحب أن تُسعد نفسك فقط.. فأنت لا تحب السعادة .. فلا يوجد لك دليل ثبت به محبتك.

    2- ما هدفك في الحياة؟
    وإن كنا نتحدث عن الزواج وعن السعادة الزوجية والبيت المسلم، فلابد أن نسأل أيضًا:

    3- ما هدفك من الزواج؟
    فالرجل الصادق والمرأة الصادقة لبيت صدق لابد أن يكون الهدف من الزواج متوافق مع الهدف من الحياة، فيكون الهدف من الزواج هو الهدف من الحياة، فنحن نريد أن نعيش بطريقة صحيحة بما يرضي الله لنسعد بالله.

    إن أعظم أنواع الفرح.. الفرح بالله {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} يونس_ آية:58، عندما يكون الهدف الفرح بالله.. نعيش السعادة الحقيقية.. بأن نفرح بالله وذلك يكون بأن يفرح الله بنا، وإن سألت "كيف يفرح الله بنا؟"، فذلك بأن نتوب.. فالله يفرح بتوبة عبده.

    اللهم تقبل توبتنا.. واغسل حوبتنا.. وامح خطيئتنا.. وارفع درجتنا.. وسدد ألسنتنا.. واسلل سخيمة صدورنا،
    اللهم إنا نسألك أن ترزقنا توبة تفرح بها، اللهم تقبل توبتنا وأسعدنا بها، اللهم أسعدنا بتقواك واجعلنا نخشاك كأننا نراك،
    اللهم متعنا بما له هديتنا، وأدم علينا ما به سترتنا، يا حي يا قيوم.. آمين.

    إخوتي ،،،

    السؤال الأول: هل أنت تحب السعادة؟ وما الدليل؟ (من الذين أسعدتهم؟)
    السؤال الثاني: ما هدفك من الحياة؟
    والسؤال الثالث: ما هدفك من الزواج؟ (وينبغي أن يتوافق الهدف من الزواج مع الهدف من الحياة)

    4- ما هو طموحك المستقبلي؟؟
    ماذا تشتهي؟؟.. بم تطمع؟؟.. ما هي آمالك في الحياة ؟؟
    وهل وضعت في طموحك أن يكون طموح زوجتك "أن تكون هي طموحك وآمالك"؟
    والأخت المسلمة: هل من طموحها وآمالها تحقيق طموحات وآمال زوجها؟
    أم أن كل واحد في واد؟! كل واحد يُجدف.. وكل واحد ممسك دفة.. وكل واحد له شراع؟! هل أنتم الاثنين تبحروا إلى مرفأ واحد.. وهدف واحد..وآمال واحدة؟؟ أم كل يغني على ليلاه؟!

    5- ما هو تصورك لمفهوم الزواج؟

    6- ما الصفات التي تحب أن تراها في شريكة الحياة ؟

    7- هل تعتقد أن أحلامك وتصوراتك في مواصفات في شريك الحياة يستحيل تحقيقها؟

    8- هل أنت إنسان اجتماعي؟

    9- ما هي حدود علاقاتك؟
    ما هي حدود علاقاتك مع أهم أصدقائك؟.. هل هي منفرطة ومفرطة؟! أم علاقات حيوية حياتية منضبطة؟
    إذا كان الأمر كذلك، فماذا تحب لزوجتك في محيطها الاجتماعي وعلاقاتها الشخصية؟

    10- هل تحب وترضى أن تكون لزوجتك علاقات خاصة بها مع النساء؟
    وأنا أتحدث في حدود المباح، فيباح للزوجة أن يكون لها صديقة أو اثنتين أو أكثر، ولكن هل أنت تحب هذا؟ هل تحب أن يكون لها علاقات معهن.. (زيارات.. وتبادل إيميلات.. وهدايا ومجاملات.. إلخ)

    11- هل تحب وتهتم بأن تسعد من تحب؟

    12- هل السعادة قضية لك؟ تحبها وتسعى لها؟

    13- هل أنت فنان في رسم البسمة على شفاه الآخرين؟
    أم أنك تنتظر فقط من الآخرين أن يسعدوك؟ وتقييمك للآخرين بناءً على ما يقدمونه لك؟!
    فكلما قدموا لك خدمات أكثر كانوا لك أحب؟ وكلما وقروك واحترموك وعظموك كانوا لك أقرب؟!
    فتقييمك للناس بناء على ماذا؟
    وهل تحب إسعاد الآخرين أم هدفك أن يُسعدك الآخرين فقط؟

    14- هل تشعر بحماس في الاهتمام باحتياجات زوجتك وأولادك والبيت؟ أم أنك تعتبره ثقل وعبء على كاهلك؟
    فهل تشعر بالتعب والملل من تلبية مطالب أهلك الحياتية، أم أنك تلبيها بحب وسعادة. سبحان الله العظيم..! كان لي صديق يقول:"اطلب مني.. اطمع فيا".. سبحان الله العظيم..! هذا حب.

    فهل قلت لزوجتك يوما: " اطمعي بي.. ما هي أقصى آمالك لكي أحققها لك؟"..؟، أم هل قلت لابنك يوما: " تمنى علي.. اطمع بي.. أخبرني ماذا تشتهي".
    وهل قلتِ لابنك أو ابنتك: "يا ابنتي.. أنا نفسي أسعدك ما أقصى ما يسعدك لكي افعله؟"، قد تجيبك بقول "احضنيني".. فقط هذا ما تريده، وبهذا تكون صنعت السعادة، وتظل تذكر هذه الجملة طيلة حياتها وتقول قالت لي أمي يوما :"أنا نفسي أسعدك".

    فكما ترون قد يكون سبب إسعاد الآخرين شي بسيط جدا، فبعض الناس يكون محتاج (صمولة) وهي شيء رخيص جدا.. لا يكلفك شيئا على الإطلاق.. قد تكون سبب سعادة امة.

    15- هل أنت مستعد للتضحية؟ هل أنت مستعد لتقديم تنازلات لصناعة السعادة الزوجية؟

    16- هل تراعي مشاعرهم كما تحب أن يراعي الآخرون مشاعرك؟

    17- هل تفكر في آمال ورغبات الآخرين؟
    هل جلست يوما لتفكر: يا ترى ماذا ينقص زوجتي؟؟.. يا ترى ما الشيء الذي حرمتها منه؟.. أحيانا أراها سرحانة أو مكتئبة: فيا ترى ما الشيء الذي لا يُعجبها مني؟.. ما الذي يزعجها مني؟.. يا ترى ما سبب قلقها؟.. كيف يمكنني إسعادها؟
    هل جزء من حيز تفكيرك مشغول بهذه القضية؟
    هل تفكر في آمال ورغبات الآخرين كما يشغلك في آمالك ورغباتك؟

    18- هل تحب تلبية مطالب الآخرين؟ ومساعدتهم وإسعادهم؟
    أم تقول: "أنا لا أحب أن يطلب مني أحد شيئا.. أنا أعمل من نفسي" ؟... ولكن الرجل الكريم يحب أن يطلب منه؟ ويحب أن يلبي مطالب الآخرين؟ وكذلك المرأة الكريمة.. الطيبة.. الخلوق.. الأصيلة تحب أن تحقق مطالب زوجها.. قبل أن يطلبها.. وإن طلب تظهر البشر والسعادة بهذا الطلب.

    19- هل قلبك واسع ؟؟
    قلبك واسع يتسع لحب زوجتك وحب أبوك وأمك وحب أولادك؟
    قلبك واسع.. فلديك عواطف متدفقة تغرق كل هذه الناس حب؟ من نصائحنا السابقة في حلقات كيف وأخواتها (ازرع الحب تحصد الحب).. فهل قلبك واسع ليتسع لحب كل هذه الناس؟

    20- هل تحب البيت والعائلة والاستقرار؟
    فهناك أشخاص يحبون المغامرات.. فتجدهم كثيري التقلب، لكن أهل الأصول الذين يعرفون صناعة السعادة يحبون البيت ويعشقون الاستقرار والهدوء.. يعرفون كيف تصنع العواطف.. وكيف تستخرج كنوز المشاعر.. وكيف تتدفق المعاني العالية في الحب والحنان واللطف والإسعاد والسعادة.

    هذه الأسئلة العشرين كنوع من أنواع التشخيص.. لتشخيص الفيروس الذي أفسد الحياة الزوجية، ولمعرفة العلة التي كانت السبب في إفساد الحياة الزوجية، لنحدد ما هي أسباب شقاءك أو سعادتك، ونحدد من أين أتى النكد وكيف دخل الخلل والحزن إلى بيوتنا.

    فأريد من كل زوج أن يتوقف مع كل سؤال منها ويتفكر في حياته الزوجية.

    أسأل الله الودود الرحيم أن يملأ بيوت المسلمين مودة ورحمة
    وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
يعمل...
X