حياكم الله وبياكم أيها الإخوة والأخوات
وطبتم وطاب ممشاكم
اعذرونى فلن ابدأ فى مقدمة
بل سأدخل فى الموضوع مباشرة
سامحنى يا بنــــــى
نعم سامحنى فقد ارتكبت جرماً كبيراً فى حقك .
سامحنى يا بنــــــى
سامحنى عندما لم أضمك إلى صدرى وأحضتنك لأحميك من شوائب الدنيا .
سامحنى يا بنــــــى
سامحنى عندما تجهمت فى وجهك وصرخت فيك بأعلى صوتى وأنت لم ترتكب ولا شئ سوى أنى ( غضبان ) .
سامحنى يا بنــــــى
سامحنى عندما لم أجلس معك وأشملك بحنانى وعطفى .
سامحنى يا بنــــــى
سامحنى عندما تركتك تضيع من بين يدى بسبب إهمالى وتقصيرى فى حقك .
سامحنى يا بنــــــى
سامحنى عندما سببتك وشتمتك ونعتك بأسوأ الألفاظ وأنت لا ذنب لك سوى أنى ( هكذا ) .
سامحنى يا بنــــــى
سامحنى عندما كان صوتى يعلو دائماً فى كل موضوع تناقشنى فيه
وأرفض النقاش بسبب أنك أنت المُصيب وانا المُخطئ .
سامحنى يا بنــــــى
سامحنى عندما لم أفرح أنك إلتزمت وأصبحت تصلى فى المسجد دائماً
وتبحث عما يرضى ربك .
سامحنى يا بنــــــى
سامحنى عندما نعتك بال ( متشدد ) وال ( متزمت ) و ( الشيطان ) لأنك أنت
( الصح ) وأنا ( الخطأ ) .
سامحنى يا بنــــــى
سامحنى عندما رفضت وبشدة أن تسير مع الرفقة الصالحة لأنهم يسيرون فى الطريق المستقيم وادعيت أنى أخاف عليك لأسباب تافهة بل هى أقل من التفاهة نفسها .
سامحنى يا بنــــــى
سامحنى عندما رفضت أن تتبع سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم بسبب أن كل من يتبع السنة يُقبض عليه ويودع فى المعتقل ويُعذب ولم أفهم أن هذا شرف لك وليس عار .
سامحنى يا بنــــــى
سامحنى عندما كنت اصرخ فى وجهك دائماً وأنت تحاول أن تُبعد عن إخوتك ما يضرهم فى دنياهم وأخراهم واقول لك بكل تبجح ( هذا ليس من الإسلام فى شئ ) .
سامحنى يا بنــــــى
سامحنى لأنى أنا السبب فى كل ما حدث لك .
سامحنى يا بنــــــى
سامحنى لأنى انا السبب فى إصابتك بألوان شتى من الأمراض النفسية والجسدية .
سامحنى يا بنــــــى
سامحنى لأنى لم أفهمك يوماً واحداً ولا حتى ساعة واحدة .
سامحنى يا بنــــــى
سامحنى لأنى لم أشعر يوماً بكل الحب الذى تُكِّنه لى وأنت تشتاق إلىَّ فى كل لحيظة .
سامحنى يا بنــــــى
سامحنى لأنى لم اقرأ نظرة الألم فى عينيك الدامعتين خوفاً علىَّ وعلى أهلك مما هم فيه من البعد والتقصير .
حقاً
أنا نادم يا بنى
فسامحنى أرجوك
إلى كل أب
رسالة من إبن ذاق مرارة وألم أنه لم يشعر أنه ( إبن ) فى يوم من الأيام
لا تقسوا على أبنائكم حتى لا ينتهوا إلى مصير مؤلم وموحش .
لا تجرحوا أبنائكم بأفعالكم لأنهم لديهم مشاعر عميقة وحسَّاسَّة .
لا تلوموا أبنائكم لأنهم إختاروا الطريق الصحيح .
لا تصبّوا غضبكم وهمكم وحزنكم وتعبكم على أولادكم فلا ذنب لهم سوى أنهم ( أبنائكم ) .
لا تجعلوا أبنائكم يتمنوا يوماً لو أنهم لم يوُلدوا أو يتمنوا أسرة غيركم .
أولادكم ستُسألون عنهم يوم تقفون أمام
من رآكم فى كل وقت وحين .
زفرة من زفرات قلبى الحزين
مح ـ ـم ـ ـد
تعليق