إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وقفات عاشورية..............ولايتنا لمن؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وقفات عاشورية..............ولايتنا لمن؟

    وقفات عاشورية


    ولايتنا لمن؟


    من فضل الله علي عباده المؤمنين أنه أكثر نفحاته إليهم وأجزل عليهم مواسم الخير فما يكاد ينقضي موسم طاعة حتي يبدأ غيره ويظل المسلم يتنقل من خير إلي خير فكلما قارب علي الفتور أيقظته نفحة وإذا ران على قلبه من غبار النسيان وطول الأمد لفتته فرصة
    فأفاق وتذكر كما قال النبي عنه " إن المؤمن خلق مفتنا توابا نسيا إذا ذكر تذكر". .

    وها نحن علي مشارف نفحة جديدة وفرصة جزيلة وموسم خير فائض وهو شهر الله المحرم ويوم الله عاشوراء ، وكثير منا لا تزيد علاقته بشهر الله المحرم إلا المعرفة الباهتة للحديث المشهور أن افضل الصيام هو صيام هذا الشهر . . . ، وجل ما يعرفه عن عاشوراء أن صيامه يكفر عاما قبله .
    لكن الحقيقه أن المتأمل في الأحاديث التي وردت وصحت في شأن المحرم وعاشوراء يجد أنه بصدد أيام جليلة وفوائد نبيلة تستوجب منه وقفة بل وقفات مع معانيها وفوائدها الظاهرة و المستنبطة يتذكرها ويُذكِّر بها من باب قول الله "وذكرهم بأيام الله". . . .

    وقبل أن نبدأ وقفاتنا مع المعاني والفوائد لابد لنا من الوقوف أولا علي الفضائل العظيمة لهذه الأيام علََََّ القلوب تسمو والهمم تعلو لإدراك قيمة هذا الشهر وذلك اليوم . . . .

    ويكفي بالمحرم فضلا أنه الشهر الوحيد الذي نسبه النبي صلي الله عليه وسلم إلي الله كما ذكر ذلك الحافظ أبو الفضل العراقي رحمه الله ، ونسبة الشئ الي الله تدل علي شرفه ومقامه الرفيع كما نسب الله إليه البيت الحرام (بيت الله) وكما نسب ناقة صالح عليه السلام الي نفسه (ناقة الله) ونسب الأنبياء كذلك (لما قام عبد الله يدعوه ) الآية . . ، والقرآن ايضا نسبه الي نفسه فهو (كتاب الله) . . .
    و المحرم هو الشهر الوحيد الذي تكلم النبي عنه هذا اللفظ (صيام شهر الله المحرم) و فى رواية (شهر الله الذي تدعونه المحرم) .

    وقد ذهب جمع اهل العلم وعلي رأسهم الحسن البصري رحمه الله الي أن المحرم أفضل الشهور قاطبةً بل أنه أفضل حتي من رمضان وقد بنى رأيه إستنادا لهذا النسب الأشرف لله الأعز الأكرم ، وكذلك لحديث رواه النسائي في سننه من حديث أبي ذر رضي الله عنه سأل فيه النبي أي الشهور أفضل فقال (شهر الله المحرم) . . .

    وأيضا لأن صيام المحرم أفضل الصيام – وإن كان ذلك محمولا علي أنه أفضل الصيام بعد رمضان فلا شئ يعدل فضل الفريضة – إلا أن أفضلية الصيام فيها دلالة صريحة علي أفضلية الأيام .

    والمحرم شهر حرام والله عز وجل فضل الأشهر الحرم علي غيرها بحرمة القتال مطلقا قبل الأسلام وبعده – إلا في حال تعدي أعداء الله أو عدم تفريقهم (وقاتلوا المشركين كآفة كما يقاتلونكم كآفة) .

    واختص الله الأشهر الحرم بالنهي عن ظلم النفس فيهم والظلم منهي عنه علي العموم ويزداد النهي تغليظا في الأشهر الحرم ولذا قال (فلا تظلموا فيهن أنفسكم) ، وأكثرها حرمة المحرم ومن ذلك أشتُق أسمه وبلغت شدة حرمته عند العرب أن سموه "شهر الله الأصم" وقيل سمي المحرم لأن الجنة حرمت علي إبليس فيه (والله أعلم) .

    وقد كان السلف يعظمون هذا الشهر وبالذات أوله كما قال أبو عثمان النهدي رحمه الله "كانوا يعظمون ثلاث عشرات العشر الأخيرة من رمضان والعشر الأول من ذي الحجة والعشر الأول من المحرم" .

    ومن أعظم فضائل هذا الشهر وجود هذا اليوم العظيم من أيام الله فيه وهو اليوم العاشر منه المسمي بعاشوراء وفيه أحداث تاريخية جليلة غيرت وجه العالم وأظهر الله عز وجل فيها سننه الربانية ونصر عباده المؤمنين .

    وقد ورد في فضل هذا اليوم وصيامه العديد من الأحاديث أشهرها حديث قدوم النبي علي المدينة حيث وجد اليهود_ وفي رواية اليهود والنصاري_ يعظمون هذا اليوم ويتخذونه عيدا فسألهم عن سبب ذلك فأخبروه أنه يوم ظهور موسي علي فرعون ، صامه موسي شكرا لله عز وجل فصامه النبي موافقة لسنة أخيه موسي عليه السلام وقال لئن عشت إلي قابل لأصومن التاسع وقال نحن أحق بموسي منهم وكذلك أخبر النبي أنه يوم من أيام الله كما فى الصحيح "عاشوراء يوم من أيام الله فمن شاء صامه ومن شاء تركه"رواه مسلم
    وقد ورد كذلك أنه يوم معلوم فضله عند من سبق من الأنبياء وورد في بعض الآثار أن نوحاً عليه السلام كذلك قد صامه شكراً لله لأنه اليوم الذي أستوت فيه السفينة علي الجودي ) كما فى مسند الإمام أحمد .

    وقد كان النبي يصومه حتي قبل الإسلام والراجح أنه صار أول صيام واجب بعد الإسلام قبل أن يفرض صيام رمضان ثم انتقل بعد ذلك من الوجوب إلي الاستحباب .

    وقد رغب النبي في صيامه حتي بعد زوال الوجوب عنه وأخبر عن ثواب هائل لمن صامه بقوله (أحتسب علي الله أن يكفر السنه التي قبله ) صحيح مسلم ، وقال بن عباس (ما علمت أن رسول الله صام يوما يطلب فضله علي الأيام إلا هذا اليوم ولا شهرا إلا هذا الشهر _ يعنى رمضان) (خ/م) .

    فكل ما سبق يدل علي خطورة هذا اليوم وعظم فضله وأحداثه التى تقشعر لهولها الأبدان حين تستعرضها القلوب وتمر تفاصيلها وأهوالها على العقول .

    وكلام النبي عن هذا اليوم إذا تدبرناه يبعث داخل النفس مشاعر جياشة ويلفت الإنتباه الي مبادئ وأفكار نحتاج أن نقف معها وقفات ووقفات ونخرج منها بأعظم الدروس التربويه والعقدية التى تنير الفكر وتستنهض الهمم وتملأ القلب بالعزة واليقين والتجرد وغير ذلك من المشاعر والمقامات الإيمانية التى نحن فى أمس الحاجة إليها اليوم

    ووقفتنا الأولي مع كلمة النبي صلي الله عليه وسلم حين علم سبب تعظيم اليهود لهذا اليوم واتخاذه عيدا فقال (نحن أحق بموسي منكم)وفى رواية (نحن أولى بموسى منكم) .


    وهاهنا قضية في غاية الأهميه وهي
    الولاية لمن ولمن الأحقيه ؟. . .هلّا سألنا أنفسنا هذا السؤال وأجبنا بصدق ونحن مقبلون علي هذه الأيام الفاضلة وهذا اليوم المشهود الذي نصر الله فيه موسي عليه السلام الإسرائيلي( نسبة الي جده ) علي فرعون (المصري).

    أظن أن المعني في وضوح الشمس . .

    هذه الكلمة البسيطة من النبي تؤصل عقيدة في غاية الخطورة وهي عقيدة الولاء والبراء . . الولاء دون النظر لجنس أو لعرق أو لون أو لغة .

    الولاء المتوارى في زمن النعرات والصيحات والقوميات والأحزاب التي صدق فيها قول الملك جل وعلا "فتقطعوا أمرهم بينهم زبرًا كل حزب بما لديهم فرحون"

    ينبغي علينا في هذه الذكري الجليلة أن نؤجج هذا المعني في قلوبنا وأن نتذكر هذه الروح الإيمانيه التي جعلت سلمان الفارسي يقاتل بجوار صهيب الرومي والبون شاسع عميق بين دولتيهما.
    - الروح التي جعلت النبي محمد العربي ينتصر لبلال الحبشي علي اخيه أبى ذر العربي كذلك ويقول له لما عيَّر أخاه بلونه "إنك أمرؤ فيك جاهليه" .

    - تلك الروح التي جعلت مصعب بن عمير يقول لأبي عزيز الأنصاري الذي أسر أخا لمصعب في غزوة بدر : أشدد عليه فإن له أماً لها مال علًّها أن تفديه منك ، فقال أخوه : أتلك وصاتك بي يا أخي ؟ . . فرد عليه مصعب قائلا إنه أخي دونك.
    روح المغيرة بن شعبة وهو يضرب يد عمه عروة بن مسعود الثقفى لما امتدت لتمس شعرات من لحية النبى الشريفة .
    بل روح أبى عبيدة بن الجراح لما قتل والده فى بدر
    فلنسأل أنفسنا هذا السؤال الآن فى ذكرى هذا الدرس العقدى البليغ ولنجب علي السؤال بصدق
    ولايتنا لمن؟؟

    هل نجح أعداؤنا برسم الخط الحدودي المتقطع في قلوبنا بعد أن رسموه علي خرائطنا وفرقوا به أمتنا الي دويلات متناحرة أججت القوميات والنعرات الجاهلية نيران الكراهيه بين أبنائها . . . ، هل أنستنا حمى القومية الإمام البخاري (الروسي) والإمام مسلم (النيسابورى) و القائد صلاح الدين الأيوبى (الكردي) وبن حزم الأندلسى (الإسباني) و الشيخ عبد الحميد بن باديس (البربري الجزائري)قائد ومسعر ثورة المليون شهيد ( المسماة الآن فى إعلامنا الرياضى المغوار بثورة المليون لقيط) وإنا لله وإنا إليه راجعون.

    ألسنا نقرأ في الكتاب قول الله تبارك اسمه :
    ) إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه ، وهذا النبي ، والذين آمنوا ، والله ولي المؤمنين
    قال ابن جريرالطبري رحمه الله تعالى :
    " إن أحق الناس بإبراهيم ونصرته وولايته ( للذين اتبعوه ) يعني :
    الذين سلكوا طريقه ومنهاجه فوحدوا الله مخلصين له الدين ، وسنوا سننه ، وشرعوا شرائعه ، وكانوا لله حنفاء مسلمين غير مشركين به ، ( وهذا النبي ). والذين معه من المؤمنين أولى الناس بإبراهيم عليه السلام
    ومثل ذلك قالت طائفة من السلف ، منهم قتادة والربيع وابن عباس
    والذي يتأمل سياق الآيات الكريمات يتبين أن الحق – سبحانه – قد تجاوز عن اعتبار اليهود والنصارى – صراحة وتلميحاً – في ولاية إبراهيم عليه السلام – حيث قال:
    وما)كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ، ولكن كان حنيفا مسلما ، وما كان من المشركين . إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا ، والله ولي المؤمنين(
    قال العلامة المفسر الفقيه أبو محمد عبد الحق بن عطية الغرناطى الأندلسي في تفسيره :
    " أخبر الله سبحانه في هذه الآية عن حقيقة أمر إبراهيم ؛ فنفى عنه اليهودية والنصرانية والإشراك ، الذي هو عبادة الأوثان ، ودخل في ذلك الإشراك الذي تتضمنه اليهودية والنصرانية ، ودخل النفي على غاية الفصاحة ؛ نفي نفس الملل ، وقررالحال الحسنة "
    إلى أن قال :
    " ثم أخبر – تعالى – إخبارا مؤكدا أن أولى الناس بإبراهيم الخليل هم القوم الذين اتبعوه على ملة الحنيفية ، ، لأنه بعث بالحنيفيةالسمحة ")وهنا يدخل من اتبع الحنيفية في الفترات ، وهذا النبي محمد ومن آمنوا معه
    وإبراهيم ليس عربيا واسمه اسم أعجمي ممنوع لذلك من الصرف ومع هذا يأمرنا الله بولايته وحبه.
    أين نحن اليوم من هذه الولايه الإيمانيه (إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) (المائدة/55).

    هل نحن فعلا نستشعر هذا المعني الغالي معني ولاية المؤمنين وأعظمهم الأنبياء فتهفو قلوبنا لعيسي حين يقود أمتنا مع المهدي فى آخر الزمان وتشتاق ألسننا للشهادة لنوح يوم القيامه أنه بلغ ما عليه وأدي أمانته ، وهل نفرح يوم عاشوراء بنصر موسي النبي الذي هو من بني إسرائيل وبنجاة بني اسرائيل المستخلفين المؤمنين – في ذلك الوقت – من فرعون القائد المصري وجنده الأشاوس ؟
    و هل تتسابق من صدورنا زفرات الارتياح لهلاك هذا القائد الكافر مدعي الربوبية ؟.

    أتمتلئ قلوبنا بالعزة واليقين حين نستعرض أمام أعيننا مشهد موسي عليه السلام (حفيد اسرائيل عليه السلام ) وهو يقول في هذا اليوم (كلا إن معي ربي سيهدين) مع انقطاع الأسباب ليطيح هذا الحرف بكل مؤكدات المرجفين المنبطحين من بنى إسرائيل حين قالوا (إنا لمدركون).
    هل نستهجن ونحقر كلمات الطاغوت مدعي الربوبية حين يقول في ذلك اليوم (إن هؤلاء لشرذمة قليلون . وإنهم لنا لغائظون . وإنا لجميعٌ حاذرون). ، ونبتسم تبسم المغضب حين نتذكر أنها هي هي نفس كلمات كل طاغية في كل زمان إلي يوم الدين وما كلمات بوش و أذنابه والعالم كله يد واحده أمام الأرهاب –عذرا- أقصد أمام الإسلام عن الأذهان ببعيد !! . .

    · ما أجل هذا المعني وما أهم هذه الوقفة التي لا تنفك عن الوقفة التي بعدها والمعني الأصيل المرتبط بها وهو معني
    البراء من أعداء الله حتي مع الموافقة الجزئية.وهذه هى وقفتنا الثانية

    فالنبي بتجرد مطلق – سنقف معه أيضا وقفة قريبة – أقر اليهود علي المعني الكلى وفرح بنصر الله لأخيه موسي وشكر الله علي هذه النعمة بالصيام لكن بشرط مخالفة أصحاب الجحيم
    فلم ينسي النبي صلى الله عليه وسلم عادته الشرعيه بمخالفة اليهود والبراء منهم في كل ما يستطيع
    فصيامه فى ذاته يعد مخالفة لليهود كما أورد ذلك بعض أهل العلم فقالوا إن العيد الأصل أنه لا يصام واليهود اتخذوه عيدا يحتفلون فيه كما نحتفل نحن بعيدينا وكما ورد في رواية لمسلم : ( كان أهل خيبر يصومون يوم عاشوراء يتخذونه عيداً ، ويُلبسون نساءهم فيه حليهم وشارتهم ، فقال رسول الله r : ( فصوموا أنتم ).قال الفوزان حفظه الله :وظاهر هذا أن من حكمة صومه مخالفة اليهود ، وذلك بعدم اتخاذه عيداً ، والاقتصار على صومه ، لأن يوم العيد لا يصام ، وهذا أوجه من مخالفة اليهود في يوم عاشوراء
    وكذلك تظهر المخالفة فى قول النبى صلى الله عليه وسلم "لئن عشت إلي قابل لأصومن التاسع" ..
    وقد ذهب جمهور العلماء الي أن كلمة النبي (لأصومن التاسع) علتها مخالفة اليهود وصرح بذلك بن عباس رضي الله تعالي عنهما واستدل بعض أهل العلم برواية الإمام احمد (خالفوا اليهود فصوموا يوما قبله ويوما بعده) ورواية الإمام البيهقي (خالفوا اليهود فصوموا يوما قبله ويوما بعده) وفيهما ضعف
    فتأمل معي كيف آثر النبي مخالفة اليهود حتي في طاعة وفي أمر وافقهم علي أصله وليتدبر كل متشبه بأعدائه وكل زاعم أن الحرص علي المخالفة في الأمور الظاهرة وهو من قشور الدين وسفساف الأمور فلينظر شباب "الإيمو" و "الميتال" والشباب "الفانكي" و "النِيجر" حرص إمامهم عليه الصلاة والسلام علي المخالفة وإظهار الهوية الإسلاميه وإبراز الشخصيه المتفردة للمسلم حتي يُعرف عن غيره ولا يحدث التخليط المروع الموجود الآن الذي وصل إلي حد الموافقة المطلقة والإتباع الأعمى للغرب في كل شئ حتي في نجاسات أمعائهم كما صرح بذلك وزير خارجية أتاتورك الهالك ! .

    إن النبي طالما حث علي المخالفه في كل شئ من أول العبادات مرورا بالأخلاقيات إنتهاءا بالمظهر
    وأحاديث المخالفة أكثر من أن نحصرها في هذا المقال فكم من مرة قال النبي خالفوا اليهود أو المجوس أو المشركين وإليك أمثلة
    "أعفوا اللحية وقصوا الشارب خالفوا المجوس/المشركين" ،
    "نظفوا أفنيتكم فإن اليهود لا ينظفون أفنيتهم" ،
    "صلوا في نعالكم فإن اليهود لا يصلون في نعالهم / خالفوا اليهود فإنهم لا يصلون في نعالهم "
    "وفرواعثانينكم وقصروا سبالكم خالفوا أهل الكتاب"
    "يا معشر الأنصار حمروا وصفروا_أى اللحى_خالفوا أهل الكتاب"
    إلي غير ذلك من الأحاديث وأغلبها كما يتبين في أمور ظاهرة قد يقول بعضهم أنها أمور فرعيه لا قيمة لها ولكن الحبيب عني بها وحرص علي مخالفتهم فيها حتي أستشعر اليهود ذلك فقالوا "ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئا إلا خالفنا فيه"رواه مسلم
    ، فانظر يرعاك الله إلي ظهور المعني ليهود الأمس والتباسه علي كثير من مسلمى اليوم فكيف بهم و قد جمعت لهم هذه الأدلة علي المخالفه وعلي رأسها قوله "من تشبه بقوم فهو منهم" ،
    ومع ذلك لايزال الجدال ولايزال التجاهل والتعامي عن هذه الحقيقة الجلية حتي طمست الهوية الإسلامية وصار من يتمسك بها هو الذي يتهم بشذوذه عن النسق العام والعرف السائد من التشبه المطلق دون قيد أو شرط بل وصار منهم من ينادي بوحدة الأديان وتعميم دين الإنسانية المستورد المزعوم
    حتي صدق في كثير أبناء أمتنا قول الصادق المصدوق صلي الله عليه وسلم "لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلتموه قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى؟
    قال: فمن؟"رواه البخارى
    لماذا لا نجعل صيام تاسوعاء فرصة لإحياء هذه السنة أعنى سنة مخالفة أصحاب الجحيم وإظهار تفرد الهويه الإسلاميه ولنعلم ذلك لأبنائنا ونذكر به إخواننا وآباءنا وكل من حولنا في هذا الموسم من مواسم المخالفة لليهود مع موافقة نبيهم بل نبينا موسى عليه السلام.

    § الوقفة الثالثة وهي مع معني هو أيضاً من الأهمية بمكان عظيم وهو معني التجرد للحق مهما كان مصدره .
    فهاهو النبي يقبل هذا الخبر من اليهود و يبني عليه عملاً يصير سنة الي قيام الساعه ، فالحكمة ضالة المؤمن أنّي وجدها فهو أولي الناس بها ولا ينبغي للمسلم أن تعمي الخلافات أو العداوات عينيه عن التطلع للحق وقبوله حتي ولو كان من ألد أعدائه .
    ولقد أظهر الله هذا المعني جلياً حين نزلت الآية بموافقة قول امرأة كافرة وهي بلقيس ملكة سبأ حين قالت "إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة" فقال الله مصدقا لقولها "وكذلك يفعلون" .
    لا يعني هذا ألا يُنظر في المصدر ويتم إعتبار غالب حاله من صدق أو كذب ، لكن إذا حدث التأكد من أن ما جاء به حق فلا مناص من قبوله والعمل بمقتضاه إن كان فيه خير العباد والبلاد.

    إن سنة قراءة آية الكرسي قد أخذت من شيطان أطلع أبا هريرة رضى الله عنه علي قيمة قراءتها وكيف أنه لا يقرب قارئها من الصباح شيطان حتي يمسي والعكس ، فأقرَّ النبي هذا الخبر القادم من أشر مصدر وقال "صدقك وهو كذوب" فبين أن الأصل كذبه لكنه صدق هنا فلا مانع من الإنتفاع بما جاء منه مادام حقا.

    وقد أذن النبي بذلك فى الإنفتاح (المقيد) علي الآخر وعدم التقوقع علي النفس ورفض كل ما ليس من عندنا ولو كان فيه النفع ، فقبل فكرة الخندق من سلمان الفارسي وهي فكرة جديدة بالكلية على العرب واختراع أجنبى محض قادم من بلاد تعد معادية وثنية ومع ذلك أخذ النبى الفكرة مادام النفع فيها للمسلمين ولم تعارض شرعا عندنا فتخندق النبي وأصحابه في غزوة الأحزاب وكان النصر من عند المولى جل وعلا .

    ويوم الهجرة استعان النبي بخرِّيت حصيف يعرف طرق الحجاز ودروب الصحراء معرفة وافية فاستعمله النبي في رحلة الهجرة مع أنه لم يكن مسلما كما في الْبُخَارِيِّ عن عَائِشَةَ في حديثِ الهِجْرَةِ: (واسْتَأْجَرَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأَبُوبَكْرٍ رَجُلاً هو عَبْدُاللَّهِ بنُ أَرْقَطَ - وقيلَ: ابنُ أُرَيْقِطٍ - كانَ كافراً مِن بَنِي الدِّيْلِ هَادِياً خِرِّيتاً)
    وقد ثبت كذلك عن النبى قوله "حدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج " ولكن بشرط عدم التصديق المطلق فاستثني فى حديث آخر وقال " لا تصدقوا اهل الكتاب ولا تكذبوهم" ،
    وهذه القاعدة العظيمة والمبدأ الجليل مبدأ التجرد للحق يحتاج إليه المسلمون اليوم بالذات المنغلقون منهم والرافضون لكل ما ليس من ثقافتنا من علوم وحضارات دون النظر إلي موافقتها للأصول الكلية للشرعية ودون إعتناء بالمصالح الآتية من ورائها طبعا مع رفض ما فيها من الزيغ والشطط .
    فالدعوة إلى الانفتاح على الفكر الآخر إما أن يراد بها نتاج المعرفة الإنسانية فيما فيه منفعة دنيوية فهذا أمر مشترك بين سائر البشر يستفيد فيه بعضهم من بعض دون نكير. وفي تاريخنا الإسلامي المجيد صور ناصعة في الاستفادة مما لدى الآخر وتطويره وفق ضوابط الشريعة وأهدافها.

    أما أن يُراد بالانفتاح على الفكر الآخر ما يشمله معنى الدين مثل نظرية المعرفة والتفسير الفكري للكون والإنسان والحياة والغيب ونحو ذلك ففي الإسلام غنية كافية وصادقة، فالإسلام تصور مستقل للوجود والحياة، تصور كامل ذو خصائص متميزة، ومن ثمّّّ ينبثق منه منهج ذاتي مستقل للحياة كلها، بكل مقوماتها وارتباطاتها ، ويقوم عليه نظام ذو خصائص معينة. هذا التصور يخالف مخالفة أساسية سائر التصورات الجاهلية قديماً وحديثاً".

    ولكن إذا جاء الغرب مثلا بمبادئ لا تتصادم مع شرعتنا وفيها من العدل والإنصاف وإحقاق الحق والأخذ علي يد الظالم قلنا لهم هذه بضاعتنا ردت إلينا ولم نرفضها بالكلية وما موقف النبى من حلف الفضول عن الأذهان ببعيد فالحق دائما أحق أن يتبع مهما كان مصدره مادام حقا والباطل أولي أن ينبذ ويلفظ وإن أتي من أحب الناس إليناوقد روى فى الأثرعن نبي الله عيسى بن مريم أنه قال: «خذوا الحق من أهل الباطل، ولا تأخذوا الباطل من أهل الحق، كونوا نقاد الكلام»
    أوردها السيوطي في الدر المنثور وابن عساكر في تاريخ دمشق والبرقي في المحاسن

    وهذا هو مبدأ الإنصاف في دين أنزل الله آيات في كتابه يبرئ بها يهودي من ظلم وقع عليه من رجل ينتسب الي الإسلام فقال "ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا"
    هذا ديننا وهذه عقيدتنا ونعلنها صريحة في عاشوراء: الحق أحب إلينا من كل شئ وإن كان مصدره أعدي أعدائنا.

    الوقفة الرابعة كيف نشكر ؟؟
    النبي صلي الله عليه وسلم فرح بنصر الله لموسي عليه السلام وأراد أن يشكر الله علي هذه النعمة العظيمة وهذا النصر المبين فماذا فعل ؟
    لقد صام هذا اليوم شكرا لله عز وجل علي هذا النصر الذي غير مجري التاريخ وأظهر كلمته العليا وجعل كلمة الذين كفروا السفلي ، ومن قبله صامه موسي عليه السلام وفي ذلك دلالة علي القاعدة القرآنية العظيمة "اعملوا ال داوود شكرا".

    فربط الشكر بالعمل أمر متواتر في كتاب الله وسنة رسوله والمسلم إذا أصابته سراء فلا بد أن يشكر بلسانه وقلبه وجوارحه وهاهنا مثال واضح علي الشكر العملي بطاعة عظيمة وهي الصيام
    وقد شكر النبي بالصيام في يوم الإثنين وحين سئل عن سبب صيامه فقال "ذاك يوم ولدت فيه ويوم أُنزل عليا فيه"رواه مسلم ، فشكر علي نعمة الخلق ونعمة النبوة والرسالة فصام
    وشكر بالقيام : فلما أطال من صلاة الليل وأكثر البكاء فقيل له تفعل ذلك و قد غفر الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال "أفلا أكون عبدا شكورا" .
    وشكر السجود فكان يسجد إذا أصابته نعمة وهو المسمى بسجود الشكر
    وشكر بالذكر فكان يقول إذا أعجبه شئ "لبيك إن العيش عيش الأخرة"
    .وأمره الله بذلك آخر أيامه وعلمه و الأمة كيف يكون الشكر عمليا فأنزل "{ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا }

    الوقفة الخامسة كيف يشكر؟؟
    مع كل نفحة من نفحات الله لابد من تذكر هذا المعني
    شكر الله لعبيده الطائعين
    وشكر الله موضوع هائل لا نستطيع الوفاء بحقه في هذه السطور القليلة وسنفصل فيه يوما إن شاء الله لكن وقفتنا هنا مع قدر الشكر فالله يشكر علي العمل القليل بالجزاء الجزيل وهذا هو معني الشكر لغة وشرعا
    ففي اللغة الشكر هو الزيادة يقال دابة شكور إذا أعطت النتاج الكثير الوفير مع العلف القليل _ولله المثل الأعلي _ و هو معنى لغوى يستقيم مع المعنى الشرعى الذى كثرت عليه الأدلة من الكتاب والسنة كقوله تعالى "لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌشَكُورٌ"
    فالشكور جل وعلا من معانيه السامية أنه هو الذى يغدق على عباده الطائعين بالجزاء الجزيل على العمل القليل {وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللهَ غَفُورٌ شَكُورٌ}
    إن أقل الأعمال و أهون القربات تورث ما لا يسعنا وصفه من الجزاء
    والمثال القائم هنا عاشوراء و كيف شكر الله لصائميه بتكفير ذنوب عام كامل سابق لقول النبى "إنى أحتسب على الله أن يكفر عاما قبله"
    ما أعظم هذا الكرم وما أطيب نفحات الله
    والله إن المرء لا يجد من الكلمات ما يعبر به عن هذا الفضل الكبير إلا قول عمر بن الخطاب رضى الله عنه حين سمع من النبى ثوابا شبيها لأهل الموقف بعرفة فخرج المعنى من قلبه إلى لسانه فجعل يردد كثر خير الله وطاب.... كثر خير الله وطاب
    أليس هذا الحديث وما كان على شاكلته مدعاة للتفكر و التأمل و التساؤل ما الذى فعله الصائم ليستحق كل هذا الفضل ؟
    تكفير سيئات سنة كاملة ببضع سويعات من الإمساك عن الطعام والشراب والشهوة ؟
    هل بذل مجهودا خارقا للعادة أو ضحى بنفسه أو ماله ؟ الجواب لا بل عمل عملا سهلا يسيرا أطلق عليه السلف _ الصيام فى الشتاء_ الغنيمة الباردة

    إن مجرد تذكر هذه الذنوب التي أقترفناها في عام كامل أمر مرهق بل قد يكون مستحيلا علي بعض الناس عد ذنوبهم ونسأل الله العافية .
    فما بالك بأنك لن تعد ولن تتذكر حتي
    بل بهذه السويعات القليلة تنال مغفرة كل تلك الذنوب (عدا الكبائر التي تحتاج إلي توبة منفصلة) .

    لا شك أنه ليس من سبب لذلك والذى لا إله غيره إلا قوله سبحانه ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء)
    إن تذكر هذا المعني لابد أن يملأ القلب بالحماس والرغبة في المتاجرة مع الله عز وجل الذي يربحك أعلي الأرباح علي أقل الأعمال وليست فقط هذه الغنيمة الباردة هى ما يُنال به هذا الأجر الهائل بل مثلها كثير
    § فعرفة يكفر عامين عاما قبله وأخر بعده .
    § والصلاة إلي الصلاة كفارة لما بينها .
    § والجمعة إلي الجمعة و رمضان إلي رمضان والعمرة إلي العمرة كذلك يكفرون
    وكم عمل بسيط وذكر يسير يكفر أعتي الذنوب
    فها هي مئة تسبيحة بحمد الله تكفر ذنوبك ولو كانت كثل زبد البحر
    وها هو استغفارك للمؤمنين والمؤمنات تنال به بكل مؤمن حسنه
    وذكرك في السوق تنال به مليون حسنة ويحط عنك مليون خطيئة وترفع به مليون درجة ويبني لك بيتا في الجنة نعم والله مليون كما صرح بذلك النبى بلفظ ألف ألف .
    وصلاتك ووضوءك وعيادتك للمريض وغير ذلك من الأعمال اليسيرة التي لها من الفضائل ما لا نستطيع حصره فى هذه السطور ومكانها كتب الفضائل و إن شئت فانهل ولاتبخل على نفسك بالعشرات بل المئات من أسباب المغفرة التى لاتقل إن لم تزد عن عاشوراء .

    إن كل ما ذكرنا من النعم والفضائل والنفحات لتملأ القلب بالفرح بالله والاعتزاز بهذا الدين "قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون"
    ولكن ما يندى له الجبين بل وتشمئز منه الأنفس ذات الفطرة السليمة ما آل إليه حال طائفة تنتسب لهذا الدين من تحويل لهذا اليوم وفضائله الى موسم نياحة وفرصة لتأجيج نيران الحقد الذى لا دين لهم بدونها.

    ومع هؤلاء وقفتنا الأخيرة
    مع أتباع دين الحقد واللعن والخرافة الرافضة المخابيل هؤلاء الذين حولوا الذكرى العطرة و الشعيرة التى يُشكر بها الله على منّه وكرمه إلى فضيحة عالمية تجعل من أراد الدخول فى هذا الدين العظيم يتردد ألف مرة إن قيل له هذا هو الدين الحق
    ولا يخفى على أحد فى زمن الإعلام المفتوح والفضائيات والإنترنت ما يفعله الرافضة من شقٍ للصدور ولطم للخدود وضرب للجيوب وجلد للظهور إلى غير ذلك من مظاهر الجاهلية التى يتفنن فيها الشيعة فى ذلك اليوم
    يقول شيخ الإسلام بن تيمية فى مجموع الفتاوى "ولكن لا يحسن أبداً ما يفعله الشيعة من إظهار الجزع والحزن على مقتل الحسين الذي يُلحَظُ التصنع والتكلف في أكثره، وقد كان أبوه عليٌّ أفضل منه وقُتل، ولم يتخذوا مـوته مأتماً، وقتل عثمان وعمـر ومات أبو بـكـر ـ رضي الله عنهم ـ، وكلهم أفضل منه .. ومات سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، ولم يقع في يوم موته ما هو حاصل فـي مقتل الحسين. وليس اتخاذ المآتم من دين المسلمين أصلاً، بل هو أشبه بفعل أهل الجاهلية"
    ويقول بن رجب رحمه الله فى لطائف المعارف"وأما اتخاذه مأتماً _أى عاشوراء_كما تفعله الرافضة؛ لأجــل قتل الحسين بن علي ـ رضي الله عنهما ـ فيه .. فهو من عمل من ضل سعيه في الحياة الدنيا وهو يحسب أنه يحسن صنعاً، ولم يأمر الله ولا رسوله باتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مأتماً، فكيف بمن دونهم؟"
    إن هذه الآلام؛ كآلام الحسين -رضي الله عنه- ليست إلا حلقة في سلسلة طويلة تهدف إلى توظيف الأحداث أو المخيلة؛ لاستدرار عواطف الشعوب الطيبة، التي تكره الظلم، وتستنكف العدوان، لتربيها على صناعة ظلم جديد وعدوان آخر!

    لم يكن الجوهر الحقيقي في مسيرات "اللطم" أو "التطبير" أو "العزاء" أو "السواد" هو صناعة البطل الذي تبلور في المخيلة الشعبية وكأنه هو المخلص أو الفادي أو المضحي، بل الجوهر الحقيقي لتلك المسيرات هو تكريس منظم، ومدروس بعناية لصناعة "العدو" أو "الخصم" أو "الآخر" أو "الناصبي" الظالم الشرير والخائن اللعين، كي يكتمل السيناريو، وُتكتب المسرحية بدقة، فتلتهب مشاعر الشيعة حزناً على "البطل الضحية" والذي ضحى بنفسه بالاختيار لأجلهم، لأجل شيعة الحسين، الذي تزعم روايات "صناع هولوكوست كربلاء" أنه وعد بالجنة كل من بكى عليه، وتألم لأجله، أو دعا بأن يكون من الجنود الذين ينتقمون من "الآخر" تحت راية المنتقم الدموي "مهديهم حبيس السرداب" الذي سيحيي قتلة الحسين وسيقتل العرب وسيصلب الصحابة وأبناء العرب!

    لقد أخذت هذه الأساطير والقصص والرؤى تغذي العقل الشيعي بكراهية قاتل الحسين -رضي الله عنه-وظل الوجدان الشيعي يتغذى بالانتقام والكراهية كلما مر به طيف صورة الحسين رضى اله تعالى عنه وهو صريع في أرض كربلاء مقطوع الرأس، قتيل الأبناء!

    إن ما نشاهده هذه الأيام أقصد أيام "آلام عاشوراء" يؤكد ما ذكرناه آنفاً، من وجود صناعة للآلام المزيفة على حساب الآلام الحقيقية، إن صنّـاع "آلام عاشوراء" الكبار ليس هدفهم الأساس تكفير كبيرة خيانة الحسين رضي الله عنه، أو الحزن عليه كما يزعمون بل الأمر له وجه آخر مخفيّ و أحيانا معلن حسب الظروف الزمنية والمكانية!

    إن هدف اللاعبين الكبار في صناعة "آلام عاشوراء" له وجه آخر أسود ومخيف، فكما كان أجداد هؤلاء هم من دبر مؤامرة الحسين الأولى، فهم أيضاً من يدبر المؤامرة في كل مرة، ويقتلون الحسين في كل سنة تحت اسم "آلام عاشوراء" !

    فهؤلاء الصنّـاع لهم هدف استراتيجي يتمثل في استغلال هذه الآلام لأهداف أخرى غير المعلنة، ويدل على ذلك النتائج التي تظهر لنا كل سنة من وراء أيام محرم وخاصة عاشوراء، فهؤلاء لهم أجندة خطيرة عنوانها:

    إذكاء نار الكراهية والحقد والبغضاء بين الأمة الإسلامية باسم الحسين..
    فبالأمس قتلوا الحسين باسم الحسين..
    واليوم يقتلون الأمة باسم الحسين..!

    وهؤلاء لأن غايتهم غير شرعية، فوسائلهم أيضا غير شرعية، فلا مانع بأن يستفاد من تراث آلام النصارى ولا مانع من أخذ كل شيء يمكن أن يستدر عواطف عوام الشيعة، لتحقيق المكسب المالي على المستوى الشخصي، وتحقيق العداوة والبغضاء على المستوى العام للأمة الإسلامية.

    ومن يتأمل تاريخ هذه المسيرات عبر التاريخ الإسلامي، يجد أنها من أهم عوامل ضرب الوحدة الإسلامية، بل هدمها بالكلية ، وعنصر محرك للبغضاء والتشاحن، وتغذية الكراهية والحقد بين المسلمين.

    ويكفي أن يستمع المسلم أو يشاهد فعاليات هذه المسيرات..
    فخيار هذه الأمة يلعنون..
    والصحابة على ألسنة "الرواديد" يكفرون..
    وأعراض أمهات المؤمنين تنتهك وتباح لكل رخيص..
    ونبرة الطائفية تعلو.. ولغة السيف والدم والانتقام هي الأقوى..
    ولغة التهديد والوعيد تحتد وتبرز..
    وكل ذلك في مسيرات سوداء صارخة منتقمة !
    ومن أعجب الأمور أنه في عاشوراء يوم قتل الحسين وأهل بيته عطشاً وجوعاً وحرقاً، وبينما أهل السنة يصومون هذا اليوم، يقوم الشيعة بتوزيع الحلوى (!!!) وإقامة أطيب أنواع الموائد للطعام والشراب!!!

    فالمحموس، والهريسة، والموش، والشراب، والسنبوسة.. إلخ على قدم وساق يتجمع عليها الشيعة الحزانى _زعموا_على مقتل الحسين !!!

    ومع هذه الأناقة والشياكة، والمطاعم والمشارب، واجتماع الأهل والأحباب، تنظم المسيرات الحسينية في أيام المآتم العاشوريّة حفلات الأناشيد!!

    وفي كل مسيرة يتنافس الجميع في جلب أفضل (رادود حسيني) _ وهو المصطلح الذى يعنى عندهم النَّداب والنّياح ذو الصوت الحسن_ كي يطرب المجتمعين بصوته العذب الشجيّ !

    فأهل الكويت يحبون الرادود الحسيني (باسم الكربلائي) الذي أصبح من علية القوم مكانة وثراءً بسبب العائد المادي الهائل لهذه الحفلات الحسينية!

    وأهل البحرين يفضلون الرادود الحسيني (جعفر الدرازي) الذي ينوح بصوته الجميل في المسيرات وفي كل عام.

    ويبرز التنافس –والذى هو في الغالب غير شريف- بين الرواديد لكسب الأسواق العالمية، فأفضل سوق للرواديد هو في الكويت حيث الغناء الفاحش، ثم يليه أوروبا .. وهكذا، يكون التنافس ويصل إلى تبادل الاتهامات والطعن والمهاترات!

    وتبدأ المسيرات الحسينية بالغناء والأهازيج، ويتمايل الرادود والمغني يميناً وشمالاً، ويتمايل الناس معه في طرب واستمتاع، ويضربون على صدورهم محدثين نغماً منتظماً وبشكل موحد، وكل رادود يحرص على جمع أكبر عدد ممكن من النائحين حوله.
    لكن ومع هذا الاختلاف فى المصالح الشخصية، يظل الهدف موحداً في الجو العام للمأتم، وهو صياغة الأشعار والكلمات بما يخدم الغاية الكبرى وهى تفريق كلمة المسلمين، وتغذية الكراهية والحقد!!

    فباسم مأتم الحسين..
    ُيلعن المخالفون، ويلعن الصحابة، وتلعن أمهات المؤمنين..
    ويكفر الصحابة، ويكفر من خالف الشيعة..
    ويلعن ويشتم أفاضل الأمة سلفاً وخلفاً..
    فدائماً تسمع هناك..
    اللهم العن الأول والثاني..(أى الخليفة الأول و الثانى رضى الله عنهما)
    اللهم ألعن أول ظالمي آل محمد..
    اللهم ألعن من كسر الضلع.. وخلع الباب .. وأجهض الجنين .. إلخ!!

    بل تجد أطفال أعمارهم لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة و أحيانا رضع.. يلطمون على صدورهم.. ويتعلمون اللعن والشتم والسب والتكفير والقذف!!

    إنها –يا سادة- مصانع للثأر والأحقاد والبغضاء، يغذون الصغار على حب الانتقام والكراهية، بواسطة القصص الخيالية الموضوع أكثرها، والأصوات المؤثرة، والمشاهد والصور المعبرة، ثم الخطب الرنانة التي تضع على نار الكراهية المزيد من الحطب!!

    يدعون المهدي المنتظر .. وينادونه : "يا أبا صالح وينك، وفينك عن الأعداء، متى تجي تبرد الكبد تذبحهم " !!!

    من هم هؤلاء الأعداء؟
    هل هم قتلة الحسين ؟

    ألم يمت هؤلاء مما يقارب الأربعة عشر قرناً وساءت خواتيم أكثرهم ؟!!
    من هم إذا قتلة الحسين الذين سينتقم منهم شيعة المآتم؟!
    ولماذا تقام مسرحيات (الشبيه)؟
    ولماذا تمثل أحداث كربلاء ونساء أهل البيت يجلدن..
    ثم يصيح الصائح: هذا هو جيش الشام يعذب السبايا من بنات أهل البيت؟؟

    وهكذا يصبح (يا لثارات الحسين) نداء المطالبة بالثأر لدم الحسين عليه السلام. وهو من جملة نداءات أنصاره، وشعار الملائكة الملازمين لقبره حتى ظهور صاحب الزمان عليه السلام (بحار الأنوار 286:44 و 103:98)، وهو أيضاً شعار المهدي حين يظهر طالباً بثأر شهداء كربلاء(منتهى الآمال 542:1)، وهو أيضاً شعار أنصار المهدي المشتاقين للشهادة في سبيل الله: " شعارهم: يا لثارات الحسين"(بحار الأنوار 308:52) .

    أكرر إن هذه المآتم ليست إلا مصانع سياسية تغذي روح الكراهية في قلوب عوام الناس، لتزرع الأحقاد بين الطوائف الإسلامية.. ولا حول ولا قوة إلا بالله!

    وينبغي أن يُعلم كذلك أن إظهار الفرح في هذا اليوم من ميراث النواصب الذين يفرحون في هذا اليوم لأنه يوم قتل فيها الحسين بن علي - رضي الله عنهما -، فيخصونه بالأفراح وأنواع من المآكل والملابس وبالحناء وغيرها من مظاهر السرور. وبالنسبة لأهل السنة ظل يوما كسائر الأيام من جهة الحزن والفرح ففيه ذكرى نصر وفيه ذكرى حزينة إلا أنهم يصومونه اقتداء بنبيهم - صلى الله عليه وسلم -، قال ابن تيمية: " فعارض هؤلاء (أي الشيعة) قوم إما من النواصب المتعصبين على الحسين وأهل بيته، وإما من الجهال الذين قابلوا الفاسد بالفاسد والكذب بالكذب والشر بالشر والبدعة بالبدعة، فوضعوا الآثار في شعائر الفرح والسرور يوم عاشوراء كالاكتحال والاختضاب وتوسيع النفقات على العيال وطبخ الأطعمة الخارجة عن العادة، ونحو ذلك مما يفعل في الأعياد والمواسم فصار هؤلاء يتخذون يوم عاشوراء موسما كمواسم الأعياد والأفراح وأولئك يتخذونه مأتما يقيمون فيه الأحزان والأتراح وكلا الطائفتين مخطئة خارجة عن السنة "ا .ه.
    إن أهل السنة بلا شك هم أولى الناس بالحزن على الحسين كيف لا وهو سيد شباب أهل الجنة وريحانة المصطفى وابن الكاملة فاطمة رضى الله عنها وابن على بن أبى طالب الذى كان من النبى بمنزلة هارون من موسى عليه السلام.
    لكن حزن أهل السنة لا يكون إلا بالسنة كما قال الحبيب عند موت ولده إبراهيم " إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن و إنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضى ربنا".
    فنحن نحزن للظلم الذى وقع بالحسين لكن حزنا شرعيا قوامه الصبر والتجلد وزينته الدعاء له والصلاة عليه مع بقية الآل الأطهار الذين نتقرب إلى الله بحبهم لكن لا ينسينا حبنا للحسين وحزننا عليه سنة جده و نبذه لكل أمور الجاهلية ومنها تلك النياحة و المآتم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( اثنتان في الناس هما بهم كفر الطعن في النسب والنياحة على الميت رواه مسلم)
    وهذه بعض الوقفات المهمة مع عاشوراء بلغنا الله إياه وتقبله منا بفضله ومنِّه إنه ولى ذلك والقادر عليه وماكان من صواب فى هذا الجهد فمن الله وحده وما كان من زلل أو خطأ فمنى ومن الشيطان والله ورسوله منه براء وحسبنا الله ونعم الوكيل.
    وكتبه
    الفقير لعفو ربه محمد على يوسف
    فى السابع من المحرم من العام الثانى والثلاثين وأربعمائة وألف للهجرة النبوية الشريفة
    التعديل الأخير تم بواسطة دكتور محمد على يوسف; الساعة 14-12-2010, 08:08 AM.



  • #2
    رد: وقفات عاشورية..............ولايتنا لمن؟

    لا اقدر ان اقول سوى سلمت يداك شيخنا الفاضل
    اللهم اجعل هذا العمل في ميزان حسانتك
    جزاك الله خيراً شيخنا الفاضل

    اللهم ارحم أبي رحمة واسعة وجميع موتانا وموتى المسلمين

    تعليق


    • #3
      رد: وقفات عاشورية..............ولايتنا لمن؟

      لا اقدر ان اقول سوى سلمت يداك شيخنا الفاضل
      اللهم اجعل هذا العمل في ميزان حسانتك
      جزاك الله خيراً شيخنا الفاضل




      بورك فيكم شيخنا ... ولي عودة ان شاء الله
      واسمح لي ... بإضافة هذا الرابط ذا الصلة ..
      الشعائر الحسينية ... بين شعائر الاسلام , وشعائر الشيعة .
      ... جرِّد الحجة من قائلها، ومن كثرة القائلين وقلّتهم بها، ومن ضغط الواقع وهوى النفس، واخلُ بها والله ثالثكما، تعرف الحق من الباطل . ( الطريفي )




      تعليق


      • #4
        رد: وقفات عاشورية..............ولايتنا لمن؟

        حياك الله اخى الحبيب ما شاء الله
        جعلة ربى فى موزين حسناتك وبامر ربى اصوم (تأسوعاء وعأشوراء (~ـ^)
        احبك فى الله
        واسئل الله ان يجعلة فى موزين حسناتك
        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
        تمت قرائة مختطفأت ولكن ما شاء الله
        لى عودة لتكملة !
        كن أنت الشخص الذي عندما يراه الناس يقولون : " ما زالت الدنيا بخير "
        عذراً لتقصيرى؟؟

        بهدوووووووووووء

        تعليق

        يعمل...
        X