من أضعف الإيمان
حكاية كاميليا
2010-11-21 17:45
إنها حكمة الكون والشرع : التدرج ... فالشر الذي يدفع بما هو أخف ، لا يوصل معه إلى ما هو أغلظ . وإن أول مراتب إنكار المنكر : إنكار القلب . ثم يأتي ما بعده.
ولإنكار المنكر بالقلب لوازم ، بدونها تكون دعوى غضب القلب لله – تعالى – كذبا مفضوحا ، يذم صاحبه ولا يعذر ... ألم يقل الله – عز وجل - : (وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم ) فلو غضب قلبك ... لقمت ، وما أطقت البقاء ، وأنت تسمع الكفر والاستهزاء ، أم أنه لا يؤلمك إلى هذه الدرجة ؟!.. فما الفرق بينك وبين ... هؤلاء ؟!..
أترى ، لو كان السب لك ... أو لأبيك وأمك ... أكنت تقعد ؟!..
أترى ، لو كانت الأسيرة التي غيبت في دياجير الأديرة ... أختك ... أو أمك ... أو بنتك ... أكنت تشتري بضائع ممولي الأديرة ؟!..
أيهون عليك أن تدفع قرشا واحدا – مع علمي باختفاء القرش وما هو أكبر منه من حياتنا – أيهون عليك أن تدفعه... لترتفع الجدران التي تحاصرها... أكثر وأكثر؟!.. ولينفق على من تفرغوا لتعذيبها... أكثر وأكثر ؟!.. ولتخفي الأموال تحت ركامها... جثتها الطاهرة... أكثر وأكثر ؟!..
فمقاطعة هؤلاء الظالمين ، من لوازم إنكار القلب ، والذي هو كما قال – صلى الله عليه وسلم - : "أضعف الإيمان" لأنه "ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل" .
أيها المؤمنون !! ماذا يبقى لكم من الإيمان لتعملوه .. إذا لم تغضب قلوبكم لله .. ولحرماته ؟!.. إذا لم تظهروا عنوان صدقكم في هذه الغضبة ؟!.. إن ترككم "لأضعف الإيمان" عنوان لانهزام الإيمان في قلوبكم .. بل لانهزامكم أنتم في إيمانكم .. فبماذا تقابلون ربكم ؟!..
وإننا إذ نبدأ "بأضعف الإيمان" نسلك مسالك الشريعة ، التي عظمت حرمات المؤمنين المستضعفين ، حتى شرعت الجهاد لإنقاذهم ، بل وبخت من لا يجاهد في سبيل ذلك ( وما لكم لا تجاهدون في سبيل الله والمستضعفين الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا ) فكيف نترك المستضعفين .. وقد علت الآهات في السماء ؟!..
إننا جسد واحد "إذا اشتكى بعضه ، اشتكى كله" كما قال – صلى الله عليه وسلم -، فالعضو الذي لا يشعر بباقي بدنه ، هو عضو أشل .. أو أبتر ، وليس من الجسد الحي ... فهل أنت من الأحياء ؟!..
والذي لن يتحرك بمثل هذه النصرة السلبية ، هو أبعد الناس عن كل صور النصرة الإيجابية . فلا تخدعك نفسك – إن تقاعست اليوم – أنك تنصر يوما ما ...
ولما كان الجزاء من جنس العمل ، كان كل مشارك اليوم ، أو مخذل ، إنما يخط بيده ، جزاؤه الذي ينتظره غدا ... فاكتب مستقبلك .. ولو "بأضعف الإيمان" ..
المصدر
حكاية كاميليا
2010-11-21 17:45
إنها حكمة الكون والشرع : التدرج ... فالشر الذي يدفع بما هو أخف ، لا يوصل معه إلى ما هو أغلظ . وإن أول مراتب إنكار المنكر : إنكار القلب . ثم يأتي ما بعده.
ولإنكار المنكر بالقلب لوازم ، بدونها تكون دعوى غضب القلب لله – تعالى – كذبا مفضوحا ، يذم صاحبه ولا يعذر ... ألم يقل الله – عز وجل - : (وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم ) فلو غضب قلبك ... لقمت ، وما أطقت البقاء ، وأنت تسمع الكفر والاستهزاء ، أم أنه لا يؤلمك إلى هذه الدرجة ؟!.. فما الفرق بينك وبين ... هؤلاء ؟!..
أترى ، لو كان السب لك ... أو لأبيك وأمك ... أكنت تقعد ؟!..
أترى ، لو كانت الأسيرة التي غيبت في دياجير الأديرة ... أختك ... أو أمك ... أو بنتك ... أكنت تشتري بضائع ممولي الأديرة ؟!..
أيهون عليك أن تدفع قرشا واحدا – مع علمي باختفاء القرش وما هو أكبر منه من حياتنا – أيهون عليك أن تدفعه... لترتفع الجدران التي تحاصرها... أكثر وأكثر؟!.. ولينفق على من تفرغوا لتعذيبها... أكثر وأكثر ؟!.. ولتخفي الأموال تحت ركامها... جثتها الطاهرة... أكثر وأكثر ؟!..
فمقاطعة هؤلاء الظالمين ، من لوازم إنكار القلب ، والذي هو كما قال – صلى الله عليه وسلم - : "أضعف الإيمان" لأنه "ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل" .
أيها المؤمنون !! ماذا يبقى لكم من الإيمان لتعملوه .. إذا لم تغضب قلوبكم لله .. ولحرماته ؟!.. إذا لم تظهروا عنوان صدقكم في هذه الغضبة ؟!.. إن ترككم "لأضعف الإيمان" عنوان لانهزام الإيمان في قلوبكم .. بل لانهزامكم أنتم في إيمانكم .. فبماذا تقابلون ربكم ؟!..
وإننا إذ نبدأ "بأضعف الإيمان" نسلك مسالك الشريعة ، التي عظمت حرمات المؤمنين المستضعفين ، حتى شرعت الجهاد لإنقاذهم ، بل وبخت من لا يجاهد في سبيل ذلك ( وما لكم لا تجاهدون في سبيل الله والمستضعفين الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا ) فكيف نترك المستضعفين .. وقد علت الآهات في السماء ؟!..
إننا جسد واحد "إذا اشتكى بعضه ، اشتكى كله" كما قال – صلى الله عليه وسلم -، فالعضو الذي لا يشعر بباقي بدنه ، هو عضو أشل .. أو أبتر ، وليس من الجسد الحي ... فهل أنت من الأحياء ؟!..
والذي لن يتحرك بمثل هذه النصرة السلبية ، هو أبعد الناس عن كل صور النصرة الإيجابية . فلا تخدعك نفسك – إن تقاعست اليوم – أنك تنصر يوما ما ...
ولما كان الجزاء من جنس العمل ، كان كل مشارك اليوم ، أو مخذل ، إنما يخط بيده ، جزاؤه الذي ينتظره غدا ... فاكتب مستقبلك .. ولو "بأضعف الإيمان" ..
المصدر
تعليق