
هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمنُ، الرحيمُ، المَلِكُ، القُدُّوسُ،
السلامُ، المؤمِنُ، المُهَيمِنُ، العزيزُ، الجَبَّارُ، المتَكَبّرُ، الخَالِقُ،
البارىءُ، المصوِّرُ، الغَفَّارُ، القَهَّارُ، الوهَّابُ، الرزّاقُ، الفتّاحُ،
العليمُ، القابِضُ، البَاسِطُ، الخافِضُ، الرافِعُ، المُعِزُّ، المُذِلُّ،
السميعُ، البصيرُ، الحَكَمُ، العَدْلُ، اللطيفُ، الخَبِيرُ، الحَلِيمُ،
العظيمُ، الغفورُ، الشكورُ، العلي، الكبيرُ، الحَفِيظُ، المُقيتُ،
الحَسِيبُ، الجليلُ، الكَريمُ، الرقيبُ، المجيبُ، الواسعُ، الحكيمُ،
الودودُ، المَجيدُ، البَاعِثُ، الشهيدُ، الحقُّ، الوكيلُ، القويُّ،
المتينُ، الوليُّ، الحميدُ، المُحْصي، المبدىءُ، المعيدُ، المُحيي،
المميتُ، الحيُّ، القيُّومُ، الواجدُ، الماجدُ، الواحدُ، الصَّمَدُ، القادِرُ،
المقتدِرُ، المقَدِّمُ، المؤخّرُ، الأولُ، الآخِرُ، الظاهرُ، الباطنُ، الوالي،
المتعالي، البرُّ، التوابُ، المنتقمُ، العَفوُّ، الرءوفُ، مالكُ الملكِ ذو الجلالِ والإكرام،
المقْسِطُ، الجامعُ، الغنيُّ، المغني، المانعُ، الضارُّ، النافعُ، النورُ، الهادي،
البديعُ، الباقي، الوارثُ، الرشيدُ، الصَّبورُ، الكافي"
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/XPPRESP3/LOCALS%7E1/Temp/moz-screenshot.png[/IMG][IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/XPPRESP3/LOCALS%7E1/Temp/moz-screenshot-1.png[/IMG]

مقدمة شرح أسماء الله الحسنى
معرفة الإله مطلب قصده الناس منذ القدم ؛ لحاجة ماسة ورغبة ملحة تنبع من أعماق النفس العابدة بفطرتها ؛ التي أقرت به ربا منذ عالم الذر وارتبطت معه بميثاق العبودية ، الذي أخبرنا عنه الله بقوله :( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم ، قالوا بلى شهدنا ، أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين )، وهذه الرغبة تدفع النفس إلى التعرف على ربها ومعبودها الذي ترى في كل مكان حولها آثار رحمته ، وبديع خلقه ، ومظاهر قدرته ؛ التي بثها دلائل عليه .
وكلما تأمل العقلاء هذا الكون ؛ اعترفوا بأن له خالقا عظيما ، ومدبرا حكيما ، كل بحسب قدرات فهمه وطرق استدلاله ؛ فالأعرابي البسيط في الصحراء قال : بعرة تدل على البعير ، وأثر يدل على المسير ، أفليل داج ، وسماء ذات أبراج ، وأرض ذات فجاج ، ألا تدل على الحكيم الخبير .
ومع اعتراف الجميع وإقرارهم بوجود الله وعظمته ؛ إلا أنهم قد اختلفت مداركهم في تصور ذاته وتحديد صفاته ، فمنهم : من لم يخرج عن نطاق المادة فتخيل ذات الرب بها أو بما يشبهها من القوى التي يراها حوله ، فانتهى إلى تصورات خاطئة ليست هي حقيقة الألوهية ولا صفات الرب الخالق ، ومنهم : من استطاع أن يفهم أنه لابد أن يكون الإله مجردا عن مشابهة كل ما يدخل في نطاق الحس ، وأن يكون واحدا ، قادرا ، لا يحتاج إلى مكان ، ولا يجري عليه زمان ، وهم بذلك وصلوا إلى شيء من الحقيقة التي جاء بها الوحي ليعرف الناس برب العالمين، ولكنهم لن يتوصلوا إلى معرفة الحقيقة كلها مالم يأت بها الخبر من مصدرها الأصيل :( قل ءأنتم أعلم أم الله ).
ومن رحمة الله بنا أن عرفنا بنفسه وأسمائه وصفاته ؛ لتطمئن الفطر ، وتتحرر العقول من قيود الماديات ، ويكون الإنسان أقدر على تحقيق عبوديته لإلهه الأحد الصمد ..
وهذا هو هدف هذه السلسلة المباركة بإذن الله .. معرفة الله ، فأتمنى من الله العلي القدير أن يجعل فيها النفع و الفائدة .. و أن يرزقنا الإخلاص له وحده و لا يحرمنا الأجر ..

تعريف الأسماء الحسنى
ما معنى الأسماء؟
الأسماء: جمع اسم . و الاسم في اللغة مأخوذ من السمو، و هو العلو و الارتفاع؛ لأنه يسمو بهذا المسمى و يميزه عن غيره. فالاسم يسمو بصاحبه و يعلو به و يميزه عن غيره.
و قال بعضهم إنه مأخوذ من السمة، و هي العلامة. و منها الوسم الذي يوضع على الدابة ليميزها عن غيرها، و المعنى فيها متقارب .
الاسمُ في الأسماء الحسنى: هو كلّ ما دل على ذات الله عز و جل، و على المعنى القائم بالذات ( و هو الصفة ) فيكون : كل ما دل على الذات و على الصفة فهو اسم.
و لابد من أن يكون ثابتًا بالنص من الكتاب أو السنة، أمّا الصفة فإنها تدل على ما قام بالذات؛ لا تدل على ذات الله و إنما تدل على ما قام بها؛ فالقوي مثلاً دلَّ على صفة القوة، و الكريم دل على صفة الكرم، و هكذا .. فلا يقول القائل: إن الله هو العزة، هو الرحمة، هو القدرة، و إنما له رحمة، له عزة، له قدرة، فهي من صفاته لأن العزة و القدرة و الرحمة لا تدل على ذات الله و إنما تدل على ما قام بهذه الذات، و هذه الصفة.
فالاسم إذًا: هو كل ما دل على ذات الله، و على المعنى القائم بالذات، و الصفة هي المعنى القائم بالذات.

ما معنى الحسنى؟
الحسنى هي تأنيث كلمة الأحسن كالكبرى و الصغرى .
لماذا سميت بالحسنى؟
1ـ لأنها دالة على صفات الكمال .
2ـ لأن الله وعد عليها بأحسن الثواب لمن أحصاها و هي ( الجنة ).
3ـ لأن العلم بها هو أحسن العلوم و أشرفها.
4ـ لأنها تطلق على أشرف ما عُلِم و هو الله.

أن معرفة الله بأسمائه وصفاته عند أهل السنة والجماعة حق من حقوقه التي بينوها في القسم الثالث من أقسام التوحيد : توحيد الأسماء والصفات ، ولابد أن ( تكون معرفة سالمة من داء التعطيل ، ومن داء التمثيل ، اللذين ابتلي بها كثير من أهل البدع المخالفة لما جاء به الرسول ؛ بل تكون المعرفة متلقاة من الكتاب والسنة ، وما روي عن الصحابة والتابعين لهم بإحسان ) ، فهي لا تعني : مجرد المعرفة الفطرية بوجوده وأن له الكمال المطلق ، والاعتراف بذلك ، فهذه يقر بها أكثر العباد، بل هي : ( إقرارا يتبعه عبودية لله بالحب والتعظيم وإخلاص الدين له ). ولا تعني كذلك : المعرفة النظرية البحتة المقطوعة عن العمل ، إنما تعني المعرفة الحية النابضة التي تترجم العلم إلى إيمان وسلوك وأخلاق ، قال ابن القيم : ( معرفة الله سبحانه نوعان :
الأول : معرفة إقرار ، وهي التي اشترك فيها الناس ، البر والفاجر ، والمطيع والعاصي .
والثاني : معرفة توجب الحياء منه ، والمحبة له ، وتعلق القلب به ، والشوق إلى لقائه ، وخشيته ، والإنابة إليه ، والأنس به ، والفرار من الخلق إليه ).
وهذا الأخير هو الذي تنافس فيه المتنافسون ليحققوا عبوديتهم لإلههم الحق .

أهمية معرفة الأسماء و الصفات
التوحيد في قلب المؤمن كشجرة أصلها ثابت في قلبه علما واعتقادا وفرعها من العمل الصالح في السماء مرفوعا ومقبولا ، قال تعالى : ) ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون (والكلمة الطيبة في الآية الكريمة هي كلمة التوحيد لا إله إلا الله ، الدالة على الإيمان به ، ومن هنا كان القول بأن معرفة أسماء الله وصفاته أصل التوحيد وأساسه الذي يستلزم أنواع التوحيد كلها ويتضمنها؛ فمن عرف أسماء الرب ؛ أعطاه حق الربوبية ، ومن عرف أوصاف الإله ؛ أعطاه حق الألوهية وأخلص له العبادة ، قال ابن تيمية : ( إن معرفة هذا أصل الدين وأساس الهداية ، وأفضل وأوجب ما اكتسبته القلوب وحصلته النفوس ، وأدركته العقول ).
ولتحقيق أصل التوحيد من العلم والاعتقاد كانت معرفة الأسماء والصفات من أول الفروض ، وأوجب الواجبات ؛ قال تعالى : ) فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك (، وقال لمعاذ عندما بعثه لليمن (فليكن أول ما تدعوهم إليه أن يوحدوا الله فإذا عرفوا الله ...) فالعلم بـ لا إله إلا الله وما تتضمنه من تعريف بالله هو الأصل الذي يقوم عليه التوحيد إذ لا تقوم شجرة الإيمان إلا على ساق العلم والمعرفة ).
ولهذا اعتبرها بعض من العلماء أول فرض فرضه الله على العباد ، والحق أنها من أول الفرض ، إذ أن أول فرض هو : شهادة أن لا إله إلا الله علما واعتقادا وقولا وعملا ، ومن أبرز دلالات الشهادة التعريف بالله و وحدانيته التي تستلزم إخلاص العبادة له . فمعرفة أسماء الله وصفاته وإثباتها له على الحقيقة مما يقتضيه الفرض الأول ويتضمنه .
2ـ معرفة الأسماء والصفات سبب في زيادة الإيمان
من أصول أهل السنة والجماعة : أن الإيمان يزيد وينقص ، لدلالة الكتاب والسنة على ذلك، كما في قوله تعالى :) ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم (حيث تدل الآية على زيادة الإيمان بمنطوقها وعلى نقصانه بمفهومها للتلازم بين الزيادة والنقص فلا يتصور أحدهما بدون الآخر.
وقد تواترت النصوص على أن أفضل الأعمال : الإيمان بالله ، والأعمال بعده على مراتبها وهي داخلة في مسماه.
وأركان الإيمان بالله أربعة : الإيمان بوجوده ، والإيمان بربوبيته ، والإيمان بألوهيته ، والإيمان بأسمائه وصفاته ، والإيمان بأسماء الله وصفاته يتضمن باقي الأركان باعتبار ويستلزمها باعتبار آخر، ومن هنا كانت معرفة أسماء الله وصفاته تحقيق لهذا الركن وزيادة لباقي الأركان ، قال ابن تيمية : ( من عرف أسماء الله ومعانيها فآمن بها كان إيمانه أكمل ممن لم يعرف تلك الأسماء بل آمن بها إيمانا مجملا ) ، ولهذا دعى رسول الله إلى إحصائها ومعرفتها .
كذلك فإن معرفة أسماء الله وصفاته ترسخ الإيمان بوجوده وتعرف بحقه في الربوبية ،كما تورث العبد محبة وتأليها للمتصف بالجمال والكمال والجلال ، ذوالقوة والعظمة والجبروت ؛ فيقبل على عبادته حبا وإجلالا ، ويبتعد عن معصيته خشية وخوفا ، ويداوم على دعائه وسؤاله رجاء ما وعد من مغفرته وجزيل ثوابه ، فكانت المعرفة بذلك سبب زيادة عمله الصالح الذي يسبب زيادة في إيمانه ، فـ (كلما ازداد العبد معرفة بأسماء الله الحسنى وصفاته ازداد إيمانه وقوي يقينه ).
ـ معرفة الأسماء والصفات أشرف المعارف
ومعرفة أسمائه وصفاته أشرف المعارف ،وثمراتها أفضل الثمرات ، وهي وسيلة إلى أسمى الغايات ..فثمراتها : التوحيد والإيمان أفضل الثمرات ، وغايتها : تحقيق العبودية لله ، وهي أسمى الغايات .
والعلم بها أصل للعلم بكل معلوم فإن المعلومات سواه : إما أن تكون خلقا له تعالى ، أو أمرا كونيا أو شرعيا . ومصدر الخلق و الأمر عن أسمائه وصفاته ؛ فأمره كله حسن فيه الرحمة والإحسان في كل ما يدعوهم إليه وما ينهاهم عنه . وخلقه كله بالحكمة والقدرة والعلم فهو الخالق الباريالحكيم العليم .
قال ابن القيم : ( وكما أن العلم به أجل العلوم وأشرفها ، فهو أصلها كلها ، كما أن كل موجود فهو مستند في وجوده للملك الحقالمبين ، ومفتقر إليه في تحقق ذاته ، وكل علم فهو تابع للعلم به ، مفتقر في تحقق ذاته إليه ، فالعلم به أصل كل علم ، كما أنه سبحانه رب كل شيء ومليكه وموجده ) (فمن عرف الله ، عرف ما سواه ، ومن جهل ربه ، فهو لما سواه أجهل ).والعلوم إنما تتفاوت في الفضل بعد معرفة الأسماء والصفات بحسب إفضائها إليها ( فكل علم كان أقرب إفضاء إلى العلم بالله وأسمائه وصفاته فهو أعلى مما دونه ).
4ـ معرفة الأسماء والصفات هي الطريق لمعرفة الله
تتطلع النفس العابدة للتعرف على معبودها الحق ، ولما كان غيبا لا تراه ؛ فلا سبيل لها إلى معرفته إلا بأسمائه وصفاته التي عرّف بها نفسه في كتابه ، أو عرّفه بها نبيه محمد ، أو دل عليها بديع خلقه ، وعظيم نعمائه ، وجزيل عطائه .
ومن عرف أسماء الله وصفاته ؛ عرف إلها حقا ، خالقا رازقا ، ربا منعما متفضلا ، (ملكا قيوما فوق سماواته على عرشه يدبر أمر عباده ، يأمر وينهى ، يرسل الرسل ؛ وينـزل الكتب ، يرضى ويغضب ؛ ويثيب ويعاقب ، يعطي ويمنع ؛ ويعز ويذل ؛ ويخفض ويرفع ، يرى من فوق سبع سموات ويسمع ، يعلم السر والعلانية ، فعّال لما يريد ، موصوف بكل كمال ، منـزه عن كل عيب ، لا تتحرك ذرة فما فوقها إلا بإذنه ، ولا تسقط ورقة إلا بعلمه ، ولا يشفع أحد عنده إلا بإذنه ) ، (وكيف تأله القلوب من لا يسمع كلامها ولا يرى مكانها ،ولا يحب ولا يحب ،ولا يقوم به فعل ألبته ،ولا يتكلم ولا يكلم ولا يقرب من شيء ولا يقرب منه شيء ، ولا يقوم به رأفة ولا رحمة ولا حنان ،ولا له حكم ولا غاية يفعل ويأمر لأجلها ) ، فلا يتصور الإيمان بمجهول ، فكيف بمعدوم عن ذلك علوا كبيرا .
فمعرفة الأسماء والصفات هي الطريق لمعرفة الله ، ومعرفته طريق عبادته كما يحب ويرضى ، والعبد يحب أن يتعرف على كل من يتعامل معه و( الله الذي خلقنا ورزقنا ، ونحن نرجو رحمته ، ونخاف من سخطه أولى أن نعرف أسماءه ونعرف تفسيرها ).

ـ معرفة الأسماء والصفات هي الطريق لعبادة الله
قال تعالى :) رب السموات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا (فجعل تفرده بالربوبية ، واختصاصه بالأسماء الحسنى برهانا قاطعا على استحقاقه للعبودية وحده ، وإبطال عبادة من سواه ، فينبغي للعباد ( أن يعرفوا أسماء الله وتفسيرها فيعظموا الله حق عظمته ) ، ويعرفوا ما يجب له وما يستحقه ؛ فيوحدوه ويحمدوه ويمجدوه ، وبها يدعونه ويسألونه ، وبمعرفتها يعرفون ما يحب وما يكره ؛ فيتقربون إليه بفعل ما يحب واجتناب ما يكره ، وهذه هي العبادة التي تعبدهم بها الله .
وبمعرفة أسماء الله وصفاته يتحقق الذل والخضوع في أكمل درجاته ، وتتحقق المحبة في أعلى صورها وكذا في سائر العبادات ، فكلما كان العبد بأسماء الله وصفاته أعرف كلما كان لله أعبد فالمعرفة الكاملة الصحيحة تستلزم الاهتداء ، إذ أن الاعتراف والإقرار اللذان هما أصل المعرفة ، هما المحركان على باقي الطاعات ؛ فإذا وجدا بعثا وحركا على غيرهما من العبادات ، ولا يكون وجود الصلاة مثلا أو الصيام أو الحج مع جحد الباري .
فالأسماء الحسنى هي وسيلة الدعاء ، و(الدعاء هو العبادة) ،قال :) ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون(؛ فمن عرف أن الله سميع دعاه وناداه : يا رحمن : ارحمني ، ويا تواب : تب علي ، ويا رزاق : ارزقني ، ويا وهاب : هب لي .
وهي كذلك وسيلة حمده والثناء عليه وذكره ، كما جاء في ثناء المصطفى على ربه : ( اللهم لك الحمد ، أنت نور السموات والأرض ومن فيهن ؛ ، ولك الحمد ، أنت قيم السموات والأرض ومن فيهن ) ، وهذا من أعظم العبادة التي أوجبها الله على العباد ، فـ ( الأسماء الحسنى والصفات العلا ، مقتضية لآثارها من العبودية والأمر اقتضاؤها آثارها من الخلق والتكوين ، فلكل صفة عبودية خاصة هي من موجباتها ومقتضياتها ، أعني من موجبات العلم بها والتحقق بمعرفتها).
ولما كانت معرفة الله بهذه الأهمية والمكانة من الدين ؛ فقد تطلعت إليها النفوس ، وسعى إلى تحصيلها كل عاقل ، وتفاوت العباد في حظهم منها تفاوتا كبيرا .

تعليق