السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
بكل بساطة ........... تــخـــيــــل ؟؟؟.
كثيرة هي الأوقات التي يصاب فيها المرء بالضجر والملل أو يحس بشعور الكآبة والخلل في كل ما يحوم حوله من الأشياء المتحركة والساكنة منها حتى لكأنه يريد أن ينفذ من جلده أو يفر من جسده...... فتراه يدخل ويخرج ثم أخرى يلج ويعج ليعاود الكرة ماسكا الكتاب أو مجالسا الأصحاب بالجثة لاغير..... لينط مرة أخرى شاعلا الحاسوب أو يمشي بين الأزقة يجوب فتنتهي به السكة عند سكون وهدوء فيه ركون إلى الإطمئنان على ضفاف ورقة وقلم يحاكي أشعة شمعة تترقرق جوانبها كالدمعة لها لمعة وترسل ضوئها الخافت يداعب مفكرة لكاتب يرسم عليها أشياء ويلون فيها أحاسيس بألوان الطيف كانت كامنة في ماهيته تصول وتجول.
●•۰••۰•● ●•۰••۰•● ●•۰••۰•● ●•۰••۰•●
وإني لما أصابني الذي عنه قلت وتحدثت ورامني مما عنه تكلمت وخضت فزعت إلى مؤنسي في وحدتي وغربتي الوعرة أعانق خليليا وأصافح مؤنسيا مرة بيديا وأخرى بوجنتيا أعني الورقة والقلم .... لأتوه في بحر الخيال وأهيم على أم رأسي بين تلك الأفكار كالجبال والعبارات كالتلال تنساب من عليائها كلمات وعبارات تشبه الماء يتدفق من فم القلال ليس سائلا ولكن عبرات فيها أسماء وأفعال ....... إخترت في هذه المرة أن أسترخي على أريكة مريحة وأطلق العنان لعضلاتي كي تسترخي هي الأخرى إلى آخر درجات الرخاء ومطات الإستواء ..... ثم أغمض عينيا وأسرح مع كياني الهلامي في سرحه الواسع الشاسع على مرأى من الخيال المملوء بأمنيات الإنسان التي لا تنقطع وأبجدياته في بحر طلب المزيد ثم أسررت في كنهي الصامت قائلا " تعالوا بنا نتخيل مايلي " :
●•۰••۰•● ●•۰••۰•● ●•۰••۰•● ●•۰••۰•●
- تخيل لو أنك جالس أمام بيتكم أو واقفا بجانب داركم وفجأة تلفونك يرن في جيبك أو تحس لهزاته المزعجة فترتعش أطرافك وأنت تتلقفه بيديك وكأنك تمسك " خطيفا " كما كان الأجداد يقولون لنا في غمرة الماضي البعيد أينما كنا نؤمن بالغولة وبأن من يدمن على أكل كبد الدجاج سيكون خوافا في المستقبل وغير هذه الخزعبلات كثير .... أقول: لتسمع في خضم هذه الفوضى صوت جهوري يقول لك في لوعة وغبطة " مبارك عليك اخي عاشق فداء الرسول " لقد نجحت بتقدير امتياز و تقديرا لمجهوداتك صرفت لك مكافئة عمرة في رمضان للعام القادم ...... "..... مجرد تخيل لاغير؟؟؟.
●•۰••۰•● ●•۰••۰•● ●•۰••۰•● ●•۰••۰•●
- تخيل أن ترى ساعي البريد في يوم حره شديد يشير إليك من بعيد ليعطيك رسالة ثم ينصرف فتفتحها أنت وكلك حيرة وإذا به إستدعاء من مركز البريد..... حقيقة تركبك بعض الرجفات وتدور في ذهنك الكثير من التساؤلات ولكنك ما إن تقف أمام عون البريد حتى يقول لك " مبارك عليك لقد فزت بجائزة نقدية قدرها ...... كذا مليون دولار وقع هنا واستلم " .... أيضا هذا مجرد تخيل .
●•۰••۰•● ●•۰••۰•● ●•۰••۰•● ●•۰••۰•●
- تخيل أن يتوه عنك حبيب قريب عزيز وغالي لم تره منذ عشرات السنين ثم ما إن تعود يوما مساءا إلى البيت مخار القوى منهك البشائر من أثر الدراسة وإذ بك تسمع كلام أغراب في صحن الدار أو في المضيفة ..... تنادي أمك حفظها الله فتسألها " من هؤلاء " فتبشرك إنهم فلان وعلان .... لتختلط أمامك الصورة وتتشابه عليك الأصوات فتقرر مكاشفة الحقيقة بنفسك داخلا لتجد في الأخير جوابا للسؤال الذي لم تجد له رد ..... إنه التائه عنك منذ عشرات السنين......... وهذا تخيل فقط.
●•۰••۰•● ●•۰••۰•● ●•۰••۰•● ●•۰••۰•●
تخيل لو أنك تنام ليلة منتظرا يوما جديد كله عبق وعمل سديد فتسلم روحك إلى حافظها وتأنس بأحلامك الوردية في يم ماكان وما سيكون .... لتنهض باكرا مشغلا التلفاز كما هي عادتك تريد أن تستكشف جديد عالم اليوم.... وإذ بقناة إخبارية تبث خبر عاجل مفاده: " خروج الأمريكان من العراق وقيام دولة فلسطين على كامل الأرض الفلسطينية بعاصمتها القدس مع طرد اليهود إخوة القردة والخنازير من دون رجعة وأن أفغانستان تحررت من قبضة الإحتلال وأن الصومال هدأت فيه الأوضاع وسكتت فتن القلاقل وأن الشيشان وجمهوريات القوقاز تحللت من الإلحاد الكافر وأن الإرهاب في عالمنا الإسلامي ذهب إلى الجحيم ومن دون رجعة " ..... ولكن في الأخير ماهو إلا خبر عاجل بث على قناة " التخيل " .
●•۰••۰•● ●•۰••۰•● ●•۰••۰•● ●•۰••۰•●
تخيل أنني سأعود في المستقبل القريب وأكمل ما كنت أريد أن أكمل ..................... تحياتي والسلام.
تعليق