منادمة الاحزان
الحزن محفظة تحملها على كاهلك فيها كراس تحكي فيه وعليه أسى الماضي وعبس الحاضر وقتامة المستقبل تداعب على صفحاته البيضاء بقلمك الأسود السرمدي وحبرك المدموم بدموع حمراء مرة تكتب ومرة تتوقف لتضع يدا على الكف ومن حول ما تعيش تلتف فتشتف ............ محفظة فيها أيضا كتاب ولكن في هذه الجولة يحكي لك ولا تكتب عليه يحكي قصة الآلام الغابرة والهموم العابرة عبر أطياف الزمان والمكان عبر هيام ما سيكون وما كان ....... إنه سفر في أحضان إحكي لنا حكاية وقص لنا رواية تعالج فيها غواية الألم وألم الغواية ...... ولكن في المحفظة أيضا ممحاة وقلم ………. ممحاة بهماء وقلم بحبر أبيض يمحي الأسطر السوداء ليصبح الكل سواء وتكتب بالقلم الناصع على الصفحات البيضاء فتتداخل الأحرف والكلمات متاطيرة في الهواء ........ تعالوا بنا نجلس ساعة فننسى الماضي بأحزانه ونرتقي في الحاضر بأفراحه وأطيافه وبالشيئين معا نصنع من هذه الخلطة شيء فيه نرسم لذاك الحزين أغواره.
الحزن قصر شامخ حوى جل أصناف المآكل والمشارب والمياثر ولكن في حقيقة الأمر هي مرة وعلقمة وقصيرة أو طويلة ضيقة وحازقة آكلها يحس بالمغص الشديد وشاربها يلتمس ماء الصديد ولابسها لا هو مستور ولا هو موقى من الحر والقر المديد ......... هو قصر بلا نوافذ ولا أبواب مظلم معتم مقتم وكأن فيه خراب أسواره عالية تناطح السحاب وتعانق قبابه الضباب في عباب أبراجه خالية من الحراس إلا نباح الكلاب تنظر من عليائه للمنظر الربيعي الخلاب ولكن لا تطل إلى ما بداخله حتى لا تصاب بالإكتئاب ....... جميل هو ذاك القصر في مظهره رائع روعة انسيابه على حافة جرف يطل على البحر الأحمر بدمائه والبحر الأبيض بدموعه والبحر الميت ولو من غير حوته تتقاذفه الأمواج من هنا وهناك وترتطم به لترتج أرجاؤه ولكن لا توقعه كذلك الأحزان في ذاكرة الإنسان حينما يتذكرها يهتز كيانه وترتعد فرائسه ولكن سرعان ما ينسى والكل من أمام ناظره يتلاشى ......... هكذا هو حال قصرنا المفدى والذي على الرغم مما فيه إلا أن عليه حراس قلوبهم بيض وثغورهم باسمة وأفئدتهم كوقع الثلج على قمم الجبال ...... بين أكفهم سعادة وفي أحضانهم مرح وفرح وعلى أكتافهم كنانة مملوءة بسهام البهجة والفرحة تصيب قلبك فلا تجرحه يمنعون بكل هذه الأسلحة وما أوتوا من قوة وسلطان الوالج من أن يدخل القصر أو أن يرد منه حتى يبقى ذاك الحزن حبيسا عن الآخرين لا يتذمخ به أحد ولا يعرف النور لمرمس حياة الناس فيفسد عليهم حياتهم ....... أقول لك: أنت الحارس أنت الفارس إن شئت أطلقت العنان لأحزانك وإن شئت في الأخرى كبتها فلا يظهر منها إلا ما يظهر من ظاهر أولئك الحراس ...... حقا ما أتعسك من قصر وما أسعدك من بر.
الحزن دمعة تترقرق من على خد يتيم أو تنساب من وجنتي غني حليم في ضحى النهار أو في جوف الليل تسمع له خوار...... هو دمعة في بحر بصخوره العالية وأمواجه العاتية وحيتانه الشرسة القاتلة لا يغطس فيه إلا منتحر أو مجنون ولا يستريح على شواطئه إلا مغتم ومغبون ........ماءه ملح أجاج وريحه تقذف في العين الزجاج وطعم لحم سمكه فيه دبابيز شوك ومسامير من أمشاج ..... ولكن لا تخف فمثلك القبطان يعرف متى يبحر ومتى يقدم أو يتأخر خاصة إن كانت لك سفينة بطول وعرض اليم تتكسر على مرماها ما الكل بها يلتطم وتراها السابحات فتخشى من قربانها وتهب الرياح من نحوها فلا تزحزحها ....... كذلك بنيات الحزن على سنن صبرك وتحملك وسيطرتك على عبرتك واحتساب الأجر على ربك..... يتبع.
من فيض قلم القناص
الحزن محفظة تحملها على كاهلك فيها كراس تحكي فيه وعليه أسى الماضي وعبس الحاضر وقتامة المستقبل تداعب على صفحاته البيضاء بقلمك الأسود السرمدي وحبرك المدموم بدموع حمراء مرة تكتب ومرة تتوقف لتضع يدا على الكف ومن حول ما تعيش تلتف فتشتف ............ محفظة فيها أيضا كتاب ولكن في هذه الجولة يحكي لك ولا تكتب عليه يحكي قصة الآلام الغابرة والهموم العابرة عبر أطياف الزمان والمكان عبر هيام ما سيكون وما كان ....... إنه سفر في أحضان إحكي لنا حكاية وقص لنا رواية تعالج فيها غواية الألم وألم الغواية ...... ولكن في المحفظة أيضا ممحاة وقلم ………. ممحاة بهماء وقلم بحبر أبيض يمحي الأسطر السوداء ليصبح الكل سواء وتكتب بالقلم الناصع على الصفحات البيضاء فتتداخل الأحرف والكلمات متاطيرة في الهواء ........ تعالوا بنا نجلس ساعة فننسى الماضي بأحزانه ونرتقي في الحاضر بأفراحه وأطيافه وبالشيئين معا نصنع من هذه الخلطة شيء فيه نرسم لذاك الحزين أغواره.
الحزن قصر شامخ حوى جل أصناف المآكل والمشارب والمياثر ولكن في حقيقة الأمر هي مرة وعلقمة وقصيرة أو طويلة ضيقة وحازقة آكلها يحس بالمغص الشديد وشاربها يلتمس ماء الصديد ولابسها لا هو مستور ولا هو موقى من الحر والقر المديد ......... هو قصر بلا نوافذ ولا أبواب مظلم معتم مقتم وكأن فيه خراب أسواره عالية تناطح السحاب وتعانق قبابه الضباب في عباب أبراجه خالية من الحراس إلا نباح الكلاب تنظر من عليائه للمنظر الربيعي الخلاب ولكن لا تطل إلى ما بداخله حتى لا تصاب بالإكتئاب ....... جميل هو ذاك القصر في مظهره رائع روعة انسيابه على حافة جرف يطل على البحر الأحمر بدمائه والبحر الأبيض بدموعه والبحر الميت ولو من غير حوته تتقاذفه الأمواج من هنا وهناك وترتطم به لترتج أرجاؤه ولكن لا توقعه كذلك الأحزان في ذاكرة الإنسان حينما يتذكرها يهتز كيانه وترتعد فرائسه ولكن سرعان ما ينسى والكل من أمام ناظره يتلاشى ......... هكذا هو حال قصرنا المفدى والذي على الرغم مما فيه إلا أن عليه حراس قلوبهم بيض وثغورهم باسمة وأفئدتهم كوقع الثلج على قمم الجبال ...... بين أكفهم سعادة وفي أحضانهم مرح وفرح وعلى أكتافهم كنانة مملوءة بسهام البهجة والفرحة تصيب قلبك فلا تجرحه يمنعون بكل هذه الأسلحة وما أوتوا من قوة وسلطان الوالج من أن يدخل القصر أو أن يرد منه حتى يبقى ذاك الحزن حبيسا عن الآخرين لا يتذمخ به أحد ولا يعرف النور لمرمس حياة الناس فيفسد عليهم حياتهم ....... أقول لك: أنت الحارس أنت الفارس إن شئت أطلقت العنان لأحزانك وإن شئت في الأخرى كبتها فلا يظهر منها إلا ما يظهر من ظاهر أولئك الحراس ...... حقا ما أتعسك من قصر وما أسعدك من بر.
الحزن دمعة تترقرق من على خد يتيم أو تنساب من وجنتي غني حليم في ضحى النهار أو في جوف الليل تسمع له خوار...... هو دمعة في بحر بصخوره العالية وأمواجه العاتية وحيتانه الشرسة القاتلة لا يغطس فيه إلا منتحر أو مجنون ولا يستريح على شواطئه إلا مغتم ومغبون ........ماءه ملح أجاج وريحه تقذف في العين الزجاج وطعم لحم سمكه فيه دبابيز شوك ومسامير من أمشاج ..... ولكن لا تخف فمثلك القبطان يعرف متى يبحر ومتى يقدم أو يتأخر خاصة إن كانت لك سفينة بطول وعرض اليم تتكسر على مرماها ما الكل بها يلتطم وتراها السابحات فتخشى من قربانها وتهب الرياح من نحوها فلا تزحزحها ....... كذلك بنيات الحزن على سنن صبرك وتحملك وسيطرتك على عبرتك واحتساب الأجر على ربك..... يتبع.
من فيض قلم القناص
تعليق