المعلم أنفع وأشرف مما تدعون
المعلم أنفع وأشرف مما تفترون يعتبر المعلم، ركنا أساسيا في كل عملية تعليمية، .فبدونه لا يمكن أن تصورنجاحها، ولا حتى انطلاقها. فقد نستغني عن الإدارة التربوية، والمراقبةالتربوية، (نموذج التعليم التقليدي) وقد نستغني كذلك عن البنايات المدرسية (المدرسة المشائية الأرسطية، والمدرسة الخيمة عند الرحل، كنموذج ) . ولكنلا نستطيع أن نستغني عن المعلم. فهو المؤهل من دون غيره من الناس، علىالقيام بمهمة التعليم، والقادر على إيجاد التغيير، وإحداث التجديد، والمحافظة على تراث وتاريخ الأمة، مع ضمان استمرار يته، ونقل تجاربالقدامى إلى الأجيال الناشئة ... فقد جبل على الصبر، وحب الأمانة، ونصحالأمة، ورعاية الأطفال والتواضع لهم ... لا أحد من أفراد المجتمع، يمكنه أنيتجرأ على إدعاء أبوة أبناء غيره، إلا المعلم .فهو يلعب دورا الأم، والأب، طول النهار، دون كلل ولا ملل .ينطق الصوت ( أب – أم - شجرة – تفاحة – مقلمة - سمكة ...)، ويكتب الحرف ( أ – ب – م - ش – ت – ح - ف- ق – ل - س – ك ...) . ويعيد القراءة، تلو القراءة، ويظل يردد ذلك على مسامعالأطفال، ويخصص لبعضهم المزيد من الشرح والتوضيح، دون أن يبدي أي اشمئزاز، أو امتعاض من كثرة التكرار، حتى يكتسبوا ثروة لغوية، وصناعة يدوية، فيفعلواما يفعله معلمهم، وقد أتقنوا نطق الكلمات، مع كتابتها، وفهم معانيها، ووصلوا إلى التعلم الذاتي، في زمن قياسي( لا يتجاوز سنة). ولهذا السببأجمع العقلاء الأخيار، على أفضلية وظيفة التعليم، وشرفها، ورفعتها.
ويكفيالمعلم ( معلم الخير) شرفا وفضلا، ونفعا، وأجرا عظيما... أنه نائب رسول الله صلى الله عليه وسلم في العملية التعليمية، بدون منازع، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال في حقه :{إن الله وملائكته وأهلالسموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلمالناس الخير}( رواه بن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله – المختصر ص42) . كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم لقب نفسه بالمعلم:[ إنما بعثت معلما ](رواه بن ماجة تحت رقم 229) وقال صلى الله عليه وسلم في نفس المعنى. [إنالله لم يبعثني معنتا ولا متعنتا ولكن بعثني معلما وميسرا .]( رواه مسلمتحت عدد 1478) .
والله سبحانه وتعالى يمتن على خلقه، إذ بعث فيهم رسولامعلما كما هو واضح في قوله تعالى :{ هو الذي بعث في الأميين رسولا منهميتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفيضلال مبين }(الجمعة آية2) و قاله تعالى أيضا :{ كما أرسلنا فيكم رسولا منكميتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكوناتعلمون. }( البقرة آية151)والعالم اليوم، هو الآخر، يجمع على اختيار اليومالخامس من أكتوبر من كل سنة للاحتفاء والاحتفال بالمعلم . اعترافا منه بشرفالرسالة التعليمية وعظمتها، التي يحملها ويبلغها المعلم .الواقع إذا نحناستقرانا التاريخ وجدنا معظم الأحداث، والثورات، والإصلاحات والدعوات إلىالتحرر... كان يقف وراءها المعلم . فسقراط، و أرسطو، وأفلاطون، والفارابي، و ابن رشد، وعمر المختار، و بديع الزمان سعيد النورسي وحسن البنا، وعلال الفاسي، وبن باديس ومحمد البشير الإبراهيمي وإيمابويل كانت، وهيجلوغيرهم كثير ... كلهم امتهنوا التعليم، وبالتعليم، حاربوا الظلموالطغيان، وذادوا عن المقدسات، والكرامة، والحرية ... فغيروا وجه العالمويدور الزمان دورته فيصبح المعلم، كسقط المتاع، بعد أن كان أعز من الكبريتالأحمر. يسخر منه العزيز والحقير، والشريف والوضيع، ويتنذر ويضحك منه، وعليه، السفلة، والسفهاء ... وهو الذي كان بالأمس ضمير الأمة، ومرجعها، وحامل همومها.ومصلح شؤونها ... يستحيي منه الصغير، ويوقره الكبير .
إن ازدراء المجتمع للمعلم، واحتقاره، والحط من شأنه، ولد عند ه الإحباط، واحتقار الذات والتنكر لها، و الشعوربالنقص والدونية ...الشيء الذي حال بينه وبين المر دودية، والواجب المطلوبمنه، والتفاني في العمل، والتضحية من أجل الوطن ... تصور معي الشعور الذيينتاب المعلم، وهو يسمع أحد السفلة يسوق عربة يجرها حمار، وهو يصرخ بأعلىصوته، مخاطبا حماره :[ أرا أرا أرا يا أستاذ إو يا أستاذ أرا ]( ولقد سمعتذالك بأذني) . والآخر يقول له : معلم مسكين – معلمة مسكينة . وغيره يصفهبالبخل والفقر، والآخر ينعته بأقبح الصفات... و لقد أقسم لي أحد المراقبينالتربويين، بأغلظ الأيمان، أنه لن يزوج لابنه معلمة، ولن يزوج ابنتهمعلما . لقد أصبح لقب أستاذ عنوان تحقير في عرف المجتمع، لا تشريف ولاتكريم.لم يعد أحد من رجال التعليم راض عن مهنته، ولا محب لها. ولو فتحت بابالمغادرة، وبدون منحة لغادر الجميع.إن أجرة المعلم، لم تعد سرا، حتى علىتلامذته. فالمعلم هو الموظف الوحيد، الذي يشهر بأجرته، وبكل زيادة فيها، حتىولو كانت زهيدة. حتى أصبح التلميذ يتطاول على أستاذه أو أستاذته، ويعيرهما، بقلة ذات اليد، قائلا :( أجرتك الشهرية يا أستاذ، تكون في جيبيقبل مطلع الفجر، وقبل مجيئي إلى المؤسسة، من كل يوم ) مفتخرا بدخله عنطريق تهريب البنزين، وأشياء أخرى.والحقيقة، لو أنصفنا المعلم، لكان أجره، تفوق أجر أي موظف، مهما كانت مهمته، ومهما علت وظيفته، .فهذا رسول الله صلىالله عليه وسلم، أنصف المعلم العدو، الكافر. فجعل حريته، مقابل تعليم عشرةمن المسلمين، القراءة والكتابة. فإذا كانت الدية تقدر بمائة من الإبل (حوالي 100مليون سنتيم ) .فأجرة تعليم الفرد الواحد تقدر إذا، بعشرة ملايينسنتيم (10 ملايين سنتيم) .
والمعلم يعلم المئات من التلاميذ القراءةوالكتابة، في ضرف وجيز ( 6في أشهري يتعلم التلميذ المتوسط الذكاء القراءوالكتابة).على هذا الأساس، وقياسا على أجرة رسول الله صلى الله عليه ويسلم، كم ستكون الأجرة الحقيقية والعادلة للمعلم ؟
------
المعلم أنفع وأشرف مما تفترون يعتبر المعلم، ركنا أساسيا في كل عملية تعليمية، .فبدونه لا يمكن أن تصورنجاحها، ولا حتى انطلاقها. فقد نستغني عن الإدارة التربوية، والمراقبةالتربوية، (نموذج التعليم التقليدي) وقد نستغني كذلك عن البنايات المدرسية (المدرسة المشائية الأرسطية، والمدرسة الخيمة عند الرحل، كنموذج ) . ولكنلا نستطيع أن نستغني عن المعلم. فهو المؤهل من دون غيره من الناس، علىالقيام بمهمة التعليم، والقادر على إيجاد التغيير، وإحداث التجديد، والمحافظة على تراث وتاريخ الأمة، مع ضمان استمرار يته، ونقل تجاربالقدامى إلى الأجيال الناشئة ... فقد جبل على الصبر، وحب الأمانة، ونصحالأمة، ورعاية الأطفال والتواضع لهم ... لا أحد من أفراد المجتمع، يمكنه أنيتجرأ على إدعاء أبوة أبناء غيره، إلا المعلم .فهو يلعب دورا الأم، والأب، طول النهار، دون كلل ولا ملل .ينطق الصوت ( أب – أم - شجرة – تفاحة – مقلمة - سمكة ...)، ويكتب الحرف ( أ – ب – م - ش – ت – ح - ف- ق – ل - س – ك ...) . ويعيد القراءة، تلو القراءة، ويظل يردد ذلك على مسامعالأطفال، ويخصص لبعضهم المزيد من الشرح والتوضيح، دون أن يبدي أي اشمئزاز، أو امتعاض من كثرة التكرار، حتى يكتسبوا ثروة لغوية، وصناعة يدوية، فيفعلواما يفعله معلمهم، وقد أتقنوا نطق الكلمات، مع كتابتها، وفهم معانيها، ووصلوا إلى التعلم الذاتي، في زمن قياسي( لا يتجاوز سنة). ولهذا السببأجمع العقلاء الأخيار، على أفضلية وظيفة التعليم، وشرفها، ورفعتها.
ويكفيالمعلم ( معلم الخير) شرفا وفضلا، ونفعا، وأجرا عظيما... أنه نائب رسول الله صلى الله عليه وسلم في العملية التعليمية، بدون منازع، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال في حقه :{إن الله وملائكته وأهلالسموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلمالناس الخير}( رواه بن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله – المختصر ص42) . كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم لقب نفسه بالمعلم:[ إنما بعثت معلما ](رواه بن ماجة تحت رقم 229) وقال صلى الله عليه وسلم في نفس المعنى. [إنالله لم يبعثني معنتا ولا متعنتا ولكن بعثني معلما وميسرا .]( رواه مسلمتحت عدد 1478) .
والله سبحانه وتعالى يمتن على خلقه، إذ بعث فيهم رسولامعلما كما هو واضح في قوله تعالى :{ هو الذي بعث في الأميين رسولا منهميتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفيضلال مبين }(الجمعة آية2) و قاله تعالى أيضا :{ كما أرسلنا فيكم رسولا منكميتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكوناتعلمون. }( البقرة آية151)والعالم اليوم، هو الآخر، يجمع على اختيار اليومالخامس من أكتوبر من كل سنة للاحتفاء والاحتفال بالمعلم . اعترافا منه بشرفالرسالة التعليمية وعظمتها، التي يحملها ويبلغها المعلم .الواقع إذا نحناستقرانا التاريخ وجدنا معظم الأحداث، والثورات، والإصلاحات والدعوات إلىالتحرر... كان يقف وراءها المعلم . فسقراط، و أرسطو، وأفلاطون، والفارابي، و ابن رشد، وعمر المختار، و بديع الزمان سعيد النورسي وحسن البنا، وعلال الفاسي، وبن باديس ومحمد البشير الإبراهيمي وإيمابويل كانت، وهيجلوغيرهم كثير ... كلهم امتهنوا التعليم، وبالتعليم، حاربوا الظلموالطغيان، وذادوا عن المقدسات، والكرامة، والحرية ... فغيروا وجه العالمويدور الزمان دورته فيصبح المعلم، كسقط المتاع، بعد أن كان أعز من الكبريتالأحمر. يسخر منه العزيز والحقير، والشريف والوضيع، ويتنذر ويضحك منه، وعليه، السفلة، والسفهاء ... وهو الذي كان بالأمس ضمير الأمة، ومرجعها، وحامل همومها.ومصلح شؤونها ... يستحيي منه الصغير، ويوقره الكبير .
إن ازدراء المجتمع للمعلم، واحتقاره، والحط من شأنه، ولد عند ه الإحباط، واحتقار الذات والتنكر لها، و الشعوربالنقص والدونية ...الشيء الذي حال بينه وبين المر دودية، والواجب المطلوبمنه، والتفاني في العمل، والتضحية من أجل الوطن ... تصور معي الشعور الذيينتاب المعلم، وهو يسمع أحد السفلة يسوق عربة يجرها حمار، وهو يصرخ بأعلىصوته، مخاطبا حماره :[ أرا أرا أرا يا أستاذ إو يا أستاذ أرا ]( ولقد سمعتذالك بأذني) . والآخر يقول له : معلم مسكين – معلمة مسكينة . وغيره يصفهبالبخل والفقر، والآخر ينعته بأقبح الصفات... و لقد أقسم لي أحد المراقبينالتربويين، بأغلظ الأيمان، أنه لن يزوج لابنه معلمة، ولن يزوج ابنتهمعلما . لقد أصبح لقب أستاذ عنوان تحقير في عرف المجتمع، لا تشريف ولاتكريم.لم يعد أحد من رجال التعليم راض عن مهنته، ولا محب لها. ولو فتحت بابالمغادرة، وبدون منحة لغادر الجميع.إن أجرة المعلم، لم تعد سرا، حتى علىتلامذته. فالمعلم هو الموظف الوحيد، الذي يشهر بأجرته، وبكل زيادة فيها، حتىولو كانت زهيدة. حتى أصبح التلميذ يتطاول على أستاذه أو أستاذته، ويعيرهما، بقلة ذات اليد، قائلا :( أجرتك الشهرية يا أستاذ، تكون في جيبيقبل مطلع الفجر، وقبل مجيئي إلى المؤسسة، من كل يوم ) مفتخرا بدخله عنطريق تهريب البنزين، وأشياء أخرى.والحقيقة، لو أنصفنا المعلم، لكان أجره، تفوق أجر أي موظف، مهما كانت مهمته، ومهما علت وظيفته، .فهذا رسول الله صلىالله عليه وسلم، أنصف المعلم العدو، الكافر. فجعل حريته، مقابل تعليم عشرةمن المسلمين، القراءة والكتابة. فإذا كانت الدية تقدر بمائة من الإبل (حوالي 100مليون سنتيم ) .فأجرة تعليم الفرد الواحد تقدر إذا، بعشرة ملايينسنتيم (10 ملايين سنتيم) .
والمعلم يعلم المئات من التلاميذ القراءةوالكتابة، في ضرف وجيز ( 6في أشهري يتعلم التلميذ المتوسط الذكاء القراءوالكتابة).على هذا الأساس، وقياسا على أجرة رسول الله صلى الله عليه ويسلم، كم ستكون الأجرة الحقيقية والعادلة للمعلم ؟
------
منقول للفائدة
و في انتظار تعليقاتكم و اضافتكم لاستفيد منها كمعلم يجد هذا الكلام حقا
و في انتظار تعليقاتكم و اضافتكم لاستفيد منها كمعلم يجد هذا الكلام حقا
تعليق