أ. عبد الحافظ شمروخ
في هذا اللقاء مع فضيلة الدكتور عدنان علي رضا محمد النحوي. العَلَم العالم العلامة الداعية المفكر الشاعر الأديب الناقد الناصح، المجاهد بقلمه، نحاور فيه الكاتب، المؤلف، والمبدع.
** بداية نشكر فضيلتكم على إتاحة الفرصة للقراء للتعرف عليكم وعلى تجربتكم في الكتابة والتأليف. فما هو ومتى كان أول كتاب تؤلفه؟ وما هي قصته؟
- لقد بدأت الكتابة ولم أبلغ الرابعة عشرة من عمري. كنت أكتب الشعر ولم أكن درست العروض ولا عرفته. وكنت أكتب أبحاثًا في موضوعات شتى، وكان بعض أساتذتي في الصفوف الثانوية يُسَرّون بها، ويطلبون مني قراءتها على الطلاب في الفصل. وبدأت أكتب بعض الخواطر كتابة خاصة لي، لم أكن أفكر بالنشر أو الإعلام، وهذا كله فُقِد مع النزوح.
أول كتاب تم جمعه وطبعه ونشره كان ديوان الأرض المباركة، وقصته أنني كنت جمعت كل ما لدي من قصائد، فاطَّلَعَ عليها بعض الأصدقاء في مدينة الرياض في المملكة العربية السعودية إلى أن وصلت إلى الدكتور محمد مصطفى هدارة رحمه الله، فاتصل بي ودعاني إلى زيارته، وذهبت إليه مع بعض الأصدقاء، وفوجئت بأنه أعَدَّ مقدمة للقصائد التي اطَّلَعَ عليها، وشجعني على طبعه ونشره. وكان من بين الحضور صاحب دار نشر، فعرض طباعة الديوان ونشره.
وقبل أن تبدأ طباعته كتب عنه كذلك الأستاذ الشاعر الأديب عبد العليم القباني، والأستاذ الأديب الدكتور أحمد كمال زكي، والأستاذ زهير مارديني، وتحدث عنه في إذاعة الرياض الدكتور محمد لطفي الصَّبّاغ، ثم كتب عنه في جريدة اللواء الأردنية الأستاذ أحمد عوض النشاش، ثم توالت الكتابات عنه بعد طباعته ونشره، والشكر والتقدير لجميع الأخوة الأدباء والشعراء الذين تفضلوا وكتبوا. وكانت الطبعة الأولى سنة 1398هـ/ 1978م، ثم توالت الدواوين حتى بلغت الآن تسعة، والملاحم الشعرية أربع عشرة ملحمة. وقد تم إصدار ديوان الأرض المباركة في ست طبعات متتالية بحمد الله تعالى وفضله.
** عندما كتبت أول كتاب، هل كان لديك فكرة أنك ستقوم بتأليف هذا العدد الكبير والمتنوع من الكتب القيمة؟
- كان أول كتاب من غير الشعر، هو كتاب "دور المنهاج الرباني في الدعوة الإسلامية". لقد بدأت بالتفكير في تأليفه وأنا في قلب العمل الإسلامي أرقب ما يعانيه العمل الإسلامي من تحديات ومشكلات وأخطاء ونواحي ضعف وخلل، دون وجود أي محاولة في حدود علمي للمعالجة والإصلاح.
وعندما يسَّر الله لي الوقت للتفرغ لتأليف هذا الكتاب، كانت تجمعت لديَّ عدة قضايا شعرت بالواجب أن أكتبها وأدرسها وأعرضها.
ولا بد من الإشارة هنا إلى أنني ما تركت كتابًا لداعية إسلامي عربي أو غير عربي إلا درسته، ويُضاف إلى ذلك أنه في مسيرة حياتي درست علومًا متعددة، خلاف ما ندرسه في المرحلة الثانوية؛ ففي الكلية العربية في القدس كان الزاد الذي أخذته كبيرًا إلا مادة الإسلام، فدراستها كانت جهدًا شخصيًّا وتوجيهًا بيتيًّا. فقد درستُ التربية وعلم النفس وأصول التدريس واللغة العربية وأدبها وشعرها، واللغة الإنجليزية وأدبها وتاريخها وشعرها مع النقد الأدبي، واللغة اللاتينية لبضعة أشهر، والرياضيات وتاريخها، والطبيعيات والكيمياء، تاريخ اليونان بتفصيل مملّ، تاريخ أوربا، تاريخ إنجلترا كذلك بتفصيل واسع، تاريخ الرومان، المنطق، وعلومًا أخرى. وتابعت دراسة الإسلام وتاريخه بجهد شخصي، ثم حفظت كتاب الله، وكان هذا أكبر زاد حملته. وخلال هذه المسيرة قرأت قراءة خاصة لمعظم الكتاب المشهورين في العالم العربي مثل طه حسين، جورجي زيدان، مصطفى صادق الرافعي.
وقرأت لمعظم الشعراء الكبار في مرحلة شبابي مثل محمود سامي باشا البارودي، شوقي، حافظ إبراهيم، الأخطل الصغير، أحمد محرم، بدوي الجبل، قراءةً وحفظًا على قدر ما أستطيع، يُضاف إلى ذلك ما درسناه في الدراسة الثانوية، والكلية العربية من شعراء العصر الجاهلي، وصدر الإسلام، والعهد الأموي، والعهد العباسي، دراسة مفصلة مع التحليل والنقد.
ولقد استفدت كثيرًا من مكتبة الكلية العربية المليئة بالمراجع في مختلف العلوم، وكان من أكثر ما قرأت منها القصص العالمي.
هذا بعض الزاد الذي حملته في مرحلة شبابي، ثم جاء الزاد الكبير من الإسلام ومن فترة وجودي في الميدان.
وعندما قدمت الكتاب للفسح جاءني خطاب شكر وتقدير على هذا الكتاب الذي اعتبروه مفيدًا للشاب والعالِم، وأشعر أن كل كلمة فيه خرجت من صميم فؤادي ودمي وعروقي.
كان هذا الكتاب أول ثمرة لمسيرة حياتي، لم أكتبه للشهرة ولا للسمعة ولا للتجارة، ولكني شعرت بأن واقع المسلمين بحاجة إلى ما في هذا الكتاب بعد أن أخذ الناس يبتعدون عن تدبُّر كتاب الله، وأخذوا يزدادون جهلاً باللغة العربية، وأخذت الشعارات يزيد ضجيجها، والعلم الحق يبهت ويغيب.
وبعد جلسات كثيرة ومناصحة وحوار اقتنعت أن تفرُّق المسلمين وتمزُّقهم ناتج عن خلل في الإيمان والتوحيد، وضعف كبير في دراسة وتدبر منهاج الله، وغلبة الشعارات، وغياب النهج والتخطيط.
لذلك رأيت أن أبدأ بوضع نهج وخطة للدعوة الإسلامية، كان باكورة النهج والخطة هذا الكتاب: "دور المنهاج الرباني في الدعوة الإسلامية".
ولم يكن لدي فكرة كم كتابًا سأؤلف، ولم أكن أفكر في ذلك أبدًا، وكان كل فكري محصورًا في قضية واحدة رئيسة، كيف يمكن أن نضع نهجًا ومنهجًا تطبيقيين للدعوة الإسلامية؛ ليكون هذا النهج هو الأساس الذي يلتقي عليه المؤمنون. كان هذا الذي يُشغل فكري ويُطلق عزيمتي، متوجهًا إلى الله I راجيًا أن يكون العمل كله لله لا تفسده الدنيا، والبحث عن السمعة أو المال أو أي كسب مادي دنيوي آخر.
كنت أتوقع أن أرسم النهج كله بخمسة كتب أو عشرة كتب، ولكن تبين لي مع المسيرة أن النهج يجب أن يقدم حلولاً تطبيقية عملية لما يدور في الميدان من خلل أو أحداث أو قضايا تحتاج إلى دراسة وإجابة وحلول. وكلما أَلَّفْتُ كتابًا فتح الكتاب أمامي موضوعات جديدة، مهمَّة وضرورية ليشكل النهج خطوطه وملامحه وموضوعاته، ولتتكامل على صورة منهجية.
أما سبب تنوع الكتب على هذا النحو الذي بَلَغَته اليوم، فلذلك سببان: أولاً إن نهج الدعوة الذي أسعى إلى وضعه يجب أن يعالج مشكلات الواقع المتجددة في مختلف مجالاتها. وثانيًا: أن دراساتي كانت متنوعة جدًّا، سواء في ذلك دراساتي الجامعية ودراساتي الخاصة التي كان من طبيعتها أنها دراسة منهجية تطرق أبواب الفكر وميادينه والواقع وأحداثه.
** لماذا تكتب؟
- أكتب لأني صاحب رسالةٍ عظيمةٍ أعيش لها، وقضية أدافع عنها. أريد أن تُبَلَّغَ رسالة الله كما أُنزلت على محمد ، إلى الناس كافة تبليغًا منهجيًّا صافيًا، وتعهُّدهم عليها تعهدًا منهجيًّا صافيًا، والمضيّ على ذلك حتى تكون كلمة الله هي العليا. وهي ليست مسئوليتي وحدي، لكنها مسئولية كل مسلم وداعية وعالم.
ومن أجل ذلك أضع نهجًا ليسهِّل على المسلم والداعية التزود بالزاد الحق، وليسهِّل عليه الوفاء بعهده مع الله، وليسهِّل عليه تبليغ الرسالة والدعوة، وليكون هذا النهج أساس لقاء المؤمنين في الأرض أمة واحدة، لا تفرقها الحزبيّة ولا العصبيات الجاهلية، ولا تنافس الدنيا.
** لمن تكتب؟ من هي الشريحة التي تكتب لها؟
- أكتب للناس كافة: أولاً للمسلم العادي، للداعية، للعالِم، ولكل من يعرف العربيّة؛ لأدعوه إلى الإسلام دعوة صافية بعيدة عن التصور الحزبيّ أو العمل السريّ.
** ما هو الموضوع الذي تود أن تكتب فيه ولكنك لم تفعل؟ ولماذا؟
- هي موضوعات كثيرة نبعت مما كتبت حتى الآن، يوحي بها متطلبات الرسالة التي أدعو لها، وأنا ماضٍ في ذلك حتى ألقى الله. فبعض هذه الموضوعات أكتب فيها وبعضها لم يأت دورها. إنها خط ممتد مع امتداد الواقع والرسالة.
** ماذا تعلمت من تجربة الكتابة؟
- تعلمت الكثير الكثير، وأول ما تعلمته هو أني كلما تعلمت شيئًا وكتبتُ فيه، تفتحت أمامي آفاقٌ جديدة منه، حتى أشعر بأنه ما زال أمامي الكثير، وأن بحر العلم لا شاطئ له، وكأنني كلما ازددت علمًا ازددت معرفة بأن ميدان العلم أوسع.
والدرس الثاني أنه لا قيمة للعلم إلا حين يتمثله الإنسان إيمانًا وممارسةً إيمانية، ونهجًا في الحياة، وخُلقًا.
ثم تعلمتُ درس الإيمان والتوحيد وأسسه، وتعلمت مجاهدة النفس، وأن العلم يحتاج إلى العمل والسعي والبيان والتبليغ، وأن هذا كله يحتاج إلى نهج وخطة تحمل النية والدرب والهدف.
تعلمتُ النهج الإيماني للتفكير لأدعو إليه بعد أن ألتزمه أنا، تعلمت الكثير والكثير وأنا أتلو كتاب الله وأتدبره وأحفظه.
** ما هي العقبات والصعوبات والعوائق التي واجهتك خلال تجربتك في الكتابة والتأليف والنشر والتوزيع؟
- الصعوبات كثيرة، ولكن أهمها النشر والتوزيع، فهي صعوبات متلاحقة تحتاج إلى صبر. ومما سهل الأمر عليَّ أنني لا أسعى لشيء من الدنيا إلا أن يتقبل الله عملي خالصًا لوجهه الكريم. وكنت أشعر أن الله I يمدني بعونه، ولو بالصبر والصبر...! لأن أمتنا لا تقرأ إلا القليل منها.
** الكتاب للقراءة. بعبارة أخرى، أن الكتاب يُكتب ليُقرأ. ما هو رضاك عن أمة "اقرأ"؟
- أمَّة "اقرأ" لا تقرأ!!
** ماذا تقرأ؟ وبأي اللغات؟ وفي أي الموضوعات؟
- أقرأ كل شيء في كل موضوع طيّب نظيف يعينني في رسالتي وهدفي. وأقرأ باللغة العربية والإنجليزية، والموضوعات شتى؛ الفكر الإسلامي، الدعوة الإسلامية، الفقه، التوحيد وموضوعاته المتنوعة، أحداث الواقع وقضاياه، والأحداث الدولية، وقضايا العالم الفكرية كالشيوعية والمادية التاريخية والمادية الجدلية، والديمقراطية، والحداثة، والبنيوية والتفكيكية والأسلوبية، والعَلمانية، والعولمة، والإدارة، والسياسة، والاقتصاد، والموضوعات الأدبية، والنصح (النقد)، والتاريخ والشعر، وغير ذلك.
وأهم من هذا كله الدراسات القرآنية، وكتب السنة والسيرة، والفقه، واللغة العربية وقواعدها وآدابها.
** لمن من الكتاب المعاصرين تقرأ؟
- لعدد كبير جدًّا وفي الموضوعات التي سبق بيانها، ويصعب تعدادهم، وهذه مكتبتي يزيد عدد الكتب فيها عن اثني عشر ألفًا.
** كم تقرأ في اليوم أو في الأسبوع؟
- أقرأ يوميًّا جزءًا من القرآن الكريم، وعددًا لا يقل عن عشر صفحات من أحد الكتب الصحاح والسنن ووفق منهج محدد، ثم أقرأ ما لا يقل عن خمسين صفحة من أحد الكتب مما ذكرت أعلاه، ثم أتفرغ للكتابة وإدارة العمل واستقبال الضيوف.
** كم مرجعًا تستخدم للكتابة في الموضوع الواحد؟
- عندما أحدد الموضوع الذي أريد أن أكتب فيه، مثلاً الشورى، أبحث عن كل ما أستطيع الحصول عليه ممن سبقوا وكتبوا في الموضوع، فأدرسها، فإذا وجدتُ أنه لا شيء جديد لديَّ في الموضوع تركته ولا أكتب فيه، وأعتبر أنه ما دام ما كُتب كان كافيًا فلا حاجة أن أكتب فيه، وإن وجدت أن لدي شيئًا جديدًا وأفكارًا لم يطرقها الآخرون، وأن الأفكار هذه مرتبطة بالنهج الذي أدعو إليه، أبدأ بالكتابة والإعداد، وهناك موضوعات لا حاجة لمراجع غير الكتاب والسنة.
** الكتابة تعكس فكر الكاتب وأفكاره. ما هو الفكر الذي تريد إيصاله للقراء؟
- كما سبق أن قلت في الإجابة على السؤال الأول، فإن لي رسالة أكتب فيها وأريد تبليغها إلى أكبر عدد ممكن؛ لأُذكِّر المسلم بالتكاليف الربانية التي وضعها الله في عنقه، والتي أخذ الله العهد عليها، والتي سيحاسبه الله عليها يوم القيامة، والتي غفل عنها كثير من المسلمين. وأكتب كذلك لأبيِّن نواحي الخلل في واقعنا الإسلامي وسبل معالجتها، ولأنصح قدر جهدي وأحاسب نفسي على أسس ربّانيّة.
** ما هو الموضوع الذي تعكف على الكتابة فيه حاليًا؟
- حاليًا، أكتب في موضوع مهمّ: "التجديد في الفكر الإسلامي"، وكذلك في موضوع آخر: "لتكون كلمة الله هي العليا".
** ما هو موضوع الكتاب القادم؟
- هناك عدة موضوعات ما زال "نهج مدرسة لقاء المؤمنين وبناء الجيل المؤمن" يحتاجها، وهل يكتب الله لي أن أعيش حتى أتابع الكتابة عبادة لله وطاعة له؟! وكل أمر في وقته حسن، والله يقضي ما يشاء، فله الحمد كله.
** هل الكتابة مهنة، موهبة، علم، فن؟ أم أنها مهارة يمكن اكتسابها وتنميتها وتطويرها؟
- الكتابة علم وموهبة، ويجب أن تنطلق من حاجة مُلحّة لتحقق هدفًا ربانيًّا يريد الكاتب أن يعبد الله بالكتابة فيه. ولذلك أرى أن تكون الكتابة منهجيّة واضحة الأهداف والوسائل والأساليب، تنطلق كلها من نية خالصة لله. ويمكن أن تصبح الكتابة مع الممارسة فنًّا ومهارة.
** كيف ترى صناعة الكتاب في العالم العربي؟
- هناك كتب تدعو إلى الفتنة والفساد، وكتب تدعو إلى الحداثة أو العَلمانيّة أو الديمقراطية أو...
وهناك كتب إسلامية تدعو إلى الإسلام. أتحدث عن هذه الكتب الإسلامية، فإنها أنواع كل نوع يمثل حزبًا أو حركة لا تتفق مع الأخرى، فيفقد الكتاب بذلك قوة من قواه، لا تتوافر هذه القوة إلا حين يكون المسلمون صفًّا واحدًا، ونهجًا واحدًا، وكل كتاب يدعم الكتاب الآخر.
والمأخذ الثاني أنها ليست كلها منهجيّة، فلا ترتبط كلها بنهج واحد وخطة واحدة.
ولكن تظل الكتب الإسلامية تحمل الخير وتحيي الأمة، ونظل ندعو الله أن يجمع المؤمنين في الأرض جميعًا على نهج واحد ومناهج محددة وخطة شاملة جامعة؛ فالله واحد، والدين واحد، والأمة يجب أن تكون واحدة؛ ومن ثَمَّ فالدعوة الإسلامية يجب أن تكون دعوة واحدة في الأرض كلِّها، لها نهج واحد، ومناهج واحدة.
** كيف تكتب؟ ما هي الخطوات التي تتبعها في كتابة موضوع معين ابتداءً من الفكرة مرورًا بتجميع المراجع والمعلومات وانتهاءً بإخراج الكتاب ونشره وتوزيعه؟
- إذا تحددت الفكرة في ذهني أعرضها أولاً على منهاج الله حتى أطمئن إلى أنها فكرة إيمانية، ثم أدرس كم حاجة واقعنا إلى هذه الفكرة، وبعد ذلك أدرس مدى ارتباطها بنهج مدرسة لقاء المؤمنين وبناء الجيل المؤمن. فإذا اطمأنت نفسي إلى ذلك أبدأ، أحاسب نيتي لماذا أكتب: للشهرة والسمعة والدنيا أم بنية خالصة لله ورغبة في الدار الآخرة وإيثارها على الدنيا؟ فإذا اطمأنَّت نفسي إلى إخلاص النية، أبدأ بجمع المعلومات وكل ما كتب حول هذه الفكرة، فإذا وجدت أن ما كُتب لا يوجد لدي شيء أضيفه عليه، اكتفيت بما كُتب. وإذا وجدت أن لديَّ شيئًا جديدًا أضيفه، وأنه في نظري مهم، أبدأ بالكتابة بعد أن أكون درست كل ما جمعته، أبدأ بوضع خطة الكتاب، خطة عامة، ثم أبدأ بالكتابة في الموضوع، وقد وضحت الفكرة والخطة والمراجع.
حتى إذا انتهيتُ أخذت بمراجعته ومعالجة ما فيه من أخطاء إذا وُجدت، فإذا اطمأننتُ دفعت الكتاب لزوجتي لمراجعته ومناقشتي فيه. فإذا انتهت هذه المرحلة، أعرضه على ثلاثة أشخاص من الإخوة في مدرسة لقاء المؤمنين أو أكثر من ثلاثة. وبعد ذلك تبدأ مرحلة تقديمه للجهات المختصة للفسح ثم للطباعة ثم للنشر والتوزيع والإهداء.
** من يساعدك في مراحل إعداد وتأليف الكتاب وتجهيزه؟
- أولاً تساعدني زوجتي في المرحلة التي ذكرتها، ثم في الطباعة على الحاسوب يساعدني الموظفون في مكتب دار النشر. وإذا احتجت إلى مساعدة، فأستعين ببعض أبناء مدرسة لقاء المؤمنين.
** هل تكتب عن أشخاص معينين؟ من هم؟ ولماذا كتبت عنهم؟
- لم أكتب كتبًا عن أشخاص معينين، إلا قصائد رثاء لمن يتوفاه الله من الأقرباء أو الأصدقاء، وقصائد مودّة ومحبة مع بعض الأصدقاء. وكذلك كتبت مقالات عن بعض الرموز بناء على ظروف استدعت الكتابة عنها، مثل أبي الأعلى المودودي، أبي الحسن الندوي، عمر بهاء الأميري، مصطفى صادق الرافعي، عبد العزيز الرفاعي، وغيرهم.
** ما هي نصيحتك للكتاب المبتدئين؟
- أول نصيحة: أن يتقن اللغة العربية، ويدرس كتاب الله ويحفظ منه ما يستطيع، ويدرس ما يستطيع من كتب الحديث ومن سيرة الرسول ، وتظل دراسة القرآن الكريم والسنة واللغة العربية، دراسة منهجيَّة صحبة عمر وحياة.
والنصيحة الثانية: أن لا يكتب للدنيا والسمعة وطلب الشهرة، وأن يتأكد من نيته وصدقه.
والنصيحة الثالثة: أن لا يكتب إلا بعد أن يقرأ كل ما كُتب عن موضوعه؛ حتى يشعر أن لديه شيئًا جديدًا، وإلا فليبحث عن موضوع جديد يبدع فيه بأفكار جديدة.
والنصيحة الرابعة: أن يهتم بالكتابة إذا كانت له رسالة في الحياة يكتب فيها ومن أجلها، مع استيفاء الشروط السابقة.
تعليق