بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
((أخطر عضو)) احذر منه.. اعذرونى سأذكره !!! (هام للجميع)
قال تعالى : وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد
وقال تعالى: وأعرض عن الجاهلين
وقال تعالى : وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما
وقال تعالى : و الذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء , والبغضاء هي الحالقة , وأما إني لا أقول تحلق الشعر , ولكن تحلق الدين!!!
وقال عليه الصلاة والسلام: (إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان، تقول: اتق الله فينا، فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا) رواه الترمذي
وفي الصحيحين : {إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجاتٍ في الجنة -وفي رواية: يكتب الله له رضوانه بها إلى أن يلقاه- وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً؛ يهوي بها في جهنم }^
وفي رواية: {يكتب الله له بها سخطه إلى أن يلقاه }
نظر عبد الله بن عمر رضي الله عنهما إلى الكعبة يوماً ثم قال: [[ما أعظمك! وما أعظم حرمتك! وللمؤمن والله أعظم حرمة منك ))
شكر نعمة اللسان
إن من شكر نعمة الله علينا في جوارحنا أن نضبطها بوحي الله، العين لا ترى، والأذن لا تسمع، واللسان لا ينطق، والعقل لا يفكر ويخطط، والقلب لا ينعقد، واليد لا تكدح، والرجل لا تسعى ولا تخطو إلا فيما يرضي المولى
** حُكي عن بعض الحكماء رأى رجلاً يُكثر الكلام ويُقل السكوت ، فقال : إن الله – تعالى – إنما خلق لك أذنين ولسانا واحداً ، ليكون ما تسمعه ضعف ما تتكلم به .
إنها الحروف لو قُدِّر كون بعضها سائلاً ثم مزج بماء البحر لأفسده وغيَّره، بحروفٍ ملفوظةٍ أو مكتوبة يهوي المرء أو يرفع، ويرضى عنه أو يسخط عليه،
ضوابط دقيقة وزواجر عظيمة:
مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد
ٌ [ق:18]^
إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً [الإسراء:36]^!
من العجب
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
"ومن العجب أن الإنسان يهون عليه التحفظ من أكل الحرام والظلم والسرقة وشرب الخمر ، ومن النظر المحرم وغير ذلك ، ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه ، حتى ترى ذلك الرجل يشار إليه بالدين والزهد والعبادة ، وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله لا يلقي لها بالاً ، ينزل بالكلمة الواحدة منها أبعد ما بين المشرق والمغرب ، وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات ، ولا يبالي ما يقول. "
إن من أخص سمات المسلم سلامة المسلم منه يداً ولساناً، والعاقل يطمح إلى هذا الوضع ليكون ممن جعلوا سلاطة ألسنتهم على أعداء الله وحلو كلامهم لأولياء الله، محققين قول الله في وصف أصحاب رسول الله: أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ [الفتح:29]^
وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: **المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده }^
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
( لا تحاسدوا ، ولا تناجشوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا ، ولا يبع بعضكم على بيع بعض ، وكونوا عباد الله إخوانا ، المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يخذله ، ولا يكذبه ، ولا يحقره ، التقوى ها هنا ) ويشير صلى الله عليه وسلم إلى صدره ثلاث مرات – ( بحسب امرىء أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه
أيهجر مسلم فينا أخاه *** سنيناً لايمد له يمينه
أيهجره لأجل حطام دنيا *** أيهجره على نتف لعينه
ألا أين السماحة والتآخي *** وأين عرى أُخوتنا المتينه
بنينا بالمحبة مابنينا *** وماباع امرئ بالهجر دينه
علام نسد أبواب التآخي *** ونسكن قاع أحقاد دفينه
فيم التقاطع والإيمان يجمعنا *** قم نغسل القلب مما فيه من وضر
ويقول ابن القيم عليه رحمة الله:
أهل الصراط المستقيم كفوا ألسنتهم عن الباطل، وأطلقوها فيما يعود عليهم بالنفع في الآخرة،
فلا ترى أحدهم يتكلم بكلمة تذهب عليه ضائعة بلا منفعة، فضلاً عن أن تضره في الآخرة، وإن العبد ليأتي يوم القيامة بحسناتٍ أمثال الجبال فيجد لسانه قد هدمها كلها، ويأتي بسيئاتٍ أمثال الجبال فيجد لسانه قد هدمها من كثرة ذكر الله وما اتصل به
يكب الفتى في النار حصد لسانه *** فحافظ على ضبط اللسان وقيدِ
ريح الغيبة
** قيل لبعض الحكماء: ما الحكمة في أن ريح الغيبة ونتنها كانت تتبين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تتبين في يومنا هذا ؟
قال: لأن الغيبة قد كثرت في يومنا، فامتلأت الأنوف منها، فلم تتبين الرائحة وهي النتن ، ويكون مثال هذا ،
مثال رجل دخل الدباغين ، لا يقدر على القرار فيها من شدة الرائحة ، وأهل تلك الدار يأكلون فيها الطعام ويشربون الشراب ولا تتبين لهم الرائحة ، لأنهم قد امتلأت أنوفهم منها ، كذلك أمر الغيبة في يومنا هذا .
مواقف من حفظ السلف لألسنتهم
وسلامة قلوبهم للمسلمين
** اغتاب رجل رجلا بسوءٍ أمام صاحبه فقال للمغتاب: أغزوت الترك؟ قال: لا، قال: أغزوت الروم؟ قال: لا، قال: سلم منك الروم والترك ولم يسلم منك أخوك!
أسد علي وفي الحروب نعامة *** فتخاء تنفر من صفير الصافر
** روى الربيع بن صبيح أن رجلاً قال للحسن : يا أبا سعيد إني أرى أقواماً يحضرون مجلسك يحفظون عليك سقط كلامك ثم يحكونك ويعيبونك ،
فقال : يا ابن أخي : لا يكبرن هذا عليك ، أخبرك بما هو أعجب ، قال : وما ذاك يا عم ؟ قال : أطعت نفسي في جوار الرحمن وملوك الجنان والنجاة من النيران ، ومرافقة الأنبياء ولم أطع نفسي في السمعة من الناس ،
إنه لو سلم من الناس أحد لسلم منهم خالقهم الذي خلقهم ، فإذا لم يسلم من خلقهم فالمخلوق أجدر ألا يسلم .
** قال جبير بن عبد الله : شهدت وهب ابن منبه وجاءه رجل فقال : إن فلاناً يقع منك ، فقال وهب : أما وجد الشيطان أحداً يستخف به غيرك ؟ فما كان بأسرع من أن جاء الرجل ، فرفع مجلسه وأكرمه .
** عن حاتم الأصم قال : لو أن صاحب خير جلس إليك لكنت تتحرز منه ، وكلامك يُعرض على الله فلا تتحرز منه .
** اغتاب رجل عند معروف الكرخي
فقال له : اذكر القطن إذا وُضع على عينيك . أى عند الكفن والموت
** قال رجل لعمرو بن عبيد : إن الأسواري مازال يذكُرك في قصصه بشرٍ
فقال له عمرو : يا هذا ، ما رعيت حق مجالسة الرجل حيث نقلت إلينا حديثه ، ولا أديت حقي حين أعلمتني عن أخي ما أكره ، ولكن أعلمه أن الموت يعُمنا والقبر يضمنا والقيامة تجمعنا ، والله – تعالى – يحكم بيننا وهو خير الحاكمين
** قال عمر بن عبد العزيز : من علم أن كلامه من عَمَلِهِ ، قل كلامه إلا فيما يعنيه .
** رُؤي بعض الأكابر من أهل العلم في النوم فسُئل عن حاله ، فقال : أنا موقوف على كلمه قُلتُها ،قُلتُ: ما أحوج الناس إلى غيث ، فقيل لي : وما يدريك ؟ أنا أعلم بمصلحة عبادي.
** قال بعض السلف .. يُعرض على ابن آدم ساعات عمره ، فكل ساعة لم يذكر الله فيها تتقطع نفسه عليها حسرات ..
** قال رجل للفضيل ابن عياض : إن فلاناً يغتابني ، قال : قد جلب لك الخير جلباً.
** قال عبد الرحمن بن مهدي : لولا أني أكره أن يُعصى الله تمنيت ألا يبقى في هذا العصر أحدٌ إلا وقع فيّ واغتابني فأي شيء أهنأ من حسنة يجدها الرجل في صحيفته يوم القيامة لم يعملها ولم يعلم بها.
** قال عبد الله بن محمد بن زياد : كنت عند أحمد بن حنبل فقال له رجل : يا أبا عبد الله قد اغتبتك ، فاجعلني في حل ،
قال :أنت في حل إن لم تعد ، فقلت له : أتجعله في حل يا أبا عبد الله وقد اغتابك ؟ قال : ألم ترني اشترطت عليه .
** قال الحسن ابن بشار : منذ ثلاثين سنة ما تكلمت بكلمة أحتاج أن أعتذر منها .
** روي عن الحسن أن رجلاً قال : إن فلاناً قد اغتابك ، فبعث إليه طبقاً من الرطب ، وقال : بلغني أنك أهديت إليّ حسناتك ، فأردت أك أكافئك عليها ، فاعذرني، فإني لا أقدر أن أكافئك بها على التمام.
** قال عبد الله بن المبارك : قلت لسفيان الثوري : يا أبا عبد الله ما أبعد أبا حنيفة عن الغيبة ، ما سمعته يغتاب عدواً له قط ، فقال : هو أعقل من أن يسلط على حسناته ما يُذهبها .
** روي عن عمر بن عبد العزيز أنه دخل عليه رجل فاغتاب رجلا
فقال له عمر : إن شئت نظرنا في أمرك ، فإن كنت كاذبا فأنت من أهل هذه الآية : ** إن جاءكم فاسقٌ بنبأ فتبينوا} وإن كنت صادقاً فأنت من أهل هذه الآية ** همازٍ مشاءٍ بنميم } وإن شئت عفونا عنك ؟
فقال : العفو يا أمير المؤمنين ، لا أعود إليه أبدا .
** وذكر عن أبي أمامة الباهلي – رضي الله عنه – أنه قال : إن العبد ليُعطى كتابه يوم القيامة فيرى فيه حسنات لم يكن قد عملها ، فيقول يا رب: من أين لي هذا؟
فيقول : هذا بما اغتابك الناس وأنت لا تشعر.
الرسول صلى الله عليه وسلم يحذرك!!!
قال: {يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه! لا تؤذوا المسلمين، ولا تعيروهم، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه، تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته، فضحه ولو في قعر داره ^
وقال:" كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه"
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لـمعاذ :
{كف عليك هذا، ويشير إلى لسانه، فقال معاذ : وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به يا نبي الله؟! -وفي رواية: أوكلما نتكلم به يكتب علينا يا نبي الله؟!- فقال: ثكلتك أمك يا معاذ ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم؟ }^ إنك ما تزال سالماً ما سكت، فإذا تكلمت كتب عليك أو لك، فاللهم سلم سلم!
لقد خاب من يسعى لإيذاء مسلمٍ *** كما خاب من يرجو سراباً بقيعة
ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
{من قال في مؤمن ما ليس فيه، أسكنه الله ردغة الخبال وهي عصارة أهل النار }^
وفي رواية للإمام أحمد : {ومن رمى مسلماً بشيءٍ يريد شينه به، حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج مما قال }^ يحبس حتى يرضى خصمه أو يشفع فيه، أو يعذب بقدر ذنبه أجارنا الله،
وقد ثبت أن أبا الدرداء رضي الله عنه قال:
[[ أيما رجل أشاع على امرئ مسلمٍ كلمة هو بريء منها ليشينه بها، كان حقاً على الله أن يعذبه يوم القيامة في النار حتى يأتي بنفاذ ما قال ]]^.
وعن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: لم يكن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فاحشاً ولا متفحشاً،
وكان يقول: إن من خياركم أحسنكم أخلاقا متفق عَلَيهِ.
وعن أبي الدرداء رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلّق، وإن اللَّه يبغض الفاحش البذِي رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وقال حديث صحيح
وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: سئل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة.
قال: تقوى اللَّه، وحسن الخلق وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار. فقال: الفم، والفرج رواه التِّرمِذِيُّ وقال حديث صحيح.
وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها قالت سمعت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يقول:
إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم رواه أبو داود.
وقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم:
أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه حديث صحيح رواه أبو داود بإسناد صحيح.
قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم:
إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون، والمتشدقون، والمتفيهقون!فقالوا: يا رَسُول اللَّهِ قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون؟ قال: المتكبرون رواه التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها قالت: ما خير رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثماً، فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه، وما انتقم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم لنفسه في شيء قط إلا أن تنتهك حرمة اللَّه فينتقم لله تعالى. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
قال النبي صلى الله عليه وسلم :المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده )
ألسنةٌ كالسياط
ألسنةٌ كالسياط، أدبها ودأبها التربص، فالتوثب على الأعراض في اعتراض، أشرفت علينا بقرون الفتنة لتضرب الثقة في قوام الأمة،
طبع أصحابها -
كما يقول ابن القيم عليه رحمة الله- طبع خنزير، يمر على الطيبات فلا يلوي عليها، فإذا قام الإنسان عن رجيعه ولغ فيه، وقمح،
يسمع منك ويرى من المحاسن أضعاف أضعاف المساوئ فلا يحفظها، ولا ينقلها، ولا تناسبه، فإذا رأى سقطةً أو كلمةً عوراء ولو في فهمه، وجد بغيته وجعلها فاكهته،
ألا بئس المنتجع وبئست الهواية،
ويا ويلهم يوم تبلى السرائر يوم القيامة!
كم من طاعنٍ ابتلي بطاعن !!!
** يحكى أن رجلاً كان يجرئ تلامذته على الطعن في العلماء وإهانتهم وتتبع زلاتهم، وذات يوم قام يتكلم بكلامٍ لم يرق لأحد طلابه، فقام إليه ذلك الطالب، فصفعه على رءوس الأشهاد، ليقول بلسان الحال:
حصادك يوماً ما زرعت*** وإنما يجنى الفتى ما هو زارعه
ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ [آل عمران:182]^.
يقول أحد السلف : إني أجد نفسي تحدثني بالشيء، فما يمنعني من قوله إلا مخافة أن ابتلى.
لو شاء ربك كنت أيضاً مثلهم *** فالقلب بين أصابع الرحمن
والبلاء موكلٌ بالمنطق، والجزاء من جنس العمل،
ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
{لما عرج بي مررت على قوم لهم أظفارٌ من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم، قلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم }^ جَزَاءً وِفَاقاً [النبأ:26]^ وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً [الكهف:49]^.
ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
**من نصر أخاه بالغيب، نصره الله في الدنيا والآخرة، ومن حمى مؤمناً من منافق بعث الله له ملكاً يحمي لحمه يوم القيامة من نار جهنم، ومن رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة، وما من امرئ ينصر مسلماً في موضعٍ ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته، إلا نصره الله في موطنٍ يحب نصرته
إياك وهذه المواطن أن تلغ فيها لسانك
1-إياك وحراس الديانة.. الأمناء
العلماء حراس الديانة الأمناء، والغض من مكانة الحارس معناه استدعاء اللصوص،
العلماء عقول الأمة، والأمة التي لا تحترم عقولها غير جديرةٍ بالبقاء،
العلماء حملة الشريعة وورثة الأنبياء، والمؤتمنون على الرسالة، حبهم والذب عنهم ديانة،
ما خلت ساحة من أهل العلم إلا اتخذ الناس رءوساً جهالاً يفتونهم بغير علم، فيعم الضلال، ويتبعه الوبال والنكال، وتطل عندها سحب الفتن تمطر المحن، ومن الوقيعة ما قتل،
فنعوذ بالله من الخطل،
وما عالم برع في علمه يؤخذ بهفوته، وإلا لما بقي معنا عالم قط، فكلٌ رادٌّ ومردودٌ عليه، والعصمة لأنبياء الله ورسله، والفاضل من عدت سقطاته،
وليتنا أدركنا بعض صوابهم، أو كنا ممن يميز خطأهم على الأقل، وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث
حال من ينتقصهم
كناطح صخرة يوماً ليوهنها *** فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
لحوم العلماء مسمومة؛ من شمها مرض، ومن أكلها مات، لحوم أهل العلم مسمومة، ومن يعاديهم سريع الهلاك
فكن لأهل العلم عوناً وإن *** عاديتهم يوماً فخذ ما أتاك
فوالله الذي لا إله إلا هو لا أرى مثلاً لهؤلاء الموتورين الذين يتطاولون على القمم الشماء؛ إلا كذبابةٍ حقيرةٍ سقطت على نخلة عملاقة، فلما همت بالانصراف قالت باستعلاء: أيتها النخلة تماسكي فإني راحلة عنك، فقالت النخلة العملاقة: انصرفي أيتها الذبابة؛ فهل شعرت بك حينما سقطت عليَّ لأستعد لك وأنت راحلة عني؟
ألم تر أن الليث ليس يضيره *** إذا نبحت يوماً عليه كلاب
لا يضير السماء العواء ***ولا أن تمتد لها يد شلاء:
وإطفاء ضوء الشمس أدنى لراغبٍ *** وأيسر من إطفاء نور الشريعة
فإنهم كقطيعٍ لا عقول لهم *** يكفي لإسكاتهم ماء وأعلاف
2- إياك والفتن والجدال والفحش
نصيحة ... لاترد عليهم
قومٌ يثيرون الكلام قنابلاً *** فليشتك مما نقول المنبر.
كن في الفتنة كابن لبون لا ظهر فيركب ولا لبن فيحلب، وإلا فالحتوف.
فارفع شعار سلام **** ومر مر الكرام
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(سباب المسلم فسوق) أي: يخرج عن طاعة الله تعالى، وقال: ساب المؤمن كالمشرف على الهلكة
وقال:
المستبان شيطانان يتهاتران ويتكاذبان
وقال صلى الله عليه وسلم:
أربى الربا شتم الأعراض
يخاطبني السفيه بكل قبح ***فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة فأزيد حلما ***كعود زاده الإحراق طيبا
قال النبي صلى الله عليه وسلم موصياً أحد الصحابة:
(اتق الله! ثم قال له: وإن امرؤٌ شتمك وعيرك بأمر ليس هو فيك، فلا تعيره بأمر هو فيه، ودعه يكون وباله عليه، وأجره لك، ولا تسبن أحداً
متاركة السفيه بلا جوابٍ .. .. أشد على السفيه من الجوابِ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إن العبد إذا لعن شيئاً صعدت اللعنة إلى السماء، فتغلق أبواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض، فتغلق أبواب الأرض دونها، ثم تأخذ يميناً وشمالاً، فإن لم تجد مساغاً- أي: مسلكاً- رجعت إلى الذي لعن، فإن كان أهلاً وإلا رجعت إلى قائلها
وعن أبي هريرة أن رجلاً شتم أبا بكر والنبي صلى الله عليه وسلم جالس، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعجب ويتبسم، و أبو بكر ساكت، فلما أكثر رد عليه بعض قوله،
فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقام، فلحقه أبو بكر فقال: يا رسول الله! كان يشتمني وأنت جالس، فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت! قال:
(إنه كان معك ملك يرد عنك، فلما رددت عليه بعض قوله، وقع الشيطان، فلم أكن لأقعد مع الشيطان، ثم قال: يا أبا بكر ! ثلاثٌ كلهن حق: ما من عبد ظلم بمظلمة فيغضي عنها لله عز وجل إلا أعزه الله بها ونصره..الحديث.
قال الامام الشافعي:
إذا خاطبك السفيه فلا تجبه*** فخير من إجابته السكوت
فإن خاطبته فرجت عنه*** و إن تركته كمدا يموت
لا ترد وصن نفسك
فمن العناء معالجة الهرم *** ومن التعذيب تهذيب الذيب.
فعن جابر بن سليم قال: (قلت: اعهد إليّ يا رسول الله- أوصني- قال: لا تسبن أحداً، قال: فما سببت بعده حراً ولا عبداً، ولا بعيراً ولا شاة) أخرجه أبو داود بإسناد حسن.
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعاً*** بالطوبِ يُرمى فيرمي أطيب الثمر ِ
قال النبى صلى الله عليه وسلم
(شر الناس من تركه الناس اتقاء فحشه)
لا ترد وصن نفسك
لو كل كلبٍ عوى ألقمته حجراً *** لأصبح الصخر مثقالاً بدينارِ
اللسان عندما يوجه للحق
تــكلم وسدد مــــا استطعت ***** كلامك حى والسكوت جماد.
فإن لم تجد قولاً سديداً تقوله ***** فصمتك من غير السداد سداد.
لا أبطل من الباطل إلا السكوت عليه، والساكت عن الحق شيطان أخرس، كما أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق
قيل صمتا قلت لست بميت *** إنما الصمت ميزة الجماد.
قال صلى الله عليه وسلم
(( من ردَّ عن عرض أخيه ردَّ عن وجهه النار يوم القيامة )) رواه الترمذي
إن وقفة الرجل في محرابه متضرعاً، وبقلمه ولسانه في المحافل موجهاً يدفع شبهة، ويرفع شهوة، ويوقظ ضجعة، كوقفته بسلاحه
يقصف جحافل الأعداء ويريق الدماء.
فإن مررت بنادٍ لا تجيف به *** أهل السفاهة فانزل ذاك نادينا
إن أقلام وألسنة الكتاب المخلصين لا تقل مضاءً عن سيوف المجاهدين، إن مداد أقلامهم في الدفاع عن الدين لا تقل بإذن الله عن دماء المجاهدين، فسخِّر حروفك لخدمة دينك المنيف، وإلا فالحتوف
نصيحة أخيرة لهذا العضو
لا خيل عندك تهديها ولا مال *** فليسعد النطق إن لم يسعد الحال.
المسلمون وأنت فرد منهم هم الأمة الشاهدة الوسط الخيار الأخيرة؛ لا أمة بعدها، فإذا ضاعت ضاعت الرسالة، وإن هلكت غرقت السفينة،
فاسع في نقل الأمة من غثائيتها إلى ربانيتها جهدك، وامض على الصراط المستقيم، ولا تلتفت للوراء ولو كثر العواء؛ حرصاً على الواجبات والأوقات،
شر الورى من بعيب الناس مشتغلًا ***مثل الذباب يراعى موضع العلل
فكل دقيقة يصرفها العاقل في مجاراة هؤلاء النابحين هي مقتطعة من العمر قاطعة عن العمل، وماذا يقول العقلاء في من نبحته الكلاب جرياً على عادتها وطبيعتها، فقطع وقته في مجاراتها ومحاورتها، لاشك أنهم يقولون: عقله كعقول الكلاب.!!!
لم أخاطبه لاحتقارى له *** ومن يعض الكلب إذ عض
ختاما
فهذه ومضات ترشد السائر فى الدرب
** قيل للمعافي بن معران : ما ترى في الرجل يُقرض الشعر ويقوله ؟ قال : هو عمرك فأفنه بما شئت !!
ما ضل قوم بعد هدى إلا أوتوا الجدل !!
وما من كاتبٍ إلا سيلقى غداة الحشر ما كتبت يداه
وما من قائلٍ إلا سيلقى غداة الحشر ما نطقت شفاه
"لا تجادل بليغاً ولا سفيهاً .. فالبليغ يغلبك والسفيه يؤذيك" .
والصمت عن جاهلٍ أو أحمقٍ شرفٌ ***وفيه أيضاً لصون العرض
إصلاحُ
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتةٌ *** والكلب يخزى لعمر الله نباحُ
عظ الناس بفعلك و لا تعظهم بقولك و استحي من الله بقدر قربه منك وخفه بقدر قدرته عليك.
المرء إن كان عاقلا ورعًا أشغله عن عيوب غيره ورع
"حسن الخلق يستر كثيراً من السيئات كما أن سوء الخلق يغطى كثيراً من الحسنات" .
لسانك لا تذكر به عورة امرئ *** فكلك عورات وللناس أعين
وعينك ان أبدت إليك مساوئا *** فصنها وقل يا عين للناس أعين
** كان عبد الله الخيار يقول في مجلسه : اللهم سلمنا ،وسلم المؤمنين منّا .
إذا رُمْتَ أَنْ تَحْيَا سَليماً مِنْ اَلْرّدَى *** وَدِينُكَ مَوْفُورٌ وَعَرْضَكَ صَيِّنُ
فَلا يَنْطِقَنْ مِنْكَ اللِسَانُ بِسَوْءَ ةٍ *** فَكُلّك سَوْءَاتٌ ولِلنَاسِ أَلْسُنُ
وَعَيْنَكَ إِن أَبْدتْ إِلَيْكَ مَعايِباِ *** فَدَعْهَا ، وَقُلْ يا عَيْنُ لِلنَاسِ أَعْيُنُ
وَعاشِرْ بِمَعْروف وَسَامِحْ مَنْ اعْتَدى*** وَدَافِعْ وَلَكنْ بِالتِي هِي أَحْسَنُ
فاللهم اجعلنا سلما لأوليائك حربا على أعدائك
ربنا لا تجعل فى قلوبنا غلا للذين آمنوا
ألف بين قلوبنا ووحد كلمتنا واجمعنا على قلب رجل واحد
((أخطر عضو)) احذر منه.. اعذرونى سأذكره !!! (هام للجميع)
قال تعالى : وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد
وقال تعالى: وأعرض عن الجاهلين
وقال تعالى : وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما
وقال تعالى : و الذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء , والبغضاء هي الحالقة , وأما إني لا أقول تحلق الشعر , ولكن تحلق الدين!!!
وقال عليه الصلاة والسلام: (إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان، تقول: اتق الله فينا، فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا) رواه الترمذي
وفي الصحيحين : {إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجاتٍ في الجنة -وفي رواية: يكتب الله له رضوانه بها إلى أن يلقاه- وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً؛ يهوي بها في جهنم }^
وفي رواية: {يكتب الله له بها سخطه إلى أن يلقاه }
نظر عبد الله بن عمر رضي الله عنهما إلى الكعبة يوماً ثم قال: [[ما أعظمك! وما أعظم حرمتك! وللمؤمن والله أعظم حرمة منك ))
شكر نعمة اللسان
إن من شكر نعمة الله علينا في جوارحنا أن نضبطها بوحي الله، العين لا ترى، والأذن لا تسمع، واللسان لا ينطق، والعقل لا يفكر ويخطط، والقلب لا ينعقد، واليد لا تكدح، والرجل لا تسعى ولا تخطو إلا فيما يرضي المولى
** حُكي عن بعض الحكماء رأى رجلاً يُكثر الكلام ويُقل السكوت ، فقال : إن الله – تعالى – إنما خلق لك أذنين ولسانا واحداً ، ليكون ما تسمعه ضعف ما تتكلم به .
إنها الحروف لو قُدِّر كون بعضها سائلاً ثم مزج بماء البحر لأفسده وغيَّره، بحروفٍ ملفوظةٍ أو مكتوبة يهوي المرء أو يرفع، ويرضى عنه أو يسخط عليه،
ضوابط دقيقة وزواجر عظيمة:
مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد
ٌ [ق:18]^
إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً [الإسراء:36]^!
من العجب
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
"ومن العجب أن الإنسان يهون عليه التحفظ من أكل الحرام والظلم والسرقة وشرب الخمر ، ومن النظر المحرم وغير ذلك ، ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه ، حتى ترى ذلك الرجل يشار إليه بالدين والزهد والعبادة ، وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله لا يلقي لها بالاً ، ينزل بالكلمة الواحدة منها أبعد ما بين المشرق والمغرب ، وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات ، ولا يبالي ما يقول. "
إن من أخص سمات المسلم سلامة المسلم منه يداً ولساناً، والعاقل يطمح إلى هذا الوضع ليكون ممن جعلوا سلاطة ألسنتهم على أعداء الله وحلو كلامهم لأولياء الله، محققين قول الله في وصف أصحاب رسول الله: أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ [الفتح:29]^
وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: **المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده }^
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
( لا تحاسدوا ، ولا تناجشوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا ، ولا يبع بعضكم على بيع بعض ، وكونوا عباد الله إخوانا ، المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يخذله ، ولا يكذبه ، ولا يحقره ، التقوى ها هنا ) ويشير صلى الله عليه وسلم إلى صدره ثلاث مرات – ( بحسب امرىء أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه
أيهجر مسلم فينا أخاه *** سنيناً لايمد له يمينه
أيهجره لأجل حطام دنيا *** أيهجره على نتف لعينه
ألا أين السماحة والتآخي *** وأين عرى أُخوتنا المتينه
بنينا بالمحبة مابنينا *** وماباع امرئ بالهجر دينه
علام نسد أبواب التآخي *** ونسكن قاع أحقاد دفينه
فيم التقاطع والإيمان يجمعنا *** قم نغسل القلب مما فيه من وضر
ويقول ابن القيم عليه رحمة الله:
أهل الصراط المستقيم كفوا ألسنتهم عن الباطل، وأطلقوها فيما يعود عليهم بالنفع في الآخرة،
فلا ترى أحدهم يتكلم بكلمة تذهب عليه ضائعة بلا منفعة، فضلاً عن أن تضره في الآخرة، وإن العبد ليأتي يوم القيامة بحسناتٍ أمثال الجبال فيجد لسانه قد هدمها كلها، ويأتي بسيئاتٍ أمثال الجبال فيجد لسانه قد هدمها من كثرة ذكر الله وما اتصل به
يكب الفتى في النار حصد لسانه *** فحافظ على ضبط اللسان وقيدِ
ريح الغيبة
** قيل لبعض الحكماء: ما الحكمة في أن ريح الغيبة ونتنها كانت تتبين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تتبين في يومنا هذا ؟
قال: لأن الغيبة قد كثرت في يومنا، فامتلأت الأنوف منها، فلم تتبين الرائحة وهي النتن ، ويكون مثال هذا ،
مثال رجل دخل الدباغين ، لا يقدر على القرار فيها من شدة الرائحة ، وأهل تلك الدار يأكلون فيها الطعام ويشربون الشراب ولا تتبين لهم الرائحة ، لأنهم قد امتلأت أنوفهم منها ، كذلك أمر الغيبة في يومنا هذا .
مواقف من حفظ السلف لألسنتهم
وسلامة قلوبهم للمسلمين
** اغتاب رجل رجلا بسوءٍ أمام صاحبه فقال للمغتاب: أغزوت الترك؟ قال: لا، قال: أغزوت الروم؟ قال: لا، قال: سلم منك الروم والترك ولم يسلم منك أخوك!
أسد علي وفي الحروب نعامة *** فتخاء تنفر من صفير الصافر
** روى الربيع بن صبيح أن رجلاً قال للحسن : يا أبا سعيد إني أرى أقواماً يحضرون مجلسك يحفظون عليك سقط كلامك ثم يحكونك ويعيبونك ،
فقال : يا ابن أخي : لا يكبرن هذا عليك ، أخبرك بما هو أعجب ، قال : وما ذاك يا عم ؟ قال : أطعت نفسي في جوار الرحمن وملوك الجنان والنجاة من النيران ، ومرافقة الأنبياء ولم أطع نفسي في السمعة من الناس ،
إنه لو سلم من الناس أحد لسلم منهم خالقهم الذي خلقهم ، فإذا لم يسلم من خلقهم فالمخلوق أجدر ألا يسلم .
** قال جبير بن عبد الله : شهدت وهب ابن منبه وجاءه رجل فقال : إن فلاناً يقع منك ، فقال وهب : أما وجد الشيطان أحداً يستخف به غيرك ؟ فما كان بأسرع من أن جاء الرجل ، فرفع مجلسه وأكرمه .
** عن حاتم الأصم قال : لو أن صاحب خير جلس إليك لكنت تتحرز منه ، وكلامك يُعرض على الله فلا تتحرز منه .
** اغتاب رجل عند معروف الكرخي
فقال له : اذكر القطن إذا وُضع على عينيك . أى عند الكفن والموت
** قال رجل لعمرو بن عبيد : إن الأسواري مازال يذكُرك في قصصه بشرٍ
فقال له عمرو : يا هذا ، ما رعيت حق مجالسة الرجل حيث نقلت إلينا حديثه ، ولا أديت حقي حين أعلمتني عن أخي ما أكره ، ولكن أعلمه أن الموت يعُمنا والقبر يضمنا والقيامة تجمعنا ، والله – تعالى – يحكم بيننا وهو خير الحاكمين
** قال عمر بن عبد العزيز : من علم أن كلامه من عَمَلِهِ ، قل كلامه إلا فيما يعنيه .
** رُؤي بعض الأكابر من أهل العلم في النوم فسُئل عن حاله ، فقال : أنا موقوف على كلمه قُلتُها ،قُلتُ: ما أحوج الناس إلى غيث ، فقيل لي : وما يدريك ؟ أنا أعلم بمصلحة عبادي.
** قال بعض السلف .. يُعرض على ابن آدم ساعات عمره ، فكل ساعة لم يذكر الله فيها تتقطع نفسه عليها حسرات ..
** قال رجل للفضيل ابن عياض : إن فلاناً يغتابني ، قال : قد جلب لك الخير جلباً.
** قال عبد الرحمن بن مهدي : لولا أني أكره أن يُعصى الله تمنيت ألا يبقى في هذا العصر أحدٌ إلا وقع فيّ واغتابني فأي شيء أهنأ من حسنة يجدها الرجل في صحيفته يوم القيامة لم يعملها ولم يعلم بها.
** قال عبد الله بن محمد بن زياد : كنت عند أحمد بن حنبل فقال له رجل : يا أبا عبد الله قد اغتبتك ، فاجعلني في حل ،
قال :أنت في حل إن لم تعد ، فقلت له : أتجعله في حل يا أبا عبد الله وقد اغتابك ؟ قال : ألم ترني اشترطت عليه .
** قال الحسن ابن بشار : منذ ثلاثين سنة ما تكلمت بكلمة أحتاج أن أعتذر منها .
** روي عن الحسن أن رجلاً قال : إن فلاناً قد اغتابك ، فبعث إليه طبقاً من الرطب ، وقال : بلغني أنك أهديت إليّ حسناتك ، فأردت أك أكافئك عليها ، فاعذرني، فإني لا أقدر أن أكافئك بها على التمام.
** قال عبد الله بن المبارك : قلت لسفيان الثوري : يا أبا عبد الله ما أبعد أبا حنيفة عن الغيبة ، ما سمعته يغتاب عدواً له قط ، فقال : هو أعقل من أن يسلط على حسناته ما يُذهبها .
** روي عن عمر بن عبد العزيز أنه دخل عليه رجل فاغتاب رجلا
فقال له عمر : إن شئت نظرنا في أمرك ، فإن كنت كاذبا فأنت من أهل هذه الآية : ** إن جاءكم فاسقٌ بنبأ فتبينوا} وإن كنت صادقاً فأنت من أهل هذه الآية ** همازٍ مشاءٍ بنميم } وإن شئت عفونا عنك ؟
فقال : العفو يا أمير المؤمنين ، لا أعود إليه أبدا .
** وذكر عن أبي أمامة الباهلي – رضي الله عنه – أنه قال : إن العبد ليُعطى كتابه يوم القيامة فيرى فيه حسنات لم يكن قد عملها ، فيقول يا رب: من أين لي هذا؟
فيقول : هذا بما اغتابك الناس وأنت لا تشعر.
الرسول صلى الله عليه وسلم يحذرك!!!
قال: {يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه! لا تؤذوا المسلمين، ولا تعيروهم، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه، تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته، فضحه ولو في قعر داره ^
وقال:" كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه"
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لـمعاذ :
{كف عليك هذا، ويشير إلى لسانه، فقال معاذ : وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به يا نبي الله؟! -وفي رواية: أوكلما نتكلم به يكتب علينا يا نبي الله؟!- فقال: ثكلتك أمك يا معاذ ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم؟ }^ إنك ما تزال سالماً ما سكت، فإذا تكلمت كتب عليك أو لك، فاللهم سلم سلم!
لقد خاب من يسعى لإيذاء مسلمٍ *** كما خاب من يرجو سراباً بقيعة
ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
{من قال في مؤمن ما ليس فيه، أسكنه الله ردغة الخبال وهي عصارة أهل النار }^
وفي رواية للإمام أحمد : {ومن رمى مسلماً بشيءٍ يريد شينه به، حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج مما قال }^ يحبس حتى يرضى خصمه أو يشفع فيه، أو يعذب بقدر ذنبه أجارنا الله،
وقد ثبت أن أبا الدرداء رضي الله عنه قال:
[[ أيما رجل أشاع على امرئ مسلمٍ كلمة هو بريء منها ليشينه بها، كان حقاً على الله أن يعذبه يوم القيامة في النار حتى يأتي بنفاذ ما قال ]]^.
وعن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: لم يكن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فاحشاً ولا متفحشاً،
وكان يقول: إن من خياركم أحسنكم أخلاقا متفق عَلَيهِ.
وعن أبي الدرداء رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلّق، وإن اللَّه يبغض الفاحش البذِي رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وقال حديث صحيح
وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: سئل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة.
قال: تقوى اللَّه، وحسن الخلق وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار. فقال: الفم، والفرج رواه التِّرمِذِيُّ وقال حديث صحيح.
وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها قالت سمعت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يقول:
إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم رواه أبو داود.
وقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم:
أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه حديث صحيح رواه أبو داود بإسناد صحيح.
قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم:
إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون، والمتشدقون، والمتفيهقون!فقالوا: يا رَسُول اللَّهِ قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون؟ قال: المتكبرون رواه التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها قالت: ما خير رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثماً، فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه، وما انتقم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم لنفسه في شيء قط إلا أن تنتهك حرمة اللَّه فينتقم لله تعالى. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
قال النبي صلى الله عليه وسلم :المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده )
ألسنةٌ كالسياط
ألسنةٌ كالسياط، أدبها ودأبها التربص، فالتوثب على الأعراض في اعتراض، أشرفت علينا بقرون الفتنة لتضرب الثقة في قوام الأمة،
طبع أصحابها -
كما يقول ابن القيم عليه رحمة الله- طبع خنزير، يمر على الطيبات فلا يلوي عليها، فإذا قام الإنسان عن رجيعه ولغ فيه، وقمح،
يسمع منك ويرى من المحاسن أضعاف أضعاف المساوئ فلا يحفظها، ولا ينقلها، ولا تناسبه، فإذا رأى سقطةً أو كلمةً عوراء ولو في فهمه، وجد بغيته وجعلها فاكهته،
ألا بئس المنتجع وبئست الهواية،
ويا ويلهم يوم تبلى السرائر يوم القيامة!
كم من طاعنٍ ابتلي بطاعن !!!
** يحكى أن رجلاً كان يجرئ تلامذته على الطعن في العلماء وإهانتهم وتتبع زلاتهم، وذات يوم قام يتكلم بكلامٍ لم يرق لأحد طلابه، فقام إليه ذلك الطالب، فصفعه على رءوس الأشهاد، ليقول بلسان الحال:
حصادك يوماً ما زرعت*** وإنما يجنى الفتى ما هو زارعه
ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ [آل عمران:182]^.
يقول أحد السلف : إني أجد نفسي تحدثني بالشيء، فما يمنعني من قوله إلا مخافة أن ابتلى.
لو شاء ربك كنت أيضاً مثلهم *** فالقلب بين أصابع الرحمن
والبلاء موكلٌ بالمنطق، والجزاء من جنس العمل،
ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
{لما عرج بي مررت على قوم لهم أظفارٌ من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم، قلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم }^ جَزَاءً وِفَاقاً [النبأ:26]^ وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً [الكهف:49]^.
ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
**من نصر أخاه بالغيب، نصره الله في الدنيا والآخرة، ومن حمى مؤمناً من منافق بعث الله له ملكاً يحمي لحمه يوم القيامة من نار جهنم، ومن رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة، وما من امرئ ينصر مسلماً في موضعٍ ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته، إلا نصره الله في موطنٍ يحب نصرته
إياك وهذه المواطن أن تلغ فيها لسانك
1-إياك وحراس الديانة.. الأمناء
العلماء حراس الديانة الأمناء، والغض من مكانة الحارس معناه استدعاء اللصوص،
العلماء عقول الأمة، والأمة التي لا تحترم عقولها غير جديرةٍ بالبقاء،
العلماء حملة الشريعة وورثة الأنبياء، والمؤتمنون على الرسالة، حبهم والذب عنهم ديانة،
ما خلت ساحة من أهل العلم إلا اتخذ الناس رءوساً جهالاً يفتونهم بغير علم، فيعم الضلال، ويتبعه الوبال والنكال، وتطل عندها سحب الفتن تمطر المحن، ومن الوقيعة ما قتل،
فنعوذ بالله من الخطل،
وما عالم برع في علمه يؤخذ بهفوته، وإلا لما بقي معنا عالم قط، فكلٌ رادٌّ ومردودٌ عليه، والعصمة لأنبياء الله ورسله، والفاضل من عدت سقطاته،
وليتنا أدركنا بعض صوابهم، أو كنا ممن يميز خطأهم على الأقل، وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث
حال من ينتقصهم
كناطح صخرة يوماً ليوهنها *** فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
لحوم العلماء مسمومة؛ من شمها مرض، ومن أكلها مات، لحوم أهل العلم مسمومة، ومن يعاديهم سريع الهلاك
فكن لأهل العلم عوناً وإن *** عاديتهم يوماً فخذ ما أتاك
فوالله الذي لا إله إلا هو لا أرى مثلاً لهؤلاء الموتورين الذين يتطاولون على القمم الشماء؛ إلا كذبابةٍ حقيرةٍ سقطت على نخلة عملاقة، فلما همت بالانصراف قالت باستعلاء: أيتها النخلة تماسكي فإني راحلة عنك، فقالت النخلة العملاقة: انصرفي أيتها الذبابة؛ فهل شعرت بك حينما سقطت عليَّ لأستعد لك وأنت راحلة عني؟
ألم تر أن الليث ليس يضيره *** إذا نبحت يوماً عليه كلاب
لا يضير السماء العواء ***ولا أن تمتد لها يد شلاء:
وإطفاء ضوء الشمس أدنى لراغبٍ *** وأيسر من إطفاء نور الشريعة
فإنهم كقطيعٍ لا عقول لهم *** يكفي لإسكاتهم ماء وأعلاف
2- إياك والفتن والجدال والفحش
نصيحة ... لاترد عليهم
قومٌ يثيرون الكلام قنابلاً *** فليشتك مما نقول المنبر.
كن في الفتنة كابن لبون لا ظهر فيركب ولا لبن فيحلب، وإلا فالحتوف.
فارفع شعار سلام **** ومر مر الكرام
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(سباب المسلم فسوق) أي: يخرج عن طاعة الله تعالى، وقال: ساب المؤمن كالمشرف على الهلكة
وقال:
المستبان شيطانان يتهاتران ويتكاذبان
وقال صلى الله عليه وسلم:
أربى الربا شتم الأعراض
يخاطبني السفيه بكل قبح ***فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة فأزيد حلما ***كعود زاده الإحراق طيبا
قال النبي صلى الله عليه وسلم موصياً أحد الصحابة:
(اتق الله! ثم قال له: وإن امرؤٌ شتمك وعيرك بأمر ليس هو فيك، فلا تعيره بأمر هو فيه، ودعه يكون وباله عليه، وأجره لك، ولا تسبن أحداً
متاركة السفيه بلا جوابٍ .. .. أشد على السفيه من الجوابِ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إن العبد إذا لعن شيئاً صعدت اللعنة إلى السماء، فتغلق أبواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض، فتغلق أبواب الأرض دونها، ثم تأخذ يميناً وشمالاً، فإن لم تجد مساغاً- أي: مسلكاً- رجعت إلى الذي لعن، فإن كان أهلاً وإلا رجعت إلى قائلها
وعن أبي هريرة أن رجلاً شتم أبا بكر والنبي صلى الله عليه وسلم جالس، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعجب ويتبسم، و أبو بكر ساكت، فلما أكثر رد عليه بعض قوله،
فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقام، فلحقه أبو بكر فقال: يا رسول الله! كان يشتمني وأنت جالس، فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت! قال:
(إنه كان معك ملك يرد عنك، فلما رددت عليه بعض قوله، وقع الشيطان، فلم أكن لأقعد مع الشيطان، ثم قال: يا أبا بكر ! ثلاثٌ كلهن حق: ما من عبد ظلم بمظلمة فيغضي عنها لله عز وجل إلا أعزه الله بها ونصره..الحديث.
قال الامام الشافعي:
إذا خاطبك السفيه فلا تجبه*** فخير من إجابته السكوت
فإن خاطبته فرجت عنه*** و إن تركته كمدا يموت
لا ترد وصن نفسك
فمن العناء معالجة الهرم *** ومن التعذيب تهذيب الذيب.
فعن جابر بن سليم قال: (قلت: اعهد إليّ يا رسول الله- أوصني- قال: لا تسبن أحداً، قال: فما سببت بعده حراً ولا عبداً، ولا بعيراً ولا شاة) أخرجه أبو داود بإسناد حسن.
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعاً*** بالطوبِ يُرمى فيرمي أطيب الثمر ِ
قال النبى صلى الله عليه وسلم
(شر الناس من تركه الناس اتقاء فحشه)
لا ترد وصن نفسك
لو كل كلبٍ عوى ألقمته حجراً *** لأصبح الصخر مثقالاً بدينارِ
اللسان عندما يوجه للحق
تــكلم وسدد مــــا استطعت ***** كلامك حى والسكوت جماد.
فإن لم تجد قولاً سديداً تقوله ***** فصمتك من غير السداد سداد.
لا أبطل من الباطل إلا السكوت عليه، والساكت عن الحق شيطان أخرس، كما أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق
قيل صمتا قلت لست بميت *** إنما الصمت ميزة الجماد.
قال صلى الله عليه وسلم
(( من ردَّ عن عرض أخيه ردَّ عن وجهه النار يوم القيامة )) رواه الترمذي
إن وقفة الرجل في محرابه متضرعاً، وبقلمه ولسانه في المحافل موجهاً يدفع شبهة، ويرفع شهوة، ويوقظ ضجعة، كوقفته بسلاحه
يقصف جحافل الأعداء ويريق الدماء.
فإن مررت بنادٍ لا تجيف به *** أهل السفاهة فانزل ذاك نادينا
إن أقلام وألسنة الكتاب المخلصين لا تقل مضاءً عن سيوف المجاهدين، إن مداد أقلامهم في الدفاع عن الدين لا تقل بإذن الله عن دماء المجاهدين، فسخِّر حروفك لخدمة دينك المنيف، وإلا فالحتوف
نصيحة أخيرة لهذا العضو
لا خيل عندك تهديها ولا مال *** فليسعد النطق إن لم يسعد الحال.
المسلمون وأنت فرد منهم هم الأمة الشاهدة الوسط الخيار الأخيرة؛ لا أمة بعدها، فإذا ضاعت ضاعت الرسالة، وإن هلكت غرقت السفينة،
فاسع في نقل الأمة من غثائيتها إلى ربانيتها جهدك، وامض على الصراط المستقيم، ولا تلتفت للوراء ولو كثر العواء؛ حرصاً على الواجبات والأوقات،
شر الورى من بعيب الناس مشتغلًا ***مثل الذباب يراعى موضع العلل
فكل دقيقة يصرفها العاقل في مجاراة هؤلاء النابحين هي مقتطعة من العمر قاطعة عن العمل، وماذا يقول العقلاء في من نبحته الكلاب جرياً على عادتها وطبيعتها، فقطع وقته في مجاراتها ومحاورتها، لاشك أنهم يقولون: عقله كعقول الكلاب.!!!
لم أخاطبه لاحتقارى له *** ومن يعض الكلب إذ عض
ختاما
فهذه ومضات ترشد السائر فى الدرب
** قيل للمعافي بن معران : ما ترى في الرجل يُقرض الشعر ويقوله ؟ قال : هو عمرك فأفنه بما شئت !!
ما ضل قوم بعد هدى إلا أوتوا الجدل !!
وما من كاتبٍ إلا سيلقى غداة الحشر ما كتبت يداه
وما من قائلٍ إلا سيلقى غداة الحشر ما نطقت شفاه
"لا تجادل بليغاً ولا سفيهاً .. فالبليغ يغلبك والسفيه يؤذيك" .
والصمت عن جاهلٍ أو أحمقٍ شرفٌ ***وفيه أيضاً لصون العرض
إصلاحُ
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتةٌ *** والكلب يخزى لعمر الله نباحُ
عظ الناس بفعلك و لا تعظهم بقولك و استحي من الله بقدر قربه منك وخفه بقدر قدرته عليك.
المرء إن كان عاقلا ورعًا أشغله عن عيوب غيره ورع
"حسن الخلق يستر كثيراً من السيئات كما أن سوء الخلق يغطى كثيراً من الحسنات" .
لسانك لا تذكر به عورة امرئ *** فكلك عورات وللناس أعين
وعينك ان أبدت إليك مساوئا *** فصنها وقل يا عين للناس أعين
** كان عبد الله الخيار يقول في مجلسه : اللهم سلمنا ،وسلم المؤمنين منّا .
إذا رُمْتَ أَنْ تَحْيَا سَليماً مِنْ اَلْرّدَى *** وَدِينُكَ مَوْفُورٌ وَعَرْضَكَ صَيِّنُ
فَلا يَنْطِقَنْ مِنْكَ اللِسَانُ بِسَوْءَ ةٍ *** فَكُلّك سَوْءَاتٌ ولِلنَاسِ أَلْسُنُ
وَعَيْنَكَ إِن أَبْدتْ إِلَيْكَ مَعايِباِ *** فَدَعْهَا ، وَقُلْ يا عَيْنُ لِلنَاسِ أَعْيُنُ
وَعاشِرْ بِمَعْروف وَسَامِحْ مَنْ اعْتَدى*** وَدَافِعْ وَلَكنْ بِالتِي هِي أَحْسَنُ
فاللهم اجعلنا سلما لأوليائك حربا على أعدائك
ربنا لا تجعل فى قلوبنا غلا للذين آمنوا
ألف بين قلوبنا ووحد كلمتنا واجمعنا على قلب رجل واحد
تعليق