[COLOR="Green"][/COLOR
بسم الله الرحمن الرحيم
هيا
إركب معنا
سفينة النجاة
إهداء إلى...
الذين يُذنبون ولا يتوبون.... ويُخطئون ولا يستغفرون....إليهم أهدى هذه الكلمات لعلهم يستيقظون....
إهداء إلى...
من انشغل بالخزف عن الذهب.. وتلهى عن الدُّر بالصَّدف ...وظن أنه حاز النعيم وما درى أن النعيم قد فاته والمجد قد خانه والجنه تهرب من بين يديه...
إهداء إلى...
الغارقين فى بحار الخطايا ..هنا شاطىء الغفران.. فكيف تقنطون؟؟
إلى...
المصابين بالمحن والبلايا ..هنا الدواء والشفاء..فكيف تجزعون؟؟
إهداء إلى...
الذين لا يُبصرون نور الصباح..لعل قلوبهم ترقْ ..وعقولهم تفيقْ.. وعيونهم تبكى..
إهداء إلى...
الذين لا يرون الله عليهم رقيبا....
إلى...
الذين يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله... عساهم يعبدون الله كأنهم يرونه ويخشونه حق خشيته...
إهداء إلى...
من يطلبون المتعه فى الحرام....
إلى...
الراغبين فى اللذه مع العصيان؟... أخطأتم طريقكم ..تعالوا إلى هنا.. حيث تقرْ عيونكم.. وتهدأ نفوسكم... وتدخلون الجنة فى الدنيا قبل الآخرة.
& قصة إنسان &
البداية :ـ
زغاريد......أنوار......أناسُ كثيرون.....مأذون؟!
نعم إنه حفل زواج..... رجل بسيط يتزوج امرأه بسيطة وسط مجتمع يعيش البساطة بكل معانيها..
وبعد عام من الزواج أضيئت الشموع وتجمع الأحباب والأهل والأقارب ...فى وسط هذا الضجيج ... صرخة ...هه؟... وأنصت الجميع...ومن هنا تكون البدية...لقد رزق الزوجين بأول مولود لهما ((فلان))...؟!
نشأ (ـــــــ) فى هذه البيئة الطبيعية ليصبح بالنسبة له كل شئ طبيعى وبدأت معركة الحياة.....الأب فى عمله الدؤوب لكى يحصل على لقمة العيش والأم إما منشغلة فى الأعمال المنزلية ...أو مع الجيران ... وتربى (ـــــــ) لينشأ شاباً طبيعياً كما هو الحال مع شباب هذه الأيام وبعد مرور السنين بلغ (ـــــــ) سن الحلم وظهرت معالم الرجولة عليه وبدأ ينظر إلى من حوله يحاول أن يسترشد بأى إنسان ليدله ماذا يفعل فى هذه المرحلة الغريبة والجديدة .....!
وفجأة:ـ
....وجد صاحبنا مجموعة من الشباب فى مثل سنه يضحكون ويلعبون وهم فى منتهى السعادة فتقرب إليهم صاحبنا ليعرف ما الذى يسعدهم هكذا وبدأ يسير معهم ليسعد كما يسعدون وقد استقرفى ذهنه أنَّ هذه هى الحياة المُثلى لكل شاب وأنه هكذا يعيش الحياة الصحيحة ....وأنَّ هذا هو الطريق السليم...
وبعد مرورعدة سنوات وبعد أن قضى صاحبنا حياته مع أصدقائه وفى يوم من الأيام خرج صاحبنا مع أصدقائه كما هو الحال ولكن هناك شئُ غريب اليوم.....!! فالدنيا تبدو وكأنها مظلمة ولا يطيق هذه الملابس التى عليه ولا يريد أن يقابل فتاته كما تعْود...؟!والأغانى إنها تؤذى أذنيه.؟!.. حتى مزاح أصحابه لا يضحكه ولكنه ساومهم على أى حال... وبعد ساعات وفى وسط الزحام واشتداد الضجيج والصخب ... وفى غمرة اللهو العبث وسعَ إشتداد الظلام فى عينه.... فجأة...!؟
صرخة:ـ
....صرخة عنيفة دوت فى صدره وبدأت تعلو وتعلو ...وشعر صاحبنا بالدنيا تضيق وتضيق ويشتد الظلام فى عينه....
وفجأة قام يجرى ويجرى ....ناداه أصحابه فلم يجيب....وظل يجرى لا يدرى إلى أين هو ذاهب؟.. ولا لماذا يهرب؟؟.! ولاممنْ يهرب؟؟!!
وظل صاحبنا يهيم على وجهه فى الشوارع حتى هبط الليل واشتد زحام الناس... وهرب إلى محبوبته .. أو هكذا كما يسميها.. ولقد أحبها حباً شديداً وكانت ذات جمال فلما حدث اللقاء فإذا هى أبغض الناس إليه وأقبحهم فى عينيه فأخذ يجرى ويهرول هائماً .... لا يدرى إلى أين؟؟ حتى وصل إلى بيته فإذا هو اسود كئيب وكأنه كهف ملىء بالوحوش فأكمل مسيرة الهرب.......؟!!.......
وقفه:ـ
....وبعد منتصف الليل بقليل هدأ كل شىء وبدأ صاحبنا يهدأ شيئاً فشيئا ...وهدأ الصراخ ...وشعر بالتعب فجلس وبدأ يحاور نفسه ..ما الذى حدث...؟
*لماذا لم يعد يجد السعادة التى كان فيها ؟!
*لماذا لم تعد مقابلة الفتيات تسعده؟!
*لماذا لا يريد سماع الأغانى التى يحبها؟!
*حتى المسلسلات والأفلام لا يطيق رؤيتها!!
*وما هذا الصراخ الذى يدوى بداخله؟
حتى وصل إلى أنَّ هناك شيئاً ينقصه؟!!؟
نعم إنها السعادة الحقيقيه وليست الزائفه...
ولكن كيف ؟ وأين؟ ولماذا؟
.....ظل (ــــــــ) يفكر ويفكر......
نقطة التحول:ـ
...وفجأه مر عليه رجل طيب الرائحه جميل الثياب فنظر اليه صاحبنا فإذا بالرجل يبتسم فى وجهه ويلقى عليه السلام....؟!
ولكنه لم يجيب ... وظل ينظر إلى الرجل مندهشاً!!!؟
فسأله الرجل عن حاله...؟ فلم يجيب أيضاً...
فتركه الرجل وذهب ... وعاد صاحبنا يفكر ويحاول الخروج من هذا الضيق الذى فى صدرة ....وفجأة ....وفجأة...
ارتفع الصوت عالياً ولكن هذه المره لم يكن صوت الصراخ بل هو صوت... الأذان .......... ! الله أكبر الله أكبر
الله أكبر الله أكبر
فإذا بصاحبنا يضطرب ويفزع فنظر حوله فإذا هو جالس على درجات المسجد والرجل الذى مر عليه لم يكن سوى مؤذن المسجد.... !!!
..وفجأه.! تذكر صاحبنا أيام كان يذهب إلى المسجد مع والده ليلعب أمامه وعندما كبر قليلاً بدأ يجرى فى المسجد ويلعب مع أقرانه ويدورون حول الأعمدة ..وفجأه ...تذكر صاحبنا كم مضى من السنين ولم يدخل المسجد..؟؟ بالرغم من أنه يمر من جانبه ولكن لا يدخله لأنه إما يسير مع أصحاب السوء أو مع فتاته!!! ؟؟ وكم مضى من السنين ولم يفتح المصحف..؟؟وكم مضى من السنين ولم تدمع عينه من خشية الله..؟؟ وكم مضى؟؟.. وكم؟؟ وكم؟؟. يـــــــــاالله
وكيف هو شكله الآن ؟ وأين أصدقائه الذين كانو يلعبون معه فى المسجد ؟ همَّ صاحبنا أن يدخل الى المسجد ولكن فجأه..رجع الى الخلف مذعوراً وتذكر ما كان يفعله !؟!
..تذكر (ــــــــ) التدخين والبنات والدش والنت ...والمواقع...و...؟!!! ووقفتْ كل هذه الذنوب وكأنها سد منيع يحول بينه وبين باب المسجد فأخذ يقاوم ويقاوم.....
... دخل صاحبنا المسجد وهنا تنفس الصعداء ولكن جاءه شعور غريب شعور لم يشعر به ولم يجربه ...شعور جميل ..إنه يشعر بالراحه والهدوء. ..وسكنت تلك الصرخات التى بداخله ..إنه يشم عبير وروائح طيبه وكأنه فى الجنه...
...وحضرتْ الصلاة وكانت أول صلاة له منذ سنوات عديدة وبدأ الإمام يقرأ ويقرأ... وصاحبنا يبكى ويبكى حتى وصل الإمام الى قوله - تعالى – *(قل يعبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إنَّ الله يغفرُ الذنوبَ جميعا إنه هو الغفور الرحيم)*...وهنا انفجر صاحبنا فى البكاء وتقطع قلبه حسرة وندماً وانتهت الصلاة وإذا بيدٍ تمسح دموعه وأخرى تمد له كوب ماء ويد ثالثه تربت على ظهره وتهدئه... فنظر صاحبنا فى وجوههم فإذا هم أصدقائه القدامى الذين كان يلعب معهم فى المسجد فزاد فى بكائه وبعد فترة.. هدأ وجلس ليحكى لأصدقائه المأساه...مأساته التى عاشها.
النهاية:ـ
...اعتاد (ــــــــ) المسجد وعاونه أصدقائه فى حفظ القرآن وتعلم الدين وساعدوه فى التخلص من رفقة السوء..وما أدراك ما رفقة السوء !.؟ الذين لا يريدون منك إلا أن تكون معهم فى الدنيا وفى الآخره ...! فى الدنيا على معصية الله ..وفى الآخرة فى النار ...نعوذ بالله من شرها وحرها
..ألم تسمع قول الله –عز وجل-
*(ويومَ يعضُّ الظالمُ على يديه يقولُ يليتنى اتخذتُ مع الرسولِ سبيلا * ياويلتى ليتنىِ لم اتخذ فلاناً خليلا * لقد أضلنى عن الذكرِ بعد إذ جاءنى وكان الشيطانُ للإنسانِ خذولا)*......وبعد فترة ظهرت ملامح السعادة على وجه صاحبنا ......فى أثناء سيره نظر حوله فإذا كل شىء سعيد وكأنه يعلم أنه تاب وكأن الأرض تحتفل بتوبته ونجاته ...فابتسم وحمد الله أن هداه الى الطريق المستقيم....طريق السعادة.
*أخى فى الله*
لقد تركنا مكان الاسم خالياً...
هل سألت نفسك لماذا تُرك مكان الاسم خالياً ؟..
سأجيبك:ـ لأن هذا الــ (ـــــــ) هو أنت ...أنت ...نعم أنت و لم لا ...هيا تعالَ واركب معنا سفينة النجاة ....
*أخى الشاب ...تعال معنا إلى أرض السعادة التى طالما بحثت عنها....! ستجدُها هنا فى طاعة الله..
...هنا فى ذكر الله....هنا فى صحبة الأخيار .....أخى الشاب هيا أكتب اسمك وقل بأعلى صوت ...أنا تائب ... أنا تائب ... نعم أخى أما سمعت قول الله تعالى (ألم يأن) فألم يأن لك أخى أن تعود إلى ربك الغفور الودود؟!؟
*أخى الشاب هيا هيا ألم تعلم أنَّ الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيئوا النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيئوا الليل حتى تطلع الشمس من مغربها...
*ألم اقل لك إن الله غفور رحيم ...أما آن لك أن تتوب ..وتستغفر علام الغيوب.... أما آن لك أن تستحى من الله...؟؟!!
*يقول الله تعالى فى الحديث القدسى..
{يا ابن آدم إنك ما استحيَّيت منى أنسيتْ الناس عيوبك وأنسيتْ بقاعَ الأرضِ ذنوبك ومحوتْ من أمِ الكتاب ذلاتك وإلا ناقشتُك الحسابَ يوم القيامة}
*اخى الشاب ألم تعلم أن الله حييُّ كريم يستحي من عبده أن يرفع إليه يده ويردهما صفرا
*يقول الله عزوجل:ـ
{ماأنصفنى عبدى ! يدعونى فأستحي أن أرده ويعصينى ولا يستحي منى}.
*أخى الشاب هل تعرف ما هى الدنيا ؟
الدنيا دار صدق لمن صدقها& ودار نجاة لمن فهم عنها&ودارُغنىً لمن تزود منها . فهى مهبط وحىّ الله ومصلى أنبياء الله ومتجر أولياء الله ربحوا فيها الرحمة وكسبوا فيها الجنة.
*هل تعرف ماهى حقيقة الدنيا؟؟
الدنيا مهما طالت فهى قصيرة ومهما عظمت فهى حقيرة لأن الليل مهما طال لابد من طلوع الفجر ولأن العمر مهما طال لابد من دخول القبر. فهل عرفت أخى حقيقة الدنيا....؟
فخذ حذرك و....و....و....
دعْ عنك ما قد فات فى زمن الصبا
واذكر ذنوبك وابكها يا مذنبُ
لم ينسهُ الملكان حين نسيتهُ
بل أثبتاه وأنت لاهِ تلعبُ
والروحُ منك وديعة أودعتها
ستردُها بالرغم منك وتسلبُ
وغرورُ دنياكَ الذى تسعى لها
دارُحقيقتها متاعُ يذهبُ
الليلُ فاعلم والنهارُ كلاهما
أنفاسُناً فيهما تعدُ وتحسبُ
وآخراً:ـ ـ ـ ـ ـ
*أخى كمْ سمعت وكمْ قرأت من قصص ومواعظ ولم يتغير حالك؟؟!! لا تترك الفرصة تفوتك فلا أحد يضمن لحظة ولا يمتلك نفس إن خرج فلا يدخل وإن دخل فلا يخرج هيا فلطالما عشت أياماً وجربت جميع المُتعْ فلا تأتى عند باب ربك وترجع.. أطرق الباب واندم على ما مضى وابدأ يوماً جديداً مع ربك واسأله أن يغفر لك كن واثق من عفوه وغفرانه مهما كانت ذنوبك فإنه يقول فى كتابه العزيز:ـ
{ إن الله لايغفرُ أن يُشركَ به ويغفرُ مادون ذلك لمن يشاء}.
وأخيراً:ـ لا تبخل بالدعاء لكل من ساهم فى هذا العمل المبارك.
إنا نحبكم فى الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
]
بسم الله الرحمن الرحيم
هيا
إركب معنا
سفينة النجاة
إهداء إلى...
الذين يُذنبون ولا يتوبون.... ويُخطئون ولا يستغفرون....إليهم أهدى هذه الكلمات لعلهم يستيقظون....
إهداء إلى...
من انشغل بالخزف عن الذهب.. وتلهى عن الدُّر بالصَّدف ...وظن أنه حاز النعيم وما درى أن النعيم قد فاته والمجد قد خانه والجنه تهرب من بين يديه...
إهداء إلى...
الغارقين فى بحار الخطايا ..هنا شاطىء الغفران.. فكيف تقنطون؟؟
إلى...
المصابين بالمحن والبلايا ..هنا الدواء والشفاء..فكيف تجزعون؟؟
إهداء إلى...
الذين لا يُبصرون نور الصباح..لعل قلوبهم ترقْ ..وعقولهم تفيقْ.. وعيونهم تبكى..
إهداء إلى...
الذين لا يرون الله عليهم رقيبا....
إلى...
الذين يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله... عساهم يعبدون الله كأنهم يرونه ويخشونه حق خشيته...
إهداء إلى...
من يطلبون المتعه فى الحرام....
إلى...
الراغبين فى اللذه مع العصيان؟... أخطأتم طريقكم ..تعالوا إلى هنا.. حيث تقرْ عيونكم.. وتهدأ نفوسكم... وتدخلون الجنة فى الدنيا قبل الآخرة.
& قصة إنسان &
البداية :ـ
زغاريد......أنوار......أناسُ كثيرون.....مأذون؟!
نعم إنه حفل زواج..... رجل بسيط يتزوج امرأه بسيطة وسط مجتمع يعيش البساطة بكل معانيها..
وبعد عام من الزواج أضيئت الشموع وتجمع الأحباب والأهل والأقارب ...فى وسط هذا الضجيج ... صرخة ...هه؟... وأنصت الجميع...ومن هنا تكون البدية...لقد رزق الزوجين بأول مولود لهما ((فلان))...؟!
نشأ (ـــــــ) فى هذه البيئة الطبيعية ليصبح بالنسبة له كل شئ طبيعى وبدأت معركة الحياة.....الأب فى عمله الدؤوب لكى يحصل على لقمة العيش والأم إما منشغلة فى الأعمال المنزلية ...أو مع الجيران ... وتربى (ـــــــ) لينشأ شاباً طبيعياً كما هو الحال مع شباب هذه الأيام وبعد مرور السنين بلغ (ـــــــ) سن الحلم وظهرت معالم الرجولة عليه وبدأ ينظر إلى من حوله يحاول أن يسترشد بأى إنسان ليدله ماذا يفعل فى هذه المرحلة الغريبة والجديدة .....!
وفجأة:ـ
....وجد صاحبنا مجموعة من الشباب فى مثل سنه يضحكون ويلعبون وهم فى منتهى السعادة فتقرب إليهم صاحبنا ليعرف ما الذى يسعدهم هكذا وبدأ يسير معهم ليسعد كما يسعدون وقد استقرفى ذهنه أنَّ هذه هى الحياة المُثلى لكل شاب وأنه هكذا يعيش الحياة الصحيحة ....وأنَّ هذا هو الطريق السليم...
وبعد مرورعدة سنوات وبعد أن قضى صاحبنا حياته مع أصدقائه وفى يوم من الأيام خرج صاحبنا مع أصدقائه كما هو الحال ولكن هناك شئُ غريب اليوم.....!! فالدنيا تبدو وكأنها مظلمة ولا يطيق هذه الملابس التى عليه ولا يريد أن يقابل فتاته كما تعْود...؟!والأغانى إنها تؤذى أذنيه.؟!.. حتى مزاح أصحابه لا يضحكه ولكنه ساومهم على أى حال... وبعد ساعات وفى وسط الزحام واشتداد الضجيج والصخب ... وفى غمرة اللهو العبث وسعَ إشتداد الظلام فى عينه.... فجأة...!؟
صرخة:ـ
....صرخة عنيفة دوت فى صدره وبدأت تعلو وتعلو ...وشعر صاحبنا بالدنيا تضيق وتضيق ويشتد الظلام فى عينه....
وفجأة قام يجرى ويجرى ....ناداه أصحابه فلم يجيب....وظل يجرى لا يدرى إلى أين هو ذاهب؟.. ولا لماذا يهرب؟؟.! ولاممنْ يهرب؟؟!!
وظل صاحبنا يهيم على وجهه فى الشوارع حتى هبط الليل واشتد زحام الناس... وهرب إلى محبوبته .. أو هكذا كما يسميها.. ولقد أحبها حباً شديداً وكانت ذات جمال فلما حدث اللقاء فإذا هى أبغض الناس إليه وأقبحهم فى عينيه فأخذ يجرى ويهرول هائماً .... لا يدرى إلى أين؟؟ حتى وصل إلى بيته فإذا هو اسود كئيب وكأنه كهف ملىء بالوحوش فأكمل مسيرة الهرب.......؟!!.......
وقفه:ـ
....وبعد منتصف الليل بقليل هدأ كل شىء وبدأ صاحبنا يهدأ شيئاً فشيئا ...وهدأ الصراخ ...وشعر بالتعب فجلس وبدأ يحاور نفسه ..ما الذى حدث...؟
*لماذا لم يعد يجد السعادة التى كان فيها ؟!
*لماذا لم تعد مقابلة الفتيات تسعده؟!
*لماذا لا يريد سماع الأغانى التى يحبها؟!
*حتى المسلسلات والأفلام لا يطيق رؤيتها!!
*وما هذا الصراخ الذى يدوى بداخله؟
حتى وصل إلى أنَّ هناك شيئاً ينقصه؟!!؟
نعم إنها السعادة الحقيقيه وليست الزائفه...
ولكن كيف ؟ وأين؟ ولماذا؟
.....ظل (ــــــــ) يفكر ويفكر......
نقطة التحول:ـ
...وفجأه مر عليه رجل طيب الرائحه جميل الثياب فنظر اليه صاحبنا فإذا بالرجل يبتسم فى وجهه ويلقى عليه السلام....؟!
ولكنه لم يجيب ... وظل ينظر إلى الرجل مندهشاً!!!؟
فسأله الرجل عن حاله...؟ فلم يجيب أيضاً...
فتركه الرجل وذهب ... وعاد صاحبنا يفكر ويحاول الخروج من هذا الضيق الذى فى صدرة ....وفجأة ....وفجأة...
ارتفع الصوت عالياً ولكن هذه المره لم يكن صوت الصراخ بل هو صوت... الأذان .......... ! الله أكبر الله أكبر
الله أكبر الله أكبر
فإذا بصاحبنا يضطرب ويفزع فنظر حوله فإذا هو جالس على درجات المسجد والرجل الذى مر عليه لم يكن سوى مؤذن المسجد.... !!!
..وفجأه.! تذكر صاحبنا أيام كان يذهب إلى المسجد مع والده ليلعب أمامه وعندما كبر قليلاً بدأ يجرى فى المسجد ويلعب مع أقرانه ويدورون حول الأعمدة ..وفجأه ...تذكر صاحبنا كم مضى من السنين ولم يدخل المسجد..؟؟ بالرغم من أنه يمر من جانبه ولكن لا يدخله لأنه إما يسير مع أصحاب السوء أو مع فتاته!!! ؟؟ وكم مضى من السنين ولم يفتح المصحف..؟؟وكم مضى من السنين ولم تدمع عينه من خشية الله..؟؟ وكم مضى؟؟.. وكم؟؟ وكم؟؟. يـــــــــاالله
وكيف هو شكله الآن ؟ وأين أصدقائه الذين كانو يلعبون معه فى المسجد ؟ همَّ صاحبنا أن يدخل الى المسجد ولكن فجأه..رجع الى الخلف مذعوراً وتذكر ما كان يفعله !؟!
..تذكر (ــــــــ) التدخين والبنات والدش والنت ...والمواقع...و...؟!!! ووقفتْ كل هذه الذنوب وكأنها سد منيع يحول بينه وبين باب المسجد فأخذ يقاوم ويقاوم.....
... دخل صاحبنا المسجد وهنا تنفس الصعداء ولكن جاءه شعور غريب شعور لم يشعر به ولم يجربه ...شعور جميل ..إنه يشعر بالراحه والهدوء. ..وسكنت تلك الصرخات التى بداخله ..إنه يشم عبير وروائح طيبه وكأنه فى الجنه...
...وحضرتْ الصلاة وكانت أول صلاة له منذ سنوات عديدة وبدأ الإمام يقرأ ويقرأ... وصاحبنا يبكى ويبكى حتى وصل الإمام الى قوله - تعالى – *(قل يعبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إنَّ الله يغفرُ الذنوبَ جميعا إنه هو الغفور الرحيم)*...وهنا انفجر صاحبنا فى البكاء وتقطع قلبه حسرة وندماً وانتهت الصلاة وإذا بيدٍ تمسح دموعه وأخرى تمد له كوب ماء ويد ثالثه تربت على ظهره وتهدئه... فنظر صاحبنا فى وجوههم فإذا هم أصدقائه القدامى الذين كان يلعب معهم فى المسجد فزاد فى بكائه وبعد فترة.. هدأ وجلس ليحكى لأصدقائه المأساه...مأساته التى عاشها.
النهاية:ـ
...اعتاد (ــــــــ) المسجد وعاونه أصدقائه فى حفظ القرآن وتعلم الدين وساعدوه فى التخلص من رفقة السوء..وما أدراك ما رفقة السوء !.؟ الذين لا يريدون منك إلا أن تكون معهم فى الدنيا وفى الآخره ...! فى الدنيا على معصية الله ..وفى الآخرة فى النار ...نعوذ بالله من شرها وحرها
..ألم تسمع قول الله –عز وجل-
*(ويومَ يعضُّ الظالمُ على يديه يقولُ يليتنى اتخذتُ مع الرسولِ سبيلا * ياويلتى ليتنىِ لم اتخذ فلاناً خليلا * لقد أضلنى عن الذكرِ بعد إذ جاءنى وكان الشيطانُ للإنسانِ خذولا)*......وبعد فترة ظهرت ملامح السعادة على وجه صاحبنا ......فى أثناء سيره نظر حوله فإذا كل شىء سعيد وكأنه يعلم أنه تاب وكأن الأرض تحتفل بتوبته ونجاته ...فابتسم وحمد الله أن هداه الى الطريق المستقيم....طريق السعادة.
*أخى فى الله*
لقد تركنا مكان الاسم خالياً...
هل سألت نفسك لماذا تُرك مكان الاسم خالياً ؟..
سأجيبك:ـ لأن هذا الــ (ـــــــ) هو أنت ...أنت ...نعم أنت و لم لا ...هيا تعالَ واركب معنا سفينة النجاة ....
*أخى الشاب ...تعال معنا إلى أرض السعادة التى طالما بحثت عنها....! ستجدُها هنا فى طاعة الله..
...هنا فى ذكر الله....هنا فى صحبة الأخيار .....أخى الشاب هيا أكتب اسمك وقل بأعلى صوت ...أنا تائب ... أنا تائب ... نعم أخى أما سمعت قول الله تعالى (ألم يأن) فألم يأن لك أخى أن تعود إلى ربك الغفور الودود؟!؟
*أخى الشاب هيا هيا ألم تعلم أنَّ الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيئوا النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيئوا الليل حتى تطلع الشمس من مغربها...
*ألم اقل لك إن الله غفور رحيم ...أما آن لك أن تتوب ..وتستغفر علام الغيوب.... أما آن لك أن تستحى من الله...؟؟!!
*يقول الله تعالى فى الحديث القدسى..
{يا ابن آدم إنك ما استحيَّيت منى أنسيتْ الناس عيوبك وأنسيتْ بقاعَ الأرضِ ذنوبك ومحوتْ من أمِ الكتاب ذلاتك وإلا ناقشتُك الحسابَ يوم القيامة}
*اخى الشاب ألم تعلم أن الله حييُّ كريم يستحي من عبده أن يرفع إليه يده ويردهما صفرا
*يقول الله عزوجل:ـ
{ماأنصفنى عبدى ! يدعونى فأستحي أن أرده ويعصينى ولا يستحي منى}.
*أخى الشاب هل تعرف ما هى الدنيا ؟
الدنيا دار صدق لمن صدقها& ودار نجاة لمن فهم عنها&ودارُغنىً لمن تزود منها . فهى مهبط وحىّ الله ومصلى أنبياء الله ومتجر أولياء الله ربحوا فيها الرحمة وكسبوا فيها الجنة.
*هل تعرف ماهى حقيقة الدنيا؟؟
الدنيا مهما طالت فهى قصيرة ومهما عظمت فهى حقيرة لأن الليل مهما طال لابد من طلوع الفجر ولأن العمر مهما طال لابد من دخول القبر. فهل عرفت أخى حقيقة الدنيا....؟
فخذ حذرك و....و....و....
دعْ عنك ما قد فات فى زمن الصبا
واذكر ذنوبك وابكها يا مذنبُ
لم ينسهُ الملكان حين نسيتهُ
بل أثبتاه وأنت لاهِ تلعبُ
والروحُ منك وديعة أودعتها
ستردُها بالرغم منك وتسلبُ
وغرورُ دنياكَ الذى تسعى لها
دارُحقيقتها متاعُ يذهبُ
الليلُ فاعلم والنهارُ كلاهما
أنفاسُناً فيهما تعدُ وتحسبُ
وآخراً:ـ ـ ـ ـ ـ
*أخى كمْ سمعت وكمْ قرأت من قصص ومواعظ ولم يتغير حالك؟؟!! لا تترك الفرصة تفوتك فلا أحد يضمن لحظة ولا يمتلك نفس إن خرج فلا يدخل وإن دخل فلا يخرج هيا فلطالما عشت أياماً وجربت جميع المُتعْ فلا تأتى عند باب ربك وترجع.. أطرق الباب واندم على ما مضى وابدأ يوماً جديداً مع ربك واسأله أن يغفر لك كن واثق من عفوه وغفرانه مهما كانت ذنوبك فإنه يقول فى كتابه العزيز:ـ
{ إن الله لايغفرُ أن يُشركَ به ويغفرُ مادون ذلك لمن يشاء}.
وأخيراً:ـ لا تبخل بالدعاء لكل من ساهم فى هذا العمل المبارك.
إنا نحبكم فى الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
]
تعليق