إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

برنامج"على طاولـةِ السِّياسـة":: حـربُ أكتوبـر-رمضان1973

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: برنامج"على طاولـةِ السِّياسـة":: حـربُ أكتوبـر-رمضان1973


    أوووووووووه سؤااال قـوي يا أبو بكر المقدسـي... طيب هل لكَ أنْ تذكرنا بأدلةٍ و براهينَ استدلَّ بها المحاور حول ادعائـه؟

    لأنه احتمال أنْ يكون المحاور مُتصهيـن أو من جماعـة عبد الناصر للطعن بالسَّـادات...

    و بانتظـار أخينا حسـام يسَّـر اللـهُ أموره لاستكمال بقية الأسئلة و التعليقـات...


    تعليق


    • #17
      رد: برنامج"على طاولـةِ السِّياسـة":: حـربُ أكتوبـر-رمضان1973

      جزاك الله خيراً أخي فارس على الإضافة المميزة ..
      (ملاحظة أخي: بالنسبة للصدفة أو حتى أي تعليقات ربما تكون منرفزة فهو إنما فقط لأسلوب الشد والجذب بالحوارات ومنها فوائد وطبعاً ليست هي آرائي بل أعرض جميع الاحتمالات أمامك ومنها الصواب والخطأ و بناءاً على إجاباتك ومداخلات الإخوة سينتصرُ الصـواب^^)
      أعلم ذلك بالطبع أخي الحبيب ، وكنتُ أمزح بالطبع في طيات كلامي لنفس الهدف الذي تفضلت بذكره ..
      أخي حسـام حياكَ اللـهُ أخي و كيف حالك و أعلمُ أني أثقلتُ عليكَ بالأسئلة ربنا يسامحني^^
      بل أعتذر لك ولجميع الإخوة لسوء متابعتي التي هي دون إرادتي للسبب الذي ذكرته ..

      نبدأ من حيث وقفنا ..
      كيف ذلك وماذا فعل أصلاً السـادات؟
      ما أعلمه بأنَّ الشَّاذلـي يُعتبـر العقـل المدبـر لحرب اكتوبـر... و ربما السـادات لا يُحسَـبْ له إلا اعطـاء شرارة بدء الحـرب... ربما له نوايـا مُسبقة للحـرب و لكنْ كيفَ كان محوريـاً بنجـاح الحرب؟
      لا أخي الحبيب أنا لم أتجاهل قدر الشاذلي المركزي في الحرب وكنتُ سأقصه تفصيلياً ، لكن كلامي في أصحاب الفضل في الحرب هو الوصف العام فقط .. وما ذكرتُ أن الفضل في الانتصار _بعد الله_ هو للسادات وحده بل صرحتُ بأسماء هامة نحتت خبراتهم أحداث هذه الحرب وقتها وعلى رأسهم الشاذلي (صاحب التكتيكات الأساسية) ..
      لكن ذكري للسادات كما سبق كان لسبب أعم من مجرد كونه قائد عسكري أو القائد الأعلى للقوات المسلحة ، وهو أنه حاكم الدولة ككل حينئذ .. فكما نعلم أن حاكم أي دولة فهو مديرها العسكري والمدني سواءاً بسواء .. فهو من يتولى القيادة في حالتي الحرب والسلم ..
      ومجرد الإيذان بالحرب (في توقيت محدد بعينه) ليس بالأمر الهين مطلقاً وذلك لأنه مرتبط بأمور كثيرة مصيرية .. لأنه على أقل تقدير في حالة خسارة الحرب فإنه يُوضع في الحسبان احتمالية ردة فعل همجية من العدو تفوق ما فعلتها إسرائيل في مذبحة بحر البقر مثلاً ، أو احتمالية قيام انقلاب من بعض طوائف الشعب ، أو حدوث أي عنصر خيانة من لدن أي قائد ، أو ........ إلخ
      ولهذا ذكرت أفضلية السادات ضمن المذكورين ليس في كونه صاحب التخطيط للحرب بتفاصيلها الهجومية أو الدفاعية ولكن المقصد لأنه _بحكم أنه أعلى رتبة في الدولة_كان على علم بكل كبيرة وصغيرة تدور على الجبهة وفي الشارع المصري على حد سواء ، و هنا تظهر خبرة القائد في التوفيق والموائمة بين كل الأمور التي لها علاقة بالحرب من قريب أو بعيد على الجانبين العسكري والمدني ..
      ومن المعروف أن الحاكم لا يعمل وحده بل دائماً له معاونون ومستشارون يشاركونه في اتخاذ القرار و يطلعونه على كل الخفايا بالشكل الذي يضمن حسن سير الأحداث لمصلحة الوطن .. وهذه الشخصيات هم مَن ذكرتهم بمشاركتي الأولى وكان لهم الكثير من الفضل .. حتى قبل فضل السادات كمثل حديثنا عن الثغرة (التي كان الفضل فيها للشاذلي في حين أخطأ السادات نفسه) .

      وهناك نقطة أخرى بخصوص ما ذكرته ..
      أصـلاً جمال عبد الناصـر كانَ صاحب حنجـرة أشـد من سيد الحناجر حسن نصر اللـه و لكنَّ ذلك لم ينفعه و كان في عهـده الهزائـم...
      فهذا صحيح برأيي حيث أنه ربما لو كانت دارت هذه الحرب في ظل رئاسة عبد الناصر أو مبارك للدولة لما انتصرنا فيها .. وذلك لِمَا ذكرته في أول مشاركاتي بالموضوع ..
      حيث أن السادات له شخصية ماكرة (أو ثعلبية كما ذكرتها) دون الاثنين الآخرين الذين ربما ما كانا على قدر إدارة شئون حرب كهذه ، ومكر السادات بدا في حكمه المدني قبل و بعد الحرب أكثر من العسكري أثناءها ... وربما أيضاً لو كان من يتقلد الحكم وقتئذ مَن هو أفضل من السادات (الذي هو أفضل السيئين) لكنا امتلكنا سيناء بكاملها بعد 6 أكتوبر بأيام قليلة وبأقل الخسائر وكذلك بلا معاهدات .

      و كذلك لو تُحدثنا بإيجـاز عن الشـاذلي لأنَّ هذا الإنسان لم يُعـطَ حقه في الإعـلام... فأنـور السـادات خطف الدنيـا ^^
      صدقت أخي .. والشاذلي بالفعل كان العقل العسكري الأول المدبر للتشكيلات والهجوم على أرض المعركة ..

      الفريق سعد الدين الشاذلي علا صيته أول مرة في الحرب العالمية الثانية حيث أنه برغم صدور الأوامر لعموم القوات البريطانية والمصرية بالانسحاب من الصحراء العربية إلا أنه بقي ليدمر المعدات قبل وصول قوات ألمانيا لها في حركة تشير إلى إتقانه عمله وحبه له ..
      أما أكثر ما جعله يظهر على الساحة بصورة أوضح فكان في نكسة 67 ، حيث كان قائداً لإحدى الوحدات المصرية المُؤَمِنة للقوت المصرية بقلب سيناء ، و في أثناء ذلك انقطع الاتصال بينه وبين القيادة العامة للقوات المسلحة ، فاتخذ لقواته فكرة جهنمية وجريئة جداً ونفذها ... وهي عبوره للحدود الدولية الشرقية بعد مغرب يوم 5 يونيو 67 حيث توغل بجنوده داخل حدود فلسطين بمقدار خمسة كيلومترات واستقر هناك يومين إلى أن تمكن من الاتصال بالقيادة التي أمرته بالانسحاب بقواته مرة أخرى فقام ليلاً من مغرب يوم 8 يونيو بعملية انسحاب بطولية حيث عبر بقواته مرة أخرى أرض سيناء المحتلة بعرضها البالغ طوله 200 كيلومتر من الشرق إلى الغرب بدون حماية جوية وبقلة مؤن إلى أن وصل بقواته بأقل خسائر تذكر إلى الجيش المصري بالضغة الغربية للقناة ..

      و لعل هذه الحادثة هي التي قادت السادات بعدها بأربعة سنوات فقط إلى تعيينه رئيس أركان حرب القوات المسلحة في مايو 1971 .

      و بعد هذا التعيين وحتى قيام حرب 73 تمخضت برأس الفريق الشاذلي خبرات الاحتكاك مع الإسرائيليين على أرض المعركة ، فخرج إلى فكرة إمكانية الانتصار عليهم والتي تتلخص في أمرين :-
      الأول هو محاربة إسرائيل حرباً طويلة تُسقط من صفوفها خسائر بشرية كثيرة ، وذلك لأن إسرائيل تسعى في حربها عموماً (وهذا اتضح أيضاً في حرب لبنان 2006) إلى ما يسمى بالحرب الخاطفة أو السريعة التي لا تتجاوز أسبوعين أو ثلاثة كحد أقصى لكي لا يسقط الكثير من القتلى في صفوفها قليلة العدد بالأصل .
      والثاني (وهو مبنيٌ على الأول) فهو قطع الدعم الجوي في الجانب الإسرائيلي لأن العدو يستحيل اجتياز حرب برية لا يحمي ظهره فيها حماية أو دعم جوي بالطائرات المقاتلة و المروحية .

      ومن هذا المنطلق استطاع الفريق الشاذلي وضع خطة الانقضاض على العدو التي نُفذت بحرب أكتوبر والتي سماها (المآذن العالية) .. وكم يروق لي أن أدعو له لأجل هذا المسمى فقط ناهيكم عن الخطة كلها ..
      فالخطة بُنيت على أن تقوم القوات الجوية المصرية بتدمير كامل لطائرات ومطارات العدو بسيناء وكافة المرافق الأخرى الهامة بحيث لمَّا يعبر الجيش المصري لا يكون عرضة لنيران سلاح العدو الجوي ..
      ومن جهة أخرى يحدث مواجهة برية بين قوات الطرفين وهي المواجهة التي ترعب اليهود على مر عصورهم لعدم تحملهم ذلك بالإضافة إلى أن الحرب البرية الطويلة تكلف العدو الإسرائيلي تعبئة ما يقارب خُمس تعداد شعبه (أي من 18 : 20 %) وبهذا تتدهور لدى العدو كذلك الحالة الاقتصادية المتوقفة على التعامل البشري (زراعة وصناعة و تجارة وتعليم و ............) وبالتالي كافة شئون البلاد الحيوية .

      وبهذه الخطة أراد الفريق الشاذلي أن تكون الحرب حرب مواجهة لكي تكون خسائر العدو فادحة بما يضمن استسلامه في النهاية .


      صورة للفريق الشاذلي مع السادات وقادة الحرب من غرفة العمليات أثناء حرب أكتوبر __ هو الظاهر يمين السادات .

      لكـنْ هل الجيـش المصـري اليـوم على قيـد الحيـاة أم بالإنعـاش أو بالمقبـرة؟
      لو قـدَّرَ اللـهُ و خاضتْ مصر حربـاً ضـد اليهـود أو ضـد الـروم أو المجـوس... بإمكانِ جيشها تكـرار سيناريـو73؟
      نعم أخي الحبيب .. برغم استيائي من هوائية وخلاعة و تخلخل العقيدة والتقاليد العرفية السوية لدى الأجيال الجديدة كثيراً عن الأجيال التي عاصرت حرب أكتوبر إلا أن الجيش المصري لو خاض حرباً جديدة مع اليهود أعتقد أنه سيمتلك زمامها وسيلقن العدو درساً جديداً كذلك يُضاف لدرس أكتوبر ، وهذا لأننا كما قلنا سابقاً أن العقيدة الإسلامية تفوز على ما دونها مهما كانت الظروف وإن طال بها الأمد ، بالإضافة إلى وجود عقليات متفتحة _بالشعب عامة وبالجيش خاصة_ درست التاريخ وتربت على مبادئ الكرامة والعزة الإسلامية وهذه العقليات تكون محور الارتكاز في أي أزمة يمكن حدوثها .. وقد راينا مثلها في العراق حين اجتاحته أمريكا ولم تستطع احتلاله بسقوط بغداد في أبريل 2003 إلا بعامل الخيانة فقط (والذي أجزم أنه كان من الشيعة) .
      وعامة فقد أجبت على هذا السؤال بإجابة السؤال السابق هذا ..
      ::: ما حال الجيش المصـري حاليـاً؟ و هل بمقـدوره الصمـود أمام اليهـود و تكرار سيناريـو 73 أم أنَّ الجيش المصـري يعيش عصر القرن الماضي و انتشرَ فيه الوهـن؟
      و أختمُ بسؤالٍ للجولـة الثانيـة:
      لوجود الفرصة الآن ونزولاً على رغبة أخي ابن رجب المصري فها هي أحداث ذلك اليوم تفصيلياً .. لكن قبل ذلك وبمناسبة هذا الموضوع فأذكر أنه قد وافق يوم أول أمس قدراً يوم إغراق القوات البحرية المصرية للمدمرة الإسرائيلية إيلات يوم 21 أكتوبر 1967 .

      ** أحداث يوم الحرب :-
      بدأت الحرب بتوقيت ساعة الصفر وهي الساعة الثانية وخمس دقائق ظهر يوم السادس من أكتوبر بقيام القوات الجوية المصرية ببدء إقلاع 222 طائرة حربية من طراز ميج 21 (هذه صورتها) من مطار بلبيس الحربي التابع للكلية الجوية بمدينة بلبيس التي تبعد مسافة 20 كم جنوب مدينة الزقازيق (عاصمة محافظة الشرقية) و 60 كم شمال شرق القاهرة ، ثم توجهت شرقاً إلى سيناء بتحليق منخفض استهدفت فيه تدمير محطات الرادار و بطاريات الدفاع الجوي للعدو (لتأمين القوات الجوية المصرية ذاتها) و محطات التشويش والإعاقة (التي تقطع اتصال القوات المصرية بقيادتها لاسلكياً) ، وكذلك تدمير مطارات العدو بدءاً بطرق إقلاع الطائرات بها ثم نسف بعض الطائرات المتواجدة بهذه المطارات ، وذلك لقطع يد إسرائيل الطويلة سابقة الذكر (وهي سلاحها الجوي) كما خطط الفريق الشاذلي .. ثم قامت بتدمير تجمعات الأفراد والمدرعات والدبابات والمدفعية والنقاط الحصينة في خط بارليف ومصاف البترول ومخازن الذخيرة .
      وكان من المخطط أن تكون هذه الضربة على موجتين متتاليتين لكن بسبب نجاح الأولى في تنفيذ مهامها بنسبة أكثر من 90 % تم إلغاء الثانية لفتح الباب للقوات البرية للتقدم تجاه القناة (ربما توفيراً للوقت) ..

      وفي نفس التوقيت وحسب الاتفاق المسبق قام الجيش السوري بهجوم شامل في هضبة الجولان وشنت الطائرات السورية هجوما كبيرا على المواقع والتحصينات الإسرائيلية في عمق الجولان وهاجمت التجمعات العسكرية والدبابات ومرابض المدفعية الإسرائيلية ومحطات الرادارات وخطوط الإمداد فحقق الجيش السوري نجاحا عظيماً بحسب الخطة المعدة بحيث انكشفت أرض المعركة أمام القوات والدبابات السورية التي تقدمت عدة كيلو مترات مما أربك وشتت الجيش الإسرائيلي الذي كان يتلقى الضربات في كل مكان من الجولان بنفس توقيت التدمير المصري بسيناء .

      [تنويه] :- بالطبع تلقت القيادة الإسرائيلية خبر ما نفذته القوات الجوية المصرية والسورية بما يشبه حدوث شلل رباعي مفاجئ لإنسان في أوج صحته وعافيته ، لاسيما وأن القيادة كانت بيد عجوز شمطاء تسمى جولدمائير كانت تشغل منصب رئيس الوزراء حينئذ ، فهَمَّت بجمع وزرائها لبحث الموقف الذي لم تستطيع تجنيد المزيد من قوات الاحتياط في يوم عيد الغفران المباغتون فيه بهذه الضربة حيث كان أغلب الإسرائيلين بالمعابد و بالبيوت مما صعب معه تجميع كم كبير من القوات في وقت قصير .

      بعد ذلك مباشرة قامت في ذات الوقت القوات البرية المصرية ببدء العبور إلى ضفة القناة الشرقية بعدد 8000 جندي كموجة أولى تلاها موجات ثانية وثالثة حتى كان عدد الجنود المصريين على الضفة الشرقية بمغرب يوم 6 أكتوبر 60 ألف جندي ..
      سبق هذا العبور بالطبع عمليات فدائية سبق الحديث عنها ، وهي قيام الضفادع المصرية بالغوص بمياة القناة وسد أنابيب مادة النابالم التي مثلت سكيناً كانت توجهه إسرائيل بظهر القيادة المصرية لشل حركتهم ، وسهل بعملية العبور قيام سلاح المهندسين المصري بفتح ثغرات للعبور بالساتر الترابي لخط بارليف باستخدام مضخات مياة قوية جداً كانت تستخدم مضخات مثيلة لها لدى هيئة هندسة السد العالي ، وقيل أن القيادة المصرية (السادات) كانت اشترت هذه المدافع المائية القوية التي ساهمت إلى حد كبير في إزالة الساترالترابي في نقاط عديدة بإخفاء سبب استخدامها الحقيقي فادعوا أنها لمقاومة الثوار بالمظاهرات عن بُعد كبير ..

      وواصلت القوات المصرية والسورية الزحف البري بسيناء والجولان بتدمير القواعد الإسرائيلية مما مكنهما من سيطرة المصريين على ضفة قناة السويس الشرقية والسوريين على مدينة القنيطرة وجبل الشيخ .

      كان ما حققه الجيش المصري من إنجازات حتى يوم الرابع عشر من أكتوبر تشهد بالنصر باستثناء ما حدث بعدها ، وهو ما عُرف بالثغرة أو "ثغرة الدفرسوار" التي ذكرت مجملها سابقاً في حين هذا هو تفصيلها ..

      -----------جزء مقتبس بتصرف عن الثغرة-----------
      أوقفت القوات المصرية القتال على جبهتها بسبب انكشاف ظهر قواتها للعدو وذلك لعدم القدرة على تغطية أكثر من 12 كيلو في عمق سيناء بسبب قرب نفاذ الذخيرة ولأن قدرات المعدات العسكرية لديها (طيران ومدفعية) تسمح بتغطية هذا العمق فقط وكذلك خوفاً من الالتفاف حولها بسبب إنزال الجسر الجوي بين القوات الإسرائيلية والأمريكية في عمق سيناء بالجبهة المصرية والجولان بالجبهة السورية.

      الثغرة:- بسبب الفشل في تنفيذ ضرب بعض الأهداف الإسرائيلية المؤثرة في الجبهة السورية حسب الخطة المتفق عليها بين الجبهتين السورية والمصرية تنبه العدو للتحركات السورية مبكراً مما جعله يؤمن دفاعاته وطلب دعم أمريكي عاجل ، فأرسلت القيادة العسكرية السورية مندوبًا للقيادة الموحدة للجبهتين التي كان يقودها المشير أحمد إسماعيل (وزير الحربية المصري آنذاك) تطلب زيادة الضغط على القوات الإسرائيلية على جبهة قناة السويس لتخفيف الضغط على جبهة الجولان، فطلب الرئيس السادات من إسماعيل تطوير الهجوم شرقًا لتخفيف الضغط على سوريا، فأصدر إسماعيل أوامره بذلك على أن يتم التطوير صباح 12 أكتوبر.

      في 14 أكتوبر اضطرت القوات المصرية بالمجازفة والدخول في العمق المصري بدون غطاء يحميها للفت إنتباه العدو عن الجبهة السورية ليتاح لها المجال أن تعدل وضعها وتؤمن دفاعتها والتحضير لضربة انتقامية، فالتفت كتيبة مدرعات إسرائيلية حول القوات المصرية مستغله عدم وجود غطاء لها وحاصرتها مما تسبب في الثغرة الشهيرة.
      لكن عارض الفريق الشاذلي بشدة أي تطوير خارج نطاق الـ12 كيلو التي تقف القوات فيها بحماية مظلة الدفاع الجوي، وأي تقدم خارج المظلة معناه أننا نقدم قواتنا هدية للطيران الإسرائيلي
      وبناء على أوامر تطوير الهجوم شرقًا هاجمت القوات المصرية في قطاع الجيش الثالث الميداني (في اتجاه السويس) بعدد 2 لواء، هما اللواء الحادي عشر (مشاة ميكانيكي) في اتجاه ممر الجدي، واللواء الثالث المدرع في اتجاه ممر "متلا".
      وفي قطاع الجيش الثاني الميداني (اتجاه الإسماعيلية) هاجمت الفرقة 21 المدرعة في اتجاه منطقة "الطاسة"، وعلى المحور الشمالي لسيناء هاجم اللواء 15 مدرع في اتجاه "رمانة".
      كان الهجوم غير موفق بالمرة كما توقع الشاذلي، وانتهى بفشل التطوير، مع اختلاف رئيسي، هو أن القوات المصرية خسرت 250 دبابة من قوتها الضاربة الرئيسية في ساعات معدودات من بدء التطوير للتفوق الجوي الإسرائيلي.
      . في هذا اليوم قررت حكومة الولايات المتحدة إنشاء "جسر جوي" لإسرائيل، أي طائرات تحمل عتاد عسكري لتزويد الجيش الإسرائيلي بما ينقصه من العتاد.
      في ليلة الـ 15 من أكتوبر تمكنت قوة إسرائيلية صغيرة من اجتياز قناة السويس إلى ضفتها الغربية وبدأ تطويق الجيش الثالث من القوات المصرية.
      شكل عبور هذه القوة الإسرائيلية إلى الضفة الغربية للقناة مشكلة تسببت في ثغرة في صفوف القوات المصرية عرفت باسم " ثغرة الدفرسوار" وقدر اللواء سعد الدين الشاذلي القوات الإسرائيلية غرب القناة _في كتابه "مذكرات حرب أكتوبر"_ يوم 17 أكتوبر بأربع فرق مدرعة وهو ضعف المدرعات المصرية غرب القناة. حاولت القوات الأسرائيلية الدخول الي مدينة الأسماعيلية الا أن استبسال قوات الصاعقة المصرية تمكنت من صد هذا الهجوم في منطقة أبو عطوة
      توسعت الثغرة اتساعا كبيرا حتى قطع طريق السويس وحوصرت السويس وحوصر الجيش الثالث بالكامل و حاول الإسرائيلين الدخول الي مدينة السويس إلا أن المقاومة الشعبية مع قوات صاعقة الجيش الثالث تمكنت من صد الهجمات الإسرائيلية . كان اتساع الثغرة نتيجة للأخطاء القيادية الجسيمة لكل من السادات وأحمد إسماعيل بدءاً من تطوير الهجوم إلى عدم الرغبة في المناورة بالقوات مما دفع البعض إلى تحميل السادات المسئولية الكاملة.
      عملية الثغرة صُنفت بأنها عملية تليفزيونية لأن القوات الإسرائيلية كانت لم تتمكن من إنشاء رؤوس كباري بعكس وضع الجيش الثالث المتمركز بثبات في الشرق و بالرغم مما قامت به القوات الإسرائيلية من خرق لوقف إطلاق النار محاولة منها للحصول علي أي مكاسب إعلامية إلا أنه يجدر القول أن القوات الإسرائيلية في غرب القناة كانت محاصرة بالكامل .
      ------------------------------------------------

      وهنا كان دور العرب الوحيد في العصر الحديث الذي افتخرت به شخصياً كنوع من التفاؤل نادر المرافقة لتاريخهم ..
      حيث عقد وزراء النفط العرب اجتماعاً في الكويت يوم 17 أكتوبر ، تقرر بموجبه خفض إنتاج النفط بواقع 5% شهريا ورفع أسعار النفط من جانب واحد، وفي 19 أكتوبر طلب الرئيس الأمريكي نيكسون من الكونغرس اعتماد 2.2 بليون دولار في مساعدات عاجلة لإسرائيل الأمر الذي أدى لقيام المملكة العربية السعودية وليبيا ودول عربية أخرى لإعلان حظر على الصادرات النفطية إلى الولايات المتحدة، مما خلق أزمة طاقة كبرى في أمريكا في ذلك الوقت .

      وفي هذه الآونة قامت الولايات المنحلة بعد أن لويت ذراعها باستصدار قرار رقم 338 من مجلس الأمن بوقف الحرب بدءاً من 22 أكتوبر الذي قبلته مصر ونفذته في حين تجاوزته إسرائيل وخرقته مما أدى مجلس القمع مرة أخرى لإصدار قرار آخر يوم 23 أكتوبر ، في حين رفضت سوريا إيقاف الحرب واستكملتها بما عرف بحرب الاستنزاف ..
      ملحوظة / هذه الحرب غير الحرب الأخرى المعروفة بنفس المسمى .
      وحاربت سوريا مدة ليست طويلة إلى أن تمكنت الولايات المنحلة مرة أخرى بوساطتها عن طريق وزير خارجيتها حينئذ (هنري كسينجر) لتوصل لاتفاق بين سوريا وإسرائيل تم توقيعه في يونيو 1974 على ان تنسحب إسرائيل من شريط بالجولان يتضمن مدينة القنيطرة التي لم ترغب القيادة السورية في إعمارها ـــ بعد أن خربها الإسرائيليون عن عمد ـــ كإرجاء مستقبلي حتى استعادة الجولان كاملة .



      وعودة لاحقة بإذن الله لاستكمال باقي الأسئلة >>>>>
      أخى الكريم : فرق شاسع جدا فى المعنى بين الإرادة وبين الخلق أوالصنع
      فاحرص على أن تكتبها ( إن شاء الله ) لا أن تكتبها ( إنشاء الله )
      ثم تدبر معى قوله تعالى
      (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ**الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
      (آل عمران :190-191)
      __________________________
      C O M I N G S O O N ... A L L A H W I L L I N G
      ________________________________
      أعتذر لقلة الردود حالياً نظراً للانشغال الشديد .....

      تعليق


      • #18
        رد: برنامج"على طاولـةِ السِّياسـة":: حـربُ أكتوبـر-رمضان1973

        مُتعـةٌ... قراءةُ التاريخ الحربـي و ما بـهِ من قصص بطوليـة... بارك اللـهُ فيك أخي حسـام على الإثراء الطيـب... و بصراحـةٍ أضفتَ لي معلومـات جديـدة...

        حسام ما هي مذبحة البقر التي قصدتها هنا؟لأني لأول مرة أسمع بها:
        حتمالية ردة فعل همجية من العدو تفوق ما فعلتها إسرائيل في مذبحة بحر البقر مثلاً ،
        و أما عن سـرد الوقائـع الحربيـة فبصراحـةٍ يشعرُ المسلم بنشـوةِ عـزةٍ حينما يـرى بطولات المسلمين بالمعـارك...


        و الجيش المصـري بحرب أكتوبـر صنعَ المعجـزات و سجَّلَ البطولات بحـق... و استمعتُ قبل مـدةٍ على قناة الرحمة لأحد أفـراد قـوات الصاعقـة ممن شارك بحرب الإستنزاف ثم أُصيبَ بمهمة عسكريـة لتبتر قدمه و يـده لكنَّـه عادَ لخطوط الجبهـةِ للقتال و شارك بحرب أكتوبـر... و كـادَ الرجلُ يبكـي حينما قالَ أنَّ قتاله لأجل النبي صلى اللـه عليه وسلم و تمنـى تقبيلَ يـده صلى اللـهُ عليه وسلم... و تحدثَ عن بطولات الصاعقـة آنذاك و هي بمثابة فرقة كومانـدوز مصـر...

        أخـي حُسـام... سننتظـرُ منك تكملةِ بقية الأسئلة و تعليقات الإخـوة... و أما أنا فقد اكتفيـتُ عن طرح المزيد من الأسئلةِ مع أني حقـاً أودُّ ذلك لحُبي للحـروب و الملاحم^^ إلا أننا لا نُريدُ اثقال كاهلـك... و تقريباً غطينـا الملامح العامـة للحـرب...

        و على فكـرةٍ فقبل بضعة أيام شـارك الجيش المصري و الجيش السعودي بمناورات هي الأولى من نوعها باسم " مناورات تبـوك2" و جـرت بمدينة تبـوك... و انتابَ اليهودُ الخوفَ منها للتقـارب الواضح بين مصر و السعوديـة... مع أنَّ المناورات هي موجهـة كرسالـة لإيران...

        أنا لا أؤمـن بالجيوش العربيـة و أنه سيأتي منها نصـر أو فتـح... إلا إن جرت ثورات و انقلابـات... أما إنْ اندلعـت حرب ما بين مصر و اليهود مثـلا فأتوقـع تكرار سيناريـو 67 لأنَّ مصـر لا يوجد لها جيش في سيناء إنما شرطـة... و لأنَّ القوة الجويـة و البحريـة لليهـود بلغـتْ حداً كبيـرا... و يكفي تدميرُ السـد العالـي لانهاءِ أي حربٍ قادمـة مع استبعـاد اندلاعهـا...

        إلا لو تدهـور الوضع بالسـودان كما نسمع عن الإستفتاء الجديد و انحلال السودان لسـودانيـن... فحينها ربما تشتعل الحروب ما بين دول شمال و جنـوب النيـل... نسـأل اللـهَ التمكين للمسلمين أينما كانـوا...

        أعانك اللـهُ أخي حسام و بانتظـارك يسر اللـهُ أمورك...


        تعليق

        يعمل...
        X