كشفت مؤسسة أمريكية نشطة في التنصير حول العالم عن تعاونها مع شركة اتصالات مصرية في دعم ومساعدة الفقراء في صعيد مصر، عبر الاشتراك مع الشركة المصرية لخدمات التليفون المحمول "موبينيل" المملوكة لرجل الأعمال المسيحي نجيب ساويرس في حملة خيرية تم الترويج لها طوال شهر رمضان.
ووصفت هيئة "هابيتات انترناشيونال للإنسانية" نفسها بأنها منظمة مسيحية "اكيومينياكل"، أي أنها ترمي إلى نشر المسيحية وإزالة الفوارق بين الطوائف المسيحية المختلفة في العالم، كما جاء في بيان على موقعها الإلكتروني نقلته وكالة أنباء "أمريكا إن أرابيك"، وقالت إنها نجت في إزالة حواجز العرق والدين في عملها في مصر.
وساويرس وهو من أبرز رجال الأعمال في مصر، مسيحي أرثوذكسي، وعلى الرغم من أنه يصف نفسه بأنه علماني إلا أن له آراء مثيرة للجدل أصابت المسلمين بالصدمة خاصة عندما انتقد انتشار الحجاب في مصر، كما أنه من أبرز داعمي الكنيسة في مصر، ويخصص طائرته تحت تصرف البابا شنودة بطريرك الأقباط الأرثوذكس في رحلاته العلاجية خارج مصر.
نشر المسيحية
وبثت المنظمة التنصيرية صورة يظهر فيها الكتاب المقدس لدى المسيحيين إلى جوار أحد المنازل التي قامت ببنائها بإحدى الدول، وتعتبر أن ما تقوم به هو جزء مما أسمته "اقتصاديات المسيح"، وأنها تقوم بتوزيع نسخ من هذا الكتاب على ملاك المنازل الجدد، كجزء من حملتها لنشر المسيحية الإنجيلية.
كانت شركة "موبينيل" المصرية بثت إعلانات تروج للمنظمة التنصيرية في شهر رمضان وضعت في الشوارع والطرق الرئيسية في مصر وتم بث إعلانات لها في محطات التليفزيون المختلفة قام بتقديمها بصوته ممثل مصري معروف يبدأ بالقول: "شكرا لـ 27 مليون مصري بيعمروا في بلدنا"، كما وضعت لوحات إعلانات عملاقة في طرق مصرية عديدة على صورة طفل تبدو عليه ملامح أهل الصعيد.
وقالت "موبينيل" في بيان إنها أقامت احتفالاً بتدشين الشراكة مع المنظمة الأمريكية بمقر الشركة يوم الخميس 12 أغسطس 2010، حيث وقع حسان قباني العضو المنتدب للشركة على اتفاقية تعاون لتنفيذ هذه المبادرة الاجتماعية وإطلاق حملة إعلامية إعلانية توعوية حولها، وذلك مع مسئولي منظمات ثلاث، من بينهم المهندس يسري إلياس مدير عام "هابيتات فور هيومانتي-مصر".
وذكرت "موبينيل" أنها تساهم مع منظمة "هابيتات" في بناء وإصلاح المنازل البسيطة للأسر الفقيرة في العديد من القرى بمحافظتي المنيا وبني سويف في الصعيد المصري.
اعتراف صريح
من جانبها، لم تنف المنظمة في بيان لها نشاطها التنصيري، وقالت إن سبب تعريفها أنها مؤسسة مسيحية تنصيرية يرجع لأهمية ذلك خصوصًا عند عملها في دول إسلامية مثل مصر وإنها لا تريد أن تختبئي أو تخفي هويتها المسيحية التنصيرية كما تفعل بعض الكنائس التنصيرية الأخرى.
ونقلت المنظمة في بيانها عن مؤسسها القس ميلارد فولر قوله: "من الضروري أن نوضح هويتنا المسيحية... وغالبًا ما يفترض المسيحيون أن الآخرين سوف يشعرون بالإهانة عن ذكر أننا منظمة مسيحية، ولذلك يعمل المسيحيون على عدم ذكر يسوع أو أننا منظمة مسيحية. ..أعتقد أن هذا هو الخداع. فالحقيقة هي أن هابيتات للإنسانية تجسد يسوع المصلوب بالكلمة والعمل ولا يجب علينا أن نختبئ لمجرد أننا نريد أن نضم آخرين لنا. أن هابيتات هي منظمة للتنصير المسيحي ولسنا منظمة متعددة العقائد"، على حد تعبيره.
المناطق الفقيرة
وذكرت المنظمة أنها تنشط في مناطق عدة في مصر خصوصًا مناطق جامعي القمامة في القاهرة وأماكن أخرى فقيرة في الصعيد.
وقالت إنها استطاعت حتى منتصف العام الحالي وحده تقديم مساعدات لأكثر من 1600 أسرة مصرية وإنها على مدار عدة سنوات قدمت مساعدات لأكثر من 13500 عائلة مصرية أي حوالي 50 ألف فرد مصري، وفق بيان المنظمة.
وأشارت إلى أنها تسعى للوصل إلى 400 ألف أسرة مصرية أو 2 مليون شخص بحلول عام 2023 أي خلال 13 عامًا فقط.
وذكرت المنظمة أن لها مركز للعمليات في القاهرة وفي إطسا بمحافظة المنيا، وأن أسلوبها في العمل يعتمد على تقدم قروض بدون فوائد تسترد لاحقا فيما بعد للمحتاجين لبناء مساكن أو إيواء عاجل.
ووزعت المنظمة فيلما أنتج في مصر باللغة العربية وتمت ترجمته إلى الإنجليزية تظهر فيه سيدة مصرية اسمها "أم روماني" تعرب عن سعادتها بالقرض التي حصلت عليه منها.
ويعرض الفيلم أفراد فقراء مصريين منهم محروس حنان وعايدة رزق الله رمضان رمضان وأم عياد وبشرى إبراهيم رزق الله، وسيدة اسمها "تونس عبد الله علي زوجة الشيخ ربيع" وعددًا من أفراد قرية نزلة حنا وقرية الكوم الأخضر التي ساعدت المنظمة الأهالي فيهما.
ونقل الفيلم تصريحات للمهندس مينا رأفت والمهندس مارتن رأفت عن مساعدتهم للفقراء في تلك القرى،
ونقلت صحيفة "المصريون" الإلكترونية عن عماد مكي رئيس تحرير وكالة أنباء "أمريكا إن أرابيك" القول: "هابيتات من المنظمات القلائل التي تعترف بطبيعتها الدينية ولا تتخفى مثل كنائس أمريكية أخرى. لقد نشطت منظمات تنصيرية عديدة، وبشهادة تلك المنظمات نفسها، في مناطق مختلفة من العالم العربي وخصوصا مصر ودول أخرى تعاني من الاضطرابات والمشاكل الاقتصادية مثل العراق والسودان واليمن كما نشطت وسط المسيحيين الشرقيين والمسلمين على حد السواء."
وأضاف: "الجديد في الأمر يبدو اشتراك شركات مصرية كبرى في تمويل هذه الحملات. من حق الجمهور المصري معرفة أسباب هذا التمويل ولأي غرض تم ولأي غرض تم الترويج له في شهر رمضان في مصر. هي قصة مثيرة تحتاج متابعة أكبر".
تحذير هاااااااااااااااااااااااام