:lll:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الكبر أحد أصول الخطايا الثلاث، وهن: الكبر، والحرص، والحسد.
فالكبر كان سبباً في طرد إبليس من رحمة الله، والحرص كان سبباً في أكل آدم – عليه السلام- من الشجرة، والحسد كان سبباً في قتل قابيل لأخيه، وتأصيلاً للمسألة نقول: إن الكبر يستدعي توفر أمور ثلاثة: (إنسان متكبر، آخر يتكبر الإنسان عليه، سبب لهذا الكبر)، ولا أحسب السائل يشتكي من التكبر عن دعوة الله والإيمان به، والأظهر أن المقصود التكبر على الناس بما لديه من مال أو منصب، أو جاه، أو حسب، أو غير ذلك مما هو سبب للتكبر عادة، والتخلص من ذلك له طرائق:
أولها: إدراك أن الكبر صفة كمال لله، لا ينبغي أن تكون إلا له سبحانه وتعالى وتقدَّس، ونحن المخلوقين ليس لنا أن نتكبر في شيء، وكيف لنا أن نتكبر وأحدنا لا يدري مآله أإلى جنة أم إلى نار؟ وفي الحديث الصحيح قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: يقول الله تعالى: "الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار" رواه مسلم (2620) وأبو داود (4090) ، وحسبك بهذا الحديث واعظاً.
الثاني: تأمل سيرة صفوة الخلق – صلى الله عليه وسلم-، إذ لو جاز التكبر لأحد لكان عليه الصلاة والسلام ذلك الرجل، فما من صفة كمال بشري إلا وهو متلبس بها صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك كان عليه الصلاة والسلام عنوان التواضع.
الثالث: تذكَّر أن من سنن الله في خلقه أن الجزاء من جنس العمل، فالصائمون يدخلون الجنة من باب الريان، والمشاؤون في الظلم إلى الصلوات لهم النور التام يوم القيامة، فما هو حال المتكبرين؟ يقول صلى الله عليه وسلم: "يُحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان" رواه الترمذي (2492) بإسناد حسن، فإذا تبينت هذه الأمور الثلاثة فعليك أن تدرك أن الدنيا دول، وما أنت فيه مما دعاك إلى التكبر قد تسلبه فينقلب حالك، ويشمت بك حاسدك، وما أنت فيه من نعمة إن كانت من علم أو مال، أو جاه، فليس شكرها قائماً بالتكبر بسببها، ثم إنك مهما بلغ علمك تجهل سريرة من هو أمامك ممن تتكبر عليهم، فربما كانت لهم عند الله من المكانة ما تجهله، فيسخط الله عليك بسبب تكبرك عليهم، فإن لله أولياء يدافع عنهم – جل وعلا- وينتقم لهم.
الرابع: ومن الأسباب العقلية الداعية إلى ترك التكبر أنك تدرك أن ليس للمتكبر مكانة ولا منزلة في قلوب الناس، ومن ذا الذي يرضى أن يوقر ويحب من يتكبر عليه؟!.
الخامس: وختاماً تأمل هذا الأثر الصحيح: عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف- رضي الله عنهما- قال: التقى عبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهم- على المروة، فتحدثا، ثم مضى عبد الله بن عمرو، وبقى عبد الله بن عمر يبكي، فقال له رجل: ما يبكيك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: هذا - يعني عبد الله بن عمرو - زعم أنه سمع رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يقول: من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر، كبه الله على وجهه في النار" رواه أحمد (7015) ورواته رواة الصحيح
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الكبر أحد أصول الخطايا الثلاث، وهن: الكبر، والحرص، والحسد.
فالكبر كان سبباً في طرد إبليس من رحمة الله، والحرص كان سبباً في أكل آدم – عليه السلام- من الشجرة، والحسد كان سبباً في قتل قابيل لأخيه، وتأصيلاً للمسألة نقول: إن الكبر يستدعي توفر أمور ثلاثة: (إنسان متكبر، آخر يتكبر الإنسان عليه، سبب لهذا الكبر)، ولا أحسب السائل يشتكي من التكبر عن دعوة الله والإيمان به، والأظهر أن المقصود التكبر على الناس بما لديه من مال أو منصب، أو جاه، أو حسب، أو غير ذلك مما هو سبب للتكبر عادة، والتخلص من ذلك له طرائق:
أولها: إدراك أن الكبر صفة كمال لله، لا ينبغي أن تكون إلا له سبحانه وتعالى وتقدَّس، ونحن المخلوقين ليس لنا أن نتكبر في شيء، وكيف لنا أن نتكبر وأحدنا لا يدري مآله أإلى جنة أم إلى نار؟ وفي الحديث الصحيح قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: يقول الله تعالى: "الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار" رواه مسلم (2620) وأبو داود (4090) ، وحسبك بهذا الحديث واعظاً.
الثاني: تأمل سيرة صفوة الخلق – صلى الله عليه وسلم-، إذ لو جاز التكبر لأحد لكان عليه الصلاة والسلام ذلك الرجل، فما من صفة كمال بشري إلا وهو متلبس بها صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك كان عليه الصلاة والسلام عنوان التواضع.
الثالث: تذكَّر أن من سنن الله في خلقه أن الجزاء من جنس العمل، فالصائمون يدخلون الجنة من باب الريان، والمشاؤون في الظلم إلى الصلوات لهم النور التام يوم القيامة، فما هو حال المتكبرين؟ يقول صلى الله عليه وسلم: "يُحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان" رواه الترمذي (2492) بإسناد حسن، فإذا تبينت هذه الأمور الثلاثة فعليك أن تدرك أن الدنيا دول، وما أنت فيه مما دعاك إلى التكبر قد تسلبه فينقلب حالك، ويشمت بك حاسدك، وما أنت فيه من نعمة إن كانت من علم أو مال، أو جاه، فليس شكرها قائماً بالتكبر بسببها، ثم إنك مهما بلغ علمك تجهل سريرة من هو أمامك ممن تتكبر عليهم، فربما كانت لهم عند الله من المكانة ما تجهله، فيسخط الله عليك بسبب تكبرك عليهم، فإن لله أولياء يدافع عنهم – جل وعلا- وينتقم لهم.
الرابع: ومن الأسباب العقلية الداعية إلى ترك التكبر أنك تدرك أن ليس للمتكبر مكانة ولا منزلة في قلوب الناس، ومن ذا الذي يرضى أن يوقر ويحب من يتكبر عليه؟!.
الخامس: وختاماً تأمل هذا الأثر الصحيح: عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف- رضي الله عنهما- قال: التقى عبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهم- على المروة، فتحدثا، ثم مضى عبد الله بن عمرو، وبقى عبد الله بن عمر يبكي، فقال له رجل: ما يبكيك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: هذا - يعني عبد الله بن عمرو - زعم أنه سمع رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يقول: من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر، كبه الله على وجهه في النار" رواه أحمد (7015) ورواته رواة الصحيح
تعليق