إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محمد سليم العوا .. والتسوية بين الإسلام والشرك!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محمد سليم العوا .. والتسوية بين الإسلام والشرك!

    الدكتور سليم العوا وجه معروف في الحقل الإسلاميّ الدعويّ، مثله في ذلك مثل د. محمد عمارة، كلاهما من الكتاب و"المفكرين الإسلاميين". وكلاهما ممن تأثر بالفكر الفلسفيّ، والإعتزاليّ، ويتفق كلاهما، كما هو شأن مفكرى المتفلسفة والمعتزلة على مر التاريخ الإسلاميّ، بالدفاع عن الإسلام ضدّ عقائد الشرك العديدة. وهوما رأيناه من محمد عماره في كتابه الذي منعه مجمع البحوث، رغم تصريحه بردّ أحاديث البخارى الصحيحة إن لم توافق عقله، وموقفه من السنة بوجه عام! وما تحدث به العوا مؤخرا في حلقة تليفزيونية عن علاقة القبط بالمسلمين، مما أعلى شأنه بين العامة في أيامنا هذه.

    لكن شأن العوا، شأن غيره ممن عبثت الفلسفة بخلفيته العقدية، فتجد له العديد من الفتاوى الشاذة والآراء الخاطئة مثل قوله بوهم "التقريب بين المذاهب" وقُربه وتقربه من الرافضة، ثم تأسيسه تلك الجمعيات التي تمهد للتعايش بين القبط والمسلمين على أن "ينبغي على أهل كل دين ألا يخوضوا في خصوصيات دين آخر. وينطبق هذا على أهل المذاهب المختلفة والفرق المتعددة في الدين الواحد... وإشاعة أمر التعارض أو التناقض، بين عقيدة وغيرها من العقائد، لا يؤدي إلا إلى البغضاء والشحناء وإغراء الناس بعضهم ببعض"! من وثيقة العيش الواحد!

    ولا أدرى والله ما تعنى هذه الكلمات؟ أيعنى هذا أن ندعو إلى الإسلام، ولكن لا ندعو إلى نبذ الشرك والتثليث، حتى لا نمَسّ مشاعر مشركي القبط؟ ولكن لنا عودة إلى هذا ولا حول ولا قوة إلا بالله.

    وما أثارني هي تلك الفتوى التي وضعها العوا على موقعه مؤخرا تحت عنوان " فهذا هو رأيي في مسألة سموّ بعض الأديان على بعض" http://www.el-awa.com/new/index.php?...ledetils&id=87 ، أنقلها بتمامها هنا حتى يرى القارئ المسلم ذلك الدرك الأسفل الذي يريد العوا أن يَشدّنا إلى ظلماته ، حتى لا تنطلى عليه تلك الكلمات التي تحدث بها ضد مثيرى الفتنة من القبط ضد القرآن، إذ هو يقف نفس الموقف ممن يهاجم التثليث من المسلمين.

    يقول محمد العوا

    ": إن القرآن الكريم قد ردَّ على هذه الدعوى ـ دعوى سموّ بعض الأديان على بعض ـ في عدد من آياته الكريمة. ففي سورة البقرة يقول الله تبارك اسمه (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى من آمن منهم بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون (البقرة: 63). وفي سورة المائدة يقول ربنا سبحانه:) إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن منهم بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون (المائدة :69) وفي سورة الحج يقول الله تعالى: ( إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيء شهيد (الحج:17) هذه الآيات الكريمة تدل دلالة قاطعة على أن الإسلام لا يقر نظرية (سيادة بعض الأديان على بعض) في العلاقات الإنسانية التي تقوم بين أهل الإيمان بتلك الأديان في الحياة الدنيا. وهذا هو محل البحث وموضع التأمل ومثار النزاع."أهـ

    وهذا والله خلط باطل وخبط أعمى وتقوّل على الله سبحانه. فإن سرد هذه الآيات الثلاث، بهذه الطريقة، يجعل القرآن عضين، أي يضرب بعضه بعضاً. ففي الآيتين الأوليين، يذكر الله أن الذين هادوا والنصارى والصابئين – من آمن منهم بالله وباليوم الآخر وعمل صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. ثم يقول الحق تبارك وتعالى في الآية الثالثة،:"إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيء شهيد(الحج:17).

    وما تركه العوا نهبه لعقول العامة تتضارب فيه ولم يبينه كما أمر الله سبحانه "لتبيننه للناس"، هو أنّ اليهود والصابئة والنصارى الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون هم من آمن "بالله" واحدا" لا من ثلّث فيه وإتخذ المسيح إبنا لله! ممن لم يلحق بعهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما من ثلّث وإدعى لله ولداً فسيحكم الله بينه وبين المؤمنين يوم القيامة.

    ولا أدرى من أين استشف العوا في هذه الآيات الدلالة القاطعة على أن الإسلام لا يقر (سيادة بعض الأديان على بعض)! وكنت أحسب أن الدكتور العوا أعلم بأصول الفقه من أن يلقى مصطلحات على عواهنها دون أن يحققها في مقام الإستعمال، فالدلالة القطية لهذه الآيات تعنى أموراً عدة منها أن تكون نصّاً في موضوعها، ومبرأة من الموانع العشر التي ذكرها الشاطبي في الموافقات، كما يعلم طالب السنة الأولى في علم الأصول. فهل يدّعى العوا أن هذه الآيات نزلت نصّاً لهذا الغرض، اي للتسوية بين الإسلام والشرك في الدنيا؟ اللهم فاشهد.

    ثم يكمل العوا:

    "ولا يعترض على ذلك بقول الله تعالى إن الدين عند الله الإسلام (آل عمران:19) ولا بقوله سبحانه (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) ( آل عمران:85) لأن موضع العمل بهاتين الآيتين هو عند الحساب الأخروي الذي يكون من الله تعالى لعباده وخلقه؛ أما الآيات الأخرى ـ السالفة الذكر ـ فهي الدالة على أن العلاقة بين الناس في الحياة تقوم على الأخوة الإنسانية والمساواة في الحقوق المترتبة عليها؛ وهذا هو ما يقطع به قول الله تبارك وتعالى (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء(النساء:1) وقوله سبحانه( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ( الحجرات:13"اهـ

    ووالله لا أرى كيف لا يُعترض على ما ساق العوا من آيات أخرجها من مساقها وإعتسف الإستلال بها على مراده، بالآيات الواضحة الجلية التى هي في الواقع نصاً في هذا الموضوع. أيريد العوا أن يقول أن الخاسر في الآخرة يتساوى مع الصالح في الدنيا، وأن كلاهما صالح في الدنيا؟

    إن قول الله تعالى "ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين"، ينقسم إلى شقين، شقّ هو عدم قبول هذا الدين في الدنيا، وهو موضوع الدعوة الإسلامية وقتال الذين أشركوا من اليهود والنصارى وطلب الجزية منهم عن يدٍ وهم صاغرون (إلحظ شرط الصَغار) إلى غير ذلك مما لا حصر له من آيات في القرآن وأقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفعال الصحابة والتابعين.

    والشق الثاني هو "وهو في الآخرة من الخاسرين" وهو يتعلق بالآخرة ومثواهم فيها. ثم لا أدرى وجه الإستدلال يآية النساء أو الحجرات، التي إدعى العوا، مرة أخرى، "القطع" في دلالتهما على أن الأخوة الإنسانية هي الأصل في التعامل، والله يشهد أنه ليست هناك كلمة واحدة في هاتين الآيتين تدل ما قال. فالآولى تأمر الناس جميعا أن يتقوا الله الذي خلقهم جميعا من نفس واحدة، فهل خَلْقهم من نفس واحدة يجعل أبو لهب كابن أبي طالب سواء في الدنيا أو في الآخرة؟ نبؤني بعلم إن كنتم صادقين! والثانية يذكر الله فيها أن الناس يتعارفون على اساس التقوى، فمن إتقى كان كريما في الدنيا والآخرة، ومن أشرك كان خسيساً في الدنيا والآخرة. أما بدعة التفرقة بين الدنيا والآخرة التي ابتدعها العوا، فهي محض علمانية عقدية تؤسس لحياة دينية لا يُعرف فيها فضل لمسلم على مشرك، إلا بالإنسانية! لا كما قال المعصوم صلوات الله عليه "لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى"، فأسالوا العوا، إن كان التفاضل بين الناس حتى على مستوى الجنس يكون بالتقوى وأعلاها الإيمان، فهل يُنكر فضل المسلم على المشرك المثلّث؟ نبؤني بعلم إن كنتم صادقين.

    ويكمل العوا فتواه قائلا

    : "والعلماء المسلمون متفقون على أن النص الحاكم للعلاقة بين المسلمين وغير المسلمين هو قول الله تعالى جَدُّه: ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين. إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون(الممتحنة:8-9.) وعلى ذلك فإن الإسلام لا يقر فكرة سيادة دين على دين آخر، أو سيادته على سائر الأديان. وهو يترك الأمر الاعتقادي للحساب الأخروي يوم القيامة، ويأمر في الدنيا بالبر والقسط (وهو العدل)؛ ولا ينهى إلا عن تولي الذين يقاتلون المسلمين بسبب دينهم، والذين يخرجونهم من ديارهم، أو يساعدون من يعملون لإخراجهم منها، كما هو الشأن اليوم في الصهاينة المستعمرين لفلسطين ومن يعينهم في عدوانهم المستمر على أهلها من العرب المسيحيين والمسلمين ومقدساتهم جميعاً."اهـ.

    نعم، آية الممتحنة هي أمر من الله سبحانه بحفظ حقوق المعاهدين من دافعى الجزية والمحافظين على العهد، أن نبرهم ونقسط إليهم، ولكن أليس هذا التوجيه في حدّ ذاته يدل على على علوّ شأن المسلمين، إذ لا يوصى الله الأدنى بالأعلى بل الأعلى بالأدني. وإني والله لأستحى من أن يكون لنا حاجة في مثل هذا الشرح والبيان لأمر يقرّه تلميذ بالأولى الإبتدائية، أن الإسلام والشرك لا يستويان، لا في دنيا ولا في آخرة، وقد قال تعالى: "أفنجعل المسلمين كالمجرمين"، ويقول "ليميز الخبيث من الطيب" في الدنيا لا الآخرة، ويقول "مَثَلُ ٱلْفَرِيقَيْنِ كَٱلْأَعْمَىٰ وَٱلْأَصَمِّ وَٱلْبَصِيرِ وَٱلسَّمِيعِ ۚ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ" فالتسوية بين المختلفين سواء في الدنيا أو الآخرة عبث بدين الله وبالعقل الذي يتحاكم له هؤلاء.

    ثم ماذا نفعل يا دكتور عوا في الدعوة إلى الإسلام، في ظلّ هذه المواطنة العقدية التي تقرها وتدافع عنها؟ هل نحذف من القرآن آيات عيسى وشرك المثلّثين حتى نتعايش وفق وثيقتك للعيش الواحد؟ وهل حفظ شنودة وبيشوى وساويرس العهد حتى نبرهم ونقسط اليهم؟

    إن كلام العوا في هذه الفتوى كلام مُتسرع يدل على هَوَجٍ في كتابته ونَقصٍ في تحقيقه، وأدعو الدكتور العوا إلى العودة إلى الله وأن يتقى الله فيما يقول، فإن لم يقدر على ذلك فليصمت! د. طارق عبد الحليم

  • #2
    رد: محمد سليم العوا .. والتسوية بين الإسلام والشرك!

    جزاك الله خيرا و نفع بك علي هذا النقل

    تعليق


    • #3
      رد: محمد سليم العوا .. والتسوية بين الإسلام والشرك!

      ليس من منهج أهل السنة بتر الأدلّة أو الاحتجاج ببعضها دون بعض، بل منهجهم إعمال الأدلة جميعاً، والجمع بين كل ما صحّ في الكتاب والسنة ثبوتاً ودلالة، لدفع التعارض المُتوهّم بين الأدلة ولتجنّب إهمال أي لفظ في القرآن والسنة المطهرة..


      ولقد بينتم ووضحتم بيانا شافيا

      فجزاكم الله خيرا

      وجزى الله ناقل تلك الحجج خير الجزاء

      تعليق

      يعمل...
      X