السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أحمد الله الذي لم يتخذ ولدًا ولم يكن له شريكٌ في الملك، وأصلي وأُسلِّم على خاتم رُسل الله صلى الله عليه وسلم.
وبعد:
فقد سَمِع الناس بمأساة المصرية «كاميليا شحاتة» التي أسلمتْ لله رب العالمين، وتركتْ دين النصرانية، وانقسم الناسُ إلى فريقين:
الأول: يحتجزها في مكانٍ مجهولٍ ويرفض ظهورها مرة أخرى، وهؤلاء هم أهل دينها القديم.
والثاني: يطالب بالإفراج عنها وضمان حرية الاعتقاد لها ولغيرها من أسيرات المسلمين، وهؤلاء هم أهل دينها الإسلامي الذي اختارته عن قناعةٍ، حسبما تداولته وسائل الإعلام.
وهذا كله معلومٌ مشهورٌ تجري به أقلام الناس وألسنتهم هذه الأيام، فلا أطيل في سرد وبيان الواضح الظاهر المتداول.
وحسبي أنْ أتوجَّه برسالةٍ إلى الفريقين المذكورين آنفًا:
فأما الأول: وهم أهل دينها القديم، أعني النصرانية، فالجميع يعلم أن في كتابهم العديد من البشارات بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما يعلم الجميع أيضًا من أحداث التاريخ كيف حارب كفار قريش الإسلام قديمًا، ثم حاربه اليهود و النصارى مرات ومرات، في الحملات الصليبية أو غيرها، ومع ذلك لا يزال الإسلام قويًّا يزداد انتشارًا كل يوم، ويكسب في كل يومٍ أرضًا جديدة، بغير جهدٍ من المسلمين وربما بغير علمٍ منهم؛ فعلى سبيل المثال لم يكن الكثير من المسلمين يسمعون بالبوسنة والهرسك وحجم الإسلام فيها، كما لم يكن يسمع الكثير من المسلمين بحجم الإسلام والمسلمين في دول الاتحاد السوفيتي سابقًا.
وعلى الرغم من شدة العداوة اليهودية والنصرانية للإسلام فهو ينتشر أكثر وأكثر، وكلما تحامق أحدٌ في الغرب فرسم صورةً أو شتم ديننا نرى عشرات الغربيين يدخلون في دين الله أفواجًا.
وقد شهد التاريخ بإسلام ألوف من غير المسلمين، ودخولهم في الإسلام عن رغبة وقناعة، بل شهد إسلام الكثير من القساوسة وأئمة الديانات الأخرى وعقلائها، في الوقت الذي سجَّل فيه التاريخ نقاطًا سوداء على المرتدين عن الإسلام، حيثُ سجَّل في المرتدين أسماء عددٍ من المفسدين في الأرض، والمتهمين في قضايا مخلة بالمروءة والأمانة.
وبعبارة موجزة فقد شهد التاريخ ارتداد بعض سفهاء المسلمين، في مقابل إسلام الكثير والكثير من عقلاء اليهود والنصارى وغيرهم.
والأحداث الجسام والقضايا الكبيرة غالبًا ما يتبعها فرجٌ من الله وتسلية للمؤمنين بدخول بعض الأعداء في دين الله، فعلى سبيل المثال نشرت وسائل الإعلام خبر إسلام امرأة كانت على متن سفن «أسطول الحرية» الذي كان متوجِّهًا لكسر الحصار عن غزة، وجرى ما جرى فيه من قتلٍ وسفكٍ للدماء البريئة الطاهرة، وكانت المرأة شاهدة حاضرة ثم لما خرجتْ إلى البرِّ قرأنا نبأ إسلامها في وسائل الإعلام.
وفي جهة أخرى عندما احتجزت الكنيسة الأخت المسلمة «كاميليا شحاتة» وما يصاحب ذلك الآن من أحداث، بل وما يُنشر في وسائل الإعلام عن تعذيبها؛ غير أنَّنا في الوقت نفسه ومع كل ما يجري قرأنا في وسائل الإعلام عن إسلام فتاتين نصرانيتين إحداهما ابنة شماس.
فرغم التعذيب بل والقتل نجد هناك من يعلن إسلامه من عقلاء النصارى، فمثلا كانت «وفاء قسطنطين» زوجة لكاهن نصراني، وكذا «كاميليا شحاتة» أيضًا.
وهذه الأحداث لابد وأن تجعل النصارى يتفكروا في الدافع الذي يدفع هؤلاء العقلاء عندهم إلى الإسلام؟ وهل عوام النصارى أكثر علمًا من هؤلاء العقلاء من قساوسة أو زوجات القساوسة مثلا؟ وما الذي يمنع عوام النصارى من اتباع قساوستهم وزوجات قساوستهم ممن أسلم لله رب العالمين؟ حيثُ لا فرق بين هذا وذاك، فهذا قسيس وهذا قسيس، ولكن الفرق أن الأول أسلم وجهه لله عز وجل، وآثر سعادة الدنيا والآخرة، والثاني لم يُسلم بعدُ.
فالأحداث تفرض على الجميع أن يتريثوا ويفكروا ويتدبروا في أمرهم، وينظروا لماذا أسلم هؤلاء العقلاء؟ ولدينا الكثير من الكتب التي يمكن أن يتمكَّن عامة النصارى وغيرهم من مطالعتها وتدبرها أمثال كتب اللواء أحمد عبد الوهاب رحمه الله، وغيرها من الكتب التي تكلمت عن النصرانية والإنجيل، ويمكن البحث عن هذه الكتب في شبكة الإنترنت.
ولن يخسر النصارى شيئًا إن بحثوا وطالعوا هذه الكتب، وتدبروها جيدًا، ثم قارنوا بأنفسهم، بعيدًا عن التأثيرات الخارجية عليهم من أي طرفٍ مهما كان.
وأنا لا أطالب بالكثير ولا بالمعقَّدِ من الأمور، وإنما بأمر سهلٍ ميسورٍ جدًا، وهو أن يتفكر عامة النصارى فيما يجري بعقلانية، بعيدًا عن العواطف، وأن يغلب البحث والسؤال والعلم على العاطفة والهوى، وأقل ما يمكن فعله هو مطالعة الكتب التي كُتِبَتْ عن النصرانية، ومراجعة ما فيها والتدبُّر فيه، ومن جهة أخرى التفكر في إسلام العلماء والقساوسة وزوجات القساوسة، في مقابل ارتداد بعض السفهاء عن الإسلام. وهذا أقل ما يجب فعله الآن من جانب النصارى.
وأما الفريق الثاني: فلابد للمسلمين من التفكير أيضًا في أسباب ما جرى ومعالجتها، والخروج بعلاجات تمنع من تكرار ما حدث مرة أخرى، وهذا ليس صعبًا ولا مستحيلا، وهناك من أهل العلم الكثير والكثير ممن يقدرون على وضع الأمور في موضعها الصحيح، ويضعون الأدوية المناسبة لكل نازلةٍ، وليس من الصحيح أن تُتْرَك أمثال هذه الأحداث تمر هكذا دون تفكير، أو أن تكون أفعال المسلمين هي ردود أفعال على ما يجري هنا أو هناك، وإنما يجب على المسلمين الأخذ بزمام المبادرة، ووضع الأدوية المناسبة التي تعالج كل هذه النوازل التي كثُرَتْ في الآونة الأخيرة.
منقول
أحمد الله الذي لم يتخذ ولدًا ولم يكن له شريكٌ في الملك، وأصلي وأُسلِّم على خاتم رُسل الله صلى الله عليه وسلم.
وبعد:
فقد سَمِع الناس بمأساة المصرية «كاميليا شحاتة» التي أسلمتْ لله رب العالمين، وتركتْ دين النصرانية، وانقسم الناسُ إلى فريقين:
الأول: يحتجزها في مكانٍ مجهولٍ ويرفض ظهورها مرة أخرى، وهؤلاء هم أهل دينها القديم.
والثاني: يطالب بالإفراج عنها وضمان حرية الاعتقاد لها ولغيرها من أسيرات المسلمين، وهؤلاء هم أهل دينها الإسلامي الذي اختارته عن قناعةٍ، حسبما تداولته وسائل الإعلام.
وهذا كله معلومٌ مشهورٌ تجري به أقلام الناس وألسنتهم هذه الأيام، فلا أطيل في سرد وبيان الواضح الظاهر المتداول.
وحسبي أنْ أتوجَّه برسالةٍ إلى الفريقين المذكورين آنفًا:
فأما الأول: وهم أهل دينها القديم، أعني النصرانية، فالجميع يعلم أن في كتابهم العديد من البشارات بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما يعلم الجميع أيضًا من أحداث التاريخ كيف حارب كفار قريش الإسلام قديمًا، ثم حاربه اليهود و النصارى مرات ومرات، في الحملات الصليبية أو غيرها، ومع ذلك لا يزال الإسلام قويًّا يزداد انتشارًا كل يوم، ويكسب في كل يومٍ أرضًا جديدة، بغير جهدٍ من المسلمين وربما بغير علمٍ منهم؛ فعلى سبيل المثال لم يكن الكثير من المسلمين يسمعون بالبوسنة والهرسك وحجم الإسلام فيها، كما لم يكن يسمع الكثير من المسلمين بحجم الإسلام والمسلمين في دول الاتحاد السوفيتي سابقًا.
وعلى الرغم من شدة العداوة اليهودية والنصرانية للإسلام فهو ينتشر أكثر وأكثر، وكلما تحامق أحدٌ في الغرب فرسم صورةً أو شتم ديننا نرى عشرات الغربيين يدخلون في دين الله أفواجًا.
وقد شهد التاريخ بإسلام ألوف من غير المسلمين، ودخولهم في الإسلام عن رغبة وقناعة، بل شهد إسلام الكثير من القساوسة وأئمة الديانات الأخرى وعقلائها، في الوقت الذي سجَّل فيه التاريخ نقاطًا سوداء على المرتدين عن الإسلام، حيثُ سجَّل في المرتدين أسماء عددٍ من المفسدين في الأرض، والمتهمين في قضايا مخلة بالمروءة والأمانة.
وبعبارة موجزة فقد شهد التاريخ ارتداد بعض سفهاء المسلمين، في مقابل إسلام الكثير والكثير من عقلاء اليهود والنصارى وغيرهم.
والأحداث الجسام والقضايا الكبيرة غالبًا ما يتبعها فرجٌ من الله وتسلية للمؤمنين بدخول بعض الأعداء في دين الله، فعلى سبيل المثال نشرت وسائل الإعلام خبر إسلام امرأة كانت على متن سفن «أسطول الحرية» الذي كان متوجِّهًا لكسر الحصار عن غزة، وجرى ما جرى فيه من قتلٍ وسفكٍ للدماء البريئة الطاهرة، وكانت المرأة شاهدة حاضرة ثم لما خرجتْ إلى البرِّ قرأنا نبأ إسلامها في وسائل الإعلام.
وفي جهة أخرى عندما احتجزت الكنيسة الأخت المسلمة «كاميليا شحاتة» وما يصاحب ذلك الآن من أحداث، بل وما يُنشر في وسائل الإعلام عن تعذيبها؛ غير أنَّنا في الوقت نفسه ومع كل ما يجري قرأنا في وسائل الإعلام عن إسلام فتاتين نصرانيتين إحداهما ابنة شماس.
فرغم التعذيب بل والقتل نجد هناك من يعلن إسلامه من عقلاء النصارى، فمثلا كانت «وفاء قسطنطين» زوجة لكاهن نصراني، وكذا «كاميليا شحاتة» أيضًا.
وهذه الأحداث لابد وأن تجعل النصارى يتفكروا في الدافع الذي يدفع هؤلاء العقلاء عندهم إلى الإسلام؟ وهل عوام النصارى أكثر علمًا من هؤلاء العقلاء من قساوسة أو زوجات القساوسة مثلا؟ وما الذي يمنع عوام النصارى من اتباع قساوستهم وزوجات قساوستهم ممن أسلم لله رب العالمين؟ حيثُ لا فرق بين هذا وذاك، فهذا قسيس وهذا قسيس، ولكن الفرق أن الأول أسلم وجهه لله عز وجل، وآثر سعادة الدنيا والآخرة، والثاني لم يُسلم بعدُ.
فالأحداث تفرض على الجميع أن يتريثوا ويفكروا ويتدبروا في أمرهم، وينظروا لماذا أسلم هؤلاء العقلاء؟ ولدينا الكثير من الكتب التي يمكن أن يتمكَّن عامة النصارى وغيرهم من مطالعتها وتدبرها أمثال كتب اللواء أحمد عبد الوهاب رحمه الله، وغيرها من الكتب التي تكلمت عن النصرانية والإنجيل، ويمكن البحث عن هذه الكتب في شبكة الإنترنت.
ولن يخسر النصارى شيئًا إن بحثوا وطالعوا هذه الكتب، وتدبروها جيدًا، ثم قارنوا بأنفسهم، بعيدًا عن التأثيرات الخارجية عليهم من أي طرفٍ مهما كان.
وأنا لا أطالب بالكثير ولا بالمعقَّدِ من الأمور، وإنما بأمر سهلٍ ميسورٍ جدًا، وهو أن يتفكر عامة النصارى فيما يجري بعقلانية، بعيدًا عن العواطف، وأن يغلب البحث والسؤال والعلم على العاطفة والهوى، وأقل ما يمكن فعله هو مطالعة الكتب التي كُتِبَتْ عن النصرانية، ومراجعة ما فيها والتدبُّر فيه، ومن جهة أخرى التفكر في إسلام العلماء والقساوسة وزوجات القساوسة، في مقابل ارتداد بعض السفهاء عن الإسلام. وهذا أقل ما يجب فعله الآن من جانب النصارى.
وأما الفريق الثاني: فلابد للمسلمين من التفكير أيضًا في أسباب ما جرى ومعالجتها، والخروج بعلاجات تمنع من تكرار ما حدث مرة أخرى، وهذا ليس صعبًا ولا مستحيلا، وهناك من أهل العلم الكثير والكثير ممن يقدرون على وضع الأمور في موضعها الصحيح، ويضعون الأدوية المناسبة لكل نازلةٍ، وليس من الصحيح أن تُتْرَك أمثال هذه الأحداث تمر هكذا دون تفكير، أو أن تكون أفعال المسلمين هي ردود أفعال على ما يجري هنا أو هناك، وإنما يجب على المسلمين الأخذ بزمام المبادرة، ووضع الأدوية المناسبة التي تعالج كل هذه النوازل التي كثُرَتْ في الآونة الأخيرة.
منقول
تعليق