السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى لا سيما عبده المرتضى ونبيه المُجتبى وعلى آله وصحبه والتابعين بإحسان إلى يوم الدين ....وبعد....
أخى الحبيب ::
مضى ركب المهاجرين الأوَلين إلى أرض الحبشة ، وعلى رأسهم "جعفر بن أبى طالب" _رضى الله عنه_ ، واستقروا فى كَنَف النجاشى ، ملكِها العادل الصالح ، فتذوقوا لأول مرة منذ أسلموا طعمَ الأمن ، واستمتعوا بحلاوة العبادة دون أن يُعكَر متعة عبادتهم مُعكِرٌ ....
وحينما اشتد على أصحاب النبى _صلى الله عليه وسلم_ الكربُ والأذى هاجروا بدينهم ، لمعارضة قريش دعوة النبى_صلى الله عليه وسلم_، فقد كانوا يُحاربونهم لأجل إيمانهم _رضى الله عنهم_ ، ولأجل أنهم يقولون ((لا إله إلا الله ، محمد رسول الله))...وكذا المُسلم يُحارب فى كل زمان ومكان لأجل دينه وإيمانه ...
لهذا اضطهدت قريشٌ كل من آمن مع النبى_صلى الله عليه وسلم_ ، فعذبتهم وآذتهم ، وألجأتهم إلى الهجرة وترك البلاد التى عاشوا فيها وتربوا على أرضها ...لكنهم تركوها لله تبارك وتعالى!!!
أخى الحبيب :: ماذا تركت؟؟
يجب علينا أن نترك لله تعالى ، ولكن ماذا تركنا أنا وأنت لله تعالى ؟؟!!!
قد يقول قائل ::""لم تعد هناك هجرة ولا تلاكٌ للأوطان، فقد انتشر الإسلام والحمد لله ""...
الجواب:: ليس المقصود بالهجرة فقط ترك الأرض والوطن ، لكنك قائمٌ على معاصٍ وذنوبٍ ..فهلا تركتها لله تعالى ؟؟!! هلاَ هجرتها لله تعالى ؟؟!!!
هذا هو الذى نريده ، نريد هجراً للذنوب والمعاصى !!!
نريد سير القلوب لا سير الأبدان !!
نريد رحلة القلوب إلى ربها لا رحلة الأبدان فقط!!
نريد هجرة القلوب ورحيلها إلى ربها بترك الذنوب ، وترك المعاصى ، وترك كل ما يُكدَر العلاقة بينك وبين ربك تبارك وتعالى ...
والحمد لله رب العالمين..
يتبع إن شاء الله...
تعليق