
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ


رواه أحمد في مسنده وقال شعيب الأرنؤوط : إسناده قوي من أجل عوف بن الحارث، وأخرجه النسائي واللفظ له وابن ماجه وابن حبان في صحيحه ، (وقال : الأعمال بدل الذنوب " [1].
وروي عن سعد بن جنادة




وعن أبي سعيد الخدري و أنس بن مالك رضي الله عنهما قال :" إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد رسول الله

أي : كما أن صغار الطاعات أسباب مؤدية إلى تحري كبارها معنى ذلك أن الصغائر إذا اجتمعت ولم تكفر أهلكت، ولم يذكر الكبائر لندرة وقوعها من الصدر الأول لشدة تحرزهم عنها فأنذرهم بما قد لا يكترثون به [3].
قال الغزالي : صغائر المعاصي يجرّ بعضها إلى بعض حتىّ تفوت أهل السّعادة بهدم أصل الإيمان عند الخاتمة اهـ . وإنّ الله يعذّب من شاء على الصّغير ، ويغفر لمن شاء الكبير ثم إنه ضرب لذلك مثلا زيادة في التوضيح.
وقال الغزالي : تصير الصغيرة كبيرة بأسباب منها الاستصغار والإصرار فإن الذنب كلما استعظمه العبد صغر عند الله وكلما استصغره عظم عند الله لأن استعظامه يصدر عن نفور القلب منه وكراهته له وذلك النفور يمنع من شدة تأثيره به واستصغاره يصدر عن الألفة به وذلك يوجب شدة الأثر في القلب المطلوب تنويره بالطاعة والمحذور تسويده بالخطيئة.
وقال الحكيم الترمذي : إذا استخف بالمحقرات دخل التخلط في إيمانه، وذهب الوقار وانتقص من كلّ شيء بمنزلة الشمس ينكسف طرف منها فبقدر ما انكسف ولو كرأس إبرة ينقص من شعاعها وإشراقها على أهل الدنيا وخلص النقصان إلى كل شيء في الأرض، فكذا نور المعرفة ينقص بالذنب على قدره فيصير قلبه محجوبا عن الله ،فزوال الدنيا بكليتها أهون من ذلك فلا يزال ينقص ويتراكم نقصانه وهو أبله لا ينتبه لذلك حتى يستوجب الحرم"[4] .
وقال الغزالي : وتواتر الصّغائر عظيم التأثير في سواد القلب وهو كتواتر قطرات الماء على الحجر فإنه يحدث فيه حفرة لا محالة مع لين الماء وصلابة الحجر .
قال العلائي : أخذ من كلام حجة الإسلام أن مقصود الحديث الحث على عدم التهاون بالصغائر ، ومحاسبة النفس عليها وعدم الغفلة عنها ، فإن في إهمالها هلاكه بل ربما تغلب الغفلة على الإنسان فيفرح بالصغيرة ويتحجج بها ويعد التمكن منها نعمة غافلا عن كونها وإن صغرت سبب للشقاوة حتى أن من المذنبين من يتمدح بذنبه لشدة فرحه بمفارقته فيقول أما رأيتني كيف مزقت عرضه.
ويقول المناظر : أما رأيتني كيف فضحته وذكرت مساوئه حتى أخجلته ؟ ، وكيف استخففت به وحقرته ؟ .
ويقول التاجر : أما رأيت كيف روجت عليه الزائف وكيف خدعته وغبنته ؟ وذلك وأمثاله من المهلكات "[5] .
قال ابن بطال: المحقرات إذا كثرت صارت كبارا مع الإصرار، وقد أخرج أسد بن موسى في الزهد عن أبي أيوب الأنصاري قال:
"إنّ الرّجل ليعمل الحسنة فيثق بها وينسى المحقرات فيلقى الله وقد أحاطت به، وإن الرجل ليعمل السيئة فلا يزال منها مشفقا حتى يلقى الله آمنا"[6] .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1]-ورواه الطبراني في الأوسط والصغير و قال حسين سليم أسد : إسناده جيد،وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان ، والدارمي .
[2]-أخرجه المنذري في الترغيب والترهيب ، وصححه الألباني ( 3102 ) ( الصحيحة ).
[3]-ا لفتح الرباني/ الساعاتي
[4]- مصابيح التنوير على صحيح الجامع الصغير للألباني من إعداد أبي أحمد معتز أحمد عبد الفتاح(.
[5]-فيض القدير شرح الجامع الصغير المؤلف : عبد الرؤوف المناوي
[6]-فتح الباري
تعليق