السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة
تراجعات الشيخ الألباني
(1)
الحمد لله الذي استأثر لنفسه بكمال الذات والصفات والصلاة والسلام على خير البريات وعلى آله وصحبه خير الرجالات
وبعد ...
فإن الإنسان لا يخلو من خطأ أو زلل أو نقيصة، ذلك بأن العقل قاصر قصور العبد المخلوق والعصمة لا تكون إلا للرسل عليهم أفضل صلاة وتسليم إلى يوم القيامة ومن هنا نقول أن من سعادة العبد أن يكونا رجاعا للحق شاهدا به قائما بواجبه نحو ربه ودينه وكفى بالمرء فخرا أن تُعدُّ معايبه.
ومن أفضل من وقفت عليهم من الرجاعين إلى الحق الشيخ الفاضل مجدد شباب الأمة زعيم المحدثين ومحيي لم الحديث في العصر الحديث : الشيخ الألباني – رحمه الله رحمة واسعة – آمين.
قال الشيخ عودة حسن عودة الجلاد :
لقد تراجع الشيخ -رحمه الله- عن كثير من الأحاديث التي خرّجها في كتبه القديمة: كتخريجه على «المشكاة» و «كتاب الحلال والحرام» المسمى : «غاية المرام» ، و «صحيح ابن خزيمة» وغيرها من الكتب القديمة .
وعن الكتاب الأول يقول الشيخ -رحمه الله- كما جاء في «الصحيحة» (6/1167) :
«وكان تعليقاً سريعاً اقتضته ظروف خاصة ؛لم تساعدنا على استقصاء طرق الحديث كما هي عادتنا ...» .اهـ.
ويقول أيضاً في «الضعيفة» (3/538) :
«هذا وقد كنت حسّنت الحديث فيما علّقته على «المشكاة» رقم (2251-2252) وكانت تعليقات سريعةً لضيق الوقت ؛ فلم يتح لي يومئذ مثل هذا التوسع في التتبع والتخريج الّذي يعين على التّحقيق والكشف عن أخطاء الرواة وأقوال الأئمّة فيهم وفي أحاديثهم المنكرة منها، والله -تعالى- هو المسؤول أن يغفر لي خطئي وعمدي وكل ذلك عندي» .اهـ.
وعن الكتاب الثاني يقول الشيخ في «الصحيحة» (6/1167) :
«تنبيه : على ضوء هذا البيان والتحقيق والتّفصيل أرجو من إخواني الكرام الّذين قد يجدون في بعض مؤلّفاتي القديمة ما قد يخالف ما هنا أن يعدّلوه ويصوّبوه على وفق ما هنا ؛ كمثل ما في «غاية المرام» ...» .اهـ.
وكان من دأب الشيخ -رحمه الله- أنّه إذا نُبّه على خطأ تراجع عنه فوراً وهذا يدلك على إنصافه وتقواه .
وفي ذلك يقول الشيخ -رحمه الله- كما في «الصحيحة»
(2/5)-:
«فأنا -بفضل الله- أرجع إلى الحق إذا بدا لي من غيري مهما كان شأنه وكتبي وتراجعي عمّا تبين لي من خطئي أكبر شاهد على ما أقول ».اهـ.
ولا يخشى في ذلك أحداً من الناس ممّن يستغلّون ذلك في الطعن فيه؛ فيقول - رحمه الله - في «الصحيحة» (2/190) : «...ولذلك بادرت إلى إخراجه في هذا الكتاب ؛ تبرئة للذمّة وأداءً للأمانة العلميّة ، ولو أنّ ذلك قد يفتح الطريق لجاهل ، أو حاقد إلى الطعن والغمز واللّمز ، فلست أُبالي بذلك ما دمت أنّي أقوم بواجب ديني أرجو ثوابه من الله - تعالى - وحده» .اهـ.
فينبغي للقارئ أن يكون على علم ، ومعرفة بكتب الشيخ – الجديد منها ، والقديم - ؛ لأنّه قد تراجع عن كثير من الأحاديث بعد ظهور بعض الكتب الحديثية.
فيقول الشيخ -رحمه الله- في مقدّمة المجلّد الأول (ص4-7) من كتاب «صحيح الترغيب» ( الطبعة الأولى الجديدة )؛ بعد أن ذكر«بعض المطبوعات والمصوّرات من الكتب الحديثية التي لم تكن معروفة من قبل» - وهو كلام هام جدّاً - :
«فأقول : هذه المصادر كانت من الأسباب الّتي فتحت لي طريقاً جديداً للتحقيق علاوة على ما كنت قدمت ، فقد وقفت فيها على طرق وشواهد ومتابعات لكثير من الأحاديث الّتي كنت قد ضعّفتها تبعاً للمنذري وغيره ، أو استقلالاً بالنظر في أسانيد مصادرها الّتي ذكرها هو أو سواه فقوّيتها بذلك ، وأنقذتها من الضعف الّذي كان ملازماً لأسانيد مصادرها المذكورة في الكتاب إلى فوائد أخرى لا يمكن حصرها.
وحتى لا أطيل على حضراتكم فسوف انقل لكم ما وقفت عليه مما جمع أهل العلم من تراجعات للشيخ الفاضل – رحمه الله -
1 - يجزئ عن الجماعة إذا مروا أن يسلم أحدهم ، و يجزئ عن الجلوس أن يرد أحدهم . : ( حسن ) إرواء الغليل 778 .
[ثم تراجع الشيخ ( وصححه ) في " الكلم الطيب " رقم : 200]
2 - رأيت رسول الله أذن في أذن الحسن حين ولدته فاطمة بالصلاة . ( حسن ) إرواء الغليل 1173 .
[ثم تراجع الشيخ ( وضعفه ) ، انظر : " الكلم الطيب " رقم : 211]
3 - إذا قام أحدكم من الليل فليفتح صلاته بركعتين خفيفتين . ( صحيح ) إرواء الغليل 453 .
[ثم تراجع الشيخ ( وصحح وقفه ) ، انظر " السلسلة الصحيحة " رقم : 3199]
4 - أن النبي مر بسعد و هو يتوضأ فقال : ما هذا السرف؟ قال : أفي الوضوء إسراف قال : نعم و إن كنت على نهر جار . ( ضعيف ) إرواء الغليل 140 .
[ثم تراجع الشيخ ( وحسنه ) ، انظر : " السلسلة الصحيحة " رقم : 3292]
5 - رش على قبر ابنه ماء و وضع عليه حصباء . ( ضعيف ) إرواء الغليل 755 .
[ثم تراجع الشيخ وأورده في " السلسلة الصحيحة " رقم : 3045]
6 - إن الله احتجز التوبة عن صاحب كل بدعة . ( إسناده صحيح ) السلسلة الصحيحة 1620 .
[ثم تراجع الشيخ ( وضعفه ) ، انظر : مقدمة " صحيح الترغيب والترهيب " ص 31]
7 - إن الله يبغض كل جعظري جواظ ، سخاب في الأسواق ، جيفة بالليل ، حمار بالنهار ، عالم بأمر الدنيا ، جاهل بأمر الآخرة . ( غير واضحة ) السلسلة الصحيحة 195 .
[ثم تراجع الشيخ ( وضعفه ) ، انظر : الضعيفة : 5/328]
8 - الأكثرون هم الأسفلون يوم القيامة ، إلا من قال بالمال هكذا و هكذا ، و كسبه من طيب . ( إسناده حسن رجاله ثقات ) السلسلة الصحيحة 1766 .
[ثم تراجع الشيخ ( وضعف الجملة الأخيرة ) ، انظر " صحيح الترغيب والترهيب " رقم : 3260]
9 - إذا ولج الرجل في بيته فليقل : اللهم إني أسالك خير المولج ، و خير المخرج ، بسم الله و لجنا ، و بسم الله خرجنا ، و على الله ربنا توكلنا ، ثم ليسلم على أهله . ( إسناده حسن لولا ابن لهيعة وله ما يشهد له ) السلسلة الصحيحة 225 .
[ثم تراجع الشيخ ( وحكم بانقطاع سنده ) ، انظر " الكلم الطيب " رقم : 62 والمقدمة]
10 - سموه بأحب الأسماء إلي : حمزة بن عبد المطلب . ( ضعيف ) السلسلة الضعيفة 3707 .
[ثم تراجع الشيخ وأورده في " السلسلة الصحيحة " رقم : 2878]
هذا ما تيسر وللحديث تتمة إن شاء الله وقدر
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة
تراجعات الشيخ الألباني
(1)
الحمد لله الذي استأثر لنفسه بكمال الذات والصفات والصلاة والسلام على خير البريات وعلى آله وصحبه خير الرجالات
وبعد ...
فإن الإنسان لا يخلو من خطأ أو زلل أو نقيصة، ذلك بأن العقل قاصر قصور العبد المخلوق والعصمة لا تكون إلا للرسل عليهم أفضل صلاة وتسليم إلى يوم القيامة ومن هنا نقول أن من سعادة العبد أن يكونا رجاعا للحق شاهدا به قائما بواجبه نحو ربه ودينه وكفى بالمرء فخرا أن تُعدُّ معايبه.
ومن أفضل من وقفت عليهم من الرجاعين إلى الحق الشيخ الفاضل مجدد شباب الأمة زعيم المحدثين ومحيي لم الحديث في العصر الحديث : الشيخ الألباني – رحمه الله رحمة واسعة – آمين.
قال الشيخ عودة حسن عودة الجلاد :
لقد تراجع الشيخ -رحمه الله- عن كثير من الأحاديث التي خرّجها في كتبه القديمة: كتخريجه على «المشكاة» و «كتاب الحلال والحرام» المسمى : «غاية المرام» ، و «صحيح ابن خزيمة» وغيرها من الكتب القديمة .
وعن الكتاب الأول يقول الشيخ -رحمه الله- كما جاء في «الصحيحة» (6/1167) :
«وكان تعليقاً سريعاً اقتضته ظروف خاصة ؛لم تساعدنا على استقصاء طرق الحديث كما هي عادتنا ...» .اهـ.
ويقول أيضاً في «الضعيفة» (3/538) :
«هذا وقد كنت حسّنت الحديث فيما علّقته على «المشكاة» رقم (2251-2252) وكانت تعليقات سريعةً لضيق الوقت ؛ فلم يتح لي يومئذ مثل هذا التوسع في التتبع والتخريج الّذي يعين على التّحقيق والكشف عن أخطاء الرواة وأقوال الأئمّة فيهم وفي أحاديثهم المنكرة منها، والله -تعالى- هو المسؤول أن يغفر لي خطئي وعمدي وكل ذلك عندي» .اهـ.
وعن الكتاب الثاني يقول الشيخ في «الصحيحة» (6/1167) :
«تنبيه : على ضوء هذا البيان والتحقيق والتّفصيل أرجو من إخواني الكرام الّذين قد يجدون في بعض مؤلّفاتي القديمة ما قد يخالف ما هنا أن يعدّلوه ويصوّبوه على وفق ما هنا ؛ كمثل ما في «غاية المرام» ...» .اهـ.
وكان من دأب الشيخ -رحمه الله- أنّه إذا نُبّه على خطأ تراجع عنه فوراً وهذا يدلك على إنصافه وتقواه .
وفي ذلك يقول الشيخ -رحمه الله- كما في «الصحيحة»
(2/5)-:
«فأنا -بفضل الله- أرجع إلى الحق إذا بدا لي من غيري مهما كان شأنه وكتبي وتراجعي عمّا تبين لي من خطئي أكبر شاهد على ما أقول ».اهـ.
ولا يخشى في ذلك أحداً من الناس ممّن يستغلّون ذلك في الطعن فيه؛ فيقول - رحمه الله - في «الصحيحة» (2/190) : «...ولذلك بادرت إلى إخراجه في هذا الكتاب ؛ تبرئة للذمّة وأداءً للأمانة العلميّة ، ولو أنّ ذلك قد يفتح الطريق لجاهل ، أو حاقد إلى الطعن والغمز واللّمز ، فلست أُبالي بذلك ما دمت أنّي أقوم بواجب ديني أرجو ثوابه من الله - تعالى - وحده» .اهـ.
فينبغي للقارئ أن يكون على علم ، ومعرفة بكتب الشيخ – الجديد منها ، والقديم - ؛ لأنّه قد تراجع عن كثير من الأحاديث بعد ظهور بعض الكتب الحديثية.
فيقول الشيخ -رحمه الله- في مقدّمة المجلّد الأول (ص4-7) من كتاب «صحيح الترغيب» ( الطبعة الأولى الجديدة )؛ بعد أن ذكر«بعض المطبوعات والمصوّرات من الكتب الحديثية التي لم تكن معروفة من قبل» - وهو كلام هام جدّاً - :
«فأقول : هذه المصادر كانت من الأسباب الّتي فتحت لي طريقاً جديداً للتحقيق علاوة على ما كنت قدمت ، فقد وقفت فيها على طرق وشواهد ومتابعات لكثير من الأحاديث الّتي كنت قد ضعّفتها تبعاً للمنذري وغيره ، أو استقلالاً بالنظر في أسانيد مصادرها الّتي ذكرها هو أو سواه فقوّيتها بذلك ، وأنقذتها من الضعف الّذي كان ملازماً لأسانيد مصادرها المذكورة في الكتاب إلى فوائد أخرى لا يمكن حصرها.
وحتى لا أطيل على حضراتكم فسوف انقل لكم ما وقفت عليه مما جمع أهل العلم من تراجعات للشيخ الفاضل – رحمه الله -
1 - يجزئ عن الجماعة إذا مروا أن يسلم أحدهم ، و يجزئ عن الجلوس أن يرد أحدهم . : ( حسن ) إرواء الغليل 778 .
[ثم تراجع الشيخ ( وصححه ) في " الكلم الطيب " رقم : 200]
2 - رأيت رسول الله أذن في أذن الحسن حين ولدته فاطمة بالصلاة . ( حسن ) إرواء الغليل 1173 .
[ثم تراجع الشيخ ( وضعفه ) ، انظر : " الكلم الطيب " رقم : 211]
3 - إذا قام أحدكم من الليل فليفتح صلاته بركعتين خفيفتين . ( صحيح ) إرواء الغليل 453 .
[ثم تراجع الشيخ ( وصحح وقفه ) ، انظر " السلسلة الصحيحة " رقم : 3199]
4 - أن النبي مر بسعد و هو يتوضأ فقال : ما هذا السرف؟ قال : أفي الوضوء إسراف قال : نعم و إن كنت على نهر جار . ( ضعيف ) إرواء الغليل 140 .
[ثم تراجع الشيخ ( وحسنه ) ، انظر : " السلسلة الصحيحة " رقم : 3292]
5 - رش على قبر ابنه ماء و وضع عليه حصباء . ( ضعيف ) إرواء الغليل 755 .
[ثم تراجع الشيخ وأورده في " السلسلة الصحيحة " رقم : 3045]
6 - إن الله احتجز التوبة عن صاحب كل بدعة . ( إسناده صحيح ) السلسلة الصحيحة 1620 .
[ثم تراجع الشيخ ( وضعفه ) ، انظر : مقدمة " صحيح الترغيب والترهيب " ص 31]
7 - إن الله يبغض كل جعظري جواظ ، سخاب في الأسواق ، جيفة بالليل ، حمار بالنهار ، عالم بأمر الدنيا ، جاهل بأمر الآخرة . ( غير واضحة ) السلسلة الصحيحة 195 .
[ثم تراجع الشيخ ( وضعفه ) ، انظر : الضعيفة : 5/328]
8 - الأكثرون هم الأسفلون يوم القيامة ، إلا من قال بالمال هكذا و هكذا ، و كسبه من طيب . ( إسناده حسن رجاله ثقات ) السلسلة الصحيحة 1766 .
[ثم تراجع الشيخ ( وضعف الجملة الأخيرة ) ، انظر " صحيح الترغيب والترهيب " رقم : 3260]
9 - إذا ولج الرجل في بيته فليقل : اللهم إني أسالك خير المولج ، و خير المخرج ، بسم الله و لجنا ، و بسم الله خرجنا ، و على الله ربنا توكلنا ، ثم ليسلم على أهله . ( إسناده حسن لولا ابن لهيعة وله ما يشهد له ) السلسلة الصحيحة 225 .
[ثم تراجع الشيخ ( وحكم بانقطاع سنده ) ، انظر " الكلم الطيب " رقم : 62 والمقدمة]
10 - سموه بأحب الأسماء إلي : حمزة بن عبد المطلب . ( ضعيف ) السلسلة الضعيفة 3707 .
[ثم تراجع الشيخ وأورده في " السلسلة الصحيحة " رقم : 2878]
هذا ما تيسر وللحديث تتمة إن شاء الله وقدر
تعليق