السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ــــ((( معنى الرعاية )))ــــ
عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلّ الله عليه وسلم أنه قال:
((ألا كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راع، وهو مسئول عن رعيته، والرجل
راع على أهل بيته، وهو مسئول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده، وهي مسئولة
عنهم، والعبد راع على مال سيده، وهو مسئول عنه، ألا فكلكم راع مسئول عن رعيته))
متفق عليه
شرح الحديث
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
كمال الدين أنه اهتم بجميع مجالات الحياة التي يحتاجها الإنسان، ومن ذلك أنه أوجب على
كل إنسان القيام بالمسئولية التي أنيطت به بحسب موقعه ومكانته.
وقد اشتمل حديث: (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) على جانب كبير من ذلك، بحيث ألقى المسئولية
على كل مكلف فيما هو تحت رعايته، وبالتالي حمله إثم التقصير في رعاية ما استرعاه الله عليه.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا
شريك له الملك الحق المبين، ونشهد أن محمداً عبده ورسوله الصادق الأمين، صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
وبعد: فالكلام في هذه الليلة سيكون على الحديث المشهور، الذي رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته، فالإمام راع وهو مسئول عن رعيته، والرجل
راع على أهل بيته وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها
وهي مسئولة عن رعيتها، والرجل راع في مال أبيه وهو مسئول عن رعيته، فكلكم
راع وكلكم مسئول عن رعيته)
رواه البخاري و مسلم .
فهذا الحديث المتفق عليه يعطينا أهمية هذه الرعاية، حيث بدأها بعموم:
(كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)
وختمها بالعموم: (فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته).
وفصل فيما بين ذلك بذكر أربعة: بذكر الإمام، والرجل على أهل بيته، والمرأة في بيت زوجها، والرجل
في مال أبيه.
وهذا كنموذج أو مثال لمن عليه رعاية، فيبين صلّ الله عليه وسلم هذه الرعاية التي لها أهميتها.
فنحب أن نذكر كلاماً على هؤلاء الأربعة الذين ذكروا في الحديث، ثم إذا كان في الوقت سعة، ذكرنا
بعض من يلحق بهم ممن هم مؤتمنون على أمر من الأمور الخاصة أو الأمور العامة،
حيث إنه صلى الله عليه وسلم عمم أولاً وآخراً، وذلك دليل على أن كل فرد من المسلمين ذكراً
أو أنثى فإنه راع. ......
معنى الرعاية
معلوم أن الراعي هو الذي عنده رعية، أي: تحت يده رعية، فيقال له: راع لهذه الرعية.
وأصل الرعاية: هي رعاية البهائم وحفظها عما يفتك بها من السباع ونحو ذلك، إذا كانت
ترعى من النبات ونحوه.
قال الله تعالى:
(كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ)
[طه:54]
أي: لتذهبوا بها لترعى، أي: لتأكل من هذا النبات.
ويقول الشاعر: ومن رعى غنماً في أرض مسبعة ونام عنها تولى رعيها الأسد فالراعي هو الذي يراقب
الرعية، والأصل في بهيمة الأنعام أنها تحتاج إلى من يرعاها، أي: من يحفظها، فيرسلون إليها راعياً، أي:
إنساناً مؤتمناً على هذه الدواب، يرسلونه معها حتى يحفظها، فيسيمها في النبات، ويراقبها عن الضياع
ويحفظها عن السباع، ويؤتمن عليها إلى أن يردها إلى أهلها، فيسمى راعياً، ثم أطلق على كل من
يؤتمن على رعية من الرعايا.
وهم في هذا الحديث من البشر، أي:
المسئول عنهم إنسان موكل عليهم، ورئيس يرأسهم، فيسمى راعياً، ويسمى من تحته رعية له.
فأخبر صلّ الله عليه وسلم من حيث العموم بأن كل إنسان لابد أنه راع ولو على نفسه أو أهله،
ولو على ولده أو امرأته أو ما أشبه ذلك، وإذا كان كذلك فإن عليه حفظ هذه الرعية ومراقبتها،
والإتيان بكل ما فيه مصلحتها.
وكذلك -أيضاً- يشعر بأنه مسئول عن هذه الرعية، وهذا السؤال إنما يكون حقاً في الدار الآخرة.
وقد تكون هناك مسئولية في الدنيا إذا كان فوقه من يناقشه ويسأله، فإن الغالب أن كل رئيس فإنه
مرءوس، وفوقه من يسأله عن هذه الرعية التي استرعي عليها، فعليه أن يستحضر هذه المسئولية.
والسؤال إذا كان في الآخرة فإنه يكون من الله تعالى،
ولابد أن يكون ذلك السؤال سؤال مناقشة عن هذه الرعية:
لماذا أهملتها ؟
ولماذا أضعت من اؤتمنت عليه ؟
ولماذا لم تنصح لها ؟
ولماذا لم تولها حق الحفظ وحق المراقبة ؟
فهذه المناقشة لابد أن يعد لها جواباً، فكل سؤال يحتاج إلى جواب، والأسئلة كثيرة، والناقد بصير.
يتبع بإذن الله ......
ــــ((( معنى الرعاية )))ــــ
عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلّ الله عليه وسلم أنه قال:
((ألا كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راع، وهو مسئول عن رعيته، والرجل
راع على أهل بيته، وهو مسئول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده، وهي مسئولة
عنهم، والعبد راع على مال سيده، وهو مسئول عنه، ألا فكلكم راع مسئول عن رعيته))
متفق عليه
شرح الحديث
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
كمال الدين أنه اهتم بجميع مجالات الحياة التي يحتاجها الإنسان، ومن ذلك أنه أوجب على
كل إنسان القيام بالمسئولية التي أنيطت به بحسب موقعه ومكانته.
وقد اشتمل حديث: (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) على جانب كبير من ذلك، بحيث ألقى المسئولية
على كل مكلف فيما هو تحت رعايته، وبالتالي حمله إثم التقصير في رعاية ما استرعاه الله عليه.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا
شريك له الملك الحق المبين، ونشهد أن محمداً عبده ورسوله الصادق الأمين، صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
وبعد: فالكلام في هذه الليلة سيكون على الحديث المشهور، الذي رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته، فالإمام راع وهو مسئول عن رعيته، والرجل
راع على أهل بيته وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها
وهي مسئولة عن رعيتها، والرجل راع في مال أبيه وهو مسئول عن رعيته، فكلكم
راع وكلكم مسئول عن رعيته)
رواه البخاري و مسلم .
فهذا الحديث المتفق عليه يعطينا أهمية هذه الرعاية، حيث بدأها بعموم:
(كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)
وختمها بالعموم: (فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته).
وفصل فيما بين ذلك بذكر أربعة: بذكر الإمام، والرجل على أهل بيته، والمرأة في بيت زوجها، والرجل
في مال أبيه.
وهذا كنموذج أو مثال لمن عليه رعاية، فيبين صلّ الله عليه وسلم هذه الرعاية التي لها أهميتها.
فنحب أن نذكر كلاماً على هؤلاء الأربعة الذين ذكروا في الحديث، ثم إذا كان في الوقت سعة، ذكرنا
بعض من يلحق بهم ممن هم مؤتمنون على أمر من الأمور الخاصة أو الأمور العامة،
حيث إنه صلى الله عليه وسلم عمم أولاً وآخراً، وذلك دليل على أن كل فرد من المسلمين ذكراً
أو أنثى فإنه راع. ......
معنى الرعاية
معلوم أن الراعي هو الذي عنده رعية، أي: تحت يده رعية، فيقال له: راع لهذه الرعية.
وأصل الرعاية: هي رعاية البهائم وحفظها عما يفتك بها من السباع ونحو ذلك، إذا كانت
ترعى من النبات ونحوه.
قال الله تعالى:
(كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ)
[طه:54]
أي: لتذهبوا بها لترعى، أي: لتأكل من هذا النبات.
ويقول الشاعر: ومن رعى غنماً في أرض مسبعة ونام عنها تولى رعيها الأسد فالراعي هو الذي يراقب
الرعية، والأصل في بهيمة الأنعام أنها تحتاج إلى من يرعاها، أي: من يحفظها، فيرسلون إليها راعياً، أي:
إنساناً مؤتمناً على هذه الدواب، يرسلونه معها حتى يحفظها، فيسيمها في النبات، ويراقبها عن الضياع
ويحفظها عن السباع، ويؤتمن عليها إلى أن يردها إلى أهلها، فيسمى راعياً، ثم أطلق على كل من
يؤتمن على رعية من الرعايا.
وهم في هذا الحديث من البشر، أي:
المسئول عنهم إنسان موكل عليهم، ورئيس يرأسهم، فيسمى راعياً، ويسمى من تحته رعية له.
فأخبر صلّ الله عليه وسلم من حيث العموم بأن كل إنسان لابد أنه راع ولو على نفسه أو أهله،
ولو على ولده أو امرأته أو ما أشبه ذلك، وإذا كان كذلك فإن عليه حفظ هذه الرعية ومراقبتها،
والإتيان بكل ما فيه مصلحتها.
وكذلك -أيضاً- يشعر بأنه مسئول عن هذه الرعية، وهذا السؤال إنما يكون حقاً في الدار الآخرة.
وقد تكون هناك مسئولية في الدنيا إذا كان فوقه من يناقشه ويسأله، فإن الغالب أن كل رئيس فإنه
مرءوس، وفوقه من يسأله عن هذه الرعية التي استرعي عليها، فعليه أن يستحضر هذه المسئولية.
والسؤال إذا كان في الآخرة فإنه يكون من الله تعالى،
ولابد أن يكون ذلك السؤال سؤال مناقشة عن هذه الرعية:
لماذا أهملتها ؟
ولماذا أضعت من اؤتمنت عليه ؟
ولماذا لم تنصح لها ؟
ولماذا لم تولها حق الحفظ وحق المراقبة ؟
فهذه المناقشة لابد أن يعد لها جواباً، فكل سؤال يحتاج إلى جواب، والأسئلة كثيرة، والناقد بصير.
يتبع بإذن الله ......
تعليق