إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مِن كِتََـاب " روْح ورَياحين " ~

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مِن كِتََـاب " روْح ورَياحين " ~



    الحمد لله المحمود على ما له من الأسماء الحسنى ، والصفات الكاملة العظيمة العليا
    وعلى آثارها الشاملة للأولى والأخرى ، ونصلي ونسلم على سيدنا محمد أجمع الخلق
    لكل وصف حميد ، وخلق رشيد ، وقول سديد ، وعلى آله أصحابه وأتباعه من جميع العبيد .

    أما بعد :

    فليس بعد كلام الله تعالى أصدق ولا أنفع ولا أجمع لخير الدنيا والآخرة من كلام رسوله وخليله
    محمد _ صلى الله عليه وسلم _ إذ هو أعلم الخلق وأعظمهم نصحًا وإرشادًا وأبلغهم بيانًا ، وأحسنهم
    تعليمًا ، وقد أوتي جوامع الكلم واختصر له الكلام اختصارًا .

    ومما هو معلوم أنَّ من الكتب الجامعة والنافعة في معرفة هدي النبي _ صلى الله عليه وسلم _
    وسيرته : كتاب ( رياض الصالحين من أحاديث سيد المرسلين ) ، تصنيف الإمام النووي رحمه الله
    تعالى ورضي عنه .

    لهذا بمشيئة الله سأطرح هنـا ما تيسر من كتاب : روح ورياحين ( شرح رياض الصالحين )

    مما جاء في الكتاب :

    _ شرح الكلمات التي لا يفهمها القارئ من الحديث ، مما تركه المؤلف ولم يشرحه
    وهو ما يسمى : ( غريب الحديث ) .

    _ استخراج فوائد من الأبواب وأدلة الكتاب قصدنا منها أن تكون رسائل نصح وإرشاد في
    امتثال سيد العباد عليه الصلاة والسلام ، وحرصنا أن تكون الفوائد بما يناسب كل باب .
    وقد أفردنا فوائد خاصة لبعض الأدلة بلفظ ( فائدة ) أو ( تنبيه ) أو ( ملاحظة ) لشيء يحسن
    التنبيه عليه لأهميته ، أو لطوله أو لعدم ظهوره ، وجاءت هذه التنبيهات مُعنونة بلفظ ( فائدة ) .

    نسأل الله العلي العظيم أن ينفع بمن جمع الكتاب واعتنى به ونشره وأن ينفعنا وإياكم
    بما فيه .


    تابعوني


    التعديل الأخير تم بواسطة *أمة الرحيم*; الساعة 08-09-2015, 06:59 PM. سبب آخر: بعض التنسيق

  • #2
    رد: مِن كِتََـاب " روْح ورَياحين " ~

    بسم الله الرحمن الرحيم


    1- باب الإخلاص وإحضار النية
    في جميع الأعمال والأقوال البارزة والخفية



    قال الله تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) البينة/5 ، وقال تعالى (لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ )الحج/37 ، وقال تعالى (;قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ) آل عمران/29 .


    فوائد الآيات :

    1) النيـة : هي القصد ومحلها القلب ، ولا محل لها في اللسان في جميع الأعمال .
    لأن النبي صلى الله عليه وسلم _ وهو قدوتنا وأسوتنا _ كانَ يتوضأ ويصلي ويصوم ويتصدق
    ويحج ولم يكن ينطق بالنيـة .


    2) على العبد أن يستحضر النية في جميع العبادات ، فينوي نية العبادة ونية أن تكون لله
    ونية أنه قام بها امتثالاً لأمر الله تعالى وهذا أكمل ما يكون فينوي مثلاً : الوضوء
    وأنه توضأ لله وأنه توضأ امتثالاً لأمر الله .



    1 - وعَنْ أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد
    اللَّه بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي العدوي رَضيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "
    إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى. فمَنْ كانت هجرته إِلَى اللَّه ورسوله فهجرته إِلَى اللَّه ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إِلَى ما هاجر إليه" متفق عَلَى صحته. رواه إماما المحدثين: أبو عبد اللَّه محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه الجعفي البخاري، وأبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري رَضيَ اللَّه عَنْهما في كتابيهما اللذين هما أصح الكتب المصنفة.


    غريب الحديث :

    الهجرة : الانتقال من بلد الكفر إلى بلد الإسلام .
    ينكحها : يتزوجها .


    فوائد الحديث :

    1) الحديث ميزان يزن العبد به كل أعماله الباطنة هل هو مخلص فيها لله تعالى أم لا ؟
    2) تفاوت الناس بالأعمال بحسب تفاوتهم في النيات فمن الناس من نيته في القمة من
    أعمال الخير و الصلاح ومنهم من نيته في القمامة .
    3) الانتقال من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام واجبة على كل قادر ، كما هو حال المؤمنين الأوائل
    من الصحابة الكرام الذين هاجروا من مكة إلى المدينة .
    قبل أن تصبح مكة دار إسلام وإيمان .


    فائـدة :
    الهجرة تكون للعمل وللعامل وللمكان .
    الأول : هجرة العمل : أن يهاجر العبد ما نهاه الله عنه ورسوله من أنواع المعاصي
    كما في الحديث ( المهاجر من هجر ما نهى الله عنه ) رواه البخاري .

    الثاني : هجرة العامل : مثل الرجل المهاجر والمعلن بالمعاصي فإن كان في هجرته
    مصلحة ومنفعة بحيث أنه يترك ما نهى الله عنه فإنه يهجر .

    الثالث : هجرة المكان : بأن ينتقل الإنسان مكان تكثر فيه المعاصي والفسوق إلى بلد
    لا توجد فيه ، أو توجد فيه بقلَّة ، لأن العبد يتأثر بالمكان المحيط به إمَّا خيرًا وأو شرًا .



    فائـدة :
    ما حكم سفر المسلم إلى بلاد الكفار ؟

    سفر المسلم إلى بلاد الكفار غير جائز وهو حرام إلا إذا توفرت شروط خاصة فيجوز وهي :

    1) أن يكون عند المسلم علم راسخ يدفع به الشبهات عن نفسه ، لأن الكفار قد يوردون عليه
    إشكالات ومسائل صعبة في أمر الدين والكتاب والرسول ونحو ذلك ولا يعرف لها جوابًا .

    2) أن يكون عنده دين وتقوى تحميه من الشهوات كانتشار الخمر والزنا والسهر المحرم ونحو ذلك .

    3) أن يكون محتاجًا إلى ذلك السفر أم مجرد الذهاب للسياحة فلا يجوز ، مثال الحاجة : أن يكون
    مسافرًا لطلب علاج أو طلب علم لا يوجد في بلاد المسلمين أو تجارة فيها منفعة له ولعامة المؤمنين .

    ومن السفر المستحب أو الواجب ما يكون في حق الدعاة وأهل العلم إذا سافروا لدعوة الكفار
    إلى دين الله تعالى .

    التعديل الأخير تم بواسطة *أمة الرحيم*; الساعة 08-09-2015, 07:11 PM. سبب آخر: بعض التنسيق

    تعليق


    • #3
      رد: مِن كِتََـاب " روْح ورَياحين " ~

      \2 وعن أم المؤمنين أم عبد الله عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
      " يغزو جيشٌ الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض يُخسف بأولهم وآخرهم " .

      قالت: قلت يا رسول الله , كيف يُخسف بأوولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم !؟ قال :
      " يُخسف بأولهم وآخرهم , ثم يبعثون على نياتهم " , . متفق عليه . هذا لفظ البخاري .


      غريب الحديث:
      بيداء : أرض واسعة .
      يُخسف : يقال خسفت الأرض : ساخوا فيها.
      أسواقهم : الذين جاؤوا للبيع والشراء .

      فوائد الحديث :

      1) من شارك أهل الباطل وأهل البغي والعدوان فإنه يكون معهم في العقوبة لأن العقوبة تعم .
      2) هذا الحديث مثال لحديث : " إنما الأعمال بالنيات " فكل يجازى بحسب نيته .
      3) العقوبة إذا وقعت تعم الصالح والفاسد ثم يوم القيامة يبعثون على نياتهم .
      فعلى أهل الإيمان أن يتواصوا فيما بينهم بالحق لئلا تنزل بهم العقوبات .

      فإن الطاعات سبب لرفع البلاء والعقوبات , والمعاصي سبب لحلول النكبات والمصيبات.

      --------------

      3\3 وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال النبي صلى الله عليه وسلم :
      " لا هجرة بعد الفتح , ولكن جهاد ونية , وإذا استنفرتم فانفروا " . متفق عليه .

      ومعناه : لا هجرة من مكة لأنها صارت دار إسلام .

      غريب الحديث :

      استنفرتم : طلب منكم النفير وهو الخروج للجهاد في سبيل الله.

      فوائد الحديث :

      1) بشرى للمؤمنين أن مكة المكرمة لن تعود بلاد كفر بل ستبقى بلاد
      إسلام إلى أن تقوم الساعة .

      2) المسلم يدافع عن دين الله ويجاهد أعداء الله لتكون كلمة الله هي
      العليا ، فيدافع عن وطنه لأنه بلد إسلامي فيدافع عنه حماية للإسلام ودفاعًا عن حرمات المسلمين .
      فعلى المجاهدين اليوم أن يخلصوا نياتهم لإعلاء كلمة الله في الأرض .

      فائدة :

      متى يكون الجهاد فرض عين ؟

      في حالات :

      1) اذا استنفر ولي الأمر الناس للجهاد في سبيل الله .

      2) إذا حصر العدو بلدة صار فرض عين ووجب على كل أحد
      أن يقاتل لأن هذا القتال دفاع .

      3) إذا التقى الصفان صف الكفار وصف المسلمين فلا يجوز
      لأحد أن ينصرف " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ " [ الأنفال : 15 ]
      وقد جعل الرسول صلى الله عليه التولي يوم الزحف من السبع الموبقات .( متفق عليه ).

      4) إذا كان الإنسان محتاجًا إليه في الجهاد بحيث لا يكون غيره قائمًا بالواجب فإنه
      يتعين عليه أن يجاهد مثل رجل محتاج إليه في معرفة سلاح معين فإنه يتعين عليه أن يجاهد .


      -------------

      4/4 وعن أبي عبدِ اللهِ جابر بن عبدِ اللهِ الأنصاريِّ رَضي اللهُ عنهما ، قَالَ : كُنَّا مَعَ النَّبيِّ في غَزَاةٍ ، فَقالَ : (( إِنَّ بالمدِينَةِ لَرِجَالاً ما سِرْتُمْ مَسِيراً ، وَلاَ قَطَعْتُمْ وَادِياً ، إلاَّ كَانُوا مَعَكمْ حَبَسَهُمُ الْمَرَضُ )) . وَفي روَايَة : (( إلاَّ شَرَكُوكُمْ في الأجْرِ )) رواهُ مسلمٌ.

      ورواهُ البخاريُّ عن أنسٍ ، قَالَ : رَجَعْنَا مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ مَعَ النَّبيِّ ، فقال : (( إنَّ أقْواماً خَلْفَنَا بالْمَدِينَةِ مَا سَلَكْنَا شِعْباً وَلاَ وَادياً ، إلاّ وَهُمْ مَعَنَا ؛ حَبَسَهُمُ العُذْرُ )) .


      فوائد الحديث :

      1) من خرج في سبيل الله في الغزو والجهاد فإن له أجر ممشاه . وهذا من فضل الله
      أن تكون وسائل العمل فيه أجر العمل .

      2) إذا نوى الإنسان العمل الصالح ثمَّ حبس عنه فإنه يكتب له أجر ما نوى .



      -------------------------
      5/5 وعن أبي يزيد معن بن يزيد بن الأخنس رضي الله عنهم ، وهو وأبوه وجده صحابيون ، قال: كان أبي يزيد أخرج دنانير يتصدّق بها، فوضَعها عند رجل في المسجد، فجئتُ فأخذتها فأتيْتُهُ بها ، فقال: وَاللَّهِ مَا إِيَّاكَ أَرَدْتُ فَخَاصَمْتُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَقَالَ لَكَ مَا نَوَيْتَ يَا يَزِيدُ وَلَكَ مَا أَخَذْتَ يَا مَعْنُ " . رواه البخاريُّ .


      فوائد الحديث :

      1) الأعمال بالنيات فالإنسان يكتب له أجر ما نوى وإن وقع الأمر على خلاف ما نوى .
      2) جواز أن يتصدق الرجل علانية إذا كان في إظهار الصدقة مصلحة .
      3) يجوز أن يعطي الإنسان ولده من الزكاة بشرط ألا يكون في ذلك إسقاطًا لأمر النفقة الواجبة
      على الأب نحو ابنه .




      التعديل الأخير تم بواسطة *أمة الرحيم*; الساعة 08-09-2015, 07:12 PM. سبب آخر: بعض التنسيق

      تعليق


      • #4
        رد: مِن كِتََـاب " روْح ورَياحين " ~

        بــاب الصَّبــر


        قال الله تعالى : " { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ" [آل عمران : 200].
        وقال تعالى : "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ " [البقرة : 155]
        وقال تعالى : "إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ " [الزمر : 10]
        وقال تعالى : "وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ " [الشورى : 43]


        والآيات في الأمر بالصبر وبيان فضله كثيرة معروفة .

        فـوائـد الآيـات :


        الصبر لغةً : الحبس ، وشرعًا : حبس النفس على ثلاثة أمور :

        الأول : طاعة الله .
        الثاني : عن محارم الله .
        الثالث : على أقدار الله المؤلمة .

        1) أمر الله سبحانه المؤمنين بالثبات على طاعته وترك المعاصي والرضى بقضاءه
        وقدره .
        2) لا يزال البلاء بالمؤمنين اختبارًا لهم ولمجازاتهم على صبرهم كلٌ بحسب ما عنده من الإيمان والصبر .
        3) الصبر من مكارم الأخلاق و الأفعال الحميدة والأمور المشكورة التي لا يقدر عليها إلا فحول الرجال

        التعديل الأخير تم بواسطة *أمة الرحيم*; الساعة 08-09-2015, 07:12 PM.

        تعليق


        • #5
          رد: مِن كِتََـاب " روْح ورَياحين " ~

          ما شاء الله
          جزاكم ربى الجنة

          تعليق


          • #6
            رد: مِن كِتََـاب " روْح ورَياحين " ~

            جزاكم الله خيرًا ... ونفع الله بكم

            تعليق

            يعمل...
            X