
الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد :
فمما لا يخفى على شريف علمكم ما لكتاب الشيخ إبراهيم اللاحم ( الجرح والتعديل ) من مكانة علمية كبيرة في هذا الفن، فهو من أهم ما ألف فيه.
فأحببت أن أشارككم أحبتي ببعض الفوائد واللطائف والقواعد التي اجتنيتها من هذا الكتاب. راجيا من الله تعالى أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم إنه جواد كريم بالإجابة جدير.
1- علم الجرح والتعديل عند النقاد الأوائل متولد من مقارنة المرويات، لا العكس كما يظنه المتأخرون. 12
2- ليس السبب في ضعف النقاد والباحثين هو منهج المتأخرين فحسب، بل في الناقد نفسه. 15
3- تطبيق قواعد المتأخرين أسهل بكثير من تطبيق قواعد أئمة النقد لأن قواعد المتأخرين مطردة لا تحتاج إلى إعمال نظر. 16
4- فهم مصطلحات المحدثين وإدراك مراد قائلها مرتبة عالية لا يبلغها الباحث إلا بعد عناء ومشقة وصبر وأناة، لأنهم يستخدمون المصطلح الواحد في اكثر من معنى، ويستخدمون للمعنى الواحد أكثر من مصطلح، والسياق يوضح المعنى. 19
5- إننا في هذا العصر في فن نقد السنة لا نستطيع تجاوز درجة المشاركة للأئمة ومن وصلها بعد عناء طويل وصبر وخبرة فقد بلغ الغاية. 24
6- الباحث متى رأى الأئمة متفقين على حكم لم يجز له أن يخالفهم، بل إذا وقف على حكم واحد منهم ولم يجد له مخالفا لزمه الوقوف عنده. 24
7- حسن العرض وتسلسل المعلومات يغني في كثير من الاحيان عن حكم الباحث فهو يقود القارئ إلى النتيجة دون تدخل الباحث. 26
8- أساس نقد الأخبار العدالة والضبط. 31
9- كان شعبة يطلق على جرح الرواة : الغيبة في الله. 36
10- قال ابن دقيق العيد ( أعراض المسلمين حفرة من حفر النار وقف على شفيرها طائفتان من الناس : المحدثون والحكام ). 37
11- من أقوى أسباب تضعيف ابن لهيعة قبوله للتلقين. 59
12- موضوع التلقين وأثره في الرواة بحاجة إلى دراسة مستقلة. 61
13- النظر في أصول الرواة وكتبهم على قسمين :
الأول : الأصول القديمة التي سمع بواسطتها من شيخه أثناء الطلب. الثاني : ما ينقله الراوي من هذه الأصول إلى كتب له. والاعتماد في ضبط الحديث على الأصول القديمة. 73
14- الراوي متى أخرج أصوله العتيقة برئ من العهدة، وتبين أنه قد سمع تلك الأحاديث. 77
15- إذا كان الراوي قد وافقه غيره فيما يرويه دل ذلك على صدقه وتثبته، وإذا تفرد الراوي في بعض مايرويه فإن هذا التفرد له أثر كبير في الحكم عليه. 86
16- مما ينبغي التنبيه عليه أنه ليس كل اختلاف يرد عن الراوي يضعف به، فالراوي إذا كان من الحفاظ الكبار حمل الاختلاف على سعة روايته. 94
17- ابن هشام روى (سيرة ابن اسحاق) عن زبد البكائي عن ابن إسحاق ثم هذبها واشتهرت عنه. 108
18- تدليس الشيوخ منتشر عند أهل الشام أكثر من غيرهم. 113
19- أهم مزايا ضبط الصدر أنه لا يدخله التحريف والتبديل، ولا يعتريه حين التحديث به ما يعتري التحديث من الكتاب ولا سيما حين الكبر وضغف البصر، ثم إن حفظ الصدر قريب التناويل يرتحل وينزل مع صاحبه. 120
20- للتحديث من الحفظ أسباب عديدة إحدها العامل النفسي فإن القوم أصحاب حفظ يتفاخرون بذلك، ومنها أن الراوي يرحل لغير بلده فيضطر إلى التحديث من حفظه، وأيضا قد يحال بين الراوي والكتاب من ضياع أو سرقة أو تلف، أو قد يصاب الراوي بالعمى فلا يتمكن من القراءة منها. 128
21- من دقائق هذا الفن أن بعض الرواة قد يوثق في كتابه ويلين في حفظه، ويستثنى من حفظه حديثه عن شيخ معين له. 135
22- تنبيه : تقوية الأئمة لراو في كتابه إذا لم ينصوا على خطئه إذا حدث من حفظه فلا يلزم منه القدح فيه إذا حدث من حفظه، إذ قد يكون مرادهم الثناء عليه في الحالين. 137
23- اشتغل الإئمة بالمختلطين في ناحيتين : الأولى في درجة اختلاطهم، والثانية في تحديد من سمع منهم قبل الاختلاط ومن سمع منهم بعده. 140
24- قاعدة : من ذكر تاريخا متقدما للمختط على اختلاطه فقوله هو المقدم. 148
25- قاعدة : إذا لم يتميز ما سمع الراوي عن شيخه قبل اختلاطه مما سمعه بعد الاختلاط، فيجعل كله كأنه سمعه بعد الاختلاط. 152
26- قاعدة : إذا لم يعرف سماع الراوي عن شيخه هل هو قبل الاختلاط أو بعده فيحمل على أنه سمعه بعد الاختلاط. وبين الصورتين فرق. 152
27- في رأيي أن علم طبقات الأصحاب لا يزال بكرا بالنسبة للباحثين المعاصرين. 175
28- تفنن أهل الشام في تغيير اسم محمد بن سعيد المصلوب، حتى قيل أنهم قلبوا اسمه إلى مئة اسم. 189
29- المشتغلون بنقد السنة الآن بحاجة ماسة إلى دراسة موسعة يقوم بها بعض الباحثين، تعين الباحث على معرفة بعض القرائن التي يستخدمها الأئمة في تمييز الرواة وجمعهم وتفريقهم. 196
30- من الوسائل المعينة على الحكم على الراوي موازنة القدر الذي أصاب فيه مع القدر الذي أخطأ فيه ولا ضابط لذلك. ويضاف إلى ذلك مقدار الخطأ والصواب، وأيضا نوع الخطأ فبعض الأخطاء وإن كانت قليله ولكن أثرها على الراوي أقوى في التأثير. 200
31- الراوي متى تصدى للرواية فالأمة ستحاكمه أصاب أم أخطأ ؟ صدق أم كذب ؟ ويقوم مقام الأمة في ذلك النقاد. 205
32- إطلاق الحكم على الراوي ليس بيسير على الناقد؛ لأنه سيضع نفسه موضع النقد والتمحيص. 212
33- غالب من لا يعرفهم النقاد يرجع السبب إلى قلة رواية الواحد منهم، وقلة من روى عنهم. 213
34- بعض النقاد يطلق عبارة نفي العلم ويقصد بها تضعيف الراوي وتليينه، وقد يكون المقصود نفي معرفة عينه وشخصه. 220
35- أشتهر يحيى بن معين باستخدام أسلوب المبالغة وخاصة في الترجيح. 227
36- اشتهر الجوزجاني بضرب الأمثال في بيانه لأحوال الرواة. 232
37- من صور الكناية عن حال الراوي أن يذكره بخصلة خير غير تثبته في الرواية. قال الشافعي " إذا مدح الرجل بغير صنعته فقد وهص - يعني دق عنقه -" 233
38- ومن صور الكناية عن حال الراوي تصغير اسمه أو كنيته. 235
39- قال عبدالرحمن بن مهدي " أهل الكوفة يحدثون عن كل أحد " 249
40- عرف بالاستقراء أن بعض الذين وصفوا بانتقاء شيوخهم ربما رووا عن الضعفاء والمتروكين، وهذا إما لأنه يقويه، أو حدث عنه لغير قصد الرواية، أو يكون ذلك في أول الأمر، أو يحمل على أنه لم يخبره جدا. 261
41- من جعل رواية من ينتقي شيوخه توثيقا للراوي بمنزلة وصفه بأن ثقة فقد أبعد النجعة، لأن الشيوخ ليسوا على طبقة واحدة، فربما كان هذا الشيخ ممن يكتب حديثه ولا يحتج به.
وهنا لابد من استثناء يحيى بن سعيد القطان رحمه الله لأنه له مذهب خاص به في الانتقاء. 278
42- قال ابن الديني : " إذا اجتمع يحيى القطان وابن مهدي على ترك رجل لم أحدث عنه، وإذا اختلفا أخذت بقول ابن مهدي لأنه أقصدهما وكان في يحيى تشدد " 280
43- قال الذهبي عن المنتقى لابن الجارود : " لا ينزل فيه عن رتبة الحسن أبدا، إلا في النادر في الأحاديث يختلف فيها اجتهاد النقاد " 285
44- الباحث يوصى في سياقة لترجمة الراوي أن يذكر أنه قد أخرج له صاحباالصحيحين أو أحدهما، ويوصى كذلك بتتبع كيفية اخراجهما له. 286
45- الراوي متى أخرج له صاحبا الصحيح في الأصول فهو توثيق له عندهما، بل إن ارتضاءهما للراوي قد يكون أقوى من توثيق مجرد منقول عن أحد النقاد. 287
46- لابد من النظر فيمن نقل عن الناقد من جهة الثقة من عدمها، ومن حيث الاتصال والإنقطاع، وغيرها. 312
47- الخطأ والتحريف كثير في النسخ الأصول، فما بالك بعد الطباعة وسوء التحقيق. 327
50- كتب السؤالات جل الكلام من كلام الإمام الناقد وأجوبته، ولكن تلميذه ربما نقل عن غيره فيُظن أنه من كلام الأول. 337
51- قد يكون التعديل أو الجرح ورد في أثناء الإسناد، فيحتاج تعيين صاحبه إلى تأمل دقيق. 337
52- فائدة : أحمد إذا أراد أن يوثق في أثناء الإسناد نص ابنه على ذلك. 340
53- الباحث لابد له أن يأخذ حذره حين ينقل عن كتب المتقدمين وكتب السؤالات وغيرها، لأنه قد يفسر محقق الكتاب بعض الرواة وبعض النقاد وربما لم يصيب في ذلك. 341
54- يحذف من أقوال الأئمة في الراوي إذا تضارب النقل عنهم فيما هو غير لائق بحال الراوي. 342
55- حكاية رأي الناقد تأتي في المرتبة الثانية بعد نقل نص قوله. 351
56- على الباحث أن يلتزم سوق نصوص النقاد بتمامها، وحين يضطر للخروج عن ذلك يدرس النص بعناية، حتى يغلب على ظنه أن ما أسقطه منه لا تأثير له. 356
57- ابن حجر نقد الذهبي في مواضع بسبب الاختصار المخل. 362
58- التحريف والتصحيف كما يقع في النسخ المخطوطة، فهو يقع أكثر بكثير في النسخ المطبوعة. 366
58- من أهم أسباب التحريف والتصحيف، أن يكون الناقد قد استخدم لفظا غير متداول، أو استعمل أسلوبا قليل الاستعمال. 366
59- ترجم ابن أبي حاتم في مقدمته لبعض النقاد ترجمة موسعه، وكذلك ابن حبان خصص فصلا للحديث عن مشاهير النقاد، وسرد ابن عدي في كتابه الكامل النقاد الذي استجازهم لنفسه أو من نصب نفسه لذلك ابتداء من الصحابة إلى عصره فبلغ بهم 75 ناقدا، ثم خص الحاكم المشهورين منهم فبلغ بهم 40 ناقدا. 376
60- شروط الناقد للرواة لقبول قوله :
الورع التام، وأن يكون ثقة في نفسه، والاعتدال والوسطية في المنهج، والحفظ الواسع للروايات والطرق، والخبرة التامة في نقد الرواة. 377
61- يحيى القطان وإن كان عرف بالتشدد، إلا أنه لا يخرج عن النقد المقبول. وأما أبو نعيم وعفان رحمهما الله فإنه لا يسلم منهما أحد، وأيضا أبو نعيم له سبب خاص وهو تأثير معتقده وهو التشيع على أحكامه. 379
62- النقاد الذين لم يصلنا من كلامهم إلا النزر اليسير، يستفاد منهم من جهة آخرى وهي انتقائهم واختيارهم لمشايخهم الذين يروون عنهم. 387
63- يحيى القطان رحمه الله متشدد في العبارة لا في الحكم. 391
64- من العوامل المساعدة على قرب حكم الناقد إلى الصواب : قرب الزمان وقرب المكان والقرابة في النسب. 392
65- إذا تفرد الناقد عن الجمهور بحكم على أحد الرواة فمما يفزع إليه كثيرا في توجيه قوله : قلة الخبرة بهذا الراوي. 400
66- الإئمة إذا قالوا ( فلان مؤدي ) يعنون بها أنه يحدث من كتابه، ولا يحفظ. 410
67- مصطلح (التخليط) يراد به معنيان عند النقاد فيراد به الإختلاط الذي هو التغير، ويراد به الاضطراب والخطأ. 412
68- مصطلح (ليس بصاحب حديث) يراد بها معنيان الأول أنه ليس من المعتنين بالحديث الضابطين له، فعلى هذا فهو جرح في الراوي. والثاني أنه ليس من المعتنين بالحديث رواية ورحلة ونقدا أي ليس من نقاد الحديث. 414
69- الباحث لابد أن يتمرن على الألفاظ الغريبة في كتب الجرح والتعديل والسؤالات فيقوم بتحليلها وتقليبها حتى يصل إلى النتيجة، لتقوى الملكة عنده. 420
70- قد يطلق الأئمة أحيانا كلمة (صادق) وهو في الدرجة العليا في الثقة والضبط. 430
71- التوثيق والتضعيف الجماعي يقع فيه التسامح كثيرا، فينتبه له. 436
72- بالنسبة للمقارنة بين الرواة قد يقحم الناقد فيها أمورا أخرى غير درجة الراوي كالحفظ والصلاح والفضل والعبادة وغيرها، فينتبه لها. 443
73- أحكام النقاد على راو وإن جاءت مطلقة فإنها تتأثر كثيرا بمن حوله، كمن يكون له أقران حفاظ أثبات أو أهل بيته كذلك، وهو دونهم قليلا، بدا الكلام فيه أشد مما يناسب حاله. 445
74- ابن الجوزي رحمه الله كثير الوقوع في الخلط بين الرواة في كتابه " التحقيق في أحاديث التعليق ". 466
75- الوقوع في الخطأ أمر معتاد وقع فيه أئمة كبار، فلا ينبغي أن يستوحش الباحث إذا صدر منه ذلك. 478
76- لفظ (بن) يتحرف كثيرا إلى (عن). 484
77- مسببات الخلط بين الرواة يصحبها في الغالب سبب جوهري ألا وهو الاستعجال في تحرير المعلومة. 487
78- لو نظر الباحث في الطبقة والوفاة لسلم كثيرا من الخطأ والخلط بين الرواة. 488
79- مما يفيد الباحث كثيرا في تحديد الطبقة (التاريخ الأوسط) للبخاري رحمه الله، فإنه قسمه إلى فصول، وجعل كل عشر سنوات في فصل مستقل. 489
80- النظر في الولادة والوفاة وسيلة مهمة جدا لتمييز رواة الإسناد، لكنه لا يكفي في أحيان كثيرة. 493
82- المزي رحمه الله مع حرصه على تتبع الشيوخ، إلا أنه قد فاته عدد منهم ذكرهم مغلطاي، وقد يفوتهما شيء قليل. 495
83- مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه إذا كان بينهم وبين (حماد) راو واحد، فإن حماد هو ابن زيد؛ لأنهم لم يروا عن أحد من أصحاب حماد بن سلمة. وأما البخاري وأبوداود فقد رويا عن بعض أصحاب حماد بن سلمة. وأيضا إن كان بين أحد من الأربعة الأولين وبين سفيان راو واحد فهو ابن عيينة، وأما البخاري ومسلم فقد رويا عن بعض أصحاب الثوري. 497
84- فائدة مهمة جدا : المزي قد يذكر الشيخ في ترجمة التلميذ ولا يذكر التلميذ في ترجمة الشيخ اختصارا. 498
85- لا بد من الحذر في التعامل مع الرموز في تهذيب الكمال فهي كثيرة وعرضة للسقط ولهذا أمثلة. 500
86- كتب الأطراف وسيلة مهمة لتمييز الرواة، لكنها في المواضع التي يشتد فيها الاشتباه ويعارضها قرينة أخرى فإنها تكون قرينة غير كافية لوحدها. 505
87- رغم أهمية الاعتماد على الطرق الأخرى في تمييز الرواة إلا أن الباحث ملزم بتدقيق النظر، لأنه يتطرق لها الضعف لسببين : الأول تعارض الطرق في تفسير الراوي المهمل. والثاني أن التفسير قد يكون من أحد الرواة في الإسناد ويتأكد هذا إذا جاء التفسير مفصلا عن الاسم مثاله فلان -هو ابن فلان- فإن الراوي الذي فسره مجتهد قد يخطئ. 512
88- إذا عجز الباحث عن تمييز الرواة، وبقي الأمر مشتبها بين اثنين، فإنه ينص على هذا. فيقول إما أنه فلان أو فلان، فقد فعل هذا الأئمة رحمهم الله. والحكم على السند إن كانت درجتهما واحدة فالأمر ظاهر، وإن اختلفت فالحكم للأدنى منهما. 534
89- على الباحث أن يعتني بتمييز الرواة ولا يستروح إلى تقرير غيره حتى يتأكد بنفسه. 536
90- من المهم للباحث أن يدرك شدة الارتباط بين موضوعات نقد السنة فما هو مقبل عليه لتحقيق باقي شروط الصحيح له ارتباط وثيق في دراسة الرواة، فقد يتغير الحكم بعد دراستها. 536
تم ولله الحمد والمنة والفضل.
منقول من منتدى أهل الحديث
تعليق