إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

** سلسلة الأحاديث الصحيحة للإمام الألباني .. متجددة ان شاء الله ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحديث رقم 92


    سلسلة الأحاديث الصحيحة
    ــ المجلد الأول


    للشيخ الإمام المحدث
    محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

    الحديث رقم 92

    " ما أنا بأقدر على أن أدع لكم ذلك على أن تشعلوا لي منها شعلة . يعني الشمس " .

    قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 147 :
    رواه أبو جعفر البختري في " حديث أبي الفضل أحمد بن ملاعب " ( 47 / 1 - 2 ) وابن عساكر ( 11 / 363 / 1 , 19 / 44 / 201 ) من طريق أبي يعلى وغيره كلاهما عن يونس بن بكير أنبأنا طلحة بن يحيى عن موسى بن طلحة حدثني " عقيل بن أبي طالب " قال : " جاءت قريش إلى أبي طالب فقالوا : أرأيت أحمد ? يؤذينا في نادينا , وفي مسجدنا , فانهه عن أذانا , فقال : يا عقيل , ائتني بمحمد , فذهبت فأتيته به , فقال : يا ابن أخي إن بني عمك زعموا أنك تؤذيهم في ناديهم , وفي مسجدهم , فانته عن ذلك , قال : فلحظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ببصره ( وفي رواية : فحلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ببصره ) إلى السماء فقال : فذكره .
    قال : فقال أبو طالب : ما كذب ابن أخي . فارجعوا " .
    قلت : وهذا إسناد حسن رجاله كلهم رجال مسلم وفي يونس به بكير وطلحة ابن يحيى كلام لا يضر .
    وأما حديث : " يا عم والله لو وضعوا الشمس في يميني , والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره أو أهلك فيه ما تركته " .
    فليس له إسناد ثابت ولذلك أوردته في " الأحاديث الضعيفة " ( 913



    يتبع
    الحديث التالي إن شاء الله تعالى

    تعليق


    • الحديث رقم 93


      سلسلة الأحاديث الصحيحة
      ــ المجلد الأول


      للشيخ الإمام المحدث
      محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

      الحديث رقم 93

      " تكون إبل للشياطين وبيوت للشياطين , فأما إبل الشياطين , فقد رأيتها يخرج أحدكم بجنيبات معه قد أسمنها فلا يعلو بعيراً منها ويمر بأخيه قد انقطع به فلا يحمله . وأما بيوت الشياطين فلم أرها " .

      قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 148 :
      رواه أبو داود في " الجهاد " رقم ( 2568 ) من طريق ابن أبي فديك : حدثني عبد الله بن أبي يحيى عن سعيد بن أبي هند قال : قال " أبو هريرة " .. فذكره مرفوعاً به وزاد .
      " وكان سعيد يقول : " لا أراها إلا هذه الأقفاص التي تستر الناس بالديباج " .
      قلت : وهذا إسناد حسن رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين , غير عبد الله ابن أبي يحيى وهو عبد الله بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي الملقب بـ " سحبل " وهو ثقة , وابن أبي فديك هو محمد بن إسماعيل , وفيه كلام يسير .
      والظاهر أنه عليه الصلاة و السلام عني بـ " بيوت الشياطين " هذه السيارات الفخمة التي يركبها بعض الناس مفاخرة ومباهاة , وإذا مروا ببعض المحتاجين إلى الركوب لم يركبوهم , ويرون أن إركابهم يتنافى مع كبريائهم وغطرستهم ?
      فالحديث من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم .



      يتبع
      الحديث التالي إن شاء الله تعالى

      تعليق


      • الحديث رقم 94


        سلسلة الأحاديث الصحيحة
        ــ المجلد الأول


        للشيخ الإمام المحدث
        محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

        الحديث رقم 94

        " من حلف بالأمانة فليس منا " .

        قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 149 :
        رواه أبو داود ( 3253 ) : حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا الوليد بن ثعلبة الطائي عن " ابن بريدة عن أبيه " قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
        قلت : وهذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات . وابن بريدة اثنان : عبد الله وسليمان , والأول أوثق وقد احتج به الشيخان . وزهير هو ابن معاوية أبو خيثمة الكوفي وهو ثقة احتج به الشيخان أيضاً .
        ومثله أحمد بن يونس واسم أبيه عبد الله بن يونس .
        والوليد بن ثعلبة وثقه ابن معين وابن حبان , وقد أخرج حديثه هذا في " صحيحه " ( 1318 ) .
        قال الخطابي في " معالم السنن " ( 4 / 358 ) تعليقا على الحديث : " هذا يشبه أن تكون الكراهة فيها من أجل أنه إنما أمر أن يحلف بالله وصفاته , وليست الأمانة من صفاته , وإنما هي أمر من أمره , وفرض من فروضه , فنهوا عنه لما في ذلك من التسوية بينها وبين أسماء الله عز وجل وصفاته " .



        يتبع
        الحديث التالي إن شاء الله تعالى

        تعليق


        • الحديث رقم 95


          سلسلة الأحاديث الصحيحة
          ــ المجلد الأول

          للشيخ الإمام المحدث
          محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

          الحديث رقم 95

          " انظر إليها , فإن في أعين الأنصار شيئاً . يعني الصغر " .

          قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 149 :

          أخرجه مسلم في " صحيحه " ( 4 / 142 ) وسعيد بن منصور في " سننه " ( 523 ) وكذا النسائي ( 2 / 73 ) والطحاوي في " شرح المعاني " ( 2 / 8 ) والدارقطني ( 396 ) والبيهقي ( 7 / 84 ) عن أبي حازم عن " أبي هريرة " :" أن رجلاً أراد أن يتزوج امرأة من نساء الأنصار , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " .

          قلت : فذكره . والسياق للطحاوي , ولفظ مسلم والبيهقي : " كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم , فأتاه رجل , فأخبره أنه تزوج امرأة من الأنصار , فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنظرت إليها ? قال : لا , قال : فانظر ...‎" الحديث .

          وقد جاء تعليل هذا الأمر في حديث صحيح وهو : " انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما " .



          يتبع
          الحديث التالي إن شاء الله تعالى

          تعليق


          • الحديث رقم 96


            سلسلة الأحاديث الصحيحة
            ــ المجلد الأول


            للشيخ الإمام المحدث
            محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

            الحديث رقم 96

            " انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما " .

            قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 150 :
            أخرجه سعيد بن منصور في " سننه " ( 515 - 518 ) وكذا النسائي ( 2 / 73 ) والترمذي ( 1 / 202 ) والدارمي ( 2 / 134 ) وابن ماجه ( 1866 ) والطحاوي ( 2 / 8 ) وابن الجارود في " المنتقى " ( ص 313 ) والدارقطني ( ص 395 ) والبيهقي ( 7 / 84 ) وأحمد ( 4 / 144 - 245 / 246 ) وابن عساكر ( 17 / 44 / 2 ) عن بكر بن عبد الله المزني عن " المغيرة بن شعبة " . أنه خطب امرأة فقال النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره .
            وزاد أحمد والبيهقي . " فأتيتها وعندها أبواها وهي في خدرها , قال : فقلت : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أنظر إليها , قال : فسكتا , قال : فرفعت الجارية جانب الخدر فقالت : أحرج عليك إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرك أن تنظر , لما نظرت , وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يأمرك أن تنظر , فلا تنظر . قال : فنظرت إليها , ثم تزوجتها , فما وقعت عندي امرأة بمنزلتها , ولقد تزوجت سبعين , أو بضعاً وسبعين امرأة " . وقال الترمذي : " حديث حسن " .
            قلت : ورجاله كلهم ثقات إلا أن يحيى بن معين قال : " لم يسمع بكر من المغيرة " .
            قلت : لكن قال الحافظ في " التلخيص ( ص 291 ) بعد أن عزاه إلى ابن حبان وبعض من ذكرنا : " وذكره الدارقطني في " العلل " وذكر الخلاف فيه , وأثبت سماع بكر بن عبد الله المزني من المغيرة " .
            قلت : ولعله لذلك قال البوصيري في " الزوائد " ( ص 118 ) : إسناد صحيح رجاله ثقات .
            قلت : وعلى فرض أنه لم يسمع منه , فلعل الواسطة بينهما أنس بن مالك رضي الله عنه , فقد سمع منه بكر المزني وأكثر عنه , وهو قد رواه عن المغيرة رضي الله عنهما .
            أخرجه عبد الرزاق في " الأمالي " ( 2 / 46 / 1 - 2 ) وابن ماجه ( 1865 ) وأبو يعلى في " مسنده " ( ق 170 / 1 ) وابن حبان ( 1236 ) وابن الجارود والدارقطني و الحاكم ( 2 / 165 ) والضياء في " المختارة " ( ق 88 / 2 ) والبيهقي كلهم من طريق عبد الرزاق أنبأنا معمر عن ثابت عن أنس قال : " أراد المغيرة أن يتزوج , فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال ... " فذكره وزاد قال : ففعل ذلك , فتزوجها , فذكر من موافقتها " .
            وقال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " . ووافقه الذهبي , وقال البوصيري في " الزوائد " ( 118 / 1 ) . " هذا إسناد صحيح ورجاله ثقات ورواه ابن حبان في " صحيحه " وعبد بن حميد في " مسنده " عن عبد الرزاق به " .
            قلت : لكن أعله الدارقطني بقوله : " الصواب عن ثابت عن بكر المزني " .
            ثم ساق من طريق ابن مخلد الجرجاني أنبأنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن ثابت عن بكر المزني أن المغيرة بن شعبة قال : " أتيت النبي صلى الله عليه وسلم نحوه " .
            قلت : وكذا رواه ابن ماجه : حدثنا الحسن بن أبي الربيع أنبأنا عبد الرزاق به . ولكن الرواة الذين رووه عن عبد الرزاق بإسناده عن ثابت عن أنس , أكثر فهو أرجح , إلا أن يكون الخطأ من عبد الرزاق أو شيخه معمر , والله أعلم .
            ( يؤدم ) أي تدوم المودة .
            قلت : ويجوز النظر إليها ولو لم تعلم أو تشعر به , لقوله صلى الله عليه وسلم : " إذا خطب أحدكم امرأة فلا جناح عليه أن ينظر إليها إذا كان إنما ينظر إليها لخطبته , وإن كانت لا تعلم " .



            يتبع
            الحديث التالي إن شاء الله تعالى

            تعليق


            • الحديث رقم 97


              سلسلة الأحاديث الصحيحة
              ــ المجلد الأول


              للشيخ الإمام المحدث
              محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

              الحديث رقم 97

              " إذا خطب أحدكم امرأة فلا جناح عليه أن ينظر إليها إذا كان إنما ينظر إليها لخطبته , وإن كانت لا تعلم " .

              قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 152 :
              أخرجه الطحاوي وأحمد ( 5 / 424 ) عن زهير بن معاوية قال : حدثنا عبد الله ابن عيسى عن موسى بن عبد الله بن يزيد عن " أبي حميد " - وكان قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره .
              قلت : وهذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات رجال مسلم .
              وقد رواه الطبراني أيضاً في " الأوسط " و " الكبير " كما في " المجمع " ( 4 / 276 ) وقال : " ورجال أحمد رجال الصحيح " .
              وسكت عليه الحافظ في " التلخيص " .
              وقد عمل بهذا الحديث بعض الصحابة وهو محمد بن مسلمة الأنصاري , فقال سهل ابن أبي حثمة : " رأيت محمد بن مسلمة يطارد بثينة بنت الضحاك فوق إجار لها ببصره طرداً شديداً , فقلت : أتفعل هذا وأنت من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ? ! فقال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا ألقي في قلب امرىء خطبة امرأة فلا بأس أن ينظر إليها " .




              يتبع
              الحديث التالي إن شاء الله تعالى

              تعليق


              • الحديث رقم 98


                سلسلة الأحاديث الصحيحة
                ــ المجلد الأول


                للشيخ الإمام المحدث
                محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

                الحديث رقم 98

                " إذا ألقي في قلب امرئ خطبة امرأة فلا بأس أن ينظر إليها " .

                قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 153 :
                رواه سعيد بن منصور في " سننه " ( 519 ) وكذا ابن ماجه ( 1864 ) والطحاوي ( 2 / 8 ) والبيهقي والطيالسي ( 1186 ) وأحمد ( 4 / 225 ) عن حجاج ابن أرطاة عن محمد بن سليمان بن أبي حثمة عن عمه " سليمان ابن أبي حثمة " .
                قلت : وهذا إسناد ضعيف من أجل الحجاج فإنه مدلس وقد عنعنه .
                وقال البيهقي : " إسناده مختلف , ومداره على الحجاج بن أرطاة , وفيما مضى كفاية " .
                وتعقبه الحافظ البوصيري فقال في " الزوائد " ( 117 / 2 ) : " قلت : لم ينفرد به الحجاج بن أرطاة , فقد رواه ابن حبان في " صحيحه " عن أبي يعلى عن أبي خيثمة عن أبي حازم , عن سهل بن أبي حثمة عن عمه سليمان ابن أبي حثمة قال : رأيت محمد بن سلمة فذكره " .
                قلت : كذا وجدته بخطي نقلاً عن " الزوائد " , فلعله سقط مني أو من ناسخ الأصل شيء من سنده - وذاك ما استبعده - فإنه منقطع بين أبي خيثمة وأبي حازم , فإن أبا خيثمة واسمه زهير بن حرب توفي سنة ( 274 ) , وأما أبو حازم فهو إما سلمان الأشجعي وإما سلمة بن دينار الأعرج وهو الأرجح وكلاهما تابعي , والثاني متأخر الوفاة , مات سنة ( 140 ) .
                ثم رأيت الحديث في " زوائد ابن حبان " ( 1225 ) مثلما نقلته عن البوصيري : إلا أنه وقع فيه " أبو خازم " بالخاء المعجمة - عن " سهل بن محمد ابن أبي حثمة " مكان " سهيل بن أبي حثمة " وسهل بن محمد بن أبي حثمة لم أجد له ترجمة ولعله في " ثقات ابن حبان " فليراجع .
                لكن للحديث طريقان آخران :
                الأولى : عن إبراهيم بن صرمة عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن سليمان بن أبي حثمة به .
                أخرجه الحاكم ( 3 / 434 ) و قال : " حديث غريب , وإبراهيم بن صرمة ليس من شرط هذا الكتاب " .
                قال الذهبي في " تلخيصه " : " قلت : ضعفه الدارقطني , و قال أبو حاتم : شيخ " .
                الثانية : عن رجل من أهل البصرة عن محمد بن سلمة مرفوعاً به .
                أخرجه أحمد ( 4 / 226 ) : حدثنا وكيع عن ثور عنه .
                قلت : ورجاله ثقات غير الرجل الذي لم يسم .
                وبالجملة فالحديث قوي بهذه الطرق , والله أعلم .
                وقد ورد عن جابر مثل ما ذكرنا عن بن مسلمة كما يأتي .
                وما ترجمنا به للحديث قال به أكثر العلماء , ففي " فتح الباري " ( 9 / 157 ) : " وقال الجمهور : يجوز أن ينظر إليها إذا أراد ذلك بغير إذنها , وعن مالك رواية : يشترط إذنها , ونقل الطحاوي عن قوم أنه لا يجوز النظر إلى المخطوبة قبل العقد بحال , لأنها حينئذ أجنبية , ورد عليهم بالأحاديث المذكورة " .
                فائدة :
                روى عبد الرزاق في " الأمالي " ( 2 / 46 / 1 ) بسند صحيح عن ابن طاووس قال : أردت أن أتزوج امرأة , فقال لي أبي : اذهب فانظر إليها , فذهبت فغسلت رأسي وترجلت ولبست من صالح ثيابي , فلما رآني في تلك الهيئة قال : لا تذهب !
                قلت : ويجوز له أن ينظر منها إلى أكثر من الوجه والكفين لإطلاق الأحاديث المتقدمة ولقوله صلي الله عليه وسلم : " إذا خطب أحدكم المرأة , فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل " .




                يتبع
                الحديث التالي إن شاء الله تعالى

                تعليق


                • الحديث رقم 99


                  سلسلة الأحاديث الصحيحة
                  ــ المجلد الأول


                  للشيخ الإمام المحدث
                  محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

                  الحديث رقم 99

                  " إذا خطب أحدكم المرأة , فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل " .

                  قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 155 :
                  أخرجه أبو داود ( 2082 ) والطحاوي والحاكم والبيهقي وأحمد ( 3 / 334 , 360 ) , عن محمد بن إسحاق عن داود بن حصين عن واقد بن عبد الرحمن بن سعد بن معاذ عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
                  قال : " فخطبت جارية فكنت أتخبأ لها حتى رأيت منها ما دعاني إلى نكاحها وتزوجها " .
                  والسياق لأبي داود , وقال الحاكم : " هذا حديث صحيح على شرط مسلم " . ووافقه الذهبي .
                  قلت : ابن إسحاق إنما أخرج له مسلم متابعة , ثم هو مدلس وقد عنعنه , لكن قد صرح بالتحديث في إحدى روايتي أحمد , فإسناده حسن , وكذا قال الحافظ في " الفتح " ( 9 / 156 ) , وقال في " التلخيص " : " وأعله ابن القطان بواقد بن عبد الرحمن , وقال : المعروف واقد بن عمرو " .
                  قلت : رواية الحاكم فيها عن واقد بن عمرو وكذا هو عند الشافعي وعبد الرزاق " .
                  أقول : وكذلك هو عند جميع من ذكرنا غير أبي داود وأحمد في روايته الأخرى فقالا : " واقد بن عبد الرحمن " , وقد تفرد به عبد الواحد بن زياد خلافاً لمن قال : " واقد بن عمرو " وهم أكثر , وروايتهم أولى , وواقد بن عمرو ثقة من رجال مسلم , أما واقد بن عبد الرحمن فمجهول . والله أعلم .
                  فقه الحديث :
                  والحديث ظاهر الدلالة لما ترجمنا له , وأيده عمل راويه به , وهو الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنه , وقد صنع مثله محمد بن مسلمة كما ذكرناه في الحديث الذي قبله , وكفى بهما حجة , ولا يضرنا بعد ذلك , مذهب من قيد الحديث بالنظر إلى الوجه والكفين فقط , لأنه تقييد للحديث بدون نص مقيد , وتعطيل لفهم الصحابة بدون حجة , لاسيما وقد تأيد بفعل الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه , فقال الحافظ في " التلخيص " ( ص 291 - 292 ) :
                  ( فائدة ) :
                  روى عبد الرزاق وسعيد بن منصور في " سننه " ( 520 - 521 ) وابن أبي عمر وسفيان عن عمرو بن دينار عن محمد بن على بن الحنفية : أن عمر خطب إلى علي ابنته أم كلثوم , فذكر له صغرها , ( فقيل له : إن ردك , فعاوده ) , فقال ( له علي ) : أبعث بها إليك , فإن رضيت فهي امرأتك , فأرسل بها إليه , فكشف عن ساقيها , فقالت : لولا أنك أمير المؤمنين لصككت عينك . وهذا يشكل على من قال : إنه لا ينظر غير الوجه والكفين " .
                  وهذا القول الذي أشار الحافظ إلى استشكاله هو مذهب الحنفية والشافعية .
                  قال ابن القيم في " تهذيب السنن " ( 3 / 25 - 26 ) : " وقال داود : ينظر إلى سائر جسدها . وعن أحمد ثلاث روايات :
                  إحداهن : ينظر إلى وجهها ويديها .
                  والثانية : ينظر ما يظهر غالباً كالرقبة والساقين ونحوهما .
                  والثالثة : ينظر إليها كلها عورة وغيرها , فإنه نص على أنه يجوز أن ينظر إليها متجردة ! "
                  قلت : والرواية الثانية هي الأقرب إلى ظاهر الحديث , وتطبيق الصحابة له والله أعلم .
                  وقال ابن قدامة في " المغني " ( 7 / 454 ) : " ووجه جواز النظر ( إلى ) ما يظهر غالباً أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أذن في النظر إليها من غير علمها , علم أنه أذن في النظر إلى جميع ما يظهر عادةً , إذ لا يمكن إفراد الوجه بالنظر مع مشاركة غيره له في الظهور , ولأنه يظهر غالباً فأبيح النظر إليه كالوجه , ولأنها امرأة أبيح له النظر إليها بأمر الشارع , فأبيح النظر منها إلى ذلك كذوات المحارم " .
                  ثم وقفت على كتاب " ردود على أباطيل " لفضيلة الشيخ محمد الحامد , فإذا به يقول ( ص 43 ) : " فالقول بجواز النظر إلى غير الوجه والكفين من المخطوبة باطل لا يقبل " .
                  وهذه جرأة بالغة من مثله ما كنت أترقب صدورها منه , إذ أن المسألة خلافية كما سبق بيانه , ولا يجوز الجزم ببطلان القول المخالف لمذهبه إلا بالإجابة عن حجته ودليله كهذه الأحاديث , وهو لم يصنع شيئاً من ذلك , بل إنه لم يشر إلى الأحاديث أدنى إشارة , فأوهم القراء أن لا دليل لهذا القول أصلاً , والواقع خلافه كما ترى , فإن هذه الأحاديث بإطلاقها تدل على خلاف ما قال فضيلته , كيف لا وهو مخالف لخصوص قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث ( 99 ) : " ما يدعوه إلى نكاحها " , فإن كل ذي فقه يعلم أنه ليس المراد منه الوجه والكفان فقط , ومثله في الدلالة قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث ( 97 ) : " وإن كانت لا تعلم " .
                  وتأيد ذلك بعمل الصحابة رضي الله عنهم , عمله مع سنته صلى الله عليه وسلم , ومنهم محمد ابن مسلمة وجابر بن عبد الله , فإن كلاً منهما تخبأ لخطيبته ليرى منها ما يدعوه إلى نكاحها , أفيظن بهما عاقل أنهما تخبآ للنظر إلى الوجه والكفين فقط ! ومثل عمر بن الخطاب الذي كشف عن ساقي أم كلثوم بنت علي رضي الله عنهم . فهؤلاء ثلاثة من كبار الصحابة أحدهم الخليفة الراشد أجازوا النظر إلى أكثر من الوجه والكفين , ولا مخالف لهم من الصحابة فيما أعلم , فلا أدري كيف استجاز مخالفتهم مع هذه الأحاديث الصحيحة ?‎! وعهدى بأمثال الشيخ أن يقيموا القيامة على من خالف أحداً من الصحابة اتباعاً للسنة الصحيحة , ولو كانت الرواية عنه لا تثبت كما فعلوا في عدد ركعات التراويح ! ومن عجيب أمر الشيخ عفا الله عنا وعنه أنه قال في آخر البحث : " قال الله تعالى : فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا " . ! فندعو أنفسنا وإياه إلى تحقيق هذه الآية ورد هذه المسألة إلى السنة بعد ما تبينت . والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله .
                  هذا ومع صحة الأحاديث في هذه المسألة , وقول جماهير العلماء بها - على خلاف السابق - فقد أعرض كثير من المسلمين في العصور المتأخرة عن العمل بها , فإنهم لا يسمحون للخاطب بالنظر إلى فتاتهم - ولو في حدود القول الضيق . تورعاً منهم , زعموا , ومن عجائب الورع البارد أن بعضهم يأذن لابنته بالخروج إلى الشارع سافرة بغير حجاب شرعي ! ثم يأبى أن يراها الخاطب في دارها , وبين أهلها بثياب الشارع !
                  وفي مقابل هؤلاء بعض الآباء المستهترين الذين لا يغارون على بناتهم . تقليداً منهم لأسيادهم الأوربيين , فيسمحون للمصور أن يصورهن وهن سافرات سفوراً غير مشروع , والمصور رجل أجنبي عنهن , وقد يكون كافراً , ثم يقدمن صورهن إلى بعض الشبان , بزعم أنهم يريدون خطبتهن , ثم ينتهي الأمر على غير خطبة , وتظل صور بناتهم معهم , ليتغزلوا بها , وليطفئوا حرارة الشباب بالنظر إليها ! .
                  ألا فتعساً للآباء الذين لا يغارون . وإنا لله وإنا إليه راجعون .



                  يتبع
                  الحديث التالي إن شاء الله تعالى

                  تعليق


                  • الحديث رقم 100


                    سلسلة الأحاديث الصحيحة
                    ــ المجلد الأول


                    للشيخ الإمام المحدث
                    محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

                    الحديث رقم 100

                    " يا أبا ذر ألا أعلمك كلمات تدرك بهن من سبقك ولا يلحقك من خلفك إلا من أخذ بمثل عملك ? تكبر الله دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين , وتحمده ثلاثاً وثلاثين وتسبحه ثلاثاً وثلاثين وتختمها بـ ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ) " .

                    قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 159 :
                    رواه أبو داود ( 1504 ) : حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم , حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي , حدثني حسان بن عطية قال : حدثني محمد بن أبي عائشة قال : حدثني " أبو هريرة " قال : " قال أبو ذر : يا رسول الله , ذهب أهل الدثور بالأجور , يصلون كما نصلي , ويصومون كما نصوم , ولهم فضول أموال يتصدقون بها , وليس لنا مال نتصدق به , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره , و زاد في آخره : " غفرت له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر " .
                    قلت : وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح , ولكني في شك من صحة هذه الزيادة في الحديث بهذا الإسناد , فقد أخرجه أحمد ( 2 / 238 ) بهذا الإسناد : حدثنا الوليد به , دونها . وكذلك أخرجه الدارمي من طريق أخرى فقال ( 1 / 312 ) : " أخبرنا الحكم بن موسى , حدثنا هقل عن الأوزاعي به , دونها " .
                    ومن الظاهر أنها غير منسجمة مع سياق الحديث , وقد جاءت هذه الزيادة في حديث آخر لأبي هريرة , فأخشى أن يكون اختلط على بعض الرواة أحد الحديثين بالآخر فدمجهما في سياق واحد ! ولفظ الحديث المشار إليه يأتي في أول الجزء التالي إن شاء الله .
                    وسبحانك اللهم وبحمدك , أشهد أن لا إله إلا أنت , أستغفرك وأتوب إليك .



                    يتبع
                    الحديث التالي إن شاء الله تعالى

                    تعليق


                    • الحديث رقم 101


                      سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

                      للشيخ الإمام المحدث
                      محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى


                      الحديث رقم 101

                      " من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين وحمد الله ثلاثاً وثلاثين وكبر الله ثلاثاً وثلاثين , فتلك تسع وتسعون , ثم قال تمام المائة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير , غفرت له خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر " .

                      قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 161 :
                      أخرجه مسلم ( 2 / 98 ) وأبو عوانة ( 2 / 247 ) والبيهقي ( 2 / 187 ) وأحمد ( 2 / 373 , 383 ) من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبي عبيد المذحجي عن عطاء ابن يزيد الليثي عن # أبي هريرة # مرفوعاً .
                      وقد جاء هذا العدد في حديث آخر , لكنه جعل بدل التهليلة تكبيرة أخرى مع الثلاث والثلاثين , ويأتي عقب هذا إن شاء الله تعالى .
                      فائدة :
                      أخرج النسائي ( 1 / 198 ) والحاكم ( 1 / 253 ) عن زيد ابن ثابت قال : " أمروا أن يسبحوا دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين , ويحمدوا ثلاثاً وثلاثين , ويكبروا أربعاً وثلاثين , فأتي رجل من الأنصار في منامه فقيل له : أمركم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تسبحوا دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين , وتحمدوا ثلاثاً وثلاثين , وتكبروا أربعاً وثلاثين ? قال : نعم , قال : فاجعلوها خمساً وعشرين , واجعلوا فيها التهليل ( يعني خمساً وعشرين ) ,‎ فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم , فذكر ذلك له , قال : اجعلوها كذلك " .
                      وقال الحاكم : " صحيح الإسناد " , ووافقه الذهبي , وهو كما قالا .
                      وله شاهد من حديث ابن عمر نحوه . أخرجه النسائي بسند صحيح .



                      يتبع
                      الحديث التالي إن شاء الله تعالى

                      تعليق


                      • الحديث رقم 102


                        سلسلة الأحاديث الصحيحة
                        ــ المجلد الأول


                        للشيخ الإمام المحدث
                        محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

                        الحديث رقم 102

                        " معقبات لا يخيب قائلهن أو فاعلهن دبر كل صلاة مكتوبة : ثلاث وثلاثون تسبيحة وثلاث وثلاثون تحميدة وأربع وثلاثون تكبيرة " .

                        قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 162 :
                        رواه مسلم ( 2 / 98 ) وأبو عوانة ( 2 / 247 , 248 ) والنسائي ( 1 / 198 ) والترمذي ( 2 / 249 ) والبيهقي ( 2 / 187 ) والطيالسي ( 1060 ) من طرق عن الحكم بن عتيبة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن # كعب بن عجرة # مرفوعاً .
                        ( معقبات ) أي كلمات تقال عقب الصلاة , والمعقب ما جاء عقب قبله .
                        قلت : والحديث نص على أن هذا الذكر إنما يقال عقب الفريضة مباشرة , ومثله ما قبله من الأوراد وغيرها , سواء كانت الفريضة لها سنة بعدية أو لا , ومن قال من المذاهب بجعل ذلك عقب السنة فهو مع كونه لا نص لديه بذلك , فإنه مخالف لهذا الحديث وأمثاله مما هو نص في المسألة .
                        والله ولي التوفيق .



                        يتبع
                        الحديث التالي إن شاء الله تعالى

                        تعليق


                        • الحديث رقم 103


                          سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

                          للشيخ الإمام المحدث
                          محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

                          الحديث رقم 103

                          " خير الأصحاب عند الله خيرهم لصحابه , وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره " .

                          قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 162 :

                          رواه الترمذي ( 1 / 353 ) والدارمي ( 2 / 215 ) والحاكم ( 4 / 164 ) وأحمد ( 2 / 168 ) وابن بشران في " الأمالي " ( 143 / 1 ) عن حيوة وابن لهيعة قالا : حدثنا شرحبيل بن شريك أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي يحدث عن # عبد الله بن عمرو # به مرفوعاً .

                          هكذا أخرجوه جميعاً عنهما إلا أن الترمذي لم يذكر ابن لهيعة , وكذا الحاكم إلا أنه خالف في إسناده فقال : " ... حيوة بن شريح حدثني شرحبيل بن مسلم عن عبد الله بن عمرو " . فجعل شرحبيل بن مسلم بدل شرحبيل بن شريك , وأسقط من السند أبا عبد الرحمن الحبلي , وذلك من أوهامه رحمه الله , ثم وهم وهماً آخر فقال : " حديث صحيح على شرط الشيخين " . ووافقه الذهبي !

                          قلت : وابن مسلم لم يخرج له الشيخان , وأما ابن شريك فاحتج به مسلم وحده , وكلاهما ثقة . وقال ابن بشران عقب الحديث : " حديث صحيح , وإسناده كلهم ثقات " .

                          وهو كما قال , وقال الترمذي : " حديث حسن غريب " .



                          يتبع
                          الحديث التالي إن شاء الله تعالى

                          تعليق


                          • الحديث رقم 104


                            سلسلة الأحاديث الصحيحة
                            ــ المجلد الأول


                            للشيخ الإمام المحدث
                            محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

                            الحديث رقم 104

                            " إن الشيطان قال : وعزتك يا رب لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم فقال الرب تبارك وتعالى : وعزتي وجلالي : لا أزال أغفر لهم ما استغفروني " .

                            قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 163 :
                            رواه الحاكم ( 4 / 261 ) والبيهقي في " الأسماء " ( ص 134 ) من طريق عمرو ابن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم عن # أبي سعيد # رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره , وقال : " صحيح الإسناد " ووافقه الذهبي وذلك من أوهامه , فإن دراجاً عنده واه كما يأتي .
                            ورواه ابن لهيعة عن دراج به و زاد : " وارتفاع مكاني " .
                            أخرجه البغوي في " شرح السنة " ( 1 / 146 ) , وأحمد ( 3 / 29 ) بدونها وأوردها الذهبي في " العلو " ( ص 116 ) من هذا الوجه ولم يعزه لأحد وقال : " دراج واه " .
                            قلت : وعلة هذه الزيادة عندي من ابن لهيعة وهي من تخاليطه لا من دراج , فقد رواه عنه عمرو بن الحارث بدونها كما رأيت .
                            وقد توبع على الحديث , فأخرجه الإمام أحمد ( 3 / 29 / 41 ) من طريق ليث عن يزيد بن الهاد عن عمرو عن أبي سعيد الخدري مرفوعا بلفظ : " إن إبليس قال لربه : بعزتك وجلالك لا أبرح أغوي بني آدم ما دامت الأرواح فيهم فقال الله : فبعزتي وجلالي لا أبرح أغفر لهم ما استغفروني " .
                            قلت : هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين لكنه منقطع بين عمرو – وهو ابن أبي عمر مولى المطلب - وبين أبي سعيد الخدري , فإنهم , لم يذكروا لعمرو رواية عن أحد من الصحابة غير أنس بن مالك , وهو متأخر الوفاة جداً عن أبي سعيد , فإن هذا كانت وفاته سنة ( 75 ) على أكثر ما قيل , وهو توفي سنة ( 92 ) وقيل ( 93 ) .
                            والحديث أورده الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 207 ) بلفظ أحمد وقال : " رواه أحمد وأبو يعلى بسنده , وقال : لا أبرح أغوي عبادك , والطبراني في الأوسط , وأحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح , وكذلك أحد إسنادي أبي يعلى " .
                            وكأنه قد خفي عليه الانقطاع الذي ذكرت , أقول هذا مع العلم أن قول المحدث في حديث ما " رجاله رجال الصحيح " أو " رجاله ثقات " ونحو ذلك لا يفيد تصحيح إسناده , خلافاً لما يظن البعض , وقد نص على ما ذكرنا الحافظ ابن حجر فقال في " التلخيص " ( ص 239 ) بعد أن ساق حديثاً آخر : " ولا يلزم من كون رجاله ثقات أن يكون صحيحاً , لأن الأعمش مدلس ولم يذكر سماعه " .



                            يتبع
                            الحديث التالي إن شاء الله تعالى

                            تعليق


                            • الحديث رقم 105


                              سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

                              للشيخ الإمام المحدث
                              محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى


                              الحديث رقم 105

                              " لقيت إبراهيم ليلة أسري بي , فقال : يا محمد أقرئ أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء وأنها قيعان , غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر " .

                              قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 165 :
                              أخرجه الترمذي ( 2 / 258 - بولاق ) عن عبد الرحمن بن إسحاق عن القاسم ابن عبد الرحمن عن ابن مسعود مرفوعاً , وقال : " هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن مسعود " .
                              قلت : وعبد الرحمن بن إسحاق هذا ضعيف اتفاقاً , لكن يقويه أن له شاهدين من حديث أبي أيوب الأنصاري , ومن حديث عبد الله بن عمر .
                              أما حديث أبي أيوب , فهو من طريق عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر عن سالم بن عبد الله : أخبرني أبو أيوب الأنصاري : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به مر على إبراهيم فقال : من معك يا جبريل ? قال : هذا محمد , فقال له إبراهيم : مر أمتك فليكثروا من غراس الجنة فإن تربتها طهور , وأرضها واسعة قال : وما غراس الجنة ? قال : لا حول ولا قوة إلا بالله " .
                              أخرجه أحمد ( 5 / 418 ) وأبو بكر الشافعي في " الفوائد " ( 6 / 65 / 1 ) والطبراني كما في " المجمع " ( 10 / 97 ) وقال : " ورجال أحمد رجال الصحيح غير عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن الخطاب وهو ثقة لم يتكلم فيه أحد , ووثقه ابن حبان " .
                              قلت : وبناء على توثيق ابن حبان إياه أخرج حديثه هذا في " صحيحه " كما في " الترغيب " ( 2 / 265 ) وعزاه لابن أبي الدنيا أيضاً مع أحمد وقال : " إسناده حسن " .
                              قلت : وفي ذلك نظر عندي لما قررناه مراراً أن توثيق ابن حبان فيه لين , لكن الحديث لا بأس به بما قبله .
                              وأما حديث ابن عمر , فأخرجه ابن أبي الدنيا في الذكر والطبراني بلفظ : " أكثروا من غراس الجنة , فإنه عذب ماؤها طيب ترابها , فأكثروا من غراسها , قالوا : يا رسول الله وما غراسها ? قال ما شاء الله , لا حول ولا قوة إلا بالله " . هكذا أورده في " الترغيب " وسكت عليه , وأورده الهيثمي من رواية الطبراني وحده دون قوله " ما شاء الله " وقال ( 10 / 98 ) : " وفيه عقبة بن علي وهو ضعيف " .
                              ( قيعان ) جمع " قاع " وهو المكان المستوي الواسع في وطأة من الأرض يعلوه ماء السماء , فيمسكه , ويستوي نباته . نهاية .



                              يتبع
                              الحديث التالي إن شاء الله تعالى

                              تعليق


                              • رد: ** سلسلة الأحاديث الصحيحة للإمام الألباني .. متجددة ان شاء الله ..

                                جزاكم الله خيرا ونفع بك وشكرلكم
                                وفقكم الله لما يحبه ويرضاه
                                نحن نساء لم تخدعنا الدنيا بزخرفها وجمالها
                                نحن نساء أقسمنا أن نجعل الدين نصب أعيننا
                                نحن نساء عاهدنا المولى على رفع راية الإسلام
                                إننا جواهر مصونة ولآلئ مكنونة
                                ظاهرنا السواد وباطننا البياض

                                تعليق

                                يعمل...
                                X