إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شرح حديث ( خدمة المرأة زوجها).

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شرح حديث ( خدمة المرأة زوجها).






    عن أسماء بنت أبي بكر ، قالت : تزوجني الزبير وما له في الأرض مال ولا مملوك ، غير ناضح ، وغير فرسه ، قالت : فكنت أعلف فرسه ، وأكفيه مؤنته ، وأسوسه وأدق النوى لناضحه ، وأعلفه ، وأستقي الماء ، وأخرز غربه ، - قال أبو أسامة : يعني الدلو - وأعجن ولم أكن أحسن أخبز ، فتخبز لي جارات لي من الأنصار ، وكن نسوة صدق ، وكنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأسي وهي ثلثا فرسخ ، قالت : فجئت يوما والنوى على رأسي ، فلقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه نفر من أصحابه ، فدعاني ، ثم قال : " إخ إخ " ، ليحملني خلفه ، قالت : فاستحييت أن أمشي مع الرجال ، وذكرت الزبير وغيرته ، وكان أغير الناس ، قال : فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إني قد استحييت فمضى ، فجئت الزبير ، فقلت : لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى رأسي النوى ، ومعه نفر من أصحابه ، فأناخ لأركب معه ، فاستحييت وعرفت غيرتك ، فقال : والله لحملك النوى كان أشد علي من ركوبك معه ، قالت : حتى أرسل إلي أبو بكر بعد ذلك بخادم ، فكفتني سياسة الفرس ، فكأنما أعتقتني * ([1])


    من هي أسماء بنت أبي بكر ؟


    أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ أُمُّ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، كَانَتْ تُعْرَفُ بِذَاتِ النِّطَاقَيْنِ، كَانَتْ تَحْتَ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللهِ، وَعُرْوَةَ، وَالْمُنْذِرَ، ثُمَّ طَلَّقَهَا، فَكَانَتْ عِنْدَ ابْنِهَا عَبْدِ اللهِ، كَانَتْ أُخْتَ عَائِشَةَ لِأَبِيهَا، وَكَانَتْ أَسَنَّ مِنْ عَائِشَةَ، وُلِدَتْ قَبْلَ التَّأْرِيخِ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَقَبْلَ مَبْعَثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَشْرِ سِنِينَ، وَوُلِدَتْ وَلِأَبِيهَا الصِّدِّيقِ يَوْمَ وُلِدَتْ أَحَدٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً، تُوُفِّيَتْ أَسْمَاءُ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ بِمَكَّةَ بَعْدَ قَتْلِ ابْنِهَا عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بِأَيَّامٍ، وَلَهَا مِائَةُ سَنَةٍ وَقَدْ ذَهَبَ بَصَرُهَا، أُمُّ أَسْمَاءَ وَأُمُّ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ: قُتَيْلَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَبْدِ أَسْعَدَ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلٍ رَوَى عَنْ أَسْمَاءَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ، وَابْنُهَا عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَعَبَّادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَعَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَوَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ، وَالْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْطَبٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مليكه، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَطَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَصَفِيَّةُ بِنْتُ شَيْبَةَ الْحَجَبِيُّ , فِي آخَرِينَ ([2])


    تحليل المفردات

    النوى : عجم التمر كانوا يدقونه ويعلفونه دوابهم

    الناضح: الدابة يستقى عليها والمطر وهي ناضحة ( ج ) نواضح ([3])

    قال: والنّاضح: البعير الذي يستقي الماء ولأنثى ناضحة، وفي الحديث " ما سُقي من الزَّرع نَضحاً ففيه نصف العُشر؟يريد ما سُقي بالدلاء والغروب والسَّواني ولم يسق فتحاً. ([4])

    الخرزة : كل ثقبة و خيطها في الجلد و ما بين الثقبين من خياطة و في المثل ( جمع بين سيرين في خرزة ) يضرب لمن طلب حاجتين في حاجة ( ج ) خرز

    ( المخراز ) ما يخرز به الجلد و نحوه ( ج ) مخاريز ([5])والَخرْزُ خياطةُ الأدم، وكلُّ كُتْبةٍ منه خُرْزةٌ يعني كلَّ ثقبه وخَيْطها. ([6])\

    مأن: القوم مأنا احتمل مؤو نتهم قوتهم ( و قد لا يهمز ) ويقال هذا أمر مامأنت له أو ما مأنت مأنه ما أخذت عدته وأهبته والرجل اتقاه وحذره وأصاب مأنته ( المؤنة ) القوت ( ج ) مؤن ([7])

    غربه: غرب: الغين والراء والباء أصلٌ صحيح، وكَلمُهُ غير منقاسةٍ لكنَّها متجانسة ([8])الغرب بسكون الراء ([9]) الدلو العظيمة تتخذ من جلد ثور ([10])

    أقطعه: (قطع) القاف والطاء والعين أصلٌ صحيحٌ واحد، يدل على صَرْمٍ وإبانة شيءٍ من شيء. يقال: قطعتُ الشيءَ أقطعه قَطْعاً. ([11])( أقطع ) فلانا أرضا ملكه إياها ([12])

    الأرض التي أقطعه رسول الله (- صلى الله عليه وسلم - ) تدخل في الإقطاع ، وهو تمليك قطعة الأرض دون رقبتها

    - إخ إخ:بكسر الهمزة وإسكان الخاء، والنَّخُّ أن تقول لسيِّقتك - وأنت تحثها - : إخْ إخْ، فهذا: النَّخُّ.

    قلت: وسمعت غير واحد من العرب يقول: نَخْنِخْ بالإبل - أي ازْجرها بقولك: إخْ إخْ، حتى تَبْرُك. ([13])

    " الغيرة " أي الحمية والأنفة، يقال: رجل غيور، وامرأة غيور، بلا هاء؛ لأن فعولا يشترك فيه الذكر والأنثى.

    -(على ثلثي فرسخ) " فرسخ " الفرسخ من المسافة المعلومة في الأرض مأخوذ منه، والفرسخ ثلاثة أميال أو ستة، سمي بذلك؛ لأن صاحبه إذا مشى قعد واستراح من ذلك كأنه سكن وقيل: الفرسخ: ثلاثة أميال هاشمية، أو اثنا عشر ألف ذراع، أو عشرة آلاف، وثلث فرسخ: ثلاثة كيلو متر ونصف([14])

    فوائد الحديث:

    الفائدة الأولى: أن الكفاءة في الدين وليست في المال أو الجاه .

    الفائدة الثانية: جواز خدمة المرأة لزوجها ولو أدى ذلك إلى تحمل المشاق ولا ينكر ذلك عليها لأن ذلك من مكارم الأخلاق والتطوع وليس بواجب عليها .

    الفائدة الثالثة: جواز خدمة الجيران بعضهم لبعض وأن ذلك من باب التراحم والتضامن الاجتماعي بين الجيران والأقارب لما فيه من فضل صلة الأرحام .

    الفائدة الرابعة: فضيلة نساء الأنصار وأنهم متصفين بالصدق والأمانة .

    الفائدة الخامسة: جواز مخاطبة النساء عند الحاجة كما قال الله تعالى: ( وقلن قولا معروفاً) ، وكما قال : (وإذا سألتموهن متاعاً فسألوهن من وراء حجاب) .

    الفائدة السادسة: رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بأمته وحرصه على سعادتهم في الدنيا والآخرة .

    الفائدة السابعة: جواز ارتداف المرأة خلف الرجل في موكب الرجال .

    الفائدة الثامنة: منقبة عظيمة لأسماء رضي الله عنها لاتصافها بالحياء وهكذا يجب على المرأة المسلمة أن تتصف بالحياء لأنه الذي فيه عزها وسعادتها في الدنيا والآخرة .

    الفائدة التاسعة: جواز غيرة المفضول على الفاضل .

    الفائدة العاشرة: وجوب طاعة الزوج والوفاء بعهده ومراعاة مشاعره والحرص على ذلك لأن عزة المرأة المسلمة لا تكون إلا في طاعة ربها، ومن ثم طاعة زوجها والبعد عن كل ما يخالف ذلك

    الفائدة الحادية عشر: غيرة الرجل عند ابتذال أهله وخاصة فيما يشق من الخدمة وتأسفه وأنفة نفسه من ذلك لا سيما إذا كانت ذات حسب ودين .

    الفائدة الثانية عشر: جواز إكرام الرجل لبناته وأولاده وبذله لهم المال والخدم وذلك من المروءة والإحسان وذلك دأب السلف الصالح رضي الله عنهم

    الفائدة الثالثة عشر: ذكر المرأة حسن عشرة المطلق .

    الفائدة الرابعة عشر: تسمية الفرس مالاً .


    الفائدة الخامسة عشر: عدم الاستحياء من ذكر بعض عيوب النفس التي لا تقدح (ولم أكن أُحْسِنُ أخبزُ ) .


    الفائدة السادسة عشر:جواز تزويج الفقير الذي ليس له مال مادام صالحا في دينه.

    الفائدة السابعة عشر: قول المرأة " تزوجني فلان " وليس : تزوجت فلانا .

    الفائدة الثامنة عشر: ذكر الإنسان فضائل نفسه وصبرها وجلدها من غير فخر وكبر.

    الفائدة التاسعة عشر: على الإنسان العناية بالدواب خاصة ما كان لنفسه منها .

    الفائدة العشرون: الاستفادة من فضلة الطعام ، كما فعلت أسماء في النوى .

    الفائدة الحادية والعشرين: إيجاد حلول لما يستصعب في الحياة ، فأسماء لا تحسن الخبز لكنها وجدت حلا لهذه المشكلة .

    الفائدة الثانية والعشرين: حسن الجوار .

    الفائدة الثالثة والعشرين: الصبر مع الزوج على شغف العيش حتى يأتي الله بالفرج .

    الفائدة الرابعة والعشرين: فيه سير المرأة لوحدها ما لم يكن سفرا ، والفتنة مأمونة .

    الفائدة الخامسة والعشرين: فيه نظر المرأة للرجل ، ولهذا عرفت أسماء النبي صلى الله عليه وسلم .

    الفائدة السادسة والعشرين: فيه الحياء الذي ينبغي أن تكون عليه المرأة المسلمة ولو مع أهل الخير والصلاح .

    الفائدة السابعة والعشرين: التكلم مع الحيوان بما يفهمه كقول "إخ إخ " .

    الفائدة الثامنة والعشرين: إخبار الزوجة زوجها بما جرى لها خلال يومها و الإسراع بذلك إن كان أمرا جللا.

    الفائدة التاسعة والعشرين: تعريف الزوجة زوجها أنها صانت نفسها و بيتها من أجله

    الفائدة الثلاثون: عدم الشكوى من جهد العمل في خدمة الزوج و الصبر على ذلك.

    الفائدة الحادية والثلاثين:قراءة أحوال الناس و قبول أعذارهم فلا يصار إلى إعادة الطلب إن عرف سبب الرفض كما فعل المصطفى - صلوات ربي و سلامه عليه مع أسماء رضي الله عنها.

    الفائدة الثانية والثلاثين: التعريض بما يفهم مع النساء صونا لحيائهم كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم فأناخته كانت للإشارة لها بالركوب ليحملها و لم يقل لها دعيني أحملك

    الفائدة الثالثة والثلاثين: ذكر مناقب من له فضل كما مدحت أسماء نسوة الأنصار بأنهم نسوة صدق.

    الفائدة الرابعة والثلاثين: أسماء كانت تسوس الفرس وتسوس زوجها وذلك لما قالت لزوجها : وذكرت غيرتك .فعرفت ما يرضي زوجها وما يغضبه.

    الفائدة الخامسة والثلاثين: أسماء رضي الله عنها كانت تعيش حالة نفسية صعبة جداً وذلك بقولها :فكأنما أعتقني ،ومع ذلك لم تكن تؤذي زوجها أن يأتي لها بخادم لعلمها بفقره، حتى أرسل أبوبكر إلي بخادم : الظاهر أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أبا بكر رضي الله عنه بما حدث وفي هذا ينبغي للصاحب ذكر ما جرى لأهل صاحبه أو أن يشفع لهم عند صاحبه لما يرى مابهم من بأس.

    الفائدة السادسة والثلاثين: لم ينسى النبي صلى الله عليه وسلم خدمة أسماء له يوم أن كان في الغار فأراد أن يرد الجميل لها لما أراد أن يردفها وقد رد الجميل لما شفع لها عند أبي بكر.

    الفائدة السابعة والثلاثين: الاستهلال للحديث بالقصة وهي تتضمن حياة أسماء في المكة والمدينة.

    الفائدة الثامنة والثلاثين: الثناء على الزوج كما قالت أسماء (كان أغير علي) .

    الفائدة التاسعة والثلاثين: حكم اللقطة (مثل النوى).

    الفائدة الأربعون: جواز الشكوى وعدم مخالطة الرجال إلا لضرورة.


    ....................

    ([1])صحيح ابن حبان - كتاب السير- باب في الخلافة والإمارة - ذكر ما يستحب للأئمة استمالة قلوب رعيتهم بإقطاع الأرضيين لهم- حديث : ‏4565‏
    ([2])معرفة الصحابة لأبي نعيم (6 / 3253)
    ([3])المعجم الوسيط - (2 / 928)
    ([4])تهذيب اللغة - (4 / 213)
    ([5])المعجم الوسيط - (1 / 226)
    ([6])تهذيب اللغة - (7 / 201)
    ([7])المعجم الوسيط - (2 / 852)
    ([8])مقاييس اللغة (4 / 420)
    ([9])النهاية في غريب الحديث - (3 / 349)
    ([10])المعجم الوسيط - (2 / 647)
    ([11])مقاييس (5 / 101)
    ([12])المعجم الوسيط - (2 / 745)
    ([13])تهذيب اللغة - (7 / 7)
    ([14])فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري - (3 / 475).




  • #2
    رد: شرح حديث ( خدمة المرأة زوجها).

    عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    ينقل للقسم المناسب
    اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

    تعليق


    • #3
      رد: شرح حديث ( خدمة المرأة زوجها).

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله خيرا , وبارك الله فيكم

      تعليق


      • #4
        جزاكم الله خيرًا ونفع بكم
        ينقل لعلم الحديث

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة عطر الفجر مشاهدة المشاركة
          جزاكم الله خيرًا ونفع بكم
          ينقل لعلم الحديث

          تعليق

          يعمل...
          X