السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين والصّلاةً والسّلامُ على سيِّدنا محمّدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين، وبعد ...
فمما هو معلوم لكل مسلم ، أن أوّلَ ما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلّم قوله تعالى: "إقرأ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذى خَلَقَ ، خلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقرأ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ الّذيِ عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الإنْساَنَ ماَلَمْ يَعْلَمْ".
وهذا من أكبر الدّلائل وأجلِّها على أن الإسلام دين العلم والمعرفة.
ولا شك أن أجلَّ العلوم على الإطلاق العلوم الشرعية والتي يتوجب على المسلم تعلم جزءًا منها كفرض عين عليه لا يتم إسلامه إلا به.
قال ابن تيمية حين قال: " معلوم أن تعلم العربية و تعليم العربية فرضٌ على الكفاية ".
وقال أيضا " إن اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض واجب، فإن فهمالكتاب و السنة فرضٌ، و لا يفهم إلا باللغة العربية، ومالا يتم الواجب إلابه، فهو واجب "،
وقال أيضا " إن اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض واجب، فإن فهمالكتاب و السنة فرضٌ، و لا يفهم إلا باللغة العربية، ومالا يتم الواجب إلابه، فهو واجب "،
ويقو الإمام الشافعي في معرض حديثه عن الابتداع في الدين " ما جهل الناس، ولا اختلفوا إلا لتركهم لسان العرب "،
وقال الحسن البصري -رحمه الله- في المبتدعة " أهلكتهم العجمة ".
فلا شك بعد ذلك أن من مفاتيح تعلم الشرع تعلم بعض العلوم الموصلة إليه وهي ما تسمى بعلوم الآلة (أي التي لا تقصد في تعلمها لذاتها وإنما لتكون وسيلة لدراسة غيرها)
مثال ذلك: (( علوم أصول التفسير ومصطلح الحديث وعلوم الرجال والعلل والتراجم والقواعد الفقهية وغيرها...، ويأتي على رأس علوم الآلة علم العربية بأقسامه المختلفة وفي مقدمتها بالطبع علوم ضبط اللسان العربي وأجلها علم النحو)
يقول الأستاذ الفاضل : حسن عباس في مقدمة رائعته (النحو الوافي)
النحو ... دعامة العلوم العربية، وقانونها الأعلى؛ منه تستمد العون، وتستلهم القصد، وترجع إليه فى جليل مسائلها، وفروع تشريعها؛ ولن تجد علماً منها يستقل بنفسه عن النحو، أو يستغنى عن معونته، أو يسير بغير نوره وهداه.اهـ
ويجدُر بالذكر هنا أنه " كثيرا ما كنت أسمع بعض الإخوة (وقد يكون من طلبة العلم المجيدين لعلم الحديث) يقول: " أنا أكره النحو" أو يقول آخر: " النحو صعب " ...
وكان ردي دائما :" لا يجوز شرعا أن نكره النحو فهو أساس العربية التي هي لغة القرآن"
وأم عن دعوى " صعوبته " فأنتم والله تتعلمون ما هو أصعب وأشق في الفهم من قواعد العربية وما أرى أمر انصرافكم عن التعمق فيها إلا تلبيس من الشيطان ليصرفكم عن هذا العلم الشريف،
ثم إنكم ستكونون غدا ممن يتصدرون للدعوة إلي الله فكيف يسوغ لكم أن تتصدروا للدعوة (فضلا عن البحث والتحقيق والتأليف) وأنتم لا تجيدون العربية ، وكانت هذه الكلمات بفضل الله مفتاح خير على كثير منهم ، ومنهم من تفوق فيها حتى صارت
عَلَمًا عليه.
عَلَمًا عليه.
ولا أقصد بذلك أن نكون من العلماء المتخصصين في العلوم العربية وإنما على الأقل أن نقفَ على ما يستقيمُ به اللسان والفهم.
وقد استعنت الله في انتقاء ما تيسرَ فى علم النحو بإسلوب يناسب عصرنا، ولكن بمرجعية قرآنية أصيلة نستطيع أن نقول:
( قواعد نحوية بشواهد قرآنية )
وقد سميتُ هذه السلسلةَ
( المجالس النحْوية في تيسير قواعد اللغة العربية)
ولا أنسى أن أذكِّرَ إخواني ...
أنني هنا في مقام الناقل المتعلم فما يكون من توفيق فمن الله وحده، وما يكون من خطأ أو نسيان فمني ومن الشيطان، فمن وجد خيرا فلا ينسني من دعوة بظهر الغيب ومن وجد زللا فحقي عليه النصيحة.
إلى أن نلتقي لا تنسوني من صالح دعائكم
وإلى لقاء قريب مع المجلس الأول
(أبو أنس)
تعليق