حكاية كاميليا وأخواتها في قصائد
...
هذه قصائد كتبتها متأثراً بقصة أختنا المسلمة الأسيرة كاميليا شحاتة زاخر التي ذهبت لتشهر إسلامها في الأزهر الشريف فتم تعطيل أوراقها حتى تسلمتها الكنيسة المصرية وأخفتها في مكان غير معلوم لترجع عن دينها ، والحق أني ما كنت أقدر على الكتابة غير أني لما قرأت قصيدة فضيلة الشيخ حامد العلي " سلام على بنت الكنانة وافياً " أحسست في داخلي بغيرة وكيف أني لم أكتب عنها وهي في وطني ومن بلدي ؟ فلما حاولت الكتابة عجزت فعبرت وكلما فتحت فمي لأتكلم عنها بيني وبين نفسي خانتني الكلمات واختنقت الحروف وفرت العبارات وحلت العبرات فعبرت عن عجزي بالبيت الأول وشرعت أتساءل : ماذا أقول إزاء هذا التخاذل الذي ابتليت به الأمة إلا من رحم الله ؟ وتذكرت نادباً ما كان من شأن يهود خيبر مع المرأة المسلمة ثم كيف أجلاهم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم من خيبر عقاباً على تعديهم وجورهم ، وها هو المعتصم يجيب استغاثة امرأة وقعت في أسر الروم فيغزوهم محررا بعزة وقوة ، ثم نعيت ما كان مما وقع لأختنا كاميليا وأخواتها الحبيسات ومن ثم التفت فتكلمت عن لسانها وسردت حواراً متخيلاً جرى بينها وبين حابسيها ثم لومها واستنكارها هذا السكوت والتخاذل من جانبنا تجاههن ونعيها علينا هذا التخلي غير المبرر رغم كونها أختاً لنا ، ثم احتسابها ما نالها وثباتها على دينها وإن قتلت تقتيلاً مذكراً إياها بالصالحات الثابتات الصابرات في الأمم السالفة وعصور الإسلام الأولى .
والقصيدة الأولى هي " سلام على كاميليا "
والثانية " سل مكتب الإشهار"
وهي قصيدة كتبتها بعد اطلاعي على قصتها كاملة كما نشر وقتها ومتابعتي لأخبارها تفصيلاً ونعيت فيها ما آل إليه حالنا من هوان وتخاذل
ثم الثالثة " آهاً لأختي ..! "
...........
سلام على كاميليا
1.عَجَزَ اللسَانُ عَن البيان وأطْبَقتْ
شَفتايَ صَمْتاً من هُمُوم ٍ حَلَّتِ
2.ماذا أقُولُ وقدْ رأيْتُ تَخَاذلاً
رَغِمَتْ لهُ أنْفُ الكِرَام وذلَّتِ
3.يا ألفَ مليون ٍ ونِصْفٍ مُسْلِمًا
مَاذا دَهَانَا نَرْتَضِي بمَذلَّةِ !
4.أجْلَى اليهودَ رُسُولُنَا من خَيْبَر ٍ
إثْرَ احْتِيَال ٍ رَامَ كَشْفَ العَوْرَةِ
5.والرّومُ يَغزوها الأميرُ المُعتصمْ
ثَأراً لِمُسْلِمَةٍ دَعَتْهُ بِعِزَّةِ
6.ما بَالُنَا هانَتْ علينا أخْتُنا
كَامِيلِيَا ودُمُوعُهَا مَا جَفَّتِ
7.حَبَسُوكِ في دَيْر الهَوَان وأجمعوا
أمراً مريداً ، يا لها من محنةِ
8.قالوا اقتلوها ؛ قد صَبَتْ عن كفركمْ
أبَتِ المَسِيحَ وصَلبَهُ وتَخَلَّتِ
9.صرخت : أنا الإسلام ديني ليس لي
ربّ سِوَى الرحمن ، تِلكَ عقيدتي
10.سأظل أجهَرُ : لا إله سوى الذي
خَلَقَ المَسِيحَ وأمَّهُ ، هي مِلَّتِي
11.حاشاهُ جلَّ عن الحَليلةِ و الوَلدْ
وشَريعَة ُ الإسْلام تِلكَ شَريعَتِي
12.لوْ زالتِ الشُّمّ الرواسِخُ أو هَوَتْ
أنا ليسَ تَهوِى أو تَزُولُ عَزيمَتي
13.أنا للإلهِ الحَقّ رَبِّ مُحَمَّدٍ
والأنبيا مِنْ قَبْلُ أُسْلِمُ وجْهَتِي
14.صرخوا بصوتٍ هادِر : لا تنطقي
بشهادةِ التوحِيدِ كَلا ؛ فاسْكُتي
15.صرختْ : دَعُوني وَيْحَكُمْ مَاذا جَرَى
قلبي إلى الرّحمن تَابَ ومُهْجَتي
16.كُفّوا عن الإيذاءِ إني مُسْلِمَة ْ
أو فاقتلوني كَيْ أنالَ شَهادتِي
17.هل تنقِمُونَ سِوى اتباع مُحَمد
فنُسَامُ خَسْفاً بعدَ عَهْدِ العزةِ
18.أنا لست أخشى القتل أو تعذيبكم
جسدي يهُونُ ولا تهُونُ عقيدتي
19.ربَّاهُ جَمِّدْ في العُرُوق دِمَاءَهُمْ
وأذِقهُمُ نار السَّعِير تَلَظَّتِ
20.أينَ الكُمَاة ُ الغاضِبُونَ لدينهمْ
ولأختهِمْ والعِرض أو حُريتي
21.أرَضِيتُمُوني للهَوَان فريسة ً
عبد الصليب يُذلَّنِِي ! ما حيلتي ؟
22.أسلمْتُموني رَغمَ إسلامي لهُمْ
فاللهُ حَسْبي فيكُمُ يا أمَّتِي
23.ووفاءُ قسطنطينُ لمَّا أسْلمَتْ
فُجِعَتْ بمِثْل مصيبتي وفجيعتي
24.وكذا كرسْتِينَا ومَريَانَ التي
دَانَتْ بِدِين الحَقِّ مِثل تِريزةِ
25.أنا لستُ أبكي من جراح فِعَالِهمْ
فلها الْتِئَامٌ سوفَ يُسكِتُ آهَتي
26.لكنْ بُكَائِي من هَوَاني فِيكُمُ
وعظيمُ حُزني منْ تخاذل أمَّتي
27.ماذا دهاكُمْ في عُرُوقِكُمُ دمٌ
أمْ صُبَّ ماءٌ باردٌ يا إخْوتِي
28.أختاهُ لا تتقهقري وتمثَّلي
بالسَّالِفَاتِ كَآسِيَا وسُمَيَّةِ
29.ولسوف ينصُرُكِ العزيزُ مؤزراً
ويُذِيقُ مَنْ قهَرُوكِ شَرَّ مَثُوبةِ
30.وسَلامُ رَبِّ العَالمِينَ عَليكِ يا
أُختَ العقيدةِ والكَرَامَةِ ، فاثْبُتِي
..............
سل مكتب الإشهار
1.قُمْ فِي فَم ِ الدنيا وَحَيِّ الأزهَرا
واندب زماناً سادَ فيه مُوَقَّرَا
2.سَلْ عن أئمتِهِ الكِرَام وكمْ لهُمْ
مِن وقفةٍ شمَّا أذلَّتْ قيْصَرا
3.جَهَرُوا بحَق ٍ لمْ يَخَافوا سَطوةً
أو نِقمَة ً مِن ناقِم ٍ مَهْمَا اجْتَرا
4.كانوا الشمُوسَ على الخلائق أشرقت
ولى الظلامُ و لم يعقب مدبرا
5.كمْ عَلّمُوا الدنيا وكمْ بِهمُ اهتدَى
حَيران يَخبِط ُ في الردى متَعَثرا
6.قمْ فاسْأل المِحْرابَ عن رُهْبَانِهِ
قرءُوا القُرَانَ ورتَّلُوهُ تدَبّرا
7.وسَل الفوارسَ كمْ لهُمْ مِنْ جَولةٍ
في كل مَيدَان ، و ذاكَ المِنبَرا
8.فلئن عَرفتَ جَوَابَهُ لعَرفتَ ما
سِرّ البُكاء وكيف دمعي قد جرى
9.سَلْ مَكَتَبَ الإشْهَار عَنْ زُوَّارهِ
مِنْ كُلِّ وَادٍ يَبْتَغُونَ تَحَرّراً
10.كَمْ جَاءَهُ طَلَباً لِدِين مُحمَّدٍ
عَبْدُ المسيح وقَدْ أفاقَ وأبْصَرَا
11.كَمْ تَاهَ في الظلماتِ حتى أشرَقَتْ
شَمْسُ الحَقِيقَةِ والصَّبَاحُ تَفَجَّرَا
12.فأتاهُ يعلن في الوَرَى إسْلامَهُ
للهِ ربِّ مُحَمَّدٍ وتَطهَّرَا
13.أنا لنْ يَضُرَّ اللهَ كُفرَانِي بهِ
لكِنْ بإسْلامِي أكُونُ مُظَفَّرَا
14.أحْيَا عزيزا مُطْمَئِناً طَيِّباً
وإذا أموتُ رَجَوتُ يَوماً آخِرا
15.واليومَ سَلهُ عن الذبيحةِ أخْتِنا
كاميليا ما رَابَهَا ماذا جَرَى ؟
16.أخْتٌ لنا في الله أشرَقَ قلبُها
والوَجْهُ بالإيمان حتى أبهَرَا
17.بَاعَتْ دُنَاهَا تَشْتَري الفردوسَ في
جَنَّاتِ عَدْن ٍ والكَريمُ قد اشترَى
18.تَرَكَتْ رضِيعًا في الفُؤادِ فِراقُهُ
أمَسَى لِهيبا مُحْرقًا وخَناجِرا
19.وأتَتْ لِتُشِهرَ بينكم إسْلامَهَا
وبكلمَةِ الإخْلاص فِيهِ وتَجْهَرَا
20.قالوا ارْجِعِي لسْنَا نُريدُكِ عِنْدَنَا
مَاذا عَسَاهُ يُفِيدُنا مَنْ أشْهَرا ؟
21.قالتْ طَرَقْتُ البَابَ أرجُو عَفوَهُ
ورضِيتُ بالرَّحْمَن رَباً غافِرَا
22.ومُحَمَّدٍ أنعِمْ بهِ مِنْ مُرسَل ٍ
برسَالةِ الإسلام جَاءَ مُبَشِّرَا
23.هو للمسيح أخٌ وكلِّ الأنبيا
موسى أقرَّ بهِ وعيسى بَشَّرا
24.ودَعَا الخليلُ إلهَهُ أنْ يَبْعثا
فِيهِمْ رسولاً مِنهمُ لِيُذكِّرَا
25.واللهُ قدْ أخَذ العهودَ عليهمُ
أن يُؤمنوا ويُعَزرُوهُ إذا انبَرَى
26.لا تَرْجِعُونِي عِندَهُمْ إني لكمْ
أُختٌ أليسَ اللهُ مِنْ ذا حَذَّرَا ؟
27.ما عُذرُكُمْ يومَ الحسابِ وقدْ أتى
كلٌّ بما أدَّى يَراهُ وأخَّرَا ؟
28.هِيَ أسلمَتْ للهِ لمْ تعدِلْ بهِ
شيئاً فما سِرُّ العِنادِ ؛ لِتكفُرَا ؟
29.إنْ تنصُروني نالكمْ عِزُّ وإنْ
خُنتمْ فإنَّ اللهَ خَيرٌ ناصِرَا
30.لو كنتُ عَزَّةَ لا سْتُفِزَّ كُثَيِّرُ
أو كنتُ عبلة َ لانتخبتم عَنتَرا
31.أو كنتُ ليلَى تستغيث لِحُبِّهَا
لأغاثها قَيسٌ وقامَ مُحَرِّرَا
32.أو كنتُ غانية ً تُبِيحُ عَفافَها
أو كنتُ جارية ً تباعُ وتُشْتَرَى
33.لوَجَدتُ من بذل النفائس يفتدي
ويبيعُ منْ حُرِّ الكنوز الجَوْهَرا
34.قَلمِي يَئِنُّ أُخَيَّتِي ومِدَادُهُ
مَاءُ العُيُون على الصحائف قد جَرَى
35.مَنْ للحَرائِر يَستغِثنَ حُبسْنَ عنْ
إسلامِهنَّ لِكَيْ يُغيثَ ويَنصُرَا
36.مَنْ كانَ يَقبَلُ أنْ يُلاثَ بعِرْضِهِ
أو تُسْتَبَاحَ مَحَارمٌ أو تُؤسَرَا ؟
37.كأسُ المَنُون يطيبُ لي لكنني
لا أُسْتَذَلُّ ولا أعيشُُ مُعَيَّرا
38.كان الشعارُ لهم : أعيشُ بعِزَّةٍ
أو دُونكَ الحُلقُومَ فاغرسْ خِنجَرا
39.وأُخَيَّتِي عِرضِي أصُونُ بمُهْجَتِي
هَانتْ حَياتِي إنْ تُمَسَّ وتُقهَرا
40.واحسرتاه على الرجال تراهمُ
سُودَ الوُجوهِ مطأطئين لِمَا جَرَى
41. ولسوف يبقى ما جرى لك قصةً
ليسجلَ التاريخُ ذاك ويَذكُرا
42.سيظل وصمة عارنا في دارنا
تبكيهِ أجيالٌ سنين وأعْصُرا
43. ولأختنا كاميلياء تحية
طابت عليك مع السلام مُعطَّرا
...............
آآآهــاً لأخــتــي..!
1.آهاً لأختي والأسيرات التي
في سجن عباد الصليب تهانُ
2.هل فارس يستل سيف كرامةٍ
إن المحارم بالحسام تصانُ
3.أواه ما هذا التضعضعُ والونى
رباه لطفك أنت يا رحمنُ
4.أبكت فؤادي إذ عرفت صفاتها
كيف الكريم يذل كيف يهانُ
5.كاميليا ووفا وعدةُ نسوةٍ
يؤذين هل هذا هو الإيمان
6.يا مجلس الأم الرءوم وطفلها
أعميت أم صُمَّت بك الآذانُ
7.ومنظمات حقوق إنسان الردى
لم يأتنا منكم بهن بيانُ
8.أوليس من تلك الحقوق عقيدة
أم ذاك زيف القول والبهتانُ
9.أيظل يحكمنا شنودةُ كيفما
يهوى لترفع فوقنا الصلبانُ
10.يا شيخ الازهر دع سكوتك إنه
شؤم علينا كلنا وهوانُ
11.أخواتنا في الأسر داخل أرضنا
عجباً وتهمتنا هي الإيمانُ
12.لا طاب عيش الأخسرين وأختنا
عرض مباح رامهنَّ جبان
13.كلا ولا قرت عيون كرامنا
ودموع أختي السيل والطوفان
14."لا تَرجِعُوهنَّ" البيان مفصل
في الامتحان وإنه لقرانُ
15.عودوا إلى القرآن فيه بيانها
"لا هُنَّ حِلٌّ" نِعْمَ ذا التبيانُ
16.يا قوم إن الله يغضب ـ فاحذروا ـ
ويغار ، قد جاء الأنام بيانُ
17.والله لن نرضى بذل نسائنا
أم تحسبونا عَمَّنا النسيانُ
18.لا والذي أفنى ثمود وعاداً ال
أولى وفرعون البغاة ؛ فهانوا
19.لا يَغْرُرَنْكم أن صبرنا إنما
طول السكون وراءه البركانُ
20.هذا هو الطاغوت ولى خاسئاً
زهق الفساد وأدبر الطغيانُ
21.أختاه صبراً إن فجرك مشرقٌ
ولسوف ينصر عبدَهُ الدَّيَّانُ
أبو أسماء الأزهريّ
كارم السيد حامد السرويّ
إمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية
...
هذه قصائد كتبتها متأثراً بقصة أختنا المسلمة الأسيرة كاميليا شحاتة زاخر التي ذهبت لتشهر إسلامها في الأزهر الشريف فتم تعطيل أوراقها حتى تسلمتها الكنيسة المصرية وأخفتها في مكان غير معلوم لترجع عن دينها ، والحق أني ما كنت أقدر على الكتابة غير أني لما قرأت قصيدة فضيلة الشيخ حامد العلي " سلام على بنت الكنانة وافياً " أحسست في داخلي بغيرة وكيف أني لم أكتب عنها وهي في وطني ومن بلدي ؟ فلما حاولت الكتابة عجزت فعبرت وكلما فتحت فمي لأتكلم عنها بيني وبين نفسي خانتني الكلمات واختنقت الحروف وفرت العبارات وحلت العبرات فعبرت عن عجزي بالبيت الأول وشرعت أتساءل : ماذا أقول إزاء هذا التخاذل الذي ابتليت به الأمة إلا من رحم الله ؟ وتذكرت نادباً ما كان من شأن يهود خيبر مع المرأة المسلمة ثم كيف أجلاهم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم من خيبر عقاباً على تعديهم وجورهم ، وها هو المعتصم يجيب استغاثة امرأة وقعت في أسر الروم فيغزوهم محررا بعزة وقوة ، ثم نعيت ما كان مما وقع لأختنا كاميليا وأخواتها الحبيسات ومن ثم التفت فتكلمت عن لسانها وسردت حواراً متخيلاً جرى بينها وبين حابسيها ثم لومها واستنكارها هذا السكوت والتخاذل من جانبنا تجاههن ونعيها علينا هذا التخلي غير المبرر رغم كونها أختاً لنا ، ثم احتسابها ما نالها وثباتها على دينها وإن قتلت تقتيلاً مذكراً إياها بالصالحات الثابتات الصابرات في الأمم السالفة وعصور الإسلام الأولى .
والقصيدة الأولى هي " سلام على كاميليا "
والثانية " سل مكتب الإشهار"
وهي قصيدة كتبتها بعد اطلاعي على قصتها كاملة كما نشر وقتها ومتابعتي لأخبارها تفصيلاً ونعيت فيها ما آل إليه حالنا من هوان وتخاذل
ثم الثالثة " آهاً لأختي ..! "
...........
سلام على كاميليا
1.عَجَزَ اللسَانُ عَن البيان وأطْبَقتْ
شَفتايَ صَمْتاً من هُمُوم ٍ حَلَّتِ
2.ماذا أقُولُ وقدْ رأيْتُ تَخَاذلاً
رَغِمَتْ لهُ أنْفُ الكِرَام وذلَّتِ
3.يا ألفَ مليون ٍ ونِصْفٍ مُسْلِمًا
مَاذا دَهَانَا نَرْتَضِي بمَذلَّةِ !
4.أجْلَى اليهودَ رُسُولُنَا من خَيْبَر ٍ
إثْرَ احْتِيَال ٍ رَامَ كَشْفَ العَوْرَةِ
5.والرّومُ يَغزوها الأميرُ المُعتصمْ
ثَأراً لِمُسْلِمَةٍ دَعَتْهُ بِعِزَّةِ
6.ما بَالُنَا هانَتْ علينا أخْتُنا
كَامِيلِيَا ودُمُوعُهَا مَا جَفَّتِ
7.حَبَسُوكِ في دَيْر الهَوَان وأجمعوا
أمراً مريداً ، يا لها من محنةِ
8.قالوا اقتلوها ؛ قد صَبَتْ عن كفركمْ
أبَتِ المَسِيحَ وصَلبَهُ وتَخَلَّتِ
9.صرخت : أنا الإسلام ديني ليس لي
ربّ سِوَى الرحمن ، تِلكَ عقيدتي
10.سأظل أجهَرُ : لا إله سوى الذي
خَلَقَ المَسِيحَ وأمَّهُ ، هي مِلَّتِي
11.حاشاهُ جلَّ عن الحَليلةِ و الوَلدْ
وشَريعَة ُ الإسْلام تِلكَ شَريعَتِي
12.لوْ زالتِ الشُّمّ الرواسِخُ أو هَوَتْ
أنا ليسَ تَهوِى أو تَزُولُ عَزيمَتي
13.أنا للإلهِ الحَقّ رَبِّ مُحَمَّدٍ
والأنبيا مِنْ قَبْلُ أُسْلِمُ وجْهَتِي
14.صرخوا بصوتٍ هادِر : لا تنطقي
بشهادةِ التوحِيدِ كَلا ؛ فاسْكُتي
15.صرختْ : دَعُوني وَيْحَكُمْ مَاذا جَرَى
قلبي إلى الرّحمن تَابَ ومُهْجَتي
16.كُفّوا عن الإيذاءِ إني مُسْلِمَة ْ
أو فاقتلوني كَيْ أنالَ شَهادتِي
17.هل تنقِمُونَ سِوى اتباع مُحَمد
فنُسَامُ خَسْفاً بعدَ عَهْدِ العزةِ
18.أنا لست أخشى القتل أو تعذيبكم
جسدي يهُونُ ولا تهُونُ عقيدتي
19.ربَّاهُ جَمِّدْ في العُرُوق دِمَاءَهُمْ
وأذِقهُمُ نار السَّعِير تَلَظَّتِ
20.أينَ الكُمَاة ُ الغاضِبُونَ لدينهمْ
ولأختهِمْ والعِرض أو حُريتي
21.أرَضِيتُمُوني للهَوَان فريسة ً
عبد الصليب يُذلَّنِِي ! ما حيلتي ؟
22.أسلمْتُموني رَغمَ إسلامي لهُمْ
فاللهُ حَسْبي فيكُمُ يا أمَّتِي
23.ووفاءُ قسطنطينُ لمَّا أسْلمَتْ
فُجِعَتْ بمِثْل مصيبتي وفجيعتي
24.وكذا كرسْتِينَا ومَريَانَ التي
دَانَتْ بِدِين الحَقِّ مِثل تِريزةِ
25.أنا لستُ أبكي من جراح فِعَالِهمْ
فلها الْتِئَامٌ سوفَ يُسكِتُ آهَتي
26.لكنْ بُكَائِي من هَوَاني فِيكُمُ
وعظيمُ حُزني منْ تخاذل أمَّتي
27.ماذا دهاكُمْ في عُرُوقِكُمُ دمٌ
أمْ صُبَّ ماءٌ باردٌ يا إخْوتِي
28.أختاهُ لا تتقهقري وتمثَّلي
بالسَّالِفَاتِ كَآسِيَا وسُمَيَّةِ
29.ولسوف ينصُرُكِ العزيزُ مؤزراً
ويُذِيقُ مَنْ قهَرُوكِ شَرَّ مَثُوبةِ
30.وسَلامُ رَبِّ العَالمِينَ عَليكِ يا
أُختَ العقيدةِ والكَرَامَةِ ، فاثْبُتِي
..............
سل مكتب الإشهار
1.قُمْ فِي فَم ِ الدنيا وَحَيِّ الأزهَرا
واندب زماناً سادَ فيه مُوَقَّرَا
2.سَلْ عن أئمتِهِ الكِرَام وكمْ لهُمْ
مِن وقفةٍ شمَّا أذلَّتْ قيْصَرا
3.جَهَرُوا بحَق ٍ لمْ يَخَافوا سَطوةً
أو نِقمَة ً مِن ناقِم ٍ مَهْمَا اجْتَرا
4.كانوا الشمُوسَ على الخلائق أشرقت
ولى الظلامُ و لم يعقب مدبرا
5.كمْ عَلّمُوا الدنيا وكمْ بِهمُ اهتدَى
حَيران يَخبِط ُ في الردى متَعَثرا
6.قمْ فاسْأل المِحْرابَ عن رُهْبَانِهِ
قرءُوا القُرَانَ ورتَّلُوهُ تدَبّرا
7.وسَل الفوارسَ كمْ لهُمْ مِنْ جَولةٍ
في كل مَيدَان ، و ذاكَ المِنبَرا
8.فلئن عَرفتَ جَوَابَهُ لعَرفتَ ما
سِرّ البُكاء وكيف دمعي قد جرى
9.سَلْ مَكَتَبَ الإشْهَار عَنْ زُوَّارهِ
مِنْ كُلِّ وَادٍ يَبْتَغُونَ تَحَرّراً
10.كَمْ جَاءَهُ طَلَباً لِدِين مُحمَّدٍ
عَبْدُ المسيح وقَدْ أفاقَ وأبْصَرَا
11.كَمْ تَاهَ في الظلماتِ حتى أشرَقَتْ
شَمْسُ الحَقِيقَةِ والصَّبَاحُ تَفَجَّرَا
12.فأتاهُ يعلن في الوَرَى إسْلامَهُ
للهِ ربِّ مُحَمَّدٍ وتَطهَّرَا
13.أنا لنْ يَضُرَّ اللهَ كُفرَانِي بهِ
لكِنْ بإسْلامِي أكُونُ مُظَفَّرَا
14.أحْيَا عزيزا مُطْمَئِناً طَيِّباً
وإذا أموتُ رَجَوتُ يَوماً آخِرا
15.واليومَ سَلهُ عن الذبيحةِ أخْتِنا
كاميليا ما رَابَهَا ماذا جَرَى ؟
16.أخْتٌ لنا في الله أشرَقَ قلبُها
والوَجْهُ بالإيمان حتى أبهَرَا
17.بَاعَتْ دُنَاهَا تَشْتَري الفردوسَ في
جَنَّاتِ عَدْن ٍ والكَريمُ قد اشترَى
18.تَرَكَتْ رضِيعًا في الفُؤادِ فِراقُهُ
أمَسَى لِهيبا مُحْرقًا وخَناجِرا
19.وأتَتْ لِتُشِهرَ بينكم إسْلامَهَا
وبكلمَةِ الإخْلاص فِيهِ وتَجْهَرَا
20.قالوا ارْجِعِي لسْنَا نُريدُكِ عِنْدَنَا
مَاذا عَسَاهُ يُفِيدُنا مَنْ أشْهَرا ؟
21.قالتْ طَرَقْتُ البَابَ أرجُو عَفوَهُ
ورضِيتُ بالرَّحْمَن رَباً غافِرَا
22.ومُحَمَّدٍ أنعِمْ بهِ مِنْ مُرسَل ٍ
برسَالةِ الإسلام جَاءَ مُبَشِّرَا
23.هو للمسيح أخٌ وكلِّ الأنبيا
موسى أقرَّ بهِ وعيسى بَشَّرا
24.ودَعَا الخليلُ إلهَهُ أنْ يَبْعثا
فِيهِمْ رسولاً مِنهمُ لِيُذكِّرَا
25.واللهُ قدْ أخَذ العهودَ عليهمُ
أن يُؤمنوا ويُعَزرُوهُ إذا انبَرَى
26.لا تَرْجِعُونِي عِندَهُمْ إني لكمْ
أُختٌ أليسَ اللهُ مِنْ ذا حَذَّرَا ؟
27.ما عُذرُكُمْ يومَ الحسابِ وقدْ أتى
كلٌّ بما أدَّى يَراهُ وأخَّرَا ؟
28.هِيَ أسلمَتْ للهِ لمْ تعدِلْ بهِ
شيئاً فما سِرُّ العِنادِ ؛ لِتكفُرَا ؟
29.إنْ تنصُروني نالكمْ عِزُّ وإنْ
خُنتمْ فإنَّ اللهَ خَيرٌ ناصِرَا
30.لو كنتُ عَزَّةَ لا سْتُفِزَّ كُثَيِّرُ
أو كنتُ عبلة َ لانتخبتم عَنتَرا
31.أو كنتُ ليلَى تستغيث لِحُبِّهَا
لأغاثها قَيسٌ وقامَ مُحَرِّرَا
32.أو كنتُ غانية ً تُبِيحُ عَفافَها
أو كنتُ جارية ً تباعُ وتُشْتَرَى
33.لوَجَدتُ من بذل النفائس يفتدي
ويبيعُ منْ حُرِّ الكنوز الجَوْهَرا
34.قَلمِي يَئِنُّ أُخَيَّتِي ومِدَادُهُ
مَاءُ العُيُون على الصحائف قد جَرَى
35.مَنْ للحَرائِر يَستغِثنَ حُبسْنَ عنْ
إسلامِهنَّ لِكَيْ يُغيثَ ويَنصُرَا
36.مَنْ كانَ يَقبَلُ أنْ يُلاثَ بعِرْضِهِ
أو تُسْتَبَاحَ مَحَارمٌ أو تُؤسَرَا ؟
37.كأسُ المَنُون يطيبُ لي لكنني
لا أُسْتَذَلُّ ولا أعيشُُ مُعَيَّرا
38.كان الشعارُ لهم : أعيشُ بعِزَّةٍ
أو دُونكَ الحُلقُومَ فاغرسْ خِنجَرا
39.وأُخَيَّتِي عِرضِي أصُونُ بمُهْجَتِي
هَانتْ حَياتِي إنْ تُمَسَّ وتُقهَرا
40.واحسرتاه على الرجال تراهمُ
سُودَ الوُجوهِ مطأطئين لِمَا جَرَى
41. ولسوف يبقى ما جرى لك قصةً
ليسجلَ التاريخُ ذاك ويَذكُرا
42.سيظل وصمة عارنا في دارنا
تبكيهِ أجيالٌ سنين وأعْصُرا
43. ولأختنا كاميلياء تحية
طابت عليك مع السلام مُعطَّرا
...............
آآآهــاً لأخــتــي..!
1.آهاً لأختي والأسيرات التي
في سجن عباد الصليب تهانُ
2.هل فارس يستل سيف كرامةٍ
إن المحارم بالحسام تصانُ
3.أواه ما هذا التضعضعُ والونى
رباه لطفك أنت يا رحمنُ
4.أبكت فؤادي إذ عرفت صفاتها
كيف الكريم يذل كيف يهانُ
5.كاميليا ووفا وعدةُ نسوةٍ
يؤذين هل هذا هو الإيمان
6.يا مجلس الأم الرءوم وطفلها
أعميت أم صُمَّت بك الآذانُ
7.ومنظمات حقوق إنسان الردى
لم يأتنا منكم بهن بيانُ
8.أوليس من تلك الحقوق عقيدة
أم ذاك زيف القول والبهتانُ
9.أيظل يحكمنا شنودةُ كيفما
يهوى لترفع فوقنا الصلبانُ
10.يا شيخ الازهر دع سكوتك إنه
شؤم علينا كلنا وهوانُ
11.أخواتنا في الأسر داخل أرضنا
عجباً وتهمتنا هي الإيمانُ
12.لا طاب عيش الأخسرين وأختنا
عرض مباح رامهنَّ جبان
13.كلا ولا قرت عيون كرامنا
ودموع أختي السيل والطوفان
14."لا تَرجِعُوهنَّ" البيان مفصل
في الامتحان وإنه لقرانُ
15.عودوا إلى القرآن فيه بيانها
"لا هُنَّ حِلٌّ" نِعْمَ ذا التبيانُ
16.يا قوم إن الله يغضب ـ فاحذروا ـ
ويغار ، قد جاء الأنام بيانُ
17.والله لن نرضى بذل نسائنا
أم تحسبونا عَمَّنا النسيانُ
18.لا والذي أفنى ثمود وعاداً ال
أولى وفرعون البغاة ؛ فهانوا
19.لا يَغْرُرَنْكم أن صبرنا إنما
طول السكون وراءه البركانُ
20.هذا هو الطاغوت ولى خاسئاً
زهق الفساد وأدبر الطغيانُ
21.أختاه صبراً إن فجرك مشرقٌ
ولسوف ينصر عبدَهُ الدَّيَّانُ
أبو أسماء الأزهريّ
كارم السيد حامد السرويّ
إمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية
تعليق