السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
ثقافة حرف الهمزة في العامية المصرية
في أحد ليالي العشر الأخيرة من شهر رمضان الماضي ... همس لي أحد أحبابي قائلا : ألبك عامل إيه مع ربنا ؟
نظرت إليه مبتسما وقبل أن أنبس ببنت شفه قال صاحبي متسائلا لماذا تبسمت؟... لا أظنك تسخر مني ...
قلت: معاذ الله أن أكون من الجاهلين ... غفر الله لك وهل تعلم مني ذلك ؟
ثم استطردت موضحا : ولكن سؤالك ذكرني بأمر يدور بخاطري منذ مدة؟
قال صاحبي وما هو؟
قلت : ثقافة الهمزة في العامية المصرية.
قال مسامري متعجبا لم أفهم ...
قلت (موضحا): بادئ ذي بدء
فهمت سؤالك بفضل الله ... وسيأتيك الجواب في خاطرة التهجد بمشيئة الله وتوفيقه....
وأما عن سبب ابتسامي فهو كما قلت لك ثقافة الهمزة في العامية المصرية. ... فحين تنقلب القاف همزة من جرائر عاميتنا المصرية فتتغير بسببها المعاني يجب أن نقف وقفة شرعية مع ذلك انطلاقا من نهج النبي – صلى الله عليه وسلم – في تغيير المسميات والألفاظ التي تحتوى على مخالفة أو وصف سيء .... وهذا لب موضوعنا .
ثم قلت لصاحبي مناقشا له:
أنت سألتني : (ألبك عامل إيه مع ربنا؟) وهو ما نعني به في العربية الفصحى (كيف حال قلبك مع الله؟) ...
قال صاحبي ضاحكا ومتسائلا ... الألب والقلب صح ؟
قلت له: أصبت ... فأما عن الألب فأسأل الله المغفرة من التقصير في حق نفسي وفي حق الناس الذين يتصفون بهذه الصفة وإن كان أصلها من القلب أيضا فيقلبون العبادات واحدة تلو الأخرى فيخرجون منها ولم يستفيدوا منها إلا قليلا حتى صارت العبادات عند الكثيرين تؤدى بطريقة آلية ... ثم يشكون بعد ذلك بأنهم لا يشعرون بلذة الطاعة ولا يستمتعون بالعبادة ... وهذا له وقفة في ترويحة التهجد بمشيئة الله ...
ثم تابعت قائلا :
ومن أعاجيب أحوال الناس مع ثقافة حرف الهمزة في العامية المصرية أنهم يقولون:
رزء يقصدون به رزق والرزء هو المصيبة.
ويقولون أرزاء يقصدون بها أرزاق والأرزاء هي المصائب.
ويقولون ذهب فلان إلى السوء يقصدون السوق والسوء كل قبيح .
وعلى هذا فقس
وسلام على لغتنا العربية
وكتب أبو أنس (أمين بن عباس)
تعليق