الحمد لله ربّ العالمين
له الحمد الحسن والثناء الجميل واصلى وأسلم على النبى الامين محمد صلى الله عليه وسلم أمّــــا بعد :
له الحمد الحسن والثناء الجميل واصلى وأسلم على النبى الامين محمد صلى الله عليه وسلم أمّــــا بعد :
فإن أعظم شىء يُورث باتفاق أهل الأرض هو العلم
فإن النبى صلى الله عليه وسلم يقول:
(إنَّ الأنبياءَ لم يُوَرِّثوا دينارًا ولا دِرهمًا إنما ورَّثوا العِلمَ) [حسنه ابن القيم]
والمقصود بالعلم
هو العلم الشرعى الذى يقرب العبد من ربه تبارك وتعالى
فالإمام البخارى رحمه الله لما ذكر كتاب العلم فى صحيحه إبتدأ بذكر فضل العلم فقال
باب العلم قبل القول والعمل
ثم ذكر قول الله " فاعلم أنه لا إله إلا الله"
فلا يقبل العمل إلا إذا كان على علم
فالعبد لا يعلم ما يحبه الله ويرضاه إلا عن طريق الرسل
لذلك حض النبى صلى الله عليه وسلم على طلب العلم
يقول النبى صلى الله عليه وسلم :( من سلكَ طريقًا يلتمسُ فيه علمًا ، سهَّل اللهُ له به طريقًا إلى الجنةِ ) [صحيح مسلم]
فالذى يطلب العم الشرعى الذى يقربه من الله عزو وجل رجل عالى الهمة لا يرضى بالدون
لكن طلب العلم لا يتأتى الا اذا توافرت فى الرجل صفات جمعها بعضها العلماء
أخي لن تنال العلم إلا بستةٍ ........... سأنييك عن تفاصيلها ببيان
ذكاء وحرص وافتقار وغربة .............. وتلقين أستاذٍ وطول زمان
هذه الصفات إذا وضعها طالب العلم نصب عينيه وصل.
إول هذه الصفات
الذكاء
العلم ليس له فعر
فالعلم لا يؤتى لبليد
من علامة ذكاء طالب العلم ان يبدأ بصغار العلم قبل كباره
وكما ذكر البخارى رحمه الله فى قوله تعالى :
"وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ"
الربانى الذى يُعلم صغير العلم قبل كبيره
فيبدأ بما يجب عليه عيناً
فيبدأ بالتوحيد
فعلى طالب العلم أن يتصف بالذكاء لأن هذا الذكاء سينفعه فى التحصيل بعد ذلك.
------***------
------***------
ثانياً الحرص
ومن أعظم ما يحرص عليه طالب العلم الوقت
فالوقت هو العمر
فعلماؤنا رحمة الله عليهم كانوا أحرص الناس على أوقاتهم
الامام الثقة أبومحمد عبد الرحمن بن أبى حاتم الرازى
دخلنا مصر ظللنا سبعة اشهر ما ذقنا مرقاً فكنا فى نهارنا ندور على الشيخ وفى ليلنا ننسخ قال فذهبنا لدرس أحد المشايخ فوجدناه مريضاً فقلنا نأكل قال فاشترينا سمكاً فلما ذهبنا بها إلى البيت حان موعد شيخ آخر فتركناها وانطلقنا فقال فلم نستطع أن نشويها فأكلناها نيئة
فهذا دليل على حرصهم على الوقت.
------***------
------***------
ثالثاً: الافتقار
مهما حصلت من العلم لم تظن نفسك على شىء.
افتقار طالب العلم شىء مهم أن يشعر دائماً انه ما وصل لشىء.
الإمام البخارى وهو العالم الكبير حدث عن تلميذه الإمام الترمذى.
وما أجمل ما قاله سفيان الثورى:
(لا ينبل الرجل حتى يكتب عمن فوقه وعمن مثله وعمن دونه) الافتقار لطالب العلم مهم جداً أساسه التواضع وهضم حظ النفس
------***------
------***------
رابعاً: غربة
الغربة هنا لها معنيان
المعنى الاول المشهور:هو الرحلة فى طلب العلم
وهى أن تغترب وتترك أهلك ودارك لتطلب العلم
هذه الرحلة من مفاخر العلماء لا سيما علماء الحديث
هل منا احد الأن عنده الهمة التى كانت عند شعبة عندما سمع حديث ( ما منكمْ من أحدٍ يتوضأ فيبلغُ ( أو فيُسبغُ ) الوضوءَ ثم يقول : أشهدُ أن لاّ إلهَ إلا اللهُ وأنَّ محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُهُ، إلا فتحتْ له أبوابُ الجنةِ الثمانيةُ) [صحيح مسلم] ثواب عظيم يريد أن يتأكد من صحته.
المعنى الثانى للغربة
ألا تأنس بالناس
أى أن أصدقاءك الذين تنفق معهم الوقت هم طلاب العلم فتشعر أنك غريب فى بلد لا يطلب أهله العلم
------***------
------***------
خامساً: تلقين أستاذ
فالأخذ على المشايخ يعطيك ثلاث فوائد:
الفائدة الأولى:أنه يقصر لك العمر
كتاب تقرؤه فى شهر الشيخ يلخصه لك فى أسبوع واحد تلخيصاً سليماً
الفائدة الثانية: أنه يسدد لك الفهم
الفائدة الثالثة: أنه يعطيك الأدب
فاخفض جناح الذل للشيخ حتى ولو كان عندك ما ليس عند شيخك من العلم
فلله در مجاهد بن جبر رحمه الله لما قال : لا يتعلم اثنان مستحى ومتكبر
------***------
------***------
سادساً: وطول زمان
مهم جداً طول الزمان لطالب العلم
على طالب العلم ألا يتسرع وألا يكتفى بالقليل مما تعلم وألا يكتفى بالا ستقراء فقط فعليه بطول العمر والزمان معا حتى يصل بهما الى النجاه
تعليق