قال على بن أبى طالب رضى الله عنه لكُميل بن زيادٍ :
يا كُميل بن زيادٍ، إنَّ هذه القلوب أوعيةٌ، وخيرها أوعاها للعلم،
احفظ عنِّي ما أقول لك:
الناس ثلاثةٌ :
عالمٌ ربَّانيٌّ،
ومتعلِّمٌ على سبيل نجاةٍ،
وهمجٌ رعاعٌ أتباع كلِّ ناعقٍ، يميلون مع كلِّ ريحٍ، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجؤوا إلى ركنٍ وثيقٍ.
يا كُميل بن زيادٍ،
العلم خيرٌ من المال؛
العلم يحرسك وأنت تحرس المال،
المال ينقصه النفقة والعلم يزكو على الإنفاق.
يا كُميل بن زيادٍ،
محبة العالم دينٌ يدان،
تكسبه الطاعة في حياته،
وجميل الأحدوثة بعد وفاته،
ومنفعة المال تزول بزواله،
العلم حاكمٌ والمال محكومٌ عليه.
يا كميل،
مات خزَّان المال وهم أحياءٌ!
والعلماء باقون ما بقي الدهر؛
أعيانهم مفقودة،
وأمثالهم في القلوب موجودة»
(تاريخ دمشق؛ لابن عساكر)
تعليق