الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون,
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الصادق المأمون,
صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين, الذين هم بهديه متمسكون, وسلّم تسليما كثيراً,
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الصادق المأمون,
صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين, الذين هم بهديه متمسكون, وسلّم تسليما كثيراً,
أما بعـد
فمما لا شك فيه أن الإيمان يزيد وينقص, كما هو متفق عليه عند أهل السنة والجماعة,
وقد يعتري طالب العـلم أحيـانا ضعـف ونقـص في إيمانه, يحصل معه فـتـور في طـلب العـلـم
ورغبـة منـه.
ورغبـة منـه.
وعلى طالب العـلـم التنبـه إذا أصابـه شيء من ذلك, والنهـوض من هذه الفــترة بأسرع
وقت مـمـكن حتى لا يطـول عليه الأمـر, فيصـعب ويشـق عليه النهوض بعد ذلك؛ لكثـرة
ما أصـابـه من الـريـن وقسـوة القـلــب, فيرضى بحاله من ترك الطلـب – والله المستعان –
وإذا بلغ هذه المرحلـة فقد تـمـت خسارتـه إلا أن يشـاء الله تعالى.
ولعل من الأسبـاب المعينـة على النهوض من الفتـرة هو
تـذكّـر اللـذة التي كانـت تعـمر قلبـه حال طـلـب العـلـم, فيشتـاق إلى تحـصيـل ما فقـده بتـرك الطـلب.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
" فالطـالـب الـجـاد لا بد أن تـعرض له فــتـرة, فيشـتـاق في تلك الفـــترة إلى حاله وقت الطـلب
والاجتـهـاد" مدارج السالكين 3/131
وينبغي كذلك على طالـب العلـم أن يحفظ نفسه ابتـداء من أسبـاب الفتـور, حتى لا يقع فيهـا.
قال ابن القيم رحمه الله:
" وإنما يتحفظ منه بالحمـية من أسباب هذا المـرض الذي هـو فتـوره, وهو أن يلهـو عن المفضول
عن كل شيء , ويحرص على ترك ما لا يعنيـه, ولا يتكلـم إلا فيمـا يرجـو فيه زيـادة إيمانـه وحاله
مع الله, ولا يصـحــب إلا من يعـينـه على ذلك, فإن بُـلِــيَ بـمـن لا يـعـيـنه فـليـدرأه عنـه
ما استــطـــاع, ويـدفـعــه عنه دفـع الصــائـل " مدارج السالكين 2/107
كذلك مما ينصـح به طالـب العـلـم, هو تـزكـية النـفس, فربما انشغـل طالب العلـم واستفـرغ وُسـعه
في رفع الجـهالة عن نفسه في أنواع العـلوم – لاسيما في بداية الطلـب – وهذا الأمر قد يحصل
معه غفلـة عن طلـب أسبـاب تـزكيـة النفس من القيـام بمطـالـعة كتـب الزهـد والرقـائـق,
ولـزوم النـوافـل, فالانشـغـال بطـلب العـلم المحـض لاشك أنه عبـادة وطاعـة ولكن الإعراض
عن النوافـل وقراءة كتـب الرقـائق قد يُحصل نقص يسبب قسوة في القـلب وضعفـاً
في الدين, وربمـا كان ذلك من أسبـاب تـرك الـعـلـم فيـما بعـد إن لم يتـدارك طالب العلم نفسه.
قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى مبينـاً تلبيـس الشيطـان على الفقهـاء:
" ومن ذلك أنهم جعلـوا النـظر جـل اشتغالـهـم ولم يمـزجـوه بما يرقـق القـلـوب من قراءة القـرآن
وسمـاع الـحــديث وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحـابـه" تلبيس إبليس ص119
كذلك مما ينبـغي على طالب العـلم الحـرص عليه:
وقـــتــه, وفـراغــه.
وقـــتــه, وفـراغــه.
قال صلى الله عليه وسلم:
" نعـمـتـان مغبـون فيهمـا كثير من النـاس: الصحـة والفـراغ "
لذلك نجد سلفنـا الصالح قد عمـروا أوقاتهـم كلها, ليلاً ونهـاراً في طـلـب العـلـم.
قال أبو محمد الثقفـي: سمعـت جـدي يقول:
" جـالسـت أبا عبد الله المـروذي أربـع سنـين؛ فلـم أسمعـه طـول تلك المـدة يتـكلم في غير العـلـــم "
فينبغي الحرص والاهتـمام بأوقـات الفـراغ وشَغْـلـه بطلـب العـلـم ؛ لأن طـالـب العـلم ليـس لديـه إجـازة,
شـأنه شأن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله, حينما قال:
من المـحــبـرة إلى المــقـبــرة .
من المـحــبـرة إلى المــقـبــرة .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضاه, وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وكتبه الشيخ/ أيمن السندي –حفظه الله-
تعليق