هذه كلمات من أخت لكم في الله
، أتمنى أن تلقى اهتماما منكم ، وأن تكون محل نظر وتفكر ، أوجهها لنفس المقصرة أولا ثم إليكم.
موضوعي وحديثي ذو أهمية كبيرة ، فهو عن مجلس ، وأي مجلس هو؟!
هل ياترى هو مجلس عن مجالس الدنيا الفانية ، عن الأسواق ، والأعراس ، والتجمعات؟!
كلا ،
إنه مجلس لطالما بحث عنه الكثير ، ولطالما حلم به الكثير ، ولطالما تاقت إليه أنفس المتقين ولطالما ولطالما...
لكن عجز البعض عن الوصول إليه ، ربما حالت الظروف والأحوال دون ذلك ، ولم يعجز عنه الآخرون لكن غفلت النفوس عنه، إنه مجلس ذكر ، مجلس ننال من وراءه جوائز كثيرة.
نعم/
تحفنا فيه الملائكة ، وتغشانا الرحمة ، وتنزل علينا السكينة ، ويذكرنا الله في الملأ الأعلى.
ماذا فعلنا لكي ننال هذه الجوائز القيمة ، هل بذلنا الغالي والنفيس أم جلسنا نستمع فقط؟!
سبحانك ربي ما أكرمك..
فقط هي ساعة واحدة، نقضيها في مجلس ذكر ، ثم ننال تلك الجوائز .
ساعة واحدة ، ربما في الأسبوع فقط أو ساعتين.
لكن ماذا لو تفكرت كل واحدة منا ، في نفسها ، أين بقية الساعات من عمرها؟ّ
بالأحرى..
كم عمرك الآن؟!
30- 40-50
كم ساعة من ساعات عمرك تلك جلست فيها مجلس ذكر وعلم
كم ساعة قدمت فيها شئ مفيد لدينك وآخرتك.
هل تلك الساعات كانت في عبادة؟
العمر يمر يأيها الأخوة و أخوات ، والأيام تمضي ، فأين المعتبر ؟
بالأمس القريب ودعنا سنة هجرية ، ودخلنا عام جديد.
ماذا قدمنا نحن في تلك السنة؟!
كم درس حضرت؟
كم ساعة جلست فيها مجلس ذكر ؟
يوم القيامة تعرض على المرء ثواني ودقائق عمره ، ويتحسر على الدقيقة التي لم يذكر الله فيها.
مجالس العلم والعلماء
ما هو حالنا نحن معها ؟
أليست أنفسنا مقصرة؟!
متى نحاسبها ونلومها على التقصير ؟!
بعد الموت ، يوم لا ينفع مال ولا بنون؟!
حال أنفسنا عجيب ، تزهد في أمور الآخرة ، تزهد في التجارة الرابحة مع الله، وتنشط في أمور الدنيا.
كان سلفنا يقطعون مسافات وأيام طوووويلة جدا ، مشيا على الأقدام أو على بغل ، من أجل حديث واحد ومن أجل مجلس ذكر، ولتدارس العلم ، كانت همتهم تفوق القمم ، مع صعوبة الأحوال عندهم لكن لم يثنيهم ذلك عن تلك المجالس النيرة.
نحن نجلس ساعة نبكي من التعب.
أما حالنا الآن ، فهو سهل ميسر ، قد يكون الدرس بجواري بالمسجد أو بالتلفاز.
والأسهل من ذلك في غرفتك مع عائلتك ، مهما بعد قطرك ، فقط افتحوا الانترنت واستمعوا للدرس المباشر، كما هو الحال في غرف المنتدى.
فهل هناك طريقة أسهل من هذه.
أنها والله نعمة من الله علينا بها ، حرم منها البعض ، لكن هي في متناول يدنا.
ليس لنا عذر بعد ذلك.
لكن لما التقصير ، في حضور هذه الدروس الميسرة.
لي أخوات في الله لا يوجد معهم انترنت ، ولا يوجد ببلدهم مجالس ذكر ، وقلوبهم تتقطع حسرة ، وتتوق لمثل هذه المجالس التي أنعم الله بها علينا، لكن هي صعبة عليهم سهلة علينا.
فلنقارن حالنا بحالهم.
نحن بالفعل نقصر في مثل هذه الجالس ، ونرتع من منتدى لآخر ، لذلك نشاهد غرف المنتدى الصوتية تئن من قلة مرتادي دروسها ، فمتى نشمر عن ساعد الجد؟
ونفرغ أنفسنا ساعة في الأسبوع لمثل هذه المجالس ، فإن فيها الفوز والفلاح والرفعة والدرجات العلى.
وأعلم بأنكم أهلا لذلك ، وأحسب حبكم لمثل هذه المجالس وحبكم للخير لكن ربما التقصير والغفلة والنسيان.
ولو كانت عندنا عزيمة صادقة ، وهمة عالية ، لما قصرنا بذلك.
فلنجدد النية جميعا ، ونعقد العزم ، ونصفي الأنفس ، ولنتب إلى الله ، ولنحاسب أنفسنا ونلومها على التقصير.
أعاننا الله جميعا للأعمال الصالحة.
تعليق