لو كان العـــلم يدرك بالمنى *** ما كان يبقى بالبرية جاهل
فاجهد ولا تكسل ولا تك غافلا *** فندامة العقبى لمن يتكاسل
•أخوة الإسلام طلاب العلم ـ زادك الله حرصاً وتوفيقاً ـ :
إن طلب العلم .. وثني الركب عند العلماء الراسخين..واقتناص الفوائد الشوارد من أفواههم وتقييدها..من أهم المهمات..وأجل العبادات.. يقول تعالى : {فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ}..
• فبه ـ أي : بطلب العلم ـ تسد باب الشبهات التي قد تفسد عليك قلبك ـ نسأل الله تعالى السلامة ـ .. وبه ترضي الرحمن.. وتدحر الشيطان.
يقول الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
"من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين"
(أخرجه الشيخان من حديث معاوية).
• لكن المعضلة الكبيرة والمشكلة الخطيرة؛ هي انصراف أكثر شباب الصحوة عن هذا العلم..والتعذر عن ذلك بالانشغال في دعوة أو عمل أو وظيفة أو نشاط ...!!!
• فما هذا ـ والله إلا خور الهمة.. وقلة الفقه .. وسوء التدبير.. وقصور التفكير.
فقل لي بربك أي دعوة أو عمل ستقوم بها بلا علم ؟؟!!
علم العليم وعقل العاقل اختـلفا *** أي الذي منهما قد أحـرز الشرفا
فالعلم قال أنا أحـــرزت غايته *** والعـقل قال أنا الرحمن بي عرفا
فأفصح العلم إفصـاحاً وقال لـه *** بــأينـا الله في فـرقانه اتصـفا
فبـان للعقــل أن العـلم سيده *** وقبل العقـل رأس العلم وانصرفا
• يقول الله جل جلاله لنبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ : {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا}
قال سفيان بن عيينة : فلم يزل ـ صلى الله عليه وسلم ـ في زيادة حتى توفاه الله تعالى.
• ـ أخوة الإسلام وفقكم الله لما يحب ويرضى ـ :
اعلم أن كل شيء إذا كثر رخص إلا العلم فإنه إذا كثر غلا..
فهذه بعض الإشارات اليسيرة ، والهمسات السريعة، والوصايا النافعة:
قد تنطلق في طريق طلب العلم فتعرض لك نية فاسدة (حب تصدر ـ رياء ـ عجب ـ ...): فاستعن بالله وجاهد نفسك
فهذا الدارقطني ـ أمير المؤمنين في الحديث ـ يقول:
طلبنا العلم لغير الله فأبى العلم أن يكون إلا لله..
احذر من عدم العمل بالعلم؛ فإن فعلت فهو سبب لمحق بركة العلم..
يقول علي ـ رضي الله عنه ـ (يهتف العلم بالعمل فإن أجابه و إلا ارتحل )..
وليس العلم ما حفظ إنما العلم ما نفع..
احذر من أن تدعي علم ما لم تعلم، وعليك بـ (لا أعلم ) ..
فهي ـ كما قيل ـ نصف العلم
ويقول ابن عباس :إذا أخطأ العالم لا أدري أصيبت مقاتله..
من كانت بدايته محرقة كانت نهايته مشرقة
فقد قيل للشعبي ـ رحمه الله ـ: من أين لك هذا العلم؟؟
فقال: بنفي الاعتماد، والسير في البلاد، وصبر كصبر الجماد، وبكور كبكور الغراب..
إذا كان يؤذيك حر المصـيف *** ويبس الخريف وبرد الشتا
ويلهيك حسن زمان الربيـع *** فأخذك للعـلم قل لي متى؟؟
إياك والحسد ..
فهو حجاب كثيف عن العلم ..ومانع عظيم عن تحصيله..وإن كان ولابد فعليك بكتمانه
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:
ما خلا جسد من حسد ولكن الكريم يخفيه واللئيم يبديه ـ والله المستعان وعليه التكلان ـ..
إياك والتعذر بكثرة الأشغال عن تحصيل العلم
فقد قال عمرـ رضي الله عنه ـ :(تفقهوا قبل أن تسودوا )،[رواه البخاري تعليقاً مجزوماً به] ؛
وقال ـ أي البخاري ـ :
وبعد أن تسودوا فقد تعلم أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في كبر سنهم..
وأخيراً.. حسبي من القلادة ما أحاط بالعنق..ومن أراد الاستزادة فليرجع إلى مظان هذه الوصايا..
كان بعض السلف يتحسر ويقول : إذا مر علي يوم لم أزدد فيه علماً فلا بورك لي فيه..
تعليق