@@إهداء إلى كل طالب علم معنا فى المنتدى@@
أيها الأخوة والأخوات إن طلب العلم الشرعي ليس لمجرد العلم بحكم الله عز وجل وحكم رسوله ، لأن هذا يحصل من المؤمن والكافر والبر والفاجر ، ولذلك ترى الكفار الذين درسوا الفقه الإسلامي ترى عندهم من علم الفقه ما ليس عند كثيرٍ من المسلمين ، المقصود من العلم العمل ، وكل علمٍ لا ينتج عملاً فهو وبالٌ على صاحبه ، لأن هذا الذي تعلم ولم يعمل من أول وأولى أهل النار بالعقوبة والعياذ بالله ، كما قال الناظم :
وعالمٌ بعلمِه لم يعملـن * * * معذبٌ من قبلِ عبّادِ الوثن
فالعلم سلاح إما لك وإما عليك ، متى يكون لك ؟ إذا عملت به ويكون عليك إذا لم تعمل به ، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " القرآن حجة لك أو عليك " وليس فيه قسمٌ ثالث لا لك ولا عليك ، إما لك وإما عليك ، فإن عملت به كان لك ، وإن لم تعمل به كان عليك ، إن عملت به في حق الله عز وجل في العبادة التي بينك وبين الله تبارك وتعالى ، إن عملت به فيما بينك وبين الناس من المعاملة والخلق وغير ذلك فأنت موفقٌ والعلم حجةٌ لك ، وإن كانت الأخرى فقد جانبك التوفيق وصار العلم وبالاً عليك.
أيها الأخوة والأخوات إنه يجب على طالب العلم مراعاة ما يأتي :
الأول: حسن النية بطلب العلم بأن يكون قصد الإنسان امتثال أمر الله عز وجل ورجاء ثوابه ، هل أمر الله بالعلم ؟ الجواب : نعم ، أمر الله بالعلم بأعظم الأشياء ، قال الله عزوجل
: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ }
، وقال عز وجل : {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ } ،
وقال تعالى : {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ }
، وهذا حثٌّ على العلم ، فتنوي بطلب العلم امتثال أمر الله ، إخواننا إذا نويت بطلب العلم امتثال أمر الله ، ماذا سيكون طلب العلم ؟ يكون عباده تتقرب بها إلى الله ، تقلب صفحات الكتاب فأنت في عبادة ، كالذي يدس مسدسه ومدفعه للجهاد ، وإذا كان العلم بهذه النية فلا يعدله شيء.
ثانياً: تنوي بطلب العلم رفع الجهل عنك أولاً وعن الناس ثانياً ، كيف عن نفسك أولاً ؟
لأنك خلقت جاهلاً*ً ، كما قال عز وجل : { وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا} ، وأنت بنفسك الآن ترى أنك كلما جلست إلى عالم أو راجعت كتاباً ازددت علماً ، أليس كذلك ؟
فتنوي بطلب العلم رفع الجهل عنك وعن نفسك ، لأن رفع الجهل نور ، العلم نور يستضاء به ، ولذلك تجد أكثر الناس انشراحاً في الصدر هم أهل العلم.
ثالثاً: حفظ الشريعة ، يعني حفظ الشريعة ، لأن الشريعة محفوظة بالكتب المسطورة وكذلك بالقلوب ، فتنوي حفظ الشريعة من أن تضيع ، لأنها إذا لم يتجه إلى العلم ضاعت الشريعة ، تنوي حفظ الشريعة يعني أن تحفظ الشريعة من أن تضيع ، تحفظها بالصدر تحفظها بالورق ، لأنه إذا لم يتعلم الناس ضاعت الشريعة.
ثم اعلم أن حفظ الشريعة ، الشريعة كما يكون بتقييد المعلومات يكون كذلك بتطبيق المعلومات ، انتبه لهذه النقطة ، حفظ الشريعة بتطبيق المعلومات ، ولهذا لو سألتكم هل نسيتم التشهد الأول والأخير ؟ الجواب : لا ، لماذا ؟ لأنكم تقرؤونه في اليوم والليلة عدة مرات فهذا حفظ الشريعة.
تعليق