الحمدلله المتفرد بالجلال بكمال الجمال على الوجه الائق به والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى بقية الصحب والآل والتابعين لهم بإحسان ....
أستعين بالله فأقول لنفسي وهي أحق بما يأتي إن كان فيه توجيه وإرشاد ولمن شاركني في همي ومطلبي ....
قال ابن عون رحمه الله العلم وسيلة إلى كل فضيلة السير (6/90)
... إذا تقرر هذا فليس العلم بغاية تفنى فيها الأوقات والأعمار وإنما وسيلة إلى غيره من جهتين :
أن يكون الغاية منه معرفة السبيل الموصل إلى الله عز وجل وكل مايقرب إلى رضاه والابتعاد عن ما يباعد عنه .
أن تكون من الأعمال الصالحة التي يقدمها العبد بين يديه حال قدومه على مولاه جل وعلا ....
إذا كان الأمر كذلك فالعلم الذي لا يزينه العمل ليس بنافع ولذا قيل من لم ينفعه كثير علمه ضره قليله .. ولذا قال علماؤنا في تفسير قوله جل وعلا
(هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق
فقالوا الهدى هو العلم النافع ودين الحق هو العمل الصالح .. وإن تعحب فعحب مما يظنه كثير من الأخوة الذين سلكوا طريق العلم وظنوا أن العلم ما هو إلا جمع معلومات ومسائل ... فوالله إن هذا لحق ولكن !! ما فائدة تلك المسائل إن لم تكن على أدب وتدين وصيانة ؟ وأين يحصل المرء على مثل هذا إن لم يكن بلزوم أهل العلم المربين الربانيين ...
فإن كثيراً منا وللأسف همه آخر السورة وآخر الكتاب ولذا قال بعض السلف رحمهم الله في التحذير من هذا المسلك
(إذا أحدث الله لك علماً فأحدث له عبادة ولا يكن همك أن تتحدث به ... فالصبر على مجالسة العلماء و التعلم من سمتهم وأدبهم وعبادتهم بل ومنهجهم في الأفتاء هذا الأمر لا يحصل في شريط ولا من خلال كتاب أو مذكرة !!)
فالحذر أخي الحبيب من مزالق الشيطان وأن تظن ما أخذته في دورة أو في شهر هو العلم بمجامعه فالغور أبعد من هذا
...
وإن كنا نرغب في طريقة السلف في تلقي العلم فانظر إلى شي من هديهم .. وسيرهم ...
ذاك يرحل في طلب الحديث مرتين إحداهما 20 عاما .. والآخر لازم مالكاً 18 عاما ... وذاك ألف كتابه وجمعه خلال 16 عاما والآخر خلال 25 عاما وذاك لازم شيخه 25 عاما والأرقام والنماذج كثيرة المراد من الإشارة إليها أن العلم كما قال يحيى لا ينال براحة الجسد كما أن العلم لا ينال في ليلة ولا في
سنة ولا في سنتين بل ولا في عشر !!
فعلام العجلة وإلى أي شي السباق ؟؟
فالمرء في عبادة ما دام يطلب العلم والحمدلله فإن الله عز وجل ناصر دينه ومعلي كلمته فاحرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز .... أما أن يغرر الإنسان بنفسه ويطلب العلم من غير بابه فقد أساء إلى نفسه ولن يضر إلا نفسه ..
والله المستعان
تعليق