ألا صدقت الله
ألاصدقته في القول والفعل والحال
كلما كان العالم أو الداعية = صادقًا فى حديثه ، حييًّا فى معاملاته ، مُهابًا فى أفعاله ، لا يخاف أحدًا ، و
لا يخشى فى الله لومة لائم ، و لا يجعل للناس فى عينه قيمة أو منزلة طالما هو مع الله و يعمل لرضاه ..
كلما هابه أكابر القوم من الظلمة القتلة اللصوص المتسلطين ، و حاولوا التودد له و الاقتراب منه ،
لعلمهم أن ايذائه أو التعرض له أو محاولة مضايقته = سيزيد بلائهم ، و يقوّض سلطانهم ، و لا يضره
شىء . ومع ذلك فهم يذكرونه فى أحاديثهم الخاصة بأدبٍ و احترام و توقير مع كرههم له و بغضهم إياه ،
فهذا الداعية او العَالِم مع هذا لا ينتظر منهم مدحًا و لا يخشى ذمًا ، وتلك مكافأة الله له فى الدنيا وهى
الثبات و التعظيم و التوقير ، اضافة الى محبة الناس له ، و مع عند الله خيرٌ و أبقى .
و إذا أخذ هذا الداعية أو العَالِم الطريق الآخر ، و حاول مداهنتهم و تليين الكلام لهم و الركون إليهم ،
لفهمٍ عنده أن هذا خيرٌ للدعوة ، و أبقى للبنيان ، فهذا قد يحصل لكن معه ذل و انكسار و مهانة لا
يرضاها الله و رسوله و المؤمنون ، فهم - الظلمة القتلة اللصوص - يرمون له الفُتات ، و يحقرونه فى
مجالسهم الخاصة ، اضافة الى كره الناس له اذ هم بطبيعتهم يكرهون الظلمة و ان لم يصرحوا خوفًا ، و
هذا جزاءٌ له فى الدنيا على رضاه بالدون ، و الله يعامله فى الآخرة بما يستحق .
جعلنا الله و اياكم ممن انصت فتدبر و سمع فأوعى = فهو الفائز المُكرم .
تعليق