إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الدعوة إلى العلم والاعتراف بحقوقه // مفهرس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الدعوة إلى العلم والاعتراف بحقوقه // مفهرس

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



    الدعوة إلى العلم، والاعتراف بحقوقه


    سبحانك اللهم وبحمدك، علمت أن الدين لا قوام له إلا بالعلم، والدنيا لا يستقيم لها شأن إلا بالعلم؛ فجعلت دينك الذي شرعته لسعادة الناس وهدايتهم باعثًا على العلم داعيًا إليه، حاضًا على الاغتراف من مناهله العذبة، والتروي من ينابيعه الفياضة.

    وحسبك برهانًا على ذلك أن الله تعالى حين أوحى إلى نبيه أول مرة أوحى إليه ما ينوه بالعلم، ويشعر بشرفه، ونباهة شأنه، فقال تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } [العلق: 1 - 5].

    ولا أدل على حرص الإسلام على طلب المزيد من أن الله أمر نبيه عليه الصلاة والسلام أن يسأله الزيادة في العلم فقال تعالى:{ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا }[طه: 114].

    وقال عليه الصلاة والسلام: "طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة"


    والعلم علمان: علم به صلاح المعاد؛ وعلم به صلاح المعاش، فالأول ما يرشد إلى صحة العقائد والعبادات والمعاملات، والثاني ما يستعان به على كسب العيش وترفيه الحياة من ضروب الصناعات، وأنواع المخترعات.





    والإسلام يدعو إلى هذين النوعين، ويحض على الاستزادة منهما، وفي القرآن آيات كثيرة لو تأملها المتأمل المنصف لعلم أنها تحفز الهمم للأخذ من علوم الدين وعلوم الدنيا بأوفى نصيب، اتل قوله تعالى:{وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}[المجادلة: 11].

    أفلا تشعر إذا تلوث هذه الآية أن نفسك تصبو أن تكون من الذين أوتوا العلم ليرفعك الله كما رفعهم درجات.

    واتل قوله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ }[فاطر: 28].

    فلا جرم أن الغيرة تدفعك إلى أن تكون من الذين شهد الله لهم بخشيته وتقواه، وهم العلماء الذين يسر لهم علمهم سبيل الوقوف على أسرار الوجود، وروائع حكم الخالق المدبر، ورأوا آثار رحمة الله في آفاق السماء وأطراف الأرض، فبهرهم ما رأوا، وأدهشهم ما سمعوا، وراعهم ما أدركوا، وعرفوا ضعف أنفسهم، وعجزهم؛ وأن أحدهم لا يزيد على ذرة هائمة في مزدحم هذا الوجود الهائل الرهيب، فاستشعروا خشية الله واتقوه حق تقاته.

    وهذه شهادة أخرى، تسرك، وتقر عينك، وتهيب بك؛ إلى بذل الوسع في سبيل الظفر بأجزل قسط من العلم، حتى تكون من هذا الفريق الذي جعله الله مع الأنبياء، والصديقين والشهداء.

    قال تعالى: { شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ } [آل عمران: 18].








    والقرآن الكريم يحضك على طلب العلم الصحيح المبني على الحس والمشاهدة، أو على البرهان الذي شهد بصحته العقل السليم، قال تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء: 36].

    وقد بين تعالى أنه لا حد للعلم، ولا غاية له، وأن ما حصله البشر بحسهم وتجاربهم قليل، ولا يزال المجال فسيحًا أمام المجدين، والمجتهدين والباحثين، والمنقبين، ليصلوا إلى كثير مما لم يبلغه السابقون، قال تعالى: { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا } [الإسراء: 85].

    وقد أقر البرهان العقلي واعتبره علمًا يعادل في الاستدلال الكتاب والسنة، فقال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ } [الحج: 8].

    أظنك الآن قد بلغت حد اليقين بفضل الإسلام وميزته في الحض على طلب العلم، والتنفير من الجهل{ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ }[الزمر: 9].

    وعليك الآن أن تلقي نظرة فاحصة على غيره من الأديان التي جعل الله أحبارها ورهبانها قاعدتهم في الدين (الجهالة أم التقوى).

    زن هذه الكلمة الطائشة، وزن قوله تعالى: { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ }[فاطر: 28]، ينجل لك كمال الإسلام وجماله وجلاله.

    هذه القاعدة الفاسدة التي حملتهم على أن يعادوا العلم ويحاربوا من يتجه فكره إلى الإحاطة بشيء منه، أو الإلمام بسر من أسرار الكون، أو الوقوف على حكمة من حكم الله في هذا الوجود.

    هذه التقوى الجاهلة الزائفة التي كانت تدفع الأحبار والرهبان إلى إزهاق الأرواح البريئة، في أماكن العبادة على حال تقشعر لهولها الأبدان، عقابًا على الاشتغال وانتقامًا من الإلمام به أو التفكير فيه.




    ومما يدعو إلى الحزن الممض الذي يقطع نياط القلب، أن المسلمين اتبعوا سنن من قبلهم شبرًا بشبر وذراعًا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلوه، فقد حاكوهم في هذا الجمود ففشلت عقولهم؛ ووئدت بنات أفكارهم، أتى عليهم حين من الدهر كان العالم النابه يخشى أن يصرح بحقيقة من الحقائق لئلا يساق إلى الموت. فكتمت الحقائق، وصار العالم يقول ما لا يعتقد، ويعتقد ما لا يقول.



    لم تكن العقائد ولا العبادات يومًا من المسائل التي حاول الناس أن يفكروا فيها؛ فنصوص الكتاب والسنة كفيلة ببيانها جميعًا. وبقيت أمور من نواميس هذا الوجود، وأسرار هذا الكون؛ والنفس الإنسانية تتطلع دائمًا إلى الإحاطة بالمجهول. غريزة ركبها الله فيها، وفطرة فطرها عليها، ليسوقها بها إلى طلب الكمال، ويشوقها إلى الاقتباس من مشكاة العلم العام؛ فإذا تطلع العقل إلى البحث عن سر من أسرار الوجود، أو نظام من نظم الكون، وقال الإنسان قولًا خالف فيه السابقين عد قوله منكرًا من القول وزورًا وإثمًا كبيرًا، وخطيئة لا يتسع لها صدر العفو، وما أقرب ما كانوا يسلطون الموت على القائل حتى يرتدع غيره، ويقدع عقله المتطلع ونفسه المتوثبة.

    ما أكثر ما في القرآن من المعجزات التي تشيع في خلال آياته الكريمة، وتتجدد بتجدد الزمان، ولكن حال الجمود بين المسلمين وبين كشف هذه المعجزات، حتى كشفها الفرنجة، وصاروا يملأون أشداقهم فخرًا بأنهم كشفوا هذه الحقائق.

    والحق أن القرآن الكريم كشفها منذ أربعة عشر قرنًا وجعلها متاعًا مشاعًا بين المسلمين جميعًا.

    حقق الغربيون أن الأرض منفتقة من النظام الشمسي، وقد نطق القرآن بهذه الحقيقة منذ أجيال، فقال تعالى: { أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا }[الأنبياء: 30].

    وابتغوا الوسيلة إلى إمساك الظل بالتصوير الشمسي والله سبحانه وتعالى يقول: { أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا * ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا } [الفرقان: 45 - 46].

    والأمثلة على ذلك كثيرة استوعب منها جملة صالحة العالم النابه الجريء السيد عبدالرحمن الكواكبي رحمة الله عليه في كتابه (طبائع الاستبداد).

    ولو أتيح للعلماء النابهين من البحث وحرية الرأي ما أتيح لأهل التأويل والخرافات لرأوا في القرآن الكريم آلافًا من المعجزات تتجدد بتجدد الزمان.

    فمتى تنجلي هذه الغياهب، ويصل الناس من أسباب العلم ما أمر الله به أن يوصل حتى يهديهم الله صراطًا مستقيمًا، وينصرهم نصرًا عزيزًا، ويمكن لهم دينهم الذي ارتضى، ويبدلهم من خوفهم أمنًا.

    أبتهل إلى الله الكريم أن يجعلنا من العلماء الذين يخشونه حق خشيته، ويسيرون على هدي نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يجعلنا من الداعين إلى الخير، الآمرين بالمعروف، والناهين عن المنكر آمين


    منقول
    التعديل الأخير تم بواسطة *أمة الرحيم*; الساعة 24-01-2018, 01:16 AM.

  • #2
    رد: الدعوة إلى العلم والاعتراف بحقوقه

    جزاكم الله خيرًا أختنا الفاضلة
    نفع الله بكم
    يا الله
    علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

    تعليق


    • #3
      رد: الدعوة إلى العلم والاعتراف بحقوقه

      وأنتم من أهل الجزاء

      نفعنا الله وإياكم

      تعليق


      • #4
        رد: الدعوة إلى العلم والاعتراف بحقوقه

        جزاكم الله خيراً وبارك الله فيكم

        تعليق


        • #5
          رد: الدعوة إلى العلم والاعتراف بحقوقه

          وجزاكم الله مثله

          بوركتم لمروركم

          تعليق


          • #6
            رد: الدعوة إلى العلم والاعتراف بحقوقه

            جزاكم الله خيرا موضوع مبارك
            ولكن "اطلبوا العلم ولو في الصين " ليس حديثا أصلا بل هو موضوع فلا يجوز ذكر إلا لبيان ضعفه

            تعليق


            • #7
              رد: الدعوة إلى العلم والاعتراف بحقوقه

              المشاركة الأصلية بواسطة ismaelelzmzmy مشاهدة المشاركة
              جزاكم الله خيرا موضوع مبارك
              ولكن "اطلبوا العلم ولو في الصين " ليس حديثا أصلا بل هو موضوع فلا يجوز ذكر إلا لبيان ضعفه
              وجزاكم الله خيرًا

              بوركتم على البيان

              نفع الله بكم

              تعليق

              يعمل...
              X