الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
مما ورد في فضل العِلم من الآيات قال تعالى : { وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ }
وقال : { وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا }
وقال الله جل وعلا : { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ }
وقال سبحانه : { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ }
وقال جل وعلا : { أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ }
وقال : { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } .
مما ورد في فضل العِلم من الأحاديث : وقال الرسول صلى الله عليه وسلم " مَن يرِد الله به خيرًا يفقهه في الدين " وعن أنس قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَن خرج في طلب العِلم كان في سبيل الله حتى يرجع " .وقال صلى الله عليه وسلم : "مَن سلك طريقًا يلتمس فيه عِلمًا سهّل الله له به طريقًا إلى الجنة " . وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " الدنيا ملعونة ، ملعون ما فيها ، إلا ذِكر الله تعالى ، وما والاه ، وعالِمًا ، ومتعلّمًا " . وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن الله وملائكته ، وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جِحرها وحتى الحوت ليصلّون على معلّمي الناس الخير " .
قال معاذ رضى الله عنه : تعلموا العلم فإن تعلمه لله خشية وطلبه عبادة ومذاكرته تسبيح والبحث عنه جهاد وتعليمه من لا يعلمه صدقة وبذله لأهله قُربة .
قال أبو الدرداء رضى الله عنه : مَن رأى أن الغدو إلى طلب العلم ليس بجهاد فقد نقص في رأيه وعقله .
قال الشافعي : طلب العلم أفضل مِن النافلة .
قال القرطبي : طلب العلم فضيلة عظيمة ومرتبة شريفة لا يوازيها عمل .
تحدث صاحب ( أبجد العلوم ) عن لذة العلم فقال : " اعلم أن شرف الشيء إما لذاته أو لغيره ، والعلم حائز الشرفين جميعًا لأنه لذيذ في نفسه فيُطلب لذاته ، لذيذ لغيره فيُطلب لأجله . إنها لذة روحانية وهي اللذة المحضة وأما اللذة الجسمانية فهي دفع الألم في الحقيقة كما أن لذة الأكل دفع ألم الجوع ، ولذة الجماع دفع ألم الامتلاء ، بخلاف اللذة الروحانية فإنها ألذ وأشهى مِن اللذائذ الجسمانية .
كان الإمام الثاني محمد بن الحسن الشيباني يقول عندما انحلت له مشكلات العلوم : " أين أبناء الملوك مِن هذه اللذة " ؟! سيما إذا كانت الفكرة في حقائق الملكوت وأسرار اللاهوت ، ومِن لذاته التابعة لعزته أنه لا يقبل العزل والنصب مع دوامه لا مزاحمة فيه لأحد ، لأن المعلومات متسعة مزيدة بكثرة الشركاء . ومع هذا لا ترى أحدًا مِن الولاة الجهال إلا يتمنون أن يكون عِزهم كعِز أهل العلم إلا أن الموانع البهيمية تمنع عن نيله .وأما اللذائذ الحاصلة لغيره : أما في الأخرى فلكونه وسيلة إلى أعظم اللذائذ الأخروية والسعادة الأبدية ، ولن يتوصل إليها إلا العلم والعمل ، ولا يتوصل إلى العمل أيضًا إلا بالعلم بكيفية العمل .
أصل سعادة الدارين هو العلم فهو إذن أفضل الأعمال . وأما في الدنيا فالعز والوقار ونفوذ الحكم على الملوك ، ولزوم الاحترام في الطباع فإنك ترى أغبياء التُرك وأجلاف العرب وأراذل العجم يصادفون طباعهم مجبولة على التوقير لشيوخهم لاختصاصهم بمزيد علم مستفاد مِن التجربة ، بل البهيمة تجدها توقر الإنسان بطبعها لشعورها بتمييز الإنسان بكل مجاوز لدرجتها ، حتى إنها تنزجر بزجره وإن كانت قوتها أضعاف قوة الإنسان " .
كان أبو حنيفة – رحمه الله – إذا أخذته هزة المسائل يقول : أين لملوك مِن لذة ما نحن فيه ؟ لو فطنوا لقاتلونا عليه .
قال بعض الحكماء : اقصد مِن أصناف العِلم إلى ما هو أشهى لنفسك وأخف على قلبك فإن نفاذك فيه على حسب شهوتك له وسهولته عليك .
يقول بعض البلغاء : تعلّم العلم فإنه يقوّمك ويسددك صغيرًا ويقدّمك ويسوّدك كبيرًا ويُصلِح زيفك وفسادك ويرغم عدوّك وحاسدك ويقوّم عوجك وميلك ويصحح همتك وأملك فالعلم والعقل سعادة وإقبال ؛ وإن قل معهما المال وضاقت معهما الحال ، والجهل والحمق حرمان وإدباره وإن كثر معهما المال واتسعت معهما الحال لأن السعادة ليست بكثرة المال فكم مِن مكثر شقي ومقلّ سعيد ، وكيف يكون الجاهل الغني سعيدًا والجهل يضيعه أم كيف العالم الفقير شقيًّا والعلم يرفعه ؟ وقد قيل في منثور الحكم : كم مِن ذليل أعزه علمه ومِن عزيز أذله جهله . وقال عبد الله بن المعتز : نِعمة الجاهل كروضة على مزبلة . وقال بعض الحكماء : كلما حسنت نعمة الجاهل ازداد قبحًا .
مما ورد في فضل العِلم من الآيات قال تعالى : { وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ }
وقال : { وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا }
وقال الله جل وعلا : { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ }
وقال سبحانه : { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ }
وقال جل وعلا : { أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ }
وقال : { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } .
مما ورد في فضل العِلم من الأحاديث : وقال الرسول صلى الله عليه وسلم " مَن يرِد الله به خيرًا يفقهه في الدين " وعن أنس قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَن خرج في طلب العِلم كان في سبيل الله حتى يرجع " .وقال صلى الله عليه وسلم : "مَن سلك طريقًا يلتمس فيه عِلمًا سهّل الله له به طريقًا إلى الجنة " . وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " الدنيا ملعونة ، ملعون ما فيها ، إلا ذِكر الله تعالى ، وما والاه ، وعالِمًا ، ومتعلّمًا " . وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن الله وملائكته ، وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جِحرها وحتى الحوت ليصلّون على معلّمي الناس الخير " .
قال معاذ رضى الله عنه : تعلموا العلم فإن تعلمه لله خشية وطلبه عبادة ومذاكرته تسبيح والبحث عنه جهاد وتعليمه من لا يعلمه صدقة وبذله لأهله قُربة .
قال أبو الدرداء رضى الله عنه : مَن رأى أن الغدو إلى طلب العلم ليس بجهاد فقد نقص في رأيه وعقله .
قال الشافعي : طلب العلم أفضل مِن النافلة .
قال القرطبي : طلب العلم فضيلة عظيمة ومرتبة شريفة لا يوازيها عمل .
تحدث صاحب ( أبجد العلوم ) عن لذة العلم فقال : " اعلم أن شرف الشيء إما لذاته أو لغيره ، والعلم حائز الشرفين جميعًا لأنه لذيذ في نفسه فيُطلب لذاته ، لذيذ لغيره فيُطلب لأجله . إنها لذة روحانية وهي اللذة المحضة وأما اللذة الجسمانية فهي دفع الألم في الحقيقة كما أن لذة الأكل دفع ألم الجوع ، ولذة الجماع دفع ألم الامتلاء ، بخلاف اللذة الروحانية فإنها ألذ وأشهى مِن اللذائذ الجسمانية .
كان الإمام الثاني محمد بن الحسن الشيباني يقول عندما انحلت له مشكلات العلوم : " أين أبناء الملوك مِن هذه اللذة " ؟! سيما إذا كانت الفكرة في حقائق الملكوت وأسرار اللاهوت ، ومِن لذاته التابعة لعزته أنه لا يقبل العزل والنصب مع دوامه لا مزاحمة فيه لأحد ، لأن المعلومات متسعة مزيدة بكثرة الشركاء . ومع هذا لا ترى أحدًا مِن الولاة الجهال إلا يتمنون أن يكون عِزهم كعِز أهل العلم إلا أن الموانع البهيمية تمنع عن نيله .وأما اللذائذ الحاصلة لغيره : أما في الأخرى فلكونه وسيلة إلى أعظم اللذائذ الأخروية والسعادة الأبدية ، ولن يتوصل إليها إلا العلم والعمل ، ولا يتوصل إلى العمل أيضًا إلا بالعلم بكيفية العمل .
أصل سعادة الدارين هو العلم فهو إذن أفضل الأعمال . وأما في الدنيا فالعز والوقار ونفوذ الحكم على الملوك ، ولزوم الاحترام في الطباع فإنك ترى أغبياء التُرك وأجلاف العرب وأراذل العجم يصادفون طباعهم مجبولة على التوقير لشيوخهم لاختصاصهم بمزيد علم مستفاد مِن التجربة ، بل البهيمة تجدها توقر الإنسان بطبعها لشعورها بتمييز الإنسان بكل مجاوز لدرجتها ، حتى إنها تنزجر بزجره وإن كانت قوتها أضعاف قوة الإنسان " .
كان أبو حنيفة – رحمه الله – إذا أخذته هزة المسائل يقول : أين لملوك مِن لذة ما نحن فيه ؟ لو فطنوا لقاتلونا عليه .
قال بعض الحكماء : اقصد مِن أصناف العِلم إلى ما هو أشهى لنفسك وأخف على قلبك فإن نفاذك فيه على حسب شهوتك له وسهولته عليك .
يقول بعض البلغاء : تعلّم العلم فإنه يقوّمك ويسددك صغيرًا ويقدّمك ويسوّدك كبيرًا ويُصلِح زيفك وفسادك ويرغم عدوّك وحاسدك ويقوّم عوجك وميلك ويصحح همتك وأملك فالعلم والعقل سعادة وإقبال ؛ وإن قل معهما المال وضاقت معهما الحال ، والجهل والحمق حرمان وإدباره وإن كثر معهما المال واتسعت معهما الحال لأن السعادة ليست بكثرة المال فكم مِن مكثر شقي ومقلّ سعيد ، وكيف يكون الجاهل الغني سعيدًا والجهل يضيعه أم كيف العالم الفقير شقيًّا والعلم يرفعه ؟ وقد قيل في منثور الحكم : كم مِن ذليل أعزه علمه ومِن عزيز أذله جهله . وقال عبد الله بن المعتز : نِعمة الجاهل كروضة على مزبلة . وقال بعض الحكماء : كلما حسنت نعمة الجاهل ازداد قبحًا .
تعليق