بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل العلماء مرفوعين منزلة، وسهّل لطالب العلم طريقا إلى الجنة كلما سلك طريقا إلى العلم، فله الحمد كثيرا كما انعم كثيرا.
وأشهد أن لا إله إلا اله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد:
فأسأل الله جل وعلا أن يجعلني وإياكم ممن صلحت له الأقوال والأعمال، صلُح له قول اللسان وقول القلب، واستقام له عمل القلب وعمل الجوارح، كما أسأله سبحانه أن يقينا العثار في القول والعمل، وأن يجعلنا مباركين معلّمين للخير مفتحين أسبابه أينما كنّا، إنه سبحانه جواد كريم.
وهذه المحاضرة تأتي افتتاحا لهذه الدروس العلمية الصيفية التاسعة في جامع شيخ الإسلام ابن تيمية في حي سلطانة بمدينة الرياض، وهذه الدورات ولا شك انتفع بها عدد كبير من طلاب العلم ومن محصليه ومن المقبلين عليه، فإنها سبيل نجاة وسبيل هداية، كما أنها سبيل لرفع الأمّة من الواقع الذي تعيش فيه؛ لأن رفع الأمة مما تعيش فيه يحتاج إلى أسباب كثيرة تبذل وتيسّر السبل لها، ومن ذلك أن يكثر طلبة العلم لشدة الحاجة اليوم إلى ورثة الأنبياء، فإن هذه الأمة لم يكن فيها نبي بعد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ بل خُتمت الرسالات والنبوات بمحمد بن عبد الله عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ، ولكن بقي ورثة محمد بن عبد الله عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ وهم أهل العلم وحملة العلم وطلبة العلم، فإنهم أهل الوِراثة الحقيقة.
وصحّ عنه عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ أنه قال «العلماء ورثة الأنبياء فإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فإنه من أخذه أخذ بحظ وافر» لهذا كانت الحاجة ماسة إلى التربية العلمية لكي تقوى الأمة ويبقى فيها العلم النافع المستقى من الكتاب والسنة على نهج سلف الأمة، هذا العلم النافع قوّة وفيه إرغام للأعداء كما قال ابن الوردي في لاميته:
في ازدياد العلم وبث العلم ونشر أسبابه من الدورات العملية والمحاضرات والدروس وما شابه ذلك فيه دعوة إلى الخير على بصيرة؛ لأن الدعوة إنما تكون بالعلم، فإذا صح العلم صحت الدعوة وكانت على بصيرة، قال جل وعلا {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}[يوسف:108]، والبصيرة هي العلم النافع؛ لأنّ البصيرة للقلب هي ما يبصر به القلب الصواب في المعلومات والمدركات، والصواب في المعلومات والمدركات يكون بالبصيرة بالعلم النافع، بالعلم المتلقى من مصدر التلقي المأمون الصحيح، وهو كتاب الله جل وعلا القرآن العظيم وسنة محمد بن عبد الله عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ وما تفرّع عنهما من علوم مختلفة.
لهذا تجد يا طالب العلم أنّ الله جل وعلا رفع شأن العلم والعلماء في القرآن الكريم، ورفع شأنهم النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يقول الله جل وعلا لنبيه عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا}[طه:114]، ويقول الله جل وعلا {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}[المجادلة:11]، فأهل العلم والذين أوتوا العلم مرفوعون درجات بوعد الله جل وعلا الصادق لهم.
وكذلك بين جل وعلا في القرآن العظيم أن الأنبياء حملوا العلم فبلّغوه كما أمرهم الله جل وعلا بذلك، وكل رسول أُمر الناس أن يطاع وإنما أتى الرسل بالعلم من الله جل وعلا فيما أوحي إليه {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ}[النساء:64].
والعلم النافع أثنى عليه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث الصحيح «مثل ما بعثني الله ما يبعثني به الله من العلم والهدى كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا» وهذا العلم النافع مُثِّل بالماء في هذا الحديث، ومُثِّل الوحي في القرآن بأكثر من آية بالماء، والوحي علم، والعلم وحي من جهة أنه يؤخذ من الوحي.
فعظم شأن العلم ينظر إليه بالنظر إلى عظم شأن النبوة وعظم شأن الرسالة، فازدياد العلم هو بقاء لأنوار الرسالة.
ومن فوائد قصة موسى عليه السلام مع السّحرة ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية حين قال: إن السحر والسحرة يكثرون إذا قلت أنوار العلم والنبوة، ويضمحلون إذا ازدادت أنوار العلم والنبوة. وهذا صحيح، ظاهر من قصة موسى {فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ}[الشعراء:45] فكل ما أفكوه فالعلم والسنة يلقفه ويبتلعه ويأخذه ويصيح به من كل جانب.
العلم لابد فيه لتحصيله من أمور:
.
.
.
تابعونـــــــــــا
وهذه المحاضرة تأتي افتتاحا لهذه الدروس العلمية الصيفية التاسعة في جامع شيخ الإسلام ابن تيمية في حي سلطانة بمدينة الرياض، وهذه الدورات ولا شك انتفع بها عدد كبير من طلاب العلم ومن محصليه ومن المقبلين عليه، فإنها سبيل نجاة وسبيل هداية، كما أنها سبيل لرفع الأمّة من الواقع الذي تعيش فيه؛ لأن رفع الأمة مما تعيش فيه يحتاج إلى أسباب كثيرة تبذل وتيسّر السبل لها، ومن ذلك أن يكثر طلبة العلم لشدة الحاجة اليوم إلى ورثة الأنبياء، فإن هذه الأمة لم يكن فيها نبي بعد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ بل خُتمت الرسالات والنبوات بمحمد بن عبد الله عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ، ولكن بقي ورثة محمد بن عبد الله عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ وهم أهل العلم وحملة العلم وطلبة العلم، فإنهم أهل الوِراثة الحقيقة.
وصحّ عنه عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ أنه قال «العلماء ورثة الأنبياء فإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فإنه من أخذه أخذ بحظ وافر» لهذا كانت الحاجة ماسة إلى التربية العلمية لكي تقوى الأمة ويبقى فيها العلم النافع المستقى من الكتاب والسنة على نهج سلف الأمة، هذا العلم النافع قوّة وفيه إرغام للأعداء كما قال ابن الوردي في لاميته:
في ازدياد العلم إرغام العداء *** وجمال العلم إصلاح العمل
في ازدياد العلم وبث العلم ونشر أسبابه من الدورات العملية والمحاضرات والدروس وما شابه ذلك فيه دعوة إلى الخير على بصيرة؛ لأن الدعوة إنما تكون بالعلم، فإذا صح العلم صحت الدعوة وكانت على بصيرة، قال جل وعلا {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}[يوسف:108]، والبصيرة هي العلم النافع؛ لأنّ البصيرة للقلب هي ما يبصر به القلب الصواب في المعلومات والمدركات، والصواب في المعلومات والمدركات يكون بالبصيرة بالعلم النافع، بالعلم المتلقى من مصدر التلقي المأمون الصحيح، وهو كتاب الله جل وعلا القرآن العظيم وسنة محمد بن عبد الله عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ وما تفرّع عنهما من علوم مختلفة.
لهذا تجد يا طالب العلم أنّ الله جل وعلا رفع شأن العلم والعلماء في القرآن الكريم، ورفع شأنهم النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يقول الله جل وعلا لنبيه عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا}[طه:114]، ويقول الله جل وعلا {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}[المجادلة:11]، فأهل العلم والذين أوتوا العلم مرفوعون درجات بوعد الله جل وعلا الصادق لهم.
وكذلك بين جل وعلا في القرآن العظيم أن الأنبياء حملوا العلم فبلّغوه كما أمرهم الله جل وعلا بذلك، وكل رسول أُمر الناس أن يطاع وإنما أتى الرسل بالعلم من الله جل وعلا فيما أوحي إليه {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ}[النساء:64].
والعلم النافع أثنى عليه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث الصحيح «مثل ما بعثني الله ما يبعثني به الله من العلم والهدى كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا» وهذا العلم النافع مُثِّل بالماء في هذا الحديث، ومُثِّل الوحي في القرآن بأكثر من آية بالماء، والوحي علم، والعلم وحي من جهة أنه يؤخذ من الوحي.
فعظم شأن العلم ينظر إليه بالنظر إلى عظم شأن النبوة وعظم شأن الرسالة، فازدياد العلم هو بقاء لأنوار الرسالة.
ومن فوائد قصة موسى عليه السلام مع السّحرة ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية حين قال: إن السحر والسحرة يكثرون إذا قلت أنوار العلم والنبوة، ويضمحلون إذا ازدادت أنوار العلم والنبوة. وهذا صحيح، ظاهر من قصة موسى {فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ}[الشعراء:45] فكل ما أفكوه فالعلم والسنة يلقفه ويبتلعه ويأخذه ويصيح به من كل جانب.
العلم لابد فيه لتحصيله من أمور:
.
.
.
تابعونـــــــــــا
تعليق