إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

طالب العلم بين الترتيب ... والفوضوية // مفهرس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [مقال] طالب العلم بين الترتيب ... والفوضوية // مفهرس


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    مُقَدِمَةُ


    الحمدُ لله الذي خلق فسوى، و الذي قدَّرَ فهدى
    الحمدُ لله الذي خلقَ السماواتِ و الأرضِ و جَعَلَ الظُلماتِ و النور.
    الحمدُ لله فاطر السماواتِ و الأرضِ و جاعل الملائكة رُسُلاً أولي أجنحةٍ
    مثنى و ثلاث و رُباع يزيدُ في الخَلقِ مَا يشاء إنَّ اللهَ على كل شيءٍ قدير .

    و الصلاة و السلامُ على رسول الله الذي جاء من أنفسنا عزيز عليه ما عنتنا
    حريصٌ علينا ، بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم ، قائمٌ بحقوق خالقهِ أتمَّ قيام
    غير مضيع لحقوق المخلوقين ، مرتِّب لجميع أموره ، قد أعطى كل ذي حقٍ حقه و بعد :


    فهذه رسالةٌ عن الترتيب في حياة طالب العلم و آثاره الحميدة ، و الفوضوية و عواقبها الوخيمة ..
    كتبتها طمعًا في الأجر و الثواب ، و نُصحًا لكاتبها و سامعها و مَن بَلَغ ، و فيها - بتوفيق الله تعالى -
    إجابات على أعذار يتشبث بها بعضهن ليرقع نقصه و تقصيره .


    أحدهم يقول : أشغالي أكثر من أوقاتي ...
    و ثانٍ يقول : لي زمن طويل أطلب العلم و لم أحصِّل شيئا !
    و ثالثٍ يقول : لا يُمكن الجمع بين طلب العلم و بين أشغال البيت ...
    رابعِ يقول : هذا الوقت كثرت فيه متطلبات الحياة ، من ضروريات و كماليات ، و بين ذلك قوامًا فلا نستطيع القيام بمسئولياتنا ..
    و خامس يقول : المسافات في مدينتي طويلة ، و زحمة الطرقات مستديمة ..
    و سادس يقول : زماننا هذا نُزعت منه البركة ...



    و بكل حال :

    نعيبُ زمانَنَا و العيبُ فينا ،‘، و ما لزماننا عيبٌ سوانا


    إذا قلبت النظر في حياة هؤلاءِ .. وجدت الفوضوية قد ضربت أطنابها ..
    فوضى في صلة أرحامهم ، فوضى في مواعيدهم ، فوضى في بيوتهم ، فوضى في زياراتهم
    فوضى في أسفارهم ، فوضى في حضور الدروس ، فوضى في ترتيب مكاتبهم ، فوضى في وقوف سياراتهم .



    و لمثل هؤلاء يُقال : جاهدوا تلكَ الهمم الضعيفة ، و العزائم العليلة ، فالخير موجود و البركة لا تنقطع.

    و اجعلوا في سويداء قلوبكم و نصب أعينكم : [اللهُ لَطِيفُ بِعِبَادِهِ]
    و في الحديث القدسي : [ أنا عندَ حُسن ظن عبدي بي ...]

    ثم أيضا :

    أين أنتم من : [ وَلَا تَيْأسُوا مِنْ رَوْحٍ اللهِ ] ؟
    أين أنتم من : [ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللهِ ] ؟
    أين أنتم من قوله صلى الله عليه وسلم " إنَّما العلم بالتعلُّم" ؟
    و من قوله صلى الله عليه وسلم " ومنْ يتصبر يُصَبِّرهُ الله " ؟

    اعلموا - رعاكم الله تعالى - أنَّ من استعان بربه ، ثم جاهد نفسه و رتب أموره سيرى ما تقر به عينه و يشرح
    به صدره ؛ من بركة الوقت و تيسير الأمر .

    و الحمدُ لله الذي بنعمته تتم الصالحات .

    يتبع بإذن الله ’’

    التعديل الأخير تم بواسطة *أمة الرحيم*; الساعة 29-01-2018, 11:27 PM.

  • #2
    رد: طالب العلم بين الترتيب ... والفوضوية

    جزاكم الله خيرا ونفع بكم

    اسئلكم الدعاء ﻻخي بالشفاء العاجل وان يمده الله بالصحة والعمر الطويل والعمل الصالح

    تعليق


    • #3
      رد: طالب العلم بين الترتيب ... والفوضوية

      الترتيب منْ سُنَنِ اللهِ تَعَالى الكوْنيَّة



      .:.


      تدبَّر فِي حَرَكَةُ الكَواكِبِ في هذا الكون الفسيح ، و كيف أنها تسير بانتظام دقيق لا يختلُّ عن مسارهِ و لا يحيد ..
      [وَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ] ( يس :40 )

      تأمَّل في تعاقب الليل و النهار .. [وَ الَّيْلِ إذَا عَسْعَسَ (17) و الصُّبْحِ إذَا تَنَفَسَ ] (التكوير:17-18)
      [يُغْشِي الَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا] (الأعراف:54) .




      فقُل لي بِرَبِّك .. كيف لو استمرَّ النهارُ أو الليل سرمدًا إلى يوم القيامة ؟ هل ستنتظم حياة الناس ؟
      كلاَّ .. سيحتلَ الأمر كله ، ذلك أنّ الله تعالى خلقَ الأسباب و رتَّب عليها المسببات بقدَره و هو العزيز العليم
      فجعل الليل لباسًا و النَّهارَ معاشًا ، و جعَلَ في الشَّمْس مصالح للبحار و الأرض و الناس و النبات و الحيوان
      فلو استمرَّ الليل سرمدًا لترتب من ذلك فسادٌ عريض ، و كذا لو لم يكن ليلٌ و استمرَّ النهار ..


      [قُلْ أرَءَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللهُ عليْكُمُ الَّيْلَ سَرْمَدًا إلى يَومِ القيامةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُم بِضيَاءٍ أفَلا تَسْمَعُونَ (71)
      قٌُلْ أرَءَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إلى يَوْمِ القِيَامَةِ مَنْ إلَهٌ غَيْرُ اللهِ يَأتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيِه أفَلا تُبْصِرونَ]
      ( القصص:71-72)


      فسبحان من أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ’’



      و تأمَّل في تعاقب الفصول من شتاءٍ إلى صيف ، و خريفٍ و ربيع ، ثمَّ قلب الطرفَ ببصر و بصيرة
      انظر إلى كيفية خلق الأرض و عظيم مساحة الماء على سطحها مقارنة باليابسة ، ثمّ انظر في شأن الأنهار كيف
      جعل الله منتهى مصبها في البحار ، فكيف لو كانت تسيح على الأرض ؟
      ما الذي سيحصل للناس بل للأرض جميعا ؟!



      و مما يُحسن ذكره هنا جريات الأنهار و عدم ثباتها كالبحار ...
      ذَكَر بعض أهل العلم أنَّ الماء العذب لو بقى راكدًا لتعفَّنت رائحته و لم يُشرب ، بخلاف الماء المالح فسبحان
      الحكيم الخبير .



      و أعجب من الترتيب و النظام في حياة البيئة !
      و لنأخذ مثلا حياة سباع الوحش و الطير في شأن طعامها ، فسباع الوحش - كالأسد و النمر - تصطاد
      فريستها من البقر و الغنم أو الظباء أو غيرها ، ثم تأكل حتى تشبع ، فتأتي بعدها صغار السباع من ضباع
      و ذئاب ، بعدها تأتي جوارح الطير ، ثمَّ تأتي قوارض الأرض الصغيرة من حشرات و غيرها لتقضى على ما تبقي ..

      و إذا قُدِّر أنَ جوارح الطير و قوارض الأرض لم تأت ؛ فإنَ الشمس و تقادم الأيام تُفني ما تبقى من الجيف
      فكيف يكون الشأن لو بقيت تلك الجيف تُفرز رائحتها العفنة مع تقادم الزمن ؟! ألا تختل طبيعة الحياة ؟



      و هنا وقفة ..

      لو كان عددُ الوحوش أكثر من عدد الأغنام التي تفترسها ، فهل ستنتظم حياة البيئة ؟ كلا ..
      بل سيحصل خلل و فناء ؛ لعدم أسباب التوارث الخلقي في بقاء الجوارح .

      و لذا كان من عظيم حمة الله تعالى كثرة الأنعام و قلة الجوارح نسبة إليها ، و هذا من ترتيب الأمور لتستمر الحياة
      كما أردا الله تعالى .



      شاهد القول : أنَّ الحياة في كلياتها و جزئياتها - كونًا و شرعًا - قد بلغت غاية الترتيب و الإتقان ، فتبارك الله
      أحسن الخالقين .

      و انظر كذلك إلى التفاوت بين الناس .. فهناك حاكمٌ و محكومون ، و هناك خدمٌ و مخدومون ، لو كانوا سواءً
      لفسدت الأرض ، و لكن [وَ رَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضَا سُخْرِيًا] ( الزخرف :32)


      يتبع بإذن الله ...

      تعليق


      • #4
        رد: طالب العلم بين الترتيب ... والفوضوية

        الترتيب في حياةِ الأمَمِ



        كلُّ أمم الأرضِ بينهم قواسِمْ مُشْتَرَكة في تنْظيم شؤون حياتهم ،،
        ففضلا عن تفاوت النَّسب بينَ الرئيس و مرؤس ، هناكَ نظامٌ لترتيب شؤون حياتهم
        فهناك نظامُ الطرق و العمل و السفر و ما يتبع ذلك من شؤون البناء و الزراعة و الصناعة ...
        كلُّ ذلك بقيود و لوائح تنظيمية .

        و الناظر في حياة المجتمعات و الدول يرى أنَّ أكثرها عِنايةً بترتيب شؤون حياتهم
        هو أهنؤها بتسيير أمور معاشهم و راحة أبدانهم .

        فانظر ..!
        تلك المجتمعات التي تُعنى بتطبيق نظام المرور مثلا ، إذا تقيَّد النَّاسُ به كيف
        يسيرُ الراكب مطمئنًا عالما بما له و ما عليه مِنْ شأن الطريق ، و في المقابل
        كيف يكون الشأن في إهمال نظام السير من عدَمْ الإعتناء به من جهة الحاكم أو المحكوم ؟!

        و ببالغ الأسف بالمقارنة مع ديار المسلمين .. انظر إلى كثير من ديار الغّرب و سترى أثر
        العناية بالترتيب في شؤون الحياة .

        اللهَ أسأل أن يُصلِحَ أحوالَ المُسلمينَ في أمور دينهم و دنياهُم .

        الإسلام دينُ الترتيب و الكمال

        الناظرُ في أمور الإسلام و تشريعاته بعين البصيرة يرى أنَّ الإسلام عُني بالترتيب
        و الكمال في جميع أحكامه الكلية و الفرعية ، فمثلا في شأن العبادات هناك ترتيبٌ عجيب
        و تنظيم دقيق ، و بالمثال يتضحُ المقال :

        هناكَ عباداتٌ زمانية منها ما هو يومي كالصلواتِ الخَمْسِ ، و منها ما هو أسبوعي كصلاة الجمعة
        و منها ماهو سنوي كصيام رمضان ، و منها ما هو عُمري - أي لا يجب إلى مرة في العمر - كالحج
        و منها ما يكون بحيب سببه كالكسوف و الإستسقاء ، و من العبادات ما يكون مقيَّدًا بمكان معيَّن
        كالحج لا يكون إلا في مكة .

        ثمَّ تأمل الترتيب في نفس العبادة .. فمثلا الصلوات المفروضة خمس صلوات ،،
        فيهنَّ ركعات جهرية و ركعات سريَّة ، و فيهن الرباعية و الثلاثية و الثُنائية
        ثمَّ تأمل في الركعات نفسها ، و اعجب من حُسن ترتيب أدائها .. قيامٌ ، ثم ركوع
        ثم رفعٌ و اعتدال ، ثم سجود ، ثم رفع و اعتدال ..

        و انظر إلى عظمة الترتيب في تنوع أذكار الركعة ..
        قراءةٌ في القيام ، و تعظيم في الركوع ، و ثناءٌ و حمدٌ في الرفع منه ، و دعاءٌ في السجود ..

        ثم ارجع البصر مرة أخرى إلى مناسك الحج ، و قلب الطرف في أمور المناسك لترى عجائب
        و عظائم العناية بالترتيب ..
        تنقل بين المشاعر بترتيب ، و رمي الجمار بترتيب ، و الطواف بالترتيب ، و السعي ، بل شوط
        الطواف و السعي بترتيب ، ففي شوط الطواف تقبيلٌ و مسح و رَمَل في الثلاثة الأُول ..
        و هكذا ، تشريعٌ من حكيم خبير .


        يتبع >>..

        تعليق


        • #5
          رد: طالب العلم بين الترتيب ... والفوضوية

          النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أحسنُ النَّاس ترتيبًا لجميع شؤونه

          .:.

          قبلَ سياق الكلام في هذا المبحث ، اُذَكِّرَ مَنْ تذرَّعَ و تعذَّرَ بكثرة مشاغله ، و اشتكى من عدم قيامه بالوازمها فأقول له :

          لو فتشت في كتب التراجم و التاريخ فلن تجد أحدًا أكثر شغلا من - النبي صلى الله عليه وسلم -
          ومع كثرة مشاغله فقد كان يقوم بها على أحسن وجه و أكمل صورة , و مصداق ذلك هو شاهد المقال
          أن الناظر و المتتبع لما جاء في كتب الحديث و السِّير و الشمائل في سيرة النبي - صلى الله عليه و سلم -
          مع الناس ومع خاصة أهله يعجب من كثرة مشاغله و شؤونه ، و يزداد عجبه من قيام النبي بها بعناية تانة
          و يبلغ الجب شأوًا بعيدًا إذا رأى في حياته - صلى الله عليه و سلم - أوقاتًا للترويح عن نفسه و عن أهل بيته
          ناهيك عن القيام بشؤون أهل بيته أتمَّ قيام و أكمله ، و بالمتال يتضح المثال :

          كان - صلى الله عليه وسلم - يقوم بأعمال متنوعة خاصة و عامة داخل المدينة و خارجها
          فمن ذلك : تبليغ العلم ، و قيادة الجيش ، و استقبال الوفود ، و إمامته بالناس جُمُعة و جماعة
          و إفتاؤه للناس ، و إجابة أسئلة غير المسلمين رجاء هددايتهم ، و تقسيم الغنائم ، و عيادة المرضى
          و تشييع الجنائز ، و زيارة المقابر ...

          زد على هذا أنه كان يُؤتى بالصبيان فيبرك عليهم و يحنكهم و يدعو لهم ، و كان يأتي ضعفاء المسلمين
          و يزورهم ، و يعود مرضاهم ، و يشهد جنائزهم ، و كان يزور الأنصار و يسلم على صبيانهم و يمسح رؤوسهم
          و كان يقبلالهدينة و يُثيب عليها ، و يمشي مع صاحب الحاجة ليقضي حاجته، و يشفع
          إذا طُلبت منه الشفاعة ...

          و أما فيما يتعلق بالنوافل ، فأمر عُجاب .. فقد كان - صلى الله عليه وسلم - يُصلي قبل الظهر أربعا
          و أحيانًا ركعتين ، و بعدها كذلك ، و بعد المغرب ركعتين
          و بعد العشاء ركعتين
          و قبل الفجر ركعتين
          و يُصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة ، و كان يقوم حتى تتفظر قدماه ؟؟

          و لم يُضيع حق أهله ، بل قال : [ خيْرُكم خيْرُكُمُ لأهله ، و أنا خيركم لأهلي ]
          فكان - صلى الله عليه و سلم- يرقي من مَرض من أهله ، و يداعب أبناءه و أحفاده .

          و مع ذلك كله لم يضيع حقَّ نفسه فأعطى جسده حقه ؛ فكان يصوم و يُفطر
          و يقوم و ينام ، و يأكل اللحم ، و من عنايته بنفسه و شؤونه الخاصة أنه كان يخصف نعليه
          و يرقع قميصه ، و ينحر أضحيته ، و يحلب شاته ، و يرقي نفسه .
          و كان من عنايته بنفسه أيضا أنه كان أنظف الناس - صلى الله عليه وسلم -و كان يُعرَف بريح الطِّيب
          إذا أقبل .

          و مع هذه الأعمال المتنوعة المتكررة فقد بقي في وقته زمانٌ للترويح ، فقد سابق بين الخيل الخيل المضمرة
          و الخيل التي لم تضمر .
          و كان ينظر إلى بعض أهل الحبشة و هم يلعبون بحرابهم و أطال النظر إلى لعبهم ليتمكن أهله من النظر
          إلى لعبهم ، و سابق عائشة - رضي الله عنها - ..

          إلى غير ذلك مما يصعبُ تدوينُه فضلا عن حضر مما كان يقوم به - صلى الله عليه وسلم - من الأعمال
          التي لو قسمت على سبعين لوسعتهم ، بل قد تزيد عليهم ،،
          لكن بتوفيق الله تعالى له ثمَّ بعنايته - صلى الله عليه وسلم - بأموره و ترتيبها مما جعلها تكون على أحسن
          حال و أتمَّ كمال .

          يتبع >>...

          تعليق


          • #6
            رد: طالب العلم بين الترتيب ... والفوضوية


            .:|:.

            طالب العلم
            بين الترتيب و الفوْضَويَّة


            لتعرف قيمة الترتيب و عظيم أثره و آثاره في حياة طالب العلم ..
            قارن بيَّنَ طالبي علم :


            أحدهُمَا : حريصٌ على أوقاته لا يفرِّط في جزئيات وقته فضلاً عن كلياتها
            يُقسِّم أوقاته على ما يحْتاجُ مِنَ الأمُور بعنايةٍ تامَّة .. كل ذلك بترتيب ذهني مُسبق
            ثمَّ يبدأ يومه أو أسبوعه أو شهْره أو عامه و قد رَسَمَ خطَّة أعماله ، فتراه - بإذن الله -
            منتظما في مسيرته ، تُقضى أوقاته أو يُحصِّل مُرادهُ بفضْل الله تعالى ثمَّ بعنايته بالترتيب .

            بينما ذلك الذي لم يُرتب أموره و أخذ الأمر بفوضى ، و عشوائية
            تراهُ يهدر أوقاته ، و يُنْهِكَ جوارحه و يتعب نفسه ، بل و قد يتعب غيره و قد يضر
            نفسه و غيره بسبب تلكَ الفوْضوية المذمومة شرعًا و عقلا .


            فطالبٌ العلم قدوة في شأنهِ كله ؛ فإنْ أحسنَ و تأثَّرَ به مَنْ خَالَطَهُ فذلكَ نفْعٌ للجَميِع ،،
            أمَّا إنْ كَانَتْ الأخرى - بأن عرف عنه إضاعته لأوقاته و تفريطه في أموره تجاه نفسه و تجاه الآخرين -
            و تأثَّر به من خالطه ، فذلك ضررٌ على الجَمِيع .


            يُتبع >>

            تعليق


            • #7
              رد: طالب العلم بين الترتيب ... والفوضوية

              من أسباب الفوضوية

              أولاً : التواكل و التسويف .

              ثانيًا : عدم تقدير قيمة الوقت .

              ثالثًا : عدم العناية بأشغاله و أموره إبتداءً .

              رابعًا : تقديم شغل على آخر و تأخير أشغال أخرى دون مقارنة .

              خامسًا : استصعاب الأمور (1) .

              سادسًا : اللامُبالاة .

              سابعًا : اليأس و الخمول .

              ثامنًا : إتخاذ القرار بسرعة دون تأنِّ و ترفّق .
              قال - صلى الله عليه وسلم- " إنَّ الرفق لا يكون في شيءٍ إلا زانه ، و لا يُنزعُ من شيءِ إلا شانه " .

              تاسعًا : إتخاذ القرار و هو مشغول البال مضطرب الفكر ، و مثل هذا تكون قراراتُه عشوائية
              و أموره فوضوية ؛ لأنَّ البال إذا كان مشغولا لا يتأتى لصاحبه النظر في الأمور و تقديرها حقَّ التقدير .
              و لذا جاءت الشريعة بنهي القاضي عن الحُكم بين الناس و هو غضبان .
              قال - صلى الله عليه و سلم - " لا يقض ِالقاضي و هو غضبان " .
              و قد ذكر أهلُ العلم أنّ منع القاضي ليس مقصورًا على حالة الغضب فحسب ، بل يُقاس عليها غيرها من جوع
              و عطش .. إلى غير ذلك .

              عاشرًا : المبالغة في التفاؤل ، مما يولِّد عند عدم تحقيق طموحاته و مرئياته نوعًا من الفوضى الذهنية
              و البدنية .


              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ

              (1) من جميل ما سمعت في هذا المقام : " المتفائل يرى في كل صعوبة فرصة ، و المتشائم يرى في كل فرصة صعوبة ".


              يتبع >>

              تعليق


              • #8
                رد: طالب العلم بين الترتيب ... والفوضوية

                من أسباب الفوضوية

                أولاً : التواكل و التسويف .

                ثانيًا : عدم تقدير قيمة الوقت .

                ثالثًا : عدم العناية بأشغاله و أموره إبتداءً .

                رابعًا : تقديم شغل على آخر و تأخير أشغال أخرى دون مقارنة .

                خامسًا : استصعاب الأمور (1) .

                سادسًا : اللامُبالاة .

                سابعًا : اليأس و الخمول .

                ثامنًا : إتخاذ القرار بسرعة دون تأنِّ و ترفّق .
                قال - صلى الله عليه وسلم- " إنَّ الرفق لا يكون في شيءٍ إلا زانه ، و لا يُنزعُ من شيءِ إلا شانه " .

                تاسعًا : إتخاذ القرار و هو مشغول البال مضطرب الفكر ، و مثل هذا تكون قراراتُه عشوائية
                و أموره فوضوية ؛ لأنَّ البال إذا كان مشغولا لا يتأتى لصاحبه النظر في الأمور و تقديرها حقَّ التقدير .
                و لذا جاءت الشريعة بنهي القاضي عن الحُكم بين الناس و هو غضبان .
                قال - صلى الله عليه و سلم - " لا يقض ِالقاضي و هو غضبان " .
                و قد ذكر أهلُ العلم أنّ منع القاضي ليس مقصورًا على حالة الغضب فحسب ، بل يُقاس عليها غيرها من جوع
                و عطش .. إلى غير ذلك .

                عاشرًا : المبالغة في التفاؤل ، مما يولِّد عند عدم تحقيق طموحاته و مرئياته نوعًا من الفوضى الذهنية
                و البدنية .


                ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ

                (1) من جميل ما سمعت في هذا المقام : " المتفائل يرى في كل صعوبة فرصة ، و المتشائم يرى في كل فرصة صعوبة ".


                يتبع >>

                تعليق


                • #9
                  رد: طالب العلم بين الترتيب ... والفوضوية

                  أمثلة للفوضوية عندَ طلبة العلم


                  هذا الأمر قد تعمَّ به البلوى عند الكثير ، و لا شك أنه مذموم لكنه في شأن طالب العلم أقبح ؛
                  لأنَّه يعلم ما يجهله غيره ، فضلا عن كونه قدوة يتأثر به من رآه و من سمعه و من بلغ

                  و سأضرب لك أمثلة من الفوضوية في حياة بعض طلبة العلم ، لنقلع عنها إن كنا
                  مُبتلينَ بها ، و لنحذر و نحاذر منها إن كنَّا معافين منها ، فمثلا :


                  الفوضوية في أداءِ الفرائض :

                  تارة بفواتها ، و تارة بفوات بعض ركعاتها لأجل التأخر المعتاد منه .
                  و من أسباب ذلك التأخر : عدم وضوئه إلا عند الإقامة أو بعدها .
                  و من الأسباب أيضًا : أنه قد يكون منهمكًا بشغل - من كتابة أو قراءة - فيستمرُّ في قراءته
                  أو كتابته ، ليختم نهاية الكتاب أو مبحث منه ، و الشيطان يُزين له ذلك و يُحسِّنه .

                  و من ا لأسباب أيضًا : تلبيس الشيطان بأنَّ عادة الإمام التأخر في إقامة الصلاة .
                  و قِس على ما يشابه هذه الأسباب !

                  شاهد المقال : أنَّ طالب العلم هذا لو عُنى بترتيب أوقاته و أعماله ، و قسَّم تلك الأعمال على تلك
                  الأوقات و لم يزاحم أمرًا بآخر ، و قدَّم ما يستحقَّ التقديم ، و آخر يستحق التأخير ...
                  لتخلص من تلك الفوضوية المشينة .

                  و عودًا على بدء ؛ هذه الفوضوية التي تسببت في فوات بعض الفرائض أو فوات بعض ركعاتها ..
                  لو أنَّ هذا رتَّب وقته و عوَّد نفسه الإستعداد للصلاة بوقتٍ يقدره بحسب ظروفه و عُنى بذلك
                  تمام العناية المستطاعة ..

                  لو كان ذلك فسيرى بإذن الله تعالى تيسيرًا من الله تعالى في إداراك الخير و تحصيل الأجر
                  ناهيكَ عن الراحة النفسية و الطمأنينة القلبية في أثناء الذهاب إلى الصلاة ، فكيف عند
                  أداء الصلاة ؟!

                  و من الأسباب التي تُعينه على تجنب تلك الفوضوية في التخلف و التأخر عن الصلاة :

                  - أن يحرص أن يكون على وضوء دائمًا ، و في ذلك المصالح الكثيرة .

                  - منها تبكيره بالذهاب إلى المسجد .

                  - و منها : أن يشمله قوله - صلى الله عليه وسلم- [استقيموا و لن تُحصوا ، و اعلموا أن أزكى
                  أعمالكم الصلاة ، و لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن ] أخرجه أحمد(280/5) من حديث ثوبان
                  .

                  - و منها أن الملائكة تدعو لمن نام على طهارة كلما تقلب في نومه .
                  قال -صلى الله عليه وسلم - [طَهِّروا هذه الأجساد طَّهركم الله ، فإنه ليس من عبدٍ يبيت طاهرًا
                  إلا باتَ معه في شعاره ملك لا ينقلب ساعة من الليل إلا قال : اللهم اغفر لعبدكَ فإنه بات طاهرًا ]
                  أخرجه الطبراني في "الأوسط"(204/5) من حديث ابن عباس رضي الله عنه ، و إسناده حسن .

                  فإذا كان هذا في حال النوم ، فلعل المحافظ على بقائه متوضئًا يناله شيءُ من هذا ، و العلم عند الله تعالى
                  و لو لم ينلهُ ذلك فما سبق فيه فضلٌ عظيم .

                  - أن يجعل الآذان فيصلا بينه و بين مشاغله و جلسائه ، و يكون هذا هو الأصل في شأنه .

                  و مما يحسن ذكره هنا : ما ذكره يحيى بن معين عن إبراهيم بن ميمون الصائغ أنه :
                  "كان إذا رفع المطرقة فسمع النداء لم يُردّها "
                  و كان الأسود إذا حضرت الصلاة أناخ بعيره و لو على حجر . "سيرة أعلام النبلاء(53/4)

                  تعليق


                  • #10
                    رد: طالب العلم بين الترتيب ... والفوضوية

                    وقفة:

                    - [ كان شيخنا محمد بن إسماعيل المقدم -حفظه الله- يَقول إذا أردتَ أن تعرفَ هذا الطالب مُنظم
                    و ملتزم أو لا .. انظر إلى جدوله اليومي ، فإن كان في جدوله مواقيت الصلاة ، فإنه ملتزم ...]

                    - إحدى الصالحات ، كانت تعكف الأوقات الطوال في القراءة و الحفظ و التلاوة و غيرها
                    و كان وقت إستراحتها و ترفيهها هو وقت الصلاة .

                    - كان السلف الصالح رضي الله عنهم لا تشغلهم طاعة عن طاعة ، و لا عبادة عن عبادة .



                    تعليق


                    • #11
                      رد: طالب العلم بين الترتيب ... والفوضوية

                      الفوضوية في النوم

                      ×؛؛×

                      و هذا من أعظم الأسباب في ضياع الأوقات و تراكم الأشغال ..
                      فبعضهم إذا أسلم نفسه للنوم استرسل معه دون مراعة لما قد يُفوِّته من واجباتٍ
                      شرعية و غيرها مما يضره .

                      و بعضهم ليس له وقت نوم مُعيَّن ؛ تارة بعد الفجر ، و تارة بعد العصر ، و تارة بعد المغرب
                      و تارة سهر متواصل و نوم متفرِّق !

                      و مثل هذا بفوضويته يَقْتُل همَّه و يُهدر أوقاته ، بل قد يغلب عليه داءُ الكسل و الخمول ؛ لأنَّ من
                      عوَّد نفسه شيئا ألفته.
                      و النَّفس كالطفل إن تهمله شبَّ على ،...، حبِّ الرَّضاع و إن تفطمهُ ينفطم

                      و يُضاف إلى آثار فوضوية النوم أن ذلك قد ينعكس على صحة الجسم .

                      و من الترتيب في النوم :

                      - تحديد وقت مُعين للنوم ، و ليكن مثلا قرابة الساعة الحادية عشرة ليلا ، فاحرص أن يكون نومك
                      قريبا من هذا الوقت و معلومٌ بدهًا أنه قد تحصل ظروف تؤخر النوم عن وقته ساعة أو ساعاتٍ
                      هذا لا إشكال فيه و يحصل لكل أحد مثلُ هذا ، إنما المقصود هنا هو أن يحرص طالب العلم جاهدًا على عدم
                      الإخلال بوقت نومه الأصلي .

                      - و مما يتعلق بترتيب النوم وضعُ أسباب لترتيب إستيقاظه ، مثل جرس التنبيه في السَّاعة
                      أو جرس الهاتف ، و غير ذلك .


                      يتبع >>

                      تعليق


                      • #12
                        رد: طالب العلم بين الترتيب ... والفوضوية

                        : وقفة :

                        السلة الصغيرة قد تتسع لأشياءٍ كثيرة .
                        و السلة الكبيرة قد تضيق عن أشياءٍ قليلة ،


                        و العجيب في ذلك أنَّ في السلة الصغيرة شيئًا زائدًا على ما في الكبيرة ،
                        و الأعجب في ذلك كله أنَّ ذلكـَ الشيء الزائد في السلة الصغيرة هو السبب في إتساعها
                        و عدمه في الكبيرة كان سببًا في ضيقها !!

                        و حتى يزول التعجب و العجب فذلك الشيء إسمه :

                        الترتيب






                        تعليق


                        • #13
                          رد: طالب العلم بين الترتيب ... والفوضوية

                          الفوضوية في قضاء الحوائج

                          ،**،

                          و من أمثلة ذلك : تأخير قضائها بالكلية إمَّا بالتسويف أو بتوكيل مَن ليس أهلا لذلك
                          أو بقضاء بعض الحاجة و ترك الباقي .

                          و هذه الفوضوية لها أضرار على صاحبها .. فمن ذلك :

                          تراكم الأشغال و اشتغال البال بها
                          و قد تدعو الحاجة أحيانًا إلى شيء من تلك الحوائج يحتاجها الأهل أو البيت أو هو بنفسه
                          في ذلك الوقت و لابد منها ، و قد يكون في أثناء ذلك مشغولا بأمر أو بأمور لا تحتمل التأخير
                          فتأتي تلك الحاجه فتزيده شغلا ، و قد تُربك عليه أمورَه فتستهلك منه أوقاتًا مضاعفة ،

                          و لو أنه سارع بقضاء تلك الحاجة في وقتها لترتبت أموره و انتظمت أوقاته .


                          يتبع >>






                          تعليق


                          • #14
                            رد: طالب العلم بين الترتيب ... والفوضوية

                            الفوضوية في الزيارات

                            ترتيب طالب العلم لزياراته يحفظ عليه أوقاته ، بخلاف من كان طبعُه الفوضى في ذلك
                            فإنَّ أوقاته تُهدر و تمضي دون مراعاة لقيمة الوقت ، و إذا كانت إضاعة الوقت مذمومة
                            في حقِّ عامة الناس من عامة و جهلة و غيرهم ، فكيف يكون الشأن في طالب العلم ؟!

                            لا شكَّ أنَّ ذلك مذمومٌ في حقِّه ؛ لأن أولى الناس بحفظ أوقاتهم هم طلبة العلم .

                            $ و من أمثلة الفوضوية في الزيارات :

                            أنَّ بعضهم يوغل و يكثر منها حتى يكون الأصل في أوقاته التنقل من مكان إلى مكان
                            في جميع أيام الأسبوع إلا ما ندر ، و العجب أن بعضهم قد يجمعهم مكان دراستهم أو وظيفتهم
                            فقد يكونون في مدرسة واحدة أو كلية واحدة أو مكان وظيفي واحد ، و مع هذا يتلقون في غالب
                            أو جميع أيامهم .

                            و كثرة هذه الإجتماعات بهذه الشاكلة تُفقد طالب العلم كثيرًا من أوقاته ، بل قد يألف ذلك الأمر
                            و يثقل عليه تركهُ ، و يزيد هذا الأمر سوءً إذا كانت تلك المجالس لا حظَّ للعلم فيها ، أو أن يؤدي
                            بهم التوسُّع في المباحات إلى الوقوع في شيء من المحذورات .

                            و زد على ذلك أنَّ من يكثرون من تلك المجالس المستمر دائمًا يقعون في إهمال لكثير
                            من مسؤوليات أولادهم و بيوتهم ، فلا حظ لأولاده من الجلوس معهم إلا قليلا
                            ناهيك عمَّا يحتاجه البيت من أمور .

                            و يلاحظ على بعض من يكثرون من الإجتماع بينهم خارج بيوتهم أو عند أحدهم
                            أنهم يتثاقلون و يضجرون من الجلوس في بيوتهم ، و بخاصة إذا علم أنّ أصحابه
                            مجتمعون ، و هذا التثاقل و التضجّر قد يُدركه أهل بيته - بل سيدركونه - فيكون وجوده
                            بينهم غير مرغون فيه بسبب تغير مزاجه و سوء خلقه ، فيكون لسان حال أهل بيته إذا
                            رأوه خارجًا " مستريَّح و مُستراح منه " !

                            روى يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم ، قال : " السيء الخلق أشقى الناس به نفسه
                            التي بين جنبيه ؛ هي منه في بلاء ، ثم زوجته ، ثم ولده ، حتى إنه ليدخل بيته و إنهم لفي سرور
                            فيسمعون صوته فيفرُّون عنه فراقًا منه ، و حتى إنَّ دابَّته تحيدُ مما يرميها بالحجارة ، و إن كلبه
                            ليراه فينزو عن الجدار ، حتى إنَّ قطَّهُ ليفرُّ منه " [سير أعلام النبلاء(99/6)]


                            و هنا شيءٌ لابدّ من التنبيه له و التنبيه عليه لمن كان له أولاد ، هو أنَّ كثرة غيابه عن المنزل
                            قد تجريء أولاده على بعض المحاذير الشرعية ، فضلا عن ما يصيب الزوجة من العناء بسبب كثرة
                            غياب الزوج .

                            $ و قد يكون من الفوضوية في الزيارات أنَّ بعضهم يذهب المسافة البعيدة لزيارة
                            أحد أصحابه دون تأكد من وجوده و عدم إنشغاله ، فترى بعضهم يستغرق وصوله إلى مكان صاحبه
                            ثلث أو نصف ساعة مثلا ، و قد لا يجد صاحبه ، و ثد يكون صاحبه موجودًا و لكنه مرتبط بمشاغل
                            لنفسه أو أهل بيته ، و بسبب مجيء ذلك الزائر إليه من مكان بعيد دون موعد سابق قد يُضطر
                            صاحب الدار إلى مجاملته و الجلوس معه لضيافته ، بل قد يكون أهل صاحب الدار متأهبين للذهاب
                            مع أبيهم أو أخيهم المزور ، فيتسبب الزائر في إرباك أمورهم .

                            و قد يقول قائل : و لِمَ لا يعتذر المزور من الزائر إنطلاقًا من الآية الكريمة
                            [وَ إِنْ قِيلَ لَكُمُ ارجِعُوا فَارجِعُوا هُوَ أزْكَى لَكُمْ] النور:28 ؟

                            و جواب ذلك : أن بعض الناس قد يُحرج من الزائر و لا يقوى على قول ذلك .


                            و بكل حال ؛ فترتيب أمر زياراتك - بعد توفيق الله تعالى - يدفع كل ما تقدم ذكره من إضاعة أوقاتك
                            و إحراج أصحابك ، و من الترتيب في ذلك الوعد المسبق بينكام بمقابلتك له أو إتصالك عليه
                            و يتأكد هذا في الأصحاب الذين لم تتوثق الصلة بينهم ، أو تعرف منهم مجاملتك على حساب مشاغلهم
                            و مشاغل أهليهم .

                            شاهد المقال : أنَّ ترتيب الوعد المسبق يحفظ لك وقتك و يرفع الحرج عن صاحبك ./








                            تعليق


                            • #15
                              رد: طالب العلم بين الترتيب ... والفوضوية

                              الفوضوية في صلة الأرحام





                              فمن ذلك :

                              أنَّ بعضهم قاطعٌ لكثير من رَحِمه مع قـُرب مساكتهم نسبيا مع شدة وصله
                              لكثير من أصحابه مع تباعُد مساكنهم ، و العحب أنَّ بعض أولئك إذا كُلِّم في قطعه لرحمه
                              تعذَر و تذرَّع بكثرة المشاغل ، لكن تعذره و تذرعه يزول عند زيارة أصحابه !

                              و قد يكون من الفوضوية أيضًا أنَّ بعضهم يُكثر من زيارة واحد أو آحاد من رحمه
                              مما يترتب عليه تأثر مَن لم يكن لهم حظ من صلته ، و قد يكون أولئك الذين قطعَ وصلهم
                              آكدَ حقَّا ممن وصلهم ، و لو أنَّ هذا و أمثالَه رتَّبوا صلتهم لأرحامهم لزالت تلك المحاذير .


                              و من الترتيب في ذلك :

                              - أن يجعل في كل أسبوع زيارة أو زيارتين أو أكثر حسب ما يراه من إقتضاء المصلحة .
                              - أن يُقدِّمَ الأحق قرابة و سنَّا .
                              - تنوع الوسائل في صلى الرحم ، بفضل ما يسَّر من وسائل التقنية ؛ فهناك الرسائل
                              المقروءة و المسموعة مباشرة أو آجلًا ..

                              و غير ذلك ، و هذه بحمد الله تعالى تُقرِّب البعيد و تجمع المتفرق .


                              يُتبع >>

                              تعليق

                              يعمل...
                              X