بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ورثة الأنبياء
العلماء ورثة الأنبياء، وهم قدوة الأتقياء، وصفوة الأولياء، وإن العالم يستغفر له من في السموات ومن في الأرض، وهم سراج الأمة وضياؤها بلا مراء، يبينون لها الأحكام، ويفرقون بين الحلال والحرام، ويخرجونها بفتاواهم من الآثام، ويوضحون شرائع الإسلام، وهم الموضحون والحافظون لما جاء من المنقول، وهم الداعون إلى ملته (صلى الله عليه وسلم)، الذابُّون عن شرعه وسنته.
والعالم كالعين العذبة نفعها دائم، وكالغيث حيث وقع نفع، وكالسراج من مر به اقتبس.
وموت العلماء ثلمة في الإسلام لايسدها شيء ما اختلف الليل والنهار.
الأرض تحيا إذا ما عاش عالمها
فإن يمت عالم منها يمت طرف
كالأرض تحيا إذا ما الغيث حل بها
وإن نأى عاد في أكنافها التلف
فالعلماء الأثبات والأئمة الثقات والمفتون القضاة هم الذين نقلوا أحكام الرسالات، فهم الرؤساء في كل الحالات، ولهم في الدنيا شرف الولايات، وهم أهل الحل والقصد والرئاسات، بهم تفهم العبارات.
أوجب الله تعالى على العباد، وعلى الحكام الذين مكنهم في البلاد، طاعة العلماء، فهم النور الذي يستضيئون به، وهم ورثة الأنبياء، وفي تبيين الشرع والفرض أمناء.
وقد عرف الحكام للعلماء حقوقهم، وسلكوا بأفعالهم طريقهم، ومهدوا الأرض للعلماء، لأنهم العارفون بما يجب من رعاية حقهم، فقدروهم قدرهم، وشدّوا بهم أزرهم، وتواضعوا للعلم والعلماء.
وقد نجم في هذا الوقت ناجم، وهجم على العلماء هاجم، باللوم والعقوق، وإهمال الشرائع والحقوق، مع أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار مُنقصهم معلومة، وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب، بلاه الله قبل موته بموت القلب.
فعلى الكل أن يحسنوا الظن بحملة القرآن، وبالقائمين بالعلم والتقوى والبرهان، وأن يجلوهم على مر الزمان، وأن يرفعوا قدرهم على كل الإخوان، فوجودهم زيادة في الإيمان، وسعادة في البلدان وعمارة للأوطان، وصلاح للرعية والسلطان، فينبغي إعانتهم على ما هم فيه من الشان.
وقالوا: جالس العلماء، فإنك إن لم تعمل بعملهم، أخذت من أخلاقهم، وإن لم تأخذ من أخلاقهم، نزلت الرحمة وأنت فيهم.
إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء.
بقلم رئيس تحرير مجلة الوعي الاسلامي
موقع مجلة الوعي الإسلامي
تعليق