السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفضلوا هذه الفتوى تفيدكم
حكم تربية الحمام
أرجو توضيح الحكم الشرعي في بناء أبراج الحمام علما بأن الحمام يتناول جزءا كبيرا من طعامه خارج البرج من الحقول وغيره ... كما أن عدد الحمام بالبرج غير ثابت حيث إن هناك حمام يأتي من أبراج وأماكن أخرى والعكس وارد أيضا وتقديم الغذاء للحمام داخل البرج يساعد على جلب أعداد أخرى من الحمام إلى داخل البرج
فما حكم الشرع في ذلك
وجزاكم الله خيرا
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإمساك الحمام في البيوت بقصد الاستئناس بها أو لإنتاج البيض والفراخ مباح.
جاء في "المبسوط": فأما إذا كان يمسك الحمام في بيته يستأنس بها ولا يطيرها عادة فهو عدل مقبول الشهادة، لأن إمساك الحمام في البيوت مباح، ألا ترى أن الناس يتخذون بروج الحمامات ولم يمنع من ذلك أحد. اهـ.
وأما اللعب بها وإضاعة الوقت معها فمكروه، قال ابن قدامة: واللاعب بالحمام يطيرها لا شهادة له، لأنه سفاهة ودناءة وقلة مروءة، ويتضمن أذى الجيران بطيره وإشرافه على دورهم ورميه إياها بالحجارة.
ويجب على من اتخذ حماما أن يمنعها من إفساد زرع الناس أو الأكل منه إلا ما جرت العادة بالتهاون فيه، وكذا ينتبه إلى أنها قد تجر حماما آخر مملوكة للغير إلى أبراجه فتفرخ فيه فيأكل ويبيع هذه الأفراخ وهي ملك غيره.
قال ابن مفلح: وأباح أحمد اتخاذ الحمام للأنس واعتبر أن تكون مقصوصة لئلا تطير فتأكل زروع الناس.
وجاء في الفتاوى الهندية تعليقا على ما تقدم في المبسوط من جواز إمساك الحمام في البيوت قال:
إلا إذا كانت تجر حمامات أُخر مملوكة لغيره فتفرخ في وكرها فيأكل ويبيع منه. اهـ.
قال في الآداب الشرعية:... يكره اتخاذ طيور طيارة تأكل زروع الناس.. وقال حرب: قلت لأحمد: إِنْ
اتَّخَذ قطيعا من الحمام تطير؟ فكره ذلك كراهة شديدة، ولم يرخص فيه إذا كانت تطير، وذلك أنها تأكل أموال الناس وزروعهم.
وقال مهنا: سألت أبا عبد الله عن بروج الحمام التي تكون بالشام فكرهها وقال: تأكل زروع الناس.
قال صاحب الآداب: وهذا ظاهر في التحريم إن لم يكن صريحا، ونقل غيره عنه الكراهية.. فعلى الرواية الأولى يضمن، وعلى الثانية فيه نظر.
(قوله: يضمن، يعني صاحب الحمام ما أفسد حمامه من زرع وطعام الناس)
ونقل عن (الإمام أحمد) محمد بن داود أنه قيل له: الرجل يدخل بيته حمام غيره فيفرخ يأكل من فراخه؟ قال: لا يعجبني، هذا طير جاره. اهـ.
والله أعلم. المصدر/ إسلام ويب، مركز الفتوى
وأما عن علاقة تربية الحمام بقوم لوط فهذا المبحث يفيدكم إن شاء الله
والمقصود أن من يتخذ الحمام لعبًا ولهوًا فقد تشبه بصفة من صفات قوم لوط
أهلا بك أخي الكريم وبالنسبة لما سألت عنه فإنه لا علاقة بين تربية الحمام وقوم لوط وإنما ذكر عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره من الصحابة كأبي أمامة فروى ابن عساكر بسنده (تاريخ دمشق 50/ 321) عن أبي أمامة قال : كان في قوم لوطٍ عشر خصال يعرفون بها : لعب الحمام ، ورمي البندق ، والمكاء ، والخذف في الأنداء ، وتبسيط الشعر ، وفرقعة العلك ، وإسبال الإزار ، وحبس الأقبية ، وإتيان الرجال ، والمنادمة على الشراب . وغيرهما من التابعين فعن مجاهد في قوله تعالى{وتأتون في ناديهم المنكر} قال: الصفير ولعب الحمام وحل أزرار القباء(ذكره ابن كثير في تفسيره).
ومن بعدهم كالثوري أن من صفات قوم لوط اللعب بالحمام فأخرج ابن أبي الدنيا عن الثوري قال سمعت أن اللعب بالحمام من عمل قوم لوط.
وهذا من سفههم- أقصد اللعب والالتهاء بالحمام- وليس تربية الحمام للأكل أو التجارة أو غير ذلك من المقاصد المباحة أو المشروعة- ولذا فإن من يضيع أوقاته بالانشغال باللعب بالحمام دون قصد صحيح من ذلك هو متشبه بخصلة من خصال قوم مذمومين لا أنه يوصف بأنه من قوم لوط أو يعمل عملهم الفاحش والذم في اتباع الحمام واللعب به قد ورد فيما رواه البخاري في الأدب المفرد وأبو داود وابن ماجة وغيرهم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يتبع حمامة، فقال شيطان يتبع شيطانة ، وقد حسنه الشيخ الألباني رحمه الله
فاللعب به مكروه. لكن الكراهة كما قال البيهقي محمولة عند بعض أهل العلم على إدمان صاحب الحمام على إطارته والاشتغال به وارتقائه السطوح التي يشرف منها على بيوت الجيران وحرمهم.
منقول من ملتقى أهل الحديث / كتب بواسطة أبو عمرو المصري
"اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
وتولني فيمن توليت"
"وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36
تعليق