إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حكم الاحتفال بالمولد النبوي و أقوال العلماء فيه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حكم الاحتفال بالمولد النبوي و أقوال العلماء فيه




    بسم الله الرحمن الرحيم




    من نعم الله على الإنسان أن يجد من يدله على الحق
    فلو سمعت الحق وانقدت إليه فاعلم أن الله قد اختارك لتسمع
    وإن أعرضت عنه فاقرأ إن شئت قول الله تعالى:
    (وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ
    وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ) الأنفال (23)

    فاعرف الحق تعرف أهله


    أقوال أهل العلم في الاحتفال بالمولد


    الجامع لفتاوى ومقالات العلماء في المولد

    شيخ الإسلام وبدعة الاحتفال بالمولد النبوي

    نصيحة لعموم المسلمين عن بدعة المولد النبوي

    رسالة " حكم الاحتفال بالمولد النبوي " ..الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله

    حكم الاحتفال بالمولد .. الشيخ محمد بن عثيمين ـ رحمه الله ـ

    حكم الاحتفال بذكرى المولد النبوي .. الشيخ صالح الفوزان

    المولد النبوي تاريخه ، حكمه ، آثاره ، أقوال العلماء فيه ..ناصر الحنيني

    بدعة المولد للعلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله

    حكم الاحتفال بالمولد .. الشيخ عبدالله بن محمد بن حميد رحمه الله

    المورد في حكم المولد .. للشيخ تاج الدين الفاكهاني

    حقيقة الاحتفال بالمولد النبوي .. عبدالرحمن بن عبدالخالق

    أسأل الله أن ينفعنا وإياكم بالعلم النافع وأن يرزقنا العمل الصالح



    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 03-12-2015, 08:12 PM. سبب آخر: وضع الفواصل

  • #2
    رد: حكم الاحتفال بالمولد النبوي و أقوال العلماء فيه

    جزاك الله خيراً شيخنا ونفع الله بك

    واثابك الله الجنه

    وان شاء نقرأهم كلهم نسأل الله التيسير


    التعديل الأخير تم بواسطة ام هالة30; الساعة 01-01-2015, 03:39 PM.
    { فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ }
    سورة الرعد الآية 17

    تعليق


    • #3
      رد: حكم الاحتفال بالمولد النبوي و أقوال العلماء فيه

      جزاك الله خير
      قل

      سبحان الله وبحمده

      سبحان الله العظيم

      تعليق


      • #4
        رد: حكم الاحتفال بالمولد النبوي و أقوال العلماء فيه

        بارك الله فى عمرك ونفعنا واياك بهذا العلم

        جزاك الله كل خير

        واسكنا واياك والمسلمين اجمعين الجنة

        لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين
        كن أنت الشخص الذي عندما يراه الناس يقولون : " ما زالت الدنيا بخير "
        عذراً لتقصيرى؟؟

        بهدوووووووووووء

        تعليق


        • #5
          رد: حكم الاحتفال بالمولد النبوي و أقوال العلماء فيه

          جزاك الله خير وجعله فى مزان حسناتك
          فداك ابأنا وامهتنا يارسول الله

          تعليق


          • #6
            رد: حكم الاحتفال بالمولد النبوي و أقوال العلماء فيه

            جزاكم الله خيرا
            ......

            تعليق


            • #7
              رد: حكم الاحتفال بالمولد النبوي و أقوال العلماء فيه

              لا اله الا الله محمد رسول الله

              تعليق


              • #8
                رد: حكم الاحتفال بالمولد النبوي و أقوال العلماء فيه

                ما شاء الله .... اللهم أرضى عني وعنهم
                أستغفر الله العظيم الذي لا اله الا هو الحي القيوم وأتوب إليه

                تعليق


                • #9
                  حكم الإحتفال بالمولد النبوي

                  الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين, وبعد :

                  فلا يخفى ما ورد في الكتاب والسنة من الأمر باتباع شرع الله ورسوله, والنهي عن الابتداع في الدين , قال تعالى : (
                  قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ) آل عمران/31 , وقال تعالى : (اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ ) الأعراف/3, وقال تعالى : ( وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ) الأنعام/ 153, وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن أصدق الحديث كتاب الله , وخير الهدي هدي محمد , وشر الأمور محدثاتها ) . وقال صلى الله عليه وسلم : (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ). رواه البخاري رقم 2697, ومسلم رقم 1718. وفي رواية لمسلم : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) .

                  وإن من جملة ما أحدثه الناس من البدع المنكرة الاحتفال بذكرى المولود النبوي في شهر ربيع الأول , وهم في هذا الاحتفال على أنواع :

                  فمنهم من يجعله مجرد اجتماع تُقرأ فيه قصة المولد , أو تقدم فيه خطب وقصائد في هذه المناسبة .

                  ومنهم من يصنع الطعام والحلوى وغير ذلك , ويقدمه لمن حضر.

                  ومنهم من يقيمه في المساجد , ومنهم من يقيمه في البيوت .

                  ومنهم من لا يقتصر على ما ذكر , فيجعل هذا الاجتماع مشتملاً على محرمات ومنكرات من اختلاط الرجال بالنساء والرقص والغناء , أو أعمال شركية كالاستغاثة بالرسول صلى الله عليه وسلم وندائه والاستنصار به على الأعداء وغير ذلك.


                  وهو بجميع أنواعه واختلاف أشكاله واختلاف مقاصد فاعليه لا شك ولا ريب أنه بدعة محرمة محدثة أحدثها الشيعة الفاطميون بعد القرون الثلاثة المفضلة لإفساد دين المسلمين . وأول من أظهره بعدهم الملك المظفر أبو سعيد كوكبوري ملك إربل في آخر القرن السادس أو أول القرن السابع الهجري , كما ذكره المؤرخون كابن خلكان وغيرهما.

                  وقال أبو شامة : وكان أول من فعل ذلك بالموصل الشيخ عمر بن محمد الملا أحد الصالحين المشهورين , وبه اقتدى في ذلك صاحب إربل وغيره.

                  قال الحافظ ابن كثير في (البدية والنهاية : 13/137) في ترجمة أبي سعيد كزكبوري : (وكان يعمل المولد الشريف في ربيع الأول ويحتفل به احتفالاٌ هائلاً .. إلى أن قال : قال البسط : حكى بعض من حضر سماط المظفر في بعض الموالد كان يمد في ذلك السماط خمسة آلاف رأس مشوي , وعشرة آلاف دجاجة , ومائة ألف زبدية , وثلاثين صحن حلوى .. إلى أن قال : ويعمل للصوفية سماعاً من الظهر إلى الفجر ويرقض بنفسه معهم.

                  وقال ابن خلكان في (وفيات الأعيان : 3/274) : فإذا كان أول صفر زينوا تلك القباب بأنواع الزينة الفاخرة المتجملة , وقعد في كل قبة جوق من الأغاني وجوق من أرباب الخيال ومن أصحاب الملاهي , ولم يتركوا طبقة من تلك الطبقات (طبقات القباب) حتى رتبوا فيها جوقاً .

                  وتبطل معايش الناس في تلك المدة ، وما يبقى لهم شغل إلا التفرج والدوران عليهم ... " إلى أن قال : ( فإذا كان قبل المولد بيومين أخرج من الإبل والبقر والغنم شيئاً كثيراً زائداً عن الوصف ، وزفها بجميع ما عنده من الطبول والأغاني والملاهي ، حتى يأتي بها إلى الميدان ... " إلى أن قال : " فإذا كانت ليلة المولد عمل السماعات بعد أن يصلي المغرب في القلعة ".

                  فهذا مبدأ حدوث الاحتفال وإحيائه بمناسبة ذكرى المولد ، حدث متأخراً ومقترنأً باللهو والسرف وإضاعة الأموال والأوقات وراء بدعة ما أنزل الله بها من سلطان .

                  والذي يليق بالمسلم إنما هو إحياء السنن وإماتة البدع ، وألا يقدم على عمل حتى يعلم حكم الله فيه .

                  حكم الاحتفال بذكرى المولد النبوي :

                  الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه :

                  أولاً : أنه لم يكن من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا من سنة خلفائه . وما كان كذلك فهو من البدع الممنوعة ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ) أخرجه أحمد 4/126 ، والترمذي برقم 2676 .

                  والاحتفال بالمولد محدث أحدثه الشيعة الفاطميون بعد القرون المفضلة لإفساد دين المسلمين . ومن فعل شيئاً يتقرب به إلى الله تعالى لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يأمر به ، ولم يفعله خلفاؤه من بعده ، فقد تضمن فعله اتهام الرسول بأنه لم يبين للناس دينهم ، وتكذيب قوله تعالى : (
                  الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) المائدة/3 لأنه جاء بزيادة يزعم أنها من الدين ولم يأت بها الرسول صلى الله عليه وسلم .

                  ثانياً : في الاحتفال بذكرى المولد تشبه بالنصارى ، لأنهم يحتفلون بذكرى مولد المسيح عليه السلام والتشبه بهم محرم أشد التحريم ، ففي الحديث النهي عن التشبه بالكفار ، والأمر بمخالفتهم ، ففد قال صلى الله عليه وسلم : ( من تشبه بقوم فهو منهم ) أخرجه أحمد 2/50 ، وأبو داود 4/314 ، وقال : ( خالفوا المشركين ) أخرجه مسلم 1/222 رقم 259 ، ولا سيما فيما هو من شعائر دينهم .

                  ثالثاً : أن الاحتفال بذكرى مولد الرسول مع كونه بدعة وتشبهاُ بالنصارى وكل منهما محرم فهو كذلك وسيلة إلى الغلو والمبالغة في تعظيمه حتى يفضي إلى دعائه والاستعانة به من دون الله ، كما هو الواقع الآن من كثير ممن يحييون بدعة المولد ، من دعاء الرسول من دون الله ، وطلب المدد منه ، وإنشاد القصائد الشركية في مدحه كقصيدة البردة وغيرها ، وقد نهى صلى الله عليه وسلم عن الغلو في مدحه فقال : ( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبده ، فقولوا عبد الله ورسوله ) أخرجه البخاري 4/142 رقم 3445 ، الفتح 6/551 ، أي لا تغلوا في مدحي وتعظيمي كما غلت النصارى في مدح المسيح وتعظيمه حتى عبدوه من دون الله ، وقد نهاهم الله عن ذلك بقوله : ( يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ) النساء/171

                  ونهانا نبينا صلى الله عليه وسلم عن الغلو خشية أن يصيبنا ما أصابهم ، فقال : ( إياكم والغلو ، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو ) أخرجه النسائي 5/268 ، وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي رقم 2863 .

                  رابعاً : إن إحياء بدعة المولد يفتح الباب للبدع الأخرى والاشتغال بها عن السنن ، ولهذا تجد المبتدعة ينشطون في إحياء البدع ويكسلون عن السنن ويبغضونها ويعادون أهلها ، حتى صار دينهم كله ذكريات بدعية وموالد ، وانقسموا إلى فرق كل فرقة تحيي ذكرى موالد أئمتها ، كمولد البدوي وابن عربي والدسوقي والشاذلي ، وهكذا لا يفرغون من مولد إلا يشتغلون بآخر ، ونتج عن ذلك الغلو بهؤلاء الموتى وبغيرهم ودعائهم من دون الله ، واعتقادهم أنهم ينفعون ويضرون حتى انسلخوا من دين الله وعادوا إلى دين أهل الجاهلية الذين قال الله فيهم : (
                  وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ ) يونس/18 ، وقال تعالى : (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ) الزمر/3

                  مناقشة شبه مقيمي المولد :

                  هذا ، وقد يتعلق من يرى إحياء هذه البدعة بشبه أوهى من بيوت العنكبوت ، ويمكن حصر هذه الشبه فيما يلي :

                  1- دعواهم أن في ذلك تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم :

                  والجواب عن ذلك أن نقول : إنما تعظيمه صلى الله عليه وسلم بطاعته وامتثال أمره واجتناب نهيه ومحبته صلى الله عليه وسلم ، وليس تعظيمه بالبدع والخرافات والمعاصي ، والاحتفال بذكرى المولد من هذا القبيل المذموم لأنه معصية ، وأشد الناس تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم هم الصحابة رضي الله عنهم ، كما قال عروة بن مسعود لقريش : ( أي قوم ، والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي ، والله إن رأيت ملكاً قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمداًُ صلى الله عليه وسلم ، والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم ، فدلك بها وجهه وجلده ، وإذا أمرهم ابتدروا أمره ، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوءه ، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده ، وما يحدّون النظر إليه تعظيماً له ) البخاري 3/178 رقم 2731 ، 2732 ، الفتح : 5/388 ، ومع هذا التعظيم ما جعلوا يوم مولده عيداً واحتفالاً ، ولو كان ذلك مشروعاً ما تركوه .

                  2- الاحتجاج بأن هذا عمل كثير من الناس في كثير من البلدان :

                  والجواب عن ذلك أن نقول : الحجة بما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، والثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم النهي عن البدع عموماً ، وهذا منها ، وعمل الناس إذا خالف الدليل فليس بحجة وإن كثروا : (
                  وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ) الأنعام/116 ، مع أنه لا يزال بحمد الله في كل عصر من ينكر هذه البدعة ويبين بطلانها ، فلا حجة بعمل من استمر على إحيائها بعد ما تبين له الحق .

                  فممن أنكر الاحتفال بهذه المناسبة شيخ الإسلام ابن تيمية في " اقتضاء الصراط المستقيم " ، والإمام الشاطبي في " الاعتصام " ، وابن الحاج في " المدخل " ، والشيخ تاج الدين علي بن عمر اللخمي ألّف في إنكاره كتاباً مستقلاً ، والشيخ محمد بشير السهسواني الهندي في كتابه " صيانة الإنسان " ، والسيد محمد رشيد رضا ألف فيه رسالة مستقلة ، والشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ألف فيه رسالة مستقلة ، وسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ، وغير هؤلاء ممن لا يزالون يكتبون في إنكار هذه البدعة كل سنة في صفحات الجرائد والمجلات ، في الوقت الذي تقام فيه هذه البدعة .

                  3- يقولون : إن في إقامة المولد إحياءً لذكرى النبي صلى الله عليه وسلم .

                  والجواب عن ذلك أن نقول : إن ذكرى الرسول صلى الله عليه وسلم تتجدد مع المسلم ، ويرتبط بها المسلم لكما ذكر اسمه صلى الله عليه وسلم في الآذان والإقامة والخطب ، وكلما ردد المسلم الشهاتين بعد الوضوء وفي الصلوات ، وكلما صلى على النبي صلى الله عليه وسلم في صلواته وعند ذكره ، وكلما عمل المسلم عملاً صالحاً واجباً أو مستحباً مما شرعه الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه بذلك يتذكره ويصل إليه في الأجر مثل أجر العامل .. وهكذا المسلم دائماً يحيي ذكرى الرسول ويرتبط به في الليل والنهار طوال عمره بما شرعه الله ، لا في يوم المولد فقط وبما هو بدعة ومخالفة لسنته ، فإن ذلك يبعد عن الرسول صلى الله عليه وسلم ويتبرأ منه .

                  والرسول صلى الله عليه وسلم غني عن هذا الاحتفال البدعي بما شرعه الله له من تعظيمه وتوقيره كما في قوله تعالى : (
                  وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ) الشرح/4 ، فلا يذكر الله عز وجل في أذان ولا إقامة ولا خطبة وإلا يذكر بعده الرسول صلى الله عليه وسلم وكفى بذلك تعظيماً ومحبة وتجديداُ لذكراه وحثاً على اتباعه .

                  والله سبحانه وتعالى لم ينوه في القرآن بولادة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وإنما نوه ببعثته ، فقال : (
                  لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ ) آل عمران/164 ، وقال : ( هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم ) الجمعة/2

                  4- وقد يقولون : الاحتفال بذكرى المولد النبوي أحدثه ملك عادل عالم ، قصد به التقرب إلى الله !

                  والجواب عن ذلك أن نقول : البدعة لا تُقبل من أي أحد كان ، وحُسن القصد لا يُسوغ العمل السيئ ، وموته عالماً وعادلاً لا يقتضي عصمته .

                  5- قولهم : إن إقامة المولد من قبيل البدعة الحسنة لأنه ينبئ عن الشكر لله على وجود النبي الكريم !

                  ويجاب عن ذلك بأن يقال : ليس في البدع شيء حسن ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) أخرجه البخاري 3/167 رقم 2697 ، الفتح 5/355 ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( فإن كل بدعة ضلالة ) أخرجه أحمد 4/126 ، والترمذي رقم 2676 ، فحكم على البدع كلها بأنها ضلالة ، وهذا يقول : ليس كل بدعة ضلالة ، بل هناك بدعة حسنة .

                  قال الحافظ ابن رجب في شرح الأربعين : ( فقوله صلى الله عليه وسلم : " كل بدعة ضلالة " من جوامع الكلم ، لا يخرج عنه شيء ، وهو أصل عظيم من أصول الدين ، وهو شبيه بقوله صلى الله عليه وسلم : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " أخرجه البخاري 3/167 رقم 2697 ، الفتح 5/355 ، فكل من أحدث شيئاً ونسبه إلى الدين ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه فهو ضلالة والدين بريء منه ، وسواء في ذلك مسائل الاعتقادات أو الأعمال أو الأقوال الظاهرة والباطنة ) انتهي جامع العلوم والحكم ، ص 233

                  وليس لهولاء حجة على أن هناك بدعة حسنة إلا قول عمر رضي الله عنه في صلاة التراويح : ( نعمت البدعة هذه ) صحيح البخاري 2/252 رقم 2010 معلقاً ، الفتح 4/294

                  وقالوا أيضاً : أنها أُحدثت أشياء لم يستنكرها السلف ، مثل : جمع القرآن في كتاب واحد ، وكتابة الحديث وتدوينه .

                  والجواب عن ذلك أن هذه الأمور لها أصل في الشرع فليست محدثة .

                  وقول عمر : ( نعمت البدعة ) يريد : البدعة اللغوية لا الشرعية ، فما كان له أصل في الشرع يرجع إليه ، إذا قيل : إنه بدعة ، فهو بدعة لغة لا شرعاُ ، لأن البدعة شرعاً ما ليس له أصل في الشرع يرجع إليه .

                  وجمع القرآن في كتاب واحد له أصل في الشرع ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر بكتابة القرآن لكن كان مكتوباً متفرقاُ ، فجمعه الصحابة في كتاب واحد حفظأً له .

                  والتروايح قد صلاها النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه ليالي وتخلف عنهم في الأخير خشية أن تُفرض عليهم ، واستمر الصحابة رضي الله عنهم يصلونها أوزاعاً متفرقين في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته ، إلى أن جمعهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه خلق إمام واحد كما كانوا خلف النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس هذا بدعة في الدين.

                  وكتابة الحديث أيضاً لها أصل في الشرع ، فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بكتابة بعض الأحاديث لبعض أصحابه لما طلب منه ذلك ، وكان المحذور من كتابته بصفة عامة في عهده صلى الله عليه وسلم خشية أن يختلط بالقرآن ما ليس منه ، فلما توفي صلى الله عليه وسلم انتفى هذا المحذور ، لأن القرآن قد تكامل وضبط قبل وفاته صلى الله عليه وسلم ، فدوّن المسلموت السنة بعد ذلك حفظاً لها من الضياع ، فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خيراً ، حيث حفظوا كتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم من الضياع وعبث العابثين .

                  ويقال أيضاً : لماذا تأخر القيام بهذا الشكر على زعمكم فلم يقم يه أفضل القرون من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين ، وهم أشد محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وأحرص على فعل الخير والقيام بالشكر ، فهل كان من أحدث بدعة المولد أهدى منهم وأعظم شكراُ لله عز وجل ؟ حاشا وكلا .

                  6- قد يقولون : إن الاحتفال بذكرى مولده صلى الله عليه وسلم ينبئ عن محبته فهو مظهر من مظاهرها ، وإظهار محبته صلى الله عليه وسلم مشروع !

                  والجواب أن نقول : لا شك أن محبته صلى الله عليه وسلم واجبة على كل مسلم أعظم من محبة النفس والولد والوالد والناس أجمعين - بأبي وأمي صلوات الله وسلامه عليه - ولكن ليس معنى ذلك أن تبتدع في ذلك شيئاً لم يشرعه لنا ، بل محبته تقتضي طاعته واتباعه ، فإن ذلك من أعظم مظاهر محبته ، كما قيل :

                  لو كان حبك صادقاً لأطعته إن المحبّ لمن يحب مطيع

                  فمحبته صلى الله عليه وسلم تقتضي إحياء سنته ، والعض عليها بالنواجذ ، ومجانبة ما خالفها من الأقوال والأفعال ، ولا شك أن كل ما خالف سنته فهو بدعة مذمومة ومعصية ظاهرة ، ومن ذلك الاحتفال بذكرى مولده وغيره من البدع ، وحسن النية لا يبيح الابتداع في الدين ، فإن الدين مبني على أصلين : الإخلاص والمتابعة ، قال تعالى : (
                  بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) البقرة / 112 ، فإسلام الوجه لله الإخلاص لله ، والإحسان هو التابعة للرسول وإصابة السنة .

                  7- ومن شبههم : أنهم يقولون : إن في إحياء ذكرى المولد وقراءة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه المناسبة حثاً على الاقتداء والتأسي به !

                  فنقول لهم : إن قراءة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم والتأسي به مطلوبان من المسلم دائماً طوال السنة وطوال الحياة ، أما تخصيص يوم معين لذلك بدون دليل على التخصيص فإنه يكون بدعة " وكل بدعة ضلالة " أخرجه أحمد 4/164 ، والترمذي 2676 ، والبدعة لا تثمر إلا شراً وبعداً عن النبي صلى الله عليه وسلم .


                  قال صلى الله عليه وسلم : ( فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعيلكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي ، عضّوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة ) أخرجه أحمد 4/126 ، والترمذي رقم 2676 ، فبين لنا صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الشريف بمن نقتدي عند الاختلاف ، كما بين أن كل ما خالف السنة من الأقوال والأفعال فهو بدعة ، وكل بدعة ضلالة .

                  وإذا عرضنا الاحتفال بالمولد النبوي لم نجد له أصلاً في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا في سنة خلفائه الراشدين ، إذن فهو من محدثات الأمور ومن البدع المضلة ، وهذا الأصل الذي تضمّنه هذا الحديث وقد دل عليه قوله تعالى : (
                  فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ) النساء /59

                  والرد إلى الله هو الرجوع إلى كتابه الكريم ، والرد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم هو الرجوع إلى سنته بعد وفاته ، فالكتاب والسنة هما المرجع عند التنازل ، فأين في الكتاب والسنة ما يدل على مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي ؟ فالواجب على من يغعل ذلك أو يستحسنه أن يتوب إلى الله تعالى منه ومن غيره من البدع ، فهذا هو شأن المؤمن الذي ينشد الحق ، وأما من عاند وكابر بعد قيام الحجة فإنما حسابه عند ربه .
                  من كتاب : حقوق النبي صلى الله عليه وسلم بين الإجلال والإخلال ص 139 للشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان - عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية .

                  التعديل الأخير تم بواسطة ام هالة30; الساعة 02-01-2015, 07:28 PM. سبب آخر: تشكيل الآيات..بوركتم
                  إن الله وملائكته يصلون على النبى يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً

                  تعليق


                  • #10
                    رد: حكم الاحتفال بالمولد النبوي و أقوال العلماء فيه

                    جزاكم الله خيرا لا تحرمونا من مشاركاتكم الهادفة بارك الله فيكم
                    اللهم لا تخرجني من هذه الدنيا ... إلا وأنت راضِِ عني


                    سبحان الله وبحمده
                    سبحان الله العظيم

                    تعليق


                    • #11
                      رد: حكم الإحتفال بالمولد النبوي

                      بارك الله فيك اخي عبد المنعم ونفع بك وجزاك الله خير الجزاء
                      أقول اخي المبارك: إن كل يوم يعبد فيه الله بلا بدعة فهو يوم عيد
                      لا سيما في هذا الزمن .

                      تم دمج الموضوع اخي الحبيب مع موضوع شيخنا الفاضل /حادي الطريق
                      لأهمية وعلاقة الموضوعين فيما بينهما :
                      "إذا وجدت الأيام تمر عليك ، و ليس لكتاب الله حظ من أيامك و ساعات ليلك و نهارك ، فابك على نفسك ، و اسأل الله العافية، و انطرح بين يدي الله منيبا مستغفرا ، فما ذلك إلا لذنب بينك و بين الله ، فوالله ما حرم عبد الطاعة إلا دل ذلك على بعده من الله عز وجل"

                      تعليق


                      • #12
                        هـل نحتفـل بالمولـد النبوي؟

                        الموضوع طويل.. ومن أراد الفائدة فليقرأ حتى النهاية...
                        للكاتب : عبدالرحمن بن عبدالله السحيم
                        كثير ممن يحتفل بالمولد النبوي يحتفلون به بدعوى محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيره وتعظيمه.

                        فما مدى صحّـة الدعوى؟

                        روى البخاري ومسلمٌ عَنِ ابن عَبّاسٍ رضي الله عنه أَنّ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَال: «لَوْ يُعْطَى النّاسُ بِدَعْوَاهُمْ, لادّعَى ناسٌ دِمَاءَ رِجَالٍ وَأَمْوَالهُمْ».

                        إن كلَّ إنسانٍ يستطيعُ أن يدّعي ما يريد، وأن يقولَ ما يشاء، غير أن الحقائقَ تكذِّبَ ذلك القولَ أو تصدِّ قُـه.

                        قال الحسن البصري -رحمه الله- : "زعم قومٌ أنـهم يحبون اللهَ فابتلاهم الله بهذه الآية"، يعني قوله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [آل عمران: 31]".

                        قال ابن كثير -رحمه الله- : "هذه الآيةُ الكريمة حاكمةٌ على كل من ادّعى محبة الله وهو على غير الطريقة المحمدية فإنه كاذبٌ في دعواه في نفس الأمر حتى يتّبع الشرعَ المحمدي والدينَ النبوي في جميع أقوالِه وأفعالِه".

                        أولاً: يرد هذا السؤال:

                        هل نحن أكثر حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم من الصحابة؟

                        لقد سطّرَ أصحابُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم أعظمَ ملحمةٍ في الحبِّ. سطّروها بدمائهم فِداءً لرسولهم صلى الله عليه وسلم، قدّموا بين يديه صدورهم ونحورهم، فدَوه بكل غالٍ ونفيس.
                        وصَفَهُم عُروةُ بنُ مسعودٍ -وكان مشركاً- حين كان يرمقُ أصحابَ النبي صلى الله عليه وسلم بعينيه، فقال: "فوالله ما تنخم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم نخامـةً إلا وقعتْ في كفِّ رجلٍ منهم فَدَلَكَ بـها وجهَه وجلدَه، وإذا أمرهم ابتدروا أمرَه، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وَضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتَهم عنده، وما يُحِدُّون إليه النظرَ تعظيماً له. ولما رجع عروةُ إلى أصحابه قال: أي قوم، والله لقد وفَدْتُّ على الملوك ووفَدتُّ على قيصر وكسرى والنجاشي، والله إنْ رأيتُ ملِكاً قط يعظمْه أصحابُه ما يعظمُ أصحابَ محمد صلى الله عليه وسلم محمداً" [رواه البخاري].

                        وفي الصحيحين من حديث أنسٍ رضيَ اللهُ عنه قال: لما كان يومَ أحُدٍ انـهزمَ الناسُ عنِ النبيّ صلى الله عليه وسلم وأبو طلحةَ بينَ يدَي النبيّ صلى الله عليه وسلم مُجوّبٌ عليهِ بحجَفةٍ له -وكان أبو طلحةَ رجلاً رامياً شديدَ النـزعِ-، كَسَرَ يومَئذ قوسَينِ أو ثلاثاً، وكان الرجلُ يَمرُّ معه بجعْبةٍ من النّبل فيقولُ: انْثُرها لأبي طلحةَ. قال: ويُشرِفُ النبيّ صلى الله عليه وسلم ينظرُ إلى القوم، فيقولُ أبو طلحة: "بأبي أنتَ وأمي، لا تُشرفْ يُصيبُكَ سهمٌ من سِهام القوم، نَحرِي دُونَ نحرِك".

                        ويومها شُلّتْ يدُ أبي طلحة رضي الله عنه... تساقط الصحابةُ أمامه الواحدُ تِلو الآخر فداء له صلى الله عليه وسلم ولرسالته.

                        فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم أُفـْرِدَ يَوْمَ أُحُدٍ فِي سَبْعَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ وَرَجُلَيْنِ مِنْ قُريْشٍ، فَلَمّا رَهِقُوهُ قَالَ: «مَنْ يَرُدّهُمْ عَنّا وَلَهُ الْجَنّةُ؟» أَوْ «هُوَ رَفِيقِي فِي الْجَنّةِ»، فَتَقَدّمَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَاتَلَ حَتّىَ قُتِلَ, ثُمّ رَهِقُوهُ أَيْضاً. فَقَالَ: «مَنْ يَرُدّهُمْ عَنّا وَلَهُ الْجَنّةُ» أَوْ «هُوَ رَفِيقِي فِي الْجَنّةِ؟»، فَتَقَدّمَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَاتَلَ حَتّىَ قُتِلَ، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتّىَ قُتِلَ السّبْعَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم لِصَاحِبَيْهِ:«مَا أَنْصَفـْـنـَا أَصْحَابَنَا» [رواه مسلم].

                        ومع كلِّ هذا الحب وتلك التضحيات، ما كانوا يَغـْـلـُون فيه صلوات الله وسلامه عليه؛ فهذا أنسُ بنُ مالكٍ رضي الله عنه يقول: "ما كان شخصٌ أحبُّ إليهم من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وكانوا إذا رأوه لم يقوموا لما يعلمون من كراهيته لذلك" [رواه أحمد والترمذي والبخاري في الأدبِ المفردِ بأسانيدَ صحيحة].

                        لقد زعمَ أقوامٌ أنـهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم مُحِبُّون، ودعواهم في وادٍ وأعمالُهم في وادٍ آخر.... شتّان بين مشرِّقٍ ومُغرِّبِ!!

                        إن محبَّتَه صلى الله عليه وسلم إنما تكون بإحياءِ سُنَّتِه، تكون باقتفاءِ أَثَرِه، تكون بطاعته فيما أمر.
                        وليست محبتُه بالتغنِّي بشمائله بقرعَ الدفوفِ ليلةَ مولده، ولا بالغلو فيه؛ فهذا معصيةٌ له عليه الصلاة والسلام، حيث قال: «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبده فقولوا عبد الله ورسوله» [رواه البخاري عن عمر رضي الله عنه].

                        وإن من الإطراء إضفاء بعض صفات الله عليه صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك قول القائل:

                        مالي من ألــــوذ به ســــــواك *** عند حـدوث الحــادث الـعمـــــــــم
                        فإن من جودك الدنيا وضرتها *** ومن علومك علم اللوح والقلـــم


                        فهذا إطراء وغلو لا يرضاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل هو عين إطراء النصارى لعيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، فإن النصارى ادعت في عيسى الألوهية، وأضافت إليه شيئا من صفات الله عز وجل، وهناك من أمة محمد صلى الله عليه وسلم من فعل كفعل النصارى، بأن أدعى أن من علومه علم اللوح والقلم، ومن جوده الدنيا والآخرة، وأنه هو الملاذ والملجأ والمستعاذ، وكل هذا لا يرضاه صاحب الملة الحنيفية.

                        جاءه رجل فكلّمه فقال: "ما شاء الله وشئت"، فقال: «أجعلتني مع الله عدلا -وفي لفظ- ندا لا بل ما شاء الله وحده» [قال الألباني إسناده حسن].

                        فهذه أمثلة على إنكاره صلى الله عليه وسلم على من جعله لله نداً أو أضاف إليه شيء من صفات الله، أو نعته ووصفه بنعوت الله وصفاته.

                        فمن أحدث في دين رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فإنما هو يستدرك على أبي القاسم صلى الله عليه وسلم.

                        قال الإمام مالك -رحمه الله-: "من ابتدع في الدين بدعة فرآها حسنة فقد اتـّـهم أبا القاسم صلى الله عليه وسلم، فإن الله يقول: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلاَمَ دِيناً} [المائدة: 3]".

                        ألا وإن مما يُقوّي محبةَ رسولِ الهدى صلى الله عليه وسلم ويزيدها معرفة كريم خصاله، وعظيم شمائله، وهذا لا يَحصُل إلا بقراءة سيرته ليس في يومٍ من السَّنَةِ فحسْب، والوقوف عن كَثَبٍ على شمائله، فهناك كُتُبٌ خُصَّتْ بِذِكْرِ شمائلِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم وأخلاقِـه؛ فرسول الله صلى الله عليه وسلم حاز قَصَبَ السَّبقِ في كل خـُـلـُق فاضل، فهو الشُّجاع إذا احمرّت الحَدَق، وادلهمّت الخطوب

                        أنت الشّجاع إذا الأبطال ذاهلة *** والهُنْدُوانيُّ في الأعنـاق والُّلمَـمِ

                        قال البراء رضي الله عنه: "كنا والله إذا احمرّ البأس نتّقي به، وإن الشجاع مـنـّا للذي يحاذي به، يعني النبي صلى الله عليه وسلم" [رواه مسلم].

                        وقال عليّ رضي الله عنه: "كنا إذا احمرّ البأس ولقي القوم القوم اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم فما يكون منا أحد أدنى من القوم منه" [رواه أحمد وغيره].

                        أما البراء رضي الله عنه فهو الملقّب بالمَهْلَكَة، وأما عليٌّ رضي الله عنه فشجاعتُه أشهرُ من أن تُذْكَر.

                        وهو صلى الله عليه وسلم الكريم إذا عُـدَّ الكرماء، يُعطي عطاء من لا يخشى الفقـر؛ أتاه رجلٌ فسأله فأعطاه غَنَماً بين جبلين، فأتى قومه فقال: "أي قوم أسلموا، فو الله إن محمداً ليعطي عطاء رجلٍ ما يخاف الفقر" [رواه مسلم من حديث أنس رضي الله عنه].

                        كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجودُ بالخير من الرِّيحِ المرسَلَة، وكان أجود ما يكون في رمضان، كما في الصحيحين من حديث ابن عباس.

                        قَدِّمَ عليه سبعون ألف درهم فقام يَقْسمُها، فما ردَّ سائلاً حتى فرغ منه صلى الله عليه وسلم. رواه أبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم.

                        وهو صلى الله عليه وسلم على خُلُقٍ عظيم يُوجِبُ مَحَبَّتَه، ويَبْعَثُ على توقيره.

                        مَنَحتُ حُبّيَ خير الناس قاطبـــةً *** بِرَغْمِ من أنفُه لا زال في الرَّغَـمِ
                        يكفيك عن كل مَدْحٍ مدْحُ خالِقِـه *** واقـــرأ بربك مبدأ ســورةِ القلـم


                        {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [سورة القلم: 4].

                        قال أنس رضي الله عنه: "كان النبي أحسنَ الناس، وأشجعَ الناس، وأجودَ الناس" [متفق عليه].

                        حليم على مَنْ سَفِـه عليه، أتتـه قريش بعد طول عناء وأذى، فقال: اذهبوا فأنتم الطلقاء.

                        شَـدّ أعربيٌّ بُردَه حتى أثّـر في عاتقـه، ثم أغلظ له القول بأن قال له: "يا محمد مـُرْ لي من مال الله الذي عندك"، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ضحك ثم أمـر له بعطاء [متفق عليه من حديث أنس رضي الله عنه].

                        هو مَنْ جمع خصال الخير وكريم الشمائل، وَصَفَه ربّـه بأنـه {بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [سورة التوبة: 128].

                        قال الحسن البصري في قوله عز وجل {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ} [سورة آل عمران: 159]، قال: "هذا خُلُقُ محمد صلى الله عليه وسلم نَعَتَـه الله عز وجل".

                        كان علي رضي الله عنه إذا وصف النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كان أجودَ الناس كفّـاً، وأشرَحهم صدراً، وأصدقَ الناس لهجة، وألْيَنَهُم عريكة، وأكرَمهم عِشرة، من رآه بديهةً هابَـه، ومن خالطه معرفـةً أحبَّـه، يقول ناعِتـُه لم أرَ قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم" [رواه الترمذي وابن أبي شيبة والبيهقي في شُعب الإيمان].

                        تلك قَطْرِةٌ من بحرِ صفاتِه، وإشارةٌ لمن ألقى السَّمْعَ، وتذكِرةٌ للمُـحِبّ.

                        فهذه أخلاقه فأين المحبـُّـون؟

                        هذه من أخلاقه عليه الصلاة والسلام فأين المقتدون؟

                        أين أدعياء محبته صلى الله عليه وسلم؟

                        فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم.......إن التشبه بالكـرام فــلاح

                        فما أحبَّ أبا القاسم من تنكّرَ لِسُـنـَّـتِه، أو طعَنَ في صحابته، أو قذف زوجاتِه.

                        وما أحبَّ أبا القاسم كلَّ المحبّة من استنَّ بغير سـُـنـّتـِه، واقتفى غير طريقته، واهتدى بغير هَدْيِه.

                        ما أحبَّ أبا القاسم كلَّ المحبّةِ من لم يـَذْكـُرْه في العام سوى يومٍ أو ليلة، ويَنسى ذِكرَه بقيّةَ سَنَتِه.

                        ما أحبَّ أبا القاسم كلَّ المحبّةِ من خالفَ أمرَه، أو أحيا سُنّةَ الجاهلية.

                        وقد رأيت في بعض البلاد التي يحتفلون بها بـ (المولد النبوي) من جعلوا يوم الاحتفال مؤرّخا بالتاريخ الميلادي، تاريخ أعداءه وأعداء دينه ملته، تاريخ النصارى، على ما بينهم من اختلاف في تحديد يوم الميلاد.

                        ولو كان الاحتفال يمثل صدق المحبة لأرّخوا بتاريخ هجرة الحبيب صلى الله عليه وسلم، ولكنها كما قلت دعاوى خفيفة.

                        وبالمناسبة فإن يوم مولده لم يثبت من الناحية التاريخية على وجه التحديد.

                        ثم إنه صلى الله عليه وسلم مـات في نفس الشهر الذي ولد فيه.

                        فهل هؤلاء يحتفلون بيوم ولادته أو بيوم موته؟

                        ولعل أولئك الذين اتخذوا يوم ميلاده يوما يحيونه ويدعون فيه محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم أشبه ما يكونون بمن عقوا أمهاتهم ثم جعلوا لهن يوما في السنة يزورونهن ويهدون إليهن الورد والحلوى.

                        ولعل أولئك يصدق عليهم قول ابن القيم -رحمه الله-:

                        ث
                        قل الكتاب عليهم لمــا رأوا *** تقييده بشــــــرائع الإيمــــان
                        واللهو خفّ عليهم لما رأوا *** ما فيه من طرب ومن ألحان


                        فتهرّبوا من الأوامر والنواهي وتمسّكوا بما لا مشقة فيه، من رقص وطرب وأكل وشرب ولهو.

                        فأين هم عن سمْته وهديه؟

                        وأين هم عن سنته وطريقته؟

                        وأين هم عن امتثال أمره؟

                        وأين هم عن اقتفاء أثره؟

                        صلى عليك الله يا علم الهدى.

                        فهل يكفي من محبة النبي صلى الله عليه وسلم يوما من السنة ثم تنسى سنته طيلة العام؟!

                        وهل يكفي من محبته صلى الله عليه وسلم مجرد الشعارات والدعاوى؟!

                        لا والله حتى تسيل المهج في محبته، لا الطبول والمسيرات، وأحيانا (المشروبات)!!

                        فاتقوا الله حق تقاته، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ، واذكروا نعمة ربكم عليكم ، واعتصموا بكتاب الله واستمسكوا بسنة نبيّكم، عضوا عليها بالنواجذ. وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كلَّ محدثةٍ بدعة وكلَّ بدعةٍ ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.

                        رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مـنـّـة ربِّ العالمين {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} [آل عمران: 164].

                        ودعوةُ أبيـه إبراهيم {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ} [البقرة: 129].

                        وبشارة عيسى عليه السلام {وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} [الصف: 6].

                        إن البريّةَ يــــومَ مبعثِ أحمـدٍ *** نَــظــَــرَ الإلـه لهـــا فبدّل حالهـا
                        بل كرّمَ الإنســــانَ حين اختار *** من خيرِ البريةِ نجمها وهلالها
                        لبسَ المُرقّعَ وهو قـــائدُ أمـةٍ *** جَبَتِ الكنوزَ فكسّـرتْ أغلالهـــا


                        ولا يفهم من هذا الكلام أن فيه تنقصاً من قدر صاحب القـَـدر صلى الله عليه وسلم، بل أنا كما قال الشاعر:

                        إن حلّ في القلب أعلى منك منزلة *** في الحبّ حاشا إلهي باريء النّسَمِ
                        فمــزّق الله شــــــــرياني وأوردتي *** ولا مَشَت بي إلى ما أشتهــي قدمي



                        التعديل الأخير تم بواسطة اسلامى**حياتى; الساعة 21-01-2013, 05:35 AM. سبب آخر: الخط بارك الله فيكم
                        سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

                        تعليق


                        • #13
                          رد: هـل نحتفـل بالمولـد النبوي؟

                          نفع الله بكم وغفر لنا ولكم
                          تم اضافة الموضوع الى موضوع سابق مشابه لعموم الفائدة
                          حكم الاحتفال بالمولد النبوي و أقوال العلماء فيه
                          "إذا وجدت الأيام تمر عليك ، و ليس لكتاب الله حظ من أيامك و ساعات ليلك و نهارك ، فابك على نفسك ، و اسأل الله العافية، و انطرح بين يدي الله منيبا مستغفرا ، فما ذلك إلا لذنب بينك و بين الله ، فوالله ما حرم عبد الطاعة إلا دل ذلك على بعده من الله عز وجل"

                          تعليق


                          • #14
                            رد: حكم الاحتفال بالمولد النبوي و أقوال العلماء فيه

                            للنفع

                            تعليق


                            • #15
                              رد: حكم الاحتفال بالمولد النبوي و أقوال العلماء فيه

                              جزاكم الله خيرا

                              تعليق

                              يعمل...
                              X