السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على نعمة الإسلام والصلاة والسلام على خير الأنام وعلى آله وصحبه ومن تبعهم حتى يوم القيام وبعد،
فإن الشارع الحكيم قد اهتم بتربية الشخصية المسلمة أيما تربية وعنى بها أيما عناية ومن جملة ذلك ما جاء في النهي عن التشبه بما يخالف الشرع سواء التشبه بغير المسلمين في القول أو الفعل أو المظهر الخارجي وغير ذلك ،
كما اهتم الشرع أيضا بتغيير بعض الألفاظ المخالفة كقوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ) وكذا فعل النبي – صلى الله عليه وسلم – فكم غير من لفظ أو اسم أو صفة فيها مخالفة شرعية
وانطلاقا من هذا المنهج الشرعي كانت هذه الكلمات على سبيل المثال لا الحصر
فلا (مبروك)
و لا (بالرفاء والبنين)
مثلا
من الشرع في شيء فالأولى فيها خطأ لًغوي والثانية فيها خطأ شرعي
أما الخطأ اللغوي في كلمة (مبروك) ...
مبروك: يقولها الناس كدعاء بالبركة لخير أصاب أحدهم
ولكن معناها في اللغة مختلف تماما فهي مشتقّة من وهو اسم مفعول من بَرَكَ ، نقول بَرَكَ البعير يَبْرُكُ بُروكاً أي : استناخَ البعير وأقامَ وثبَتَ
يعني ينفع أهنيك وأقولك : (برك البعير)؟
وأما الخطأ الشرعي في قولهم (بالرفاء والبنين)
فلأنها من أقوال أهل الجاهلية فقد كانوا يكرهون البنات كما هو معلوم فيدعون لصاحبهم والبَرَكة والنَّماء وجمعِ الشَّمْلِ و الرزق بالبنين ولا يجوز شرعا الدعاء بالبنين دون البنا ت لأن أمر الرزق متعلق بحكمة الله وليس باختيار الإنسان وهذا ما فهمه الصحابة رضي الله عنهم، فعن الحسن أن عقيل بن أبي طالب -رضي الله عنه- تزوج امرأة من بنى جشم، فدخل عليه القوم، فقالوا: بالرفاء والبنين، فقال: لا تفعلوا ذلك، قالوا: فما نقول يا أبا يزيد، قال قولوا: بارك الله لكم وبارك عليكم إنا كذلك كنا نؤمر). رواه أحمد، وقال شعيب الأرناؤوط صحيح لغيره، مسند أحمد رقم (1739)
قلت (أبو أنس):
وإن كان المعنى اللغوي للجزء الأول منها صحيح فإن الرفاء "الالتِئَام والاتِّفاق والبَرَكة والنَّماء وجمعِ الشَّمْلِ وحُسْنِ الاجتماع قال ابن السكِّيت : وإن شئت كانَ معناه السُّكون والهُدُوُّ والطُّمأْنينة " كما قال صاحب اللسان
إلا أنها جميعا أي (بالرفاء والبنين) أصبحت من تحايا وتبريكات الجاهلية
وعليه فإن العلة في النهي عن كلمة (بالرفاء والبنين) هي التشبه بأهل الجاهلية
والله أعلم
وكتبه مقيده (أبو أنس - حادي الطريق -) عفا الله عنه
تعليق