حكم إسبال الثياب بدون قصد الخيلاء
" محمد بن صالح العثيمين "
السؤال :
إذا أسبل الرجل ثوبه دون أن يكون قصده الكبر أو الخيلاء ، فهل يحرم عليه ذلك ، وهل يكون في الكم إسبال ، وجزاكم الله خيراً ؟
الجواب :
إذا أسبل الرجل ثوبه ، فإنه على قسمين :
القسم الأول : أن يسبله خيلاء حتى يصل إلى الأرض ..
فهنا يقول الرسول ﷺ :
« مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلَاءَ ، لم ينظُرِ اللهُ إليه يومَ القيامةِ »
[ صحيح البخاري / ٣٦٦٥ ]
ويقول النبي ﷺ :
« ثلاثةٌ لا يُكَلِّمُهم اللهُ عزَّ وجلَّ يومَ القيامةِ ، ولا يُزكِّيهم ،ولهم عذابٌ أليمٌ : المَنَّانُ بما أعطى ،
والمُسْبِلُ إزارَه ، والمُنْفِقُ سلعتَه بالحَلِفِ الكاذبِ »
[ صحيح النسائي/ 5348 ]
وهذه عقوبة عظيمة ؛ لأن الفاعل أتى مفسدتين :
المفسدة الأولى جر الثوب .
والمفسدة الثانية كونه ناشئاً عن خيلاء وكبرياء .
أما القسم الثاني : فإن يجره بغير الخيلاء ، وهذا قليل في الناس لكنه قد يقع ..
فجزاء هذا ما ذكره النبي ﷺ في قوله :
« ما أسفلَ من الكعبين من الإزارِ ففي النارِ »
[ صحيح البخاري/ 5787 ]
أي أن الإنسان يعذب في النار على قدر ما نزل من ثوبه عن كعبيه ،
الكعبان ( هما الْعَظْمَانِ النَّاتِئَانِ عِنْدَ مَفْصِل السَّاقِ وَالْقَدَمِ )
وهذا العذاب كما جاء في الحديث عذاب جزئي ، وهو دون التعذيب في إعراض الله عنه وعدم تزكيته له ، كما جاء في القسم الأول .
وعلى هذا يكون تنزيل الثوب أو السروال أو المشلح عن الكعب من كبائر الذنوب ؛
لأنه إن كان عن خيلاء وجره على الأرض ، فعقوبته ألا ينظر الله تعالى إليه يوم القيامة ولا يزكيه ، وله عذاب أليم ..
وإن نزل عن الكعب لغير الخيلاء فعقوبته أن يعذب في النار بقدر ما نزل من ثوبه ، وهذا يشمل الثوب والسروال والمشلح .
وأما تطويل الأكمام في اليدين ؛ فإن من العلماء من قال : إن فيه الخيلاء ؛ فإن بعض الناس قد يطيل أكمامه ،
وقد يوسعها توسيعاً أكثر مما يحتاج إليه فخراً وخيلاء وتطاولاً فيناله من العذاب ؛ بل فيناله من الوعيد مثل ما نزل ثوبه ..
وعلى كل حال فإن تطويل الأكمام وتوسيعها أكثر مما يحتاج إليه قد يكون داخلاً في الإسراف الذي نهى الله تعالى عنه ..
فقال تعالى : ﴿ وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [ الأعراف : ٣١ ]
المصدر :
(فتاوى نور على الدرب / الشريط رقم [258]
اللباس والزينة )
تعليق