Tweet
::: اللقاء الثاني من دورة فقه الصيام _ مع د محمد فرحات _ على غرفة الهداية الدعوية :::
ما تم شرحه في اللقاء الثاني من كتاب الفقه الميسر
مع د/ محمد فرحات
تسجيـــل اللقاء
هنـــا
ما تمـ شرحــه
صــ 151
صـــ 152
صــ 153
الزيادات التي ذكرها د محمد ولم تكن بالكتاب ...
(( الفرق بين الشرط والركن ))
الشرط والركن لهما نفس المعنى مع اختلاف طفيف بينهما ...
كل منهما يلزم من عدمه العدم
إذا فُقِدَ الشرط أو الركن فُقِدَ العمل
فهما شيء أساسي في العمل
يُنبني عليه صحة العمل
ولا يجوز إجراء العمل بغيرهما ...
الركنمن ذات العمل وماهيته
أما الشرط أمر خارجي
كالطهارة فهي شرط لصحة الصلاة ليس من أعمال الصلاة
إنما هي تكون قبل الصلاة لذا فهي شرط ...
أما الأركان مثل القيام والركوع والسجود هذه من جنس أعمال الصلاة
الشرط من خارج العمل أما الركن فهو داخل في ماهية العمل ...
هل النية شرط أم ركن ؟
النية فيها خلاف بين أهل العلم بين الركن والشرط
والصحيح من أقوال أهل العلم أقوال أهل التحقيق أن النية ركن واستصحاب حكمها شرط .
الشروط تنقسم لقسمين::
شروط وجوب العمل :: الشروط التي اذا تحققت ، هنا يُتَوجه الخطاب الشرعي للمكلف أن يبدأ في العمل
شروط الصحة :: الشروط التي على المكلف أن يأتي بها حتى يصح له العمل
شروط وجوب صيام رمضان ::
1- الإسلام " فلا تكليف إلا بالإسلام " .
الكفار ليسوا مخاطبين بالأداء ولا يُتَوجه لهم الخطاب ولكنهم مسئولون ومخاطبون بهذه الأعمال ويعاقبون عليها في الآخرة وهذا ما يعنيه الأصوليون بقولهم مخاطبة الكفار بفروع الشريعة ...
فالصحيح أنهم مخاطبون بفروع الشريعة في الآخرة فهم يعذبون لعدم قبولهم بالاسلام ويُزاد في عذابهم ويعذبون بأنهم لم يؤدوا بالتكاليف كانت ستتوجه لهم لو انهم اسلموا
فيحاسب على كفره وعدم صلاته وصيامه وزكاته
لقوله تعالى ::
" قُلْ لِلَّذِين كَفَرُوا إِن يَنتَهُوا يُغفَرْ لَهُم مَا قَدْ سَلَف " الأنفال _ 38
وقول النبي صلى الله عليه وسلم : " أن الإسلام يَجُبُ ما قبله "
مسألة ::
لو أن إنسان كافر وأسلم في شهر رمضان ... ماذا نقول له ؟
عليه أن يصوم ما بَقِيَّ من رمضان وليس ما فات فالإسلام يَجُبُ ما قبله .
ماذا لو أسلم الكافر في نهار رمضان ؟
نهار رمضان ، المسلمون مشغولون فيه بعبادة الصوم ...
فعندما دخل في الإسلام يتوجه له الخطاب الشرعي بتكاليف الإسلام
فنقول له :: عليك أن تمسك سائر اليوم وأن تكمله صياما حتى تغرب الشمس
أما بعدما ينقضي اليوم فليس عليه قضاء ذلك اليوم ... وهو الصحيح من أقوال أهل العلم ولكن عليه أن يُمسك سائر اليوم
الدليل :: استنبطه أهل العلم من دليل قد يكون بعيد في نظرنا عن مسألتنا لا علاقة له برمضان ولكن له علاقة بالصوم
ما حدث على عهد النبي صلى الله عليه وسلم لما فرض على المسلمين صيام يوم عاشوراء وكان مفروضًا صومه في بداية الإسلام ونزل التكليف بصيامه في نهار يوم عاشوراء
عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه
أمر النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً من أسلم أن أَذِن في الناس أن من كان أكل فليصُم بقية يومه ومن لم يكن أكل فليصم فان اليوم يوم عاشوراء ....
فهنا أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه رضوان الله عليهم بالصيام منذ أن توجه لهم الخطاب الشرعي
وهو أثناء اليوم وليس قبل بداية اليوم
الشاهد:: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر من كان قد أفطر أن يُمسك باقي اليوم .
من هنا استنبط العلماء أن الخطاب الشرعي إذا توجه للإنسان في نهار يوم يتوجب الصوم فيه عليه أن يُكمل سائر يومه صيامًا
فيُمسك باقي اليوم ولا يؤمر بقضاء الصوم كما أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر من أكلوا وشربوا في بداية يوم عاشوراء أن يقضوا
من توجه له خطابًا شرعيًا جديدًا بالتكليف في نهار يوم يجب الصوم فيه فعليه أن يمسك سائر اليوم
2- البلوغ
ماذا لو بلغ إنسان في نهار رمضان ؟
نقول المسألة هنا كالمسألة التي ذكرناها لمن كان كافرًا ثم أسلم فيتوجه له الخطاب الشرعي
فعليه أمران :: اليوم الذي بلغ فيه إن كان في نهار رمضان عليه أن يُمسك سائر اليوم ولا يقضيه
ثم أن يصوم سائر بقية الأيام وجوبًا .
تجدد سبب الوجوب للكافر الذي أسلم والصبي الذي بلغ
أي أن الإنسان استجد له السبب الذي جعله أهلاً للوجوب
3- العقل
لا يجب الصيام على المجنون ولا المعتوه
المجنون :: من فقد عقله بالكلية
أما المعتوه :: من اختلط عقله تارةً صحيحًا ويبدو أنه مميز ويتكلم كلام العقلاء
وتارةً غير مميز ويبدو عليه كلام المجانين
فهو يجمع بين العقل وعدم العقل
المخرف :: هو فساد العقل الناتج عن تقدم السن
قاعدة شرعية :: لا تكليف بغير عقل = العقل مناط التكليف
لذا فالطفل ليس من اهل التكليف ولا المجنون
فكلما غاب العقل ارتفع قلم الشرع فيما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم رفع القلم عن ثلاثة وذكر منهم المجنون حتى يَفيق .
الجنون :: مرض ولكن الجنون مرض ذو طبيعة خاصة يصيب العقل وإذا فُقِد العقل فُقِدَ التكليف فلا يعامل الجنون كسائر المراض
فترتب عليه عدم المسائلة الشرعية
وبقية الأمراض لها تفصيل آخر
فإذا أُصيب الإنسان بالجنون لم يَعد مُكلف بشيء نهائي لا بصوم ولا قضاء ولا بالإطعام ولا بأي شيء
وهي تفرق عن غيرها من الحالات المرضية
من فقد التمييز بالكلية ونُزِع عنه العقل بالكلية فلم يَعُد يُكَلف أي تكاليف إلا في ماله فتجب فيه الزكاة
مسالة الإغماء :: حالة قريبة من الجنون لأن فيها نزع للعقل
من فقد وعيه نقول له ::
ننظر متى كانت هذه الإغماءة فلو كانت قبل طلوع الفجر وامتد اغماؤه حتى غرُبَت الشمس فهو لم يصم أصلاً لأن الإغماء استوعب النهار كله
فلا يصح صومه وإن نواه من الليل ...
فلو تسحر شخص وأصابه إغماء وامتد إغمائه لغروب الشمس فهل هنا أَمسك عن الأكل والشرب ويصح صومه ؟؟
هو لم يمسك أصلاً فقول الجمهور أنه لا يُعَد أنه قد صام ولا يُحسَب له هذا اليوم وعليه القضاء والإجماع على ذلك
من أُغمي عليه وتأتيه مرحلة من الإفاقة في النهار ولو للحظة فهذا لا قضاء عليه وصومه صحيح .
لأنه أدرك لجزء من النهار كان فيه صحيحًا واعيًا وأمسك عن الطعام والشراب وسائر المفطرات فاجتمع الركنان النية والإمساك فصح له الصوم
وهكذا يقاس عليه من فقد عقله بمخدر فحكمه كحكم المغمى عليه ...
فالمغمى عليه فقد عقلة ولكن ليس كالجنون لانه فقدان مؤقت وليس كامل
4- الصحة
المرض نقيض الصحة
من كان مريضا لم يجب عليه الصوم
لا يجب عليه الصوم لا تساوي يحرم عليه الصوم ولا تساوي لا يقبل منه الصوم
لا يجب أي لا يُخاطب خطابًا بالوجوب أن عليه أن يصوم الآن إنما يتوجه له خطاب آخر
وإن صام صح صيامه لقوله " وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىَ سَفَرٍ فَعِدَةٌ مِنْ أَيَامٍ أُخَر " البقرة _ 184
فإن زال المرض وجب عليه قضاء ما أفطره من أيامه
إذا صام صح صيامه / لو كان مرضه غير مهلك ...
فإذا زال المرض لأن المرض عارض من العوارض فيعود لحالة التكليف ويقضي ما فاته ...
5- الإقامة
أن يكون الإنسان مقيمًا فأما المُسافر لا يجب عليه الصوم
ولكن لو صام صح صيامه .
ودليل عددم وجوب الصوم عليه قوله تعالى : " وَمَن كَان مَرِيضًا أَوْ عَلَىَ سَفَرٍ فَعِدَةٌ مِنْ أَيَامٍ أُخَر " البقرة _ 184
6- الخلُو من الحيض والنفاس
لا يجب عليهما الصيام بل ويحرم لقول النبي اليس اذا حاضت لم تصلي ولم تصم فذلك من نقصان دينها
متى نصوم رمضان ؟
إذا دخل شهر رمضان
غُبيَّ عليكم أي عُميَّ عليكم
هنا لا عبرة بالحساب الفلكي مهما بلغت دقته
هو يعبر بدقة ولكن الاحكام الشرعية أُنيطت بأمور أخرى ليست بالحسابات الفلكية ...
وهذا رحمة بنا فرسالة الإسلام الرسالة الخاتمة نزلت لكل البشر والحساب الفلكي لا تستطيعه إلا المجتمعات المتقدمة
فماذا عن المجتمعات التي تفتقر للتقدم وللعلماء ؟ وماذا بمن يعيشون في الصحراء ؟ كيف يعبد ربه ؟
لمثل هؤلاء نزل الشرع ... لأجل هذا أُنيطت الأحكام بأمور ظاهرة يستطيع الإنسان أن يراها رؤية العين
وأن يحسبها بالأمور اليقينية من النظر ونحو هذا...
ونستطيع هنا أن نفهم قول النبي صلى الله عليه وسلم : إنَّا امة امية لا نكتب ولا نحسب "
ويقصد بهذا أن الشرع نزل على هذه الأمة التي كان يغلب عليها الأمية ، فالأمية ليس الجهل
الأمية نقيض القراءة والكتابة وكان النبي صلى الله عليه وسلم أُمي وهذا من الكمال في حقه
فلو كان يقرأ ويكتب لاتهموه أنه زيف القرآن فحاله هذا أثبت دليل على صدقه ...
فهذه الأمة لا تُكلف بالحساب لأنها لا تكتب ولا تحسب وهذا ليس من التقليل بالعلم إنما المقصود أن
الأحكام الشرعية أنيطت بما هو أبسط وأشمل وأعم لكل الناس في كل الأحوال وفي كل التكاليف ...
لذا الأحكام الشرعية رُبِطت بالرؤية ولم تُربط بالحساب ...
هل يُشترط الرؤية أن تكون رؤية العين باستخدام التلسكوبات الحديثة ؟
لا باس لأنه يُسهل الرؤية ويقويها ...
لذا يثبُت دخول الشهر بشهادة إنسان مسلم واشترط العلماء له بعض الشروط كالعدالة وهذا محل خلاف
فالأحكام لا تُربط بالحسابات الفلكية فلا نعتبرها في دخول الشهر ولا خروجه ...
ما معقِد التفريق بين دخول الشهر وخروجه ؟؟؟
ففي دخوله اشترطنا رؤية إنسان واحد وفي خروجه اشترطنا شخصين ...
ومعقِد التفريق الجمع بين الأحاديث التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
هناك اتفاق أن خروج رمضان يكون بشهادة مسلمين
وهناك خلاف في إثبات دخوله بمسلم أم اثنين
والراجح أنه يثبت بشهادة واحد والخروج بشهادة اثنين
وهذا مبني على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :" صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته وأنسكوا لها فان غمَّ عليكم فاكملوا ثلاثين فان شهدا شاهدان فصووا وافطروا "حديث صحيح
الحديث أثبت الشهادة باثين ولكن نقول هذا الحديث مخصوص بحديث الذي سبق لـابن عمر رضي الله عنهما
" أتى للنبي صلى الله عليه وسلم وقال أنا شهدت الهلال "
شهده وحده فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يطلب معه شاهدًا آخر بل اكتفى بشهادته وحكم بصحتها وأمرهم بالدخول
فجمعًا بين الحديثين نقول شهادة واحد تكفي لدخول الشهر وشهادة اثنين هي الأصل في خروج الشهر ...
ونقف عند المسألة السابعــة " وقت النية في الصوم وحكمها " ...
تعليق