ما مصير تارك الصلاة
الصّلاة هي عمود الدين الإسلامي ، فلا يقوم الإيمان من دون صلاة ، و هي من أركان الإسلام .و أوّل ما يحاسب عليه المرء يوم القيامة صلاته .
قال الله تعالى : ( وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَة ) ِ . فمن أسباب وجودنا في الدنيا عبادة الله تعالى و إعمار الأرض ، والعبادة من ضمنها و أهمّها الصلاة . فصلواتنا في اليوم عددها خمسة ، يبقى فيها العبد على صلة وثيقة بالله تعالى في اليوم ، كما و يغفر له ما بين الصلوات ، و تجدّد الصلاة نشاطه و قوته في اليوم ، فلا يكسل عن أداء واجباته و عباداته .
و الله وعد من يمشي على صراطه المستقيم في حياته ، فيصلّي و يزكي و يصوم و يساعد الآخرين ، لا يشتم ولا يغتب ، الفلاح في الدنيا و الآخرة ، المغفرة و الرحمة ، الراحة النفسية و الطمأنينة في الدنيا ، التوفيق و توسعة الرزق عليه في الدّنيا ، يبارك له في صحته و أولاده و اهله ، ، الجنة دار الخلد في الآخرة .
و تارك الصّلاة ، هو تارك للحبل الموصول بين العبد و ربه ، هو قاطع للمدد الإلهي له في الدّنيا و الآخرة ، فيسلك طريقاً بعيداً عن الله ، ظاناً أنه سيوفق في حياته وهو بعيد كل البعد عن الصراط المستقيم . فلا يلقى في حياته سكينة ، ولا فلاح ، ولا توسعة في الرزق و لا البركة فيه . فلا ينتظر تارك الصلاة الحظ و التوفيق في حياته وهو لا يصلي ، فتارك الصلاة كمن يقفل على قلبه ويمنع عنه السكينة والراحة و انشراح الصدر . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن بين الرجل وبين الكفر ـ أو الشرك ـ ترك الصلاة" أخرجه مسلم، فالذي يميز المؤمن من الكافر صلاته ، والذي يترك صلاته من المسلمين بمثابة الكافر . و خطورة ترك الصلاة لا تقتصر على عدم التوفيق في الدنيا و الفلاح فيها ، بل يعد تارك الصلاة كالكافر والعياذ بالله . وأول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة ، فإن صلحت صلاته فقد فلح و نجح ، وإن فسدت صلاته فقد خاب وخسر في الدارين . كما أنّ سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم يميّزنا يوم القيامة بعلامة الوضوء في وجوهنا ، وتارك الصلاة لا يتوضأ ولن تكون له علامة الوضوء يوم الحساب ، فلن يعرفه نبينا محمد بأنّه من اتّباعه و أمّته فيخسر خسراناً كبيراً لتركه الصلاة . و تارك الصلاة كما نسي الله في الدنيا ، ونسي عبادته و نسي صلاته ، سينساه الله يوم القيامة ، وسيخسر في الدّارين ، الدنيا و الآخرة .
تعليق