ما هي صلاة الاوابين
و قد فرض الله سبحانه و تعالى على المسلمين خمس صلواتٍ يؤدّونها في اليوم و الليلة ، و قد سنّ الرّسول عليه الصّلاة و السّلام صلواتٍ نافلةٍ منها صلاة الضّحى و هي صلاة الأوّابين ، و تشرع صلاة الضّحى من وقت ارتفاع الشّمس قدر رمحٍ في السّماء إلى وقت الزوال ، و حول أدلة مشروعيّتها فقد ذهب جمهور العلماء إلى أنّها عبادةٌ مستحبةٌ ، من شاء إدراك ثوابها أدّاها و من لم يرد ذلك لم يكن عليه إثمٌ أو حرجٌ ، و من يستدّل على استحبابها يستند على أحاديث صحيحةٍ منها ما رواه الصّحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه من أنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم أوصاه بثلاثة أمورٍ منها صيام ثلاثة أيام من كلّ شهرٍ ، و أن يصلّي الضّحى و أن يوتر قبل أن ينام ، و هناك طائفةٌ من العلماء ترى أنّها مشروعةٌ لسببٍ ، و أنّ الرّسول صلّى الله عليه و سلّم حين فتح مكّة صلّى ثماني ركعاتٍ و سمّيت بصلاة الفتح التي شرعت بعد ذلك فكان ممّن صلّاها سيّدنا خالد بن الوليد رضي الله عنه ، و هناك طائفةٌ من العلماء ترى أنها بدعة و غير مشروعة و استدلوا بحديث عن ابن عمر و أنّه لم ير رسول الله يصلّيها و لا الصّحابة الكبار أمثال أبو بكر الصّديق و عمر بن الخطاب ، و الرّاجح أنّها سنّةٌ مستحبّةٌ يؤجر المسلم عليها و يتقرّب إلى الله بأدائها .
ما تعريف صلاة الأوابين وما مشروعيتها ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن صلاة الأوابين حين ترمض الفصال، فعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل قباء وهم يصلون فقال: "صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال" رواه مسلم.
زاد ابن أبي شيبة في المصنف: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل قباء وهم يصلون الضحى، فقال: "صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال من الضحى" وفي رواية لابن مردويه في تفسيره، وهم يصلون بعدما ارتفعت الشمس. ومعنى رمضت: احترقت أخفافها من شدة الحر.
والرمضاء: هي التراب الساخن من شدة وهج الشمس. وهي شدة الحرِّ.
قال الإمام ابن الأثير (المراد بصلاة الأوابين: صلاة الضحى عند الارتفاع واشتداد الحر، واستدل به على فضل تأخير الضحى إلى شدة الحر. والفصيل هو الصغير من الإبل).
ا.هـ قال الإمام المناوي في فيض القدير: وفي رواية لمسلم "إذا رمضت الفصال" أي حين تصيبها الرمضاء فتحرق أخفافها لشدة الحر، فإن الضحى إذا ارتفع في الصيف يشتد حر الرمضاء، فتحرق أخفاف الفصال لمماستها، وإنما أضاف الصلاة في هذا الوقت إلى الأوابين لأن النفس تركن فيه إلى الدعة والاستراحة، فصرفها إلى الطاعة والاشتغال فيه بالصلاة رجوع من مراد النفس إلى مرضاة الرب، ذكره القاضي. انتهى.
والحاصل أن صلاة الأوابين هي (صلاة الضحى) لقوله عليه الصلاة والسلام: "لا يحافظ على صلاة الضحى إلا أواب، وهي صلاة الأوابين" رواه ابن خزيمة والحاكم، وحسنه الألباني في صحيح الجامع من حديث أبي هريرة (2/1263).
أما مشروعية صلاة الضحى، فقد جمع الإمام ابن القيم رحمه الله الأقوال في حكمها فبلغت ستة أقوال، وأرجح الأقوال أنها سنة مستحبة، كما قرره ابن دقيق العيد، والصنعاني في سبل السلام، والشوكاني في نيل الأوطار، قال الشوكاني: ولا يخفاك أن الأحاديث الواردة بإثباتها قد بلغ مبلغاً لا يقصر البعض منه عن اقتضاء الاستحباب. انتهى (3/60). والله أعلم.
المصدر/ إسلام ويب
روى التّاريخ الإسلاميّ قصصاً عن العباد و الزّهاد الذين وجدوا في عبادة الله سبحانه الرّاحة و الطمأنينة ، فتجدهم حين يرخي الليل سدوله ينصبون أقدامهم و يتوجّهون بقلوبهم و جوارحهم إلى الله عز وجل ، فيبتهلون إليه و يدعونه بأحبّ الاسماء إليه ، عشقوا الخلوة مع الله فبدت آثار ذلك عليهم نوراً و بهاءاً حتى سئل أحد التّابعين لم نر العابدين أحسن النّاس وجوهاً ، قال لأنّهم خلوا بالرّحمن فألبسهم نوراً من نوره ، فبالصّلاة يتّصل العبد مع ربّه بأداء ركعاتٍ مستحضراً عظمة الخالق و مستشعراً رحمته ، فيقرأ القرآن و يدعو الرّحمن فيطمأن الجنان و تسكن الأركان ، فيجد اللذة المنشودة و الرّاحة المأمولة و يرضى عنه الرّحمن و من رضي الله عنه فقد أفلح و فاز .
و قد فرض الله سبحانه و تعالى على المسلمين خمس صلواتٍ يؤدّونها في اليوم و الليلة ، و قد سنّ الرّسول عليه الصّلاة و السّلام صلواتٍ نافلةٍ منها صلاة الضّحى و هي صلاة الأوّابين ، و تشرع صلاة الضّحى من وقت ارتفاع الشّمس قدر رمحٍ في السّماء إلى وقت الزوال ، و حول أدلة مشروعيّتها فقد ذهب جمهور العلماء إلى أنّها عبادةٌ مستحبةٌ ، من شاء إدراك ثوابها أدّاها و من لم يرد ذلك لم يكن عليه إثمٌ أو حرجٌ ، و من يستدّل على استحبابها يستند على أحاديث صحيحةٍ منها ما رواه الصّحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه من أنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم أوصاه بثلاثة أمورٍ منها صيام ثلاثة أيام من كلّ شهرٍ ، و أن يصلّي الضّحى و أن يوتر قبل أن ينام ، و هناك طائفةٌ من العلماء ترى أنّها مشروعةٌ لسببٍ ، و أنّ الرّسول صلّى الله عليه و سلّم حين فتح مكّة صلّى ثماني ركعاتٍ و سمّيت بصلاة الفتح التي شرعت بعد ذلك فكان ممّن صلّاها سيّدنا خالد بن الوليد رضي الله عنه ، و هناك طائفةٌ من العلماء ترى أنها بدعة و غير مشروعة و استدلوا بحديث عن ابن عمر و أنّه لم ير رسول الله يصلّيها و لا الصّحابة الكبار أمثال أبو بكر الصّديق و عمر بن الخطاب ، و الرّاجح أنّها سنّةٌ مستحبّةٌ يؤجر المسلم عليها و يتقرّب إلى الله بأدائها .
ما تعريف صلاة الأوابين وما مشروعيتها ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن صلاة الأوابين حين ترمض الفصال، فعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل قباء وهم يصلون فقال: "صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال" رواه مسلم.
زاد ابن أبي شيبة في المصنف: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل قباء وهم يصلون الضحى، فقال: "صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال من الضحى" وفي رواية لابن مردويه في تفسيره، وهم يصلون بعدما ارتفعت الشمس. ومعنى رمضت: احترقت أخفافها من شدة الحر.
والرمضاء: هي التراب الساخن من شدة وهج الشمس. وهي شدة الحرِّ.
قال الإمام ابن الأثير (المراد بصلاة الأوابين: صلاة الضحى عند الارتفاع واشتداد الحر، واستدل به على فضل تأخير الضحى إلى شدة الحر. والفصيل هو الصغير من الإبل).
ا.هـ قال الإمام المناوي في فيض القدير: وفي رواية لمسلم "إذا رمضت الفصال" أي حين تصيبها الرمضاء فتحرق أخفافها لشدة الحر، فإن الضحى إذا ارتفع في الصيف يشتد حر الرمضاء، فتحرق أخفاف الفصال لمماستها، وإنما أضاف الصلاة في هذا الوقت إلى الأوابين لأن النفس تركن فيه إلى الدعة والاستراحة، فصرفها إلى الطاعة والاشتغال فيه بالصلاة رجوع من مراد النفس إلى مرضاة الرب، ذكره القاضي. انتهى.
والحاصل أن صلاة الأوابين هي (صلاة الضحى) لقوله عليه الصلاة والسلام: "لا يحافظ على صلاة الضحى إلا أواب، وهي صلاة الأوابين" رواه ابن خزيمة والحاكم، وحسنه الألباني في صحيح الجامع من حديث أبي هريرة (2/1263).
أما مشروعية صلاة الضحى، فقد جمع الإمام ابن القيم رحمه الله الأقوال في حكمها فبلغت ستة أقوال، وأرجح الأقوال أنها سنة مستحبة، كما قرره ابن دقيق العيد، والصنعاني في سبل السلام، والشوكاني في نيل الأوطار، قال الشوكاني: ولا يخفاك أن الأحاديث الواردة بإثباتها قد بلغ مبلغاً لا يقصر البعض منه عن اقتضاء الاستحباب. انتهى (3/60). والله أعلم.
المصدر/ إسلام ويب
تعليق