من الأمور التي تقدَح في الصيام
للشيخ د.محمد العريفي
أيها الأحبة الكرام من أعظم ما يقدَح في الصوم: ألا يضبط
الصائم لسانه ، ونبيّنا صلى الله عليه وآله وسلم يقول في
الحديث الصحيح:[مَن لمْ يَدَعْ قولَ الزورِ والعملَ بِهِ ، فليسَ للهِ
حاجَةٌ في أنِ يَدَعَ طعَامَهُ وشرَابَهُ] صحيح
ويقول - بأبي هو وأمي - صلوات ربي وسلامه عليه :
[رُبَّ صائم حَظّه من صيامِه الجوع و العطش ، و رُبَّ قائم
حَظّه من قيامه السَّهَر] حسن صحيح
و ربُّنا جلّ وعلا لمّا ذَكرَ الصيام قال سبحانه وتعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ
مِن قَبْلِكُمْ ...} سورة البقرة:183
ثم بيَّن الله جل وعلا العِلّة والحِكمة من فرضية الصيام فقال سبحانه وتعالى:
{... لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } إذاً الصوم يتعامَل مع القلب
لا يتعامل مع الفم ولا يتعامل مع البطن ، فإذا صُمت ولم
يتأثر قلبك وإنما تأثّر فمك وتأثر بطنك فقط أمّا القلب فلم يتأثر
فما هو الصيام الذي يُريده ربُّنا جل وعلا ؟
ما هي الغاية التي يُريدها الله سبحانه وتعالى من فرضية الصيام ؟
الصائم كما أنه يصوم بطنه عن الطعام كذلك لا بد أن تصوم عينه
عن النظر الحرام ، لا بد أن يصوم لسانه عن الكلام الحرام
لا بد أن يصوم سمعه عن السمع الحرام ، لا بد أن يصوم قلبه
أيضًا عن الضغينة والحقد والحسَد وما يقدَح في حال الصائمين .
ولا شك أيضًا أنّ الإكثار من الاستغفار واللجوء إلى الله جل وعلا
وكون الصائم خلال صومه يُكثِر من الاستغفار ويسأل الله تعالى
القبول :"يا رب تقبَّل مني يا رب تقبَّل ، يا رب لا ترُدَّني عنك ، يا رب اجعلني
ممّن تُعتِق رقابهم من النار " الإكثار من هذه الأدعية بلا شك
أنه في الحقيقة قُربة يَتقرَّب بها العبد إلى الله سبحانه وتعالى
ويرجو رحمة الله جل وعلا بها ، ولله تعالى - كما ذكرت
في كل ليلة عُتقاء من النار
أسأل الله جل وعلا بمَنّه وكرَمِه أن يجعلنا وإيّاكم في هذا
الشهر الكريم من المقبولين ، اللهم اجعلنا في هذا الشهر
الكريم من المقبولين اللهم لا ترُدَّنا خائبين ولا من رحمَتك
مَطرودين يا رب العالمين يا ذا الجلال والإكرام
اللهم صلِّ وسَلِّم على رسول الله
تعليق