الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونؤمن به ونتوكل عليه، ونبرأ من الحول والقوة إلى إليه، نشكره ولا نكفره ونخلع ونترك من يفجره، وأشهد أن لا إله إلا الله نصر الحق ورفعه وهزم الباطل ووضعه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله فتح الله به قلوباً غلفاً، وأعيناً عمياً وآذاناً صماً صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
ثبت في صحيح الإمام مسلمٍ وغيره من حديث العرباض ابن سارية رضي الله عنه أنه قال:"أُوصيكُمْ بِتقْوَى اللهِ ، والسَّمعِ والطاعةِ ،
وإنْ أُمِّرَ عليكم عبدٌ حبَشِيٌ ، فإنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنكمْ بَعدِي فسَيَرَى اخْتلافًا كثيرًا ، فعليكُمْ بِسُنَّتِي وسنَّةِ الخُلفاءِ المهديِّينَ الرَّاشِدينَ ، تَمسَّكُوا بِها ، وعَضُّوا عليْها بالنَّواجِذِ ، وإيّاكُمْ ومُحدثاتِ الأُمورِ ؛ فإنَّ كلَّ مُحدَثةٍ بِدعةٌ ،
وكلَّ بِدعةٍ ضلالَةٌ" صححه الألباني
وفي غيره رواياتٌ طوال...
وقال الإمام أبو محمد البربهاري الحنبلي في أول كتابه شرح السنة: إعلم أن الإسلام هو السنة وأن السنة هي الإسلام ولا يقوم أحدهما إلا بالآخر إنتهى كلامه رحمه الله والعجب من أناسٍ يدعون الإلتزام بالسنة وهم أبعد ما يكونون عن السنة وأقرب ما يكونون من البدعة ومن البدع التي إنتشرت في مصر وبلاد الشام وغيرهما في هذه الأوقات بدعة الإحتفال بأعياد الربيع والتي توافق إحتفال النصارى بما يسمونه يوم القيامة المجيد على حد خخزعبلاتهم وخرافاتهم الكفرية وزاد إنتشار هذه البدعة الخبيثة حتى رأينا بعض الدول تعتبر هذا اليوم عطلةً للموظفين ورأينا تخصيص هذا اليوم بأطعمةٍ وأشربةٍ وطقوسٍ معينة تولى القيام بها بعض من يتسمون بالإسلام ولا حول ولا قوة إلا بالله
ورأينا ذوي اللحى وذوات النقاب يخرجون من بيوتهم إلى الشواطئ والمنتزهات مقلدين لغيرهم مبتعدين عن سنة حبيبهم صلى الله عليه وسلم وكأن هؤلاء ما سمعوا في حياتهم قول الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }المائدة:51،
فأردت أن أكتب بعض الكلمات لإخواني من باب النصح ولعل الله يجعل فيها من البركة ما شاء وقد بسطت الكلام في ذلك في مقالي المسمى بهداية الحيارى في حكم الإحتفال بأعياد النصارى والذي نشر أول ما نشر في شهر ربيع الأول لهذا العام ولكني في هذا المقال سأطرح شيءاً جديداً ألا وهو:بعض البدع التي يفعلها المسلمون في هذا اليوم
وما كنت أريد الحديث في هذا الأمر ولكن كانت في صدري حاجةٌ دعتني إلى الحديث فيه والله المستعان لقد درج المسلمون في هذا اليوم على فعل أشياءٍ ما أنزل الله بها من سلطان فيسرفون في أكل بعض المأكولات العجيبة التي قد لا نراها
إلا في هذا اليوم وقد لا يأكلها النصارى وهذا عيدهم ولكنا رأينا المسلمين يأكلونها بشراهة ومنها ما هو مضرٌ بالصحة ومدمرٌ للمعدة
وقد قال صلى الله عليه وسلم: "لا ضررَ ولا ضِرارَ"حسنه النووي
رواه مالك والدارقطني وغيرهما وحتى لو جزمنا لهم جدلاً بأنها لا تضرهم فقد قال الله تعالى:{وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا *إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا }الإسراء 26: 27،
وهم يخصون بها هذا اليوم كأنهم شرعو ما لم يأذن به الله ثم إذا حدثتهم في ذلك رجموك بالتطرف والتعصب ولهم بدعٌ أخرى كالخروج إلى الشواطئ والمنتزهات والحدائق العامة رجالاً ونساءاً وأطفالا حتى ظن من لا يعلم حقيقة الأمر أن هذا من أعياد المسلمين ولا أكون مبالغً في ذلك إن شاء الله وشوش عليهم الإعلام الذي يقلب الباطل حقاً والحق باطلاً
فقال لهم إن هذا العيد عيدنا جميعاً فلا فرق بين نصرانيٍ ومسلم كلنا إخوةٌ في الوطن والإنسانية إلى آخر هذا الكلام المعسول الذي قلبت به الحقائق وغيبت به العقول
وصار المغفلون من العوام يتلقونه بألسنتهم ويقولون بأفواههم ما ليس لهم به علم ويحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم وضاع في هذه الأعياد الولاء والبراء فصار المسلم يهنئ النصراني بدعوى أن النصراني يهنئ المسلم
ونقول رداً على هذه الدعوى:أن دين النصارى دينٌ أحمق ليس فيه إنتماء ولا لأتباعه عقيدة بل لا أشك أن ثلثي النصارى في العالم لا يحضرون الصلوات في كنائسهم ودينهم دينٌ بارد حتى نسبوا إلى عيسى عليه السلام كذباً وزوراً أنه قال:إذا صفعك أحدٌ على خدك فأعطِه خدك الآخر وذكروا ذلك في إنجيلهم والأعجب من ذلك أنهم يتباهون
بهذا النص المكذوب على شاشات الفضائيات وعلى صفحات الجرائد والمجلات فإذا كانت هذه حقيقتهم فلا تستغرب إذا لم يكن عندهم ولاءٌ ولا براء وأما نحن المسلمون فنحن خير أمةٍ أخرجت للناس وديننا تامٌ ليس فيه نقصان وقد أتم الله علينا نعمته فكيف نوالي من حاد الله ورسوله؟!
فلا يجوز أن نهنئ الكفار من النصارى وغيرهم بالأعياد وأود أن أشير في نهاية المقال إلى أمرٍ هام يستغل بعض الفضلاء من إخواننا هذا اليوم فيصومونه تخصيصاً له ولعل نيتهم صالحة إذ أنهم يريدون تجنب البدع المحدثة في هذا اليوم فنقول لهم: لا تصوموا هذا اليوم لذاته فإن تخصيصه بأي عملٍ لا يجوز وهذا اليوم كباقي أيام العام ليس له عندنا إعتبارومن أراد الصيام فعليه بصيام السنة في سائر الأيام ما إستطاع إلى ذلك سبيلاً وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
والحمد لله رب العالمين
تعليق