السؤال
هل الفتن الموجودة في هذا الزمان تبيح التجاوزات في الخطبة الشرعية من اختلاط بين الرجال والنساء وما هي الحدود الشرعية في الخطبة؟
الجواب
المسلم فوق أي أرض وتحت أي سماء يجب عليه أن ينضبط بالضوابط الشرعيه من حدود الله تبارك وتعالى التي شرعها نبيه صلى الله عليه وسلم
فلا يجوز أبدا للمسلم يدعوي أنه يعيش في فتن ان يرتكب الحرام أو أن يفعل المعاصي
فشرع الله تبارك وتعالى يُصلح كل زمان ومكان ولايجوز للمسلم البتة بدعوى أنه يعيش زمان الفتن
أن يتفلت من الضوابط الشرعية ، أن يرتكب الحرام وألا يفعل الحلال وألا يأتمر بالأمر وألا يجتنب النهي وألا يقف عن الحد
قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء : 59]
وقال الله جل وعلى {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} [الأحزاب : 36]
وقال الله جل وعلى{لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة : 286]
اي لايكلف الله تبارك وتعالى المكلفين من العباد إلا بما يطيقونه وبما يقدرون على فعله في زمن الفتن او غير زمن الفتن
فلا يحجوز للخاطب ان يتجاوز الحدود الشرعيه في الخطبة بدعوى أنه يتعرض للفتن
فعليه أن يستغفر الله وأن يتوب إليه وأن يحافظ على الصلوات في جماعه
وأن يحافظ على العبادة وأن يحافظ على الصحبة الصالحة وأن يستعين الله تبارك وتعالى بكثرة الدعاء ، وأن يستعين بالله تبارك وتعالى بقراءة ورد يومي من القرآن
وأن يستعين بالله تبارك وتعالى على الصيام ، إلى غير ذلك من الوسائل التي تعينه على الثبات في الفتن
لكن لايجوز له أبدا ان يتجاوز الحدود الشرعية
فالمخطوبة امرأة أجنبية عن الخاطب ، الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج
لاتحل حراما ولا تحرم حلالا
ولا يجوز للخاطب البتة ان يخلو بمخطوبته بعد ان يراها رؤية شرعية يطمئن إليها وتطمئن هي إليه ،
لايجوز له بعد ذلك ان يسافر بها او أن يخلو بها إلى غير ذلك من المخالفات الشرعية المعروفة التي وقع فيها كثير من البيوت
ثم بعد ذلك تقع المصائب وتقع الفتن العظيمة ولا يلوم الإنسان بعد ذلك إلا نفسه
فلا يجوز لبيت مسلم يتقي الله ويخشى الله أن يسمح للخاطب ان يخلو بابنتهم المخطوبة
وإنما لاحرج أن يجلس معها في وجود محرم من المحارم مرة او مرتين أو ثلاثا بحيث يطمئن إليها وتطمئن إليه ويراها وتراه كما قال صلى الله عليه وسلم ( انظر إليها فإنه أحري ان يؤدم بينكما)
أما أن يخلو بها خلوة تامة وان تتجاهل الأسرة وجود هذا الخاطب الأجبني مع ابنتهم بلا محرم
وفي خلوة كاملة بدعوى أنه خطيبها فهذا حرام شرعا ولا يجوز البتة لبيت أن يفعل ذلك
فما حدث خلل في بيت من البيوت إلا لخروج هذا البيت عن حدود الله وعن شرع رسول الله صلى الله عليه وسلم
نسال الله أن يردنا إليه ردا جميلا
فالحدود الشرعية في الخطبة ان يرى الخاطب مخطوبته وأن تراه
وأن يطمئن كل منهما إلى الآخر ولا زيادة على ذلك إلى ان يعقد عليها العقد الشرعي
فلا يحل له بعذ ذلك أي شيء
نسأل الله ان يستر نسائنا وأن يحفظ بناتنا وان يصلح شباب المسلمين
المقطع الذي تم تفريغه
https://www.youtube.com/watch?v=I55R0avwm28
تعليق